يليق بكي صغيرتي بقلم كيان

موقع أيام نيوز

على مكتب صغير عليه جهاز كمبيوتر يجلس عليه شاب في أواخر العشرينات واسمه على المكتب أحمد محمد الأسيوطي 
رن هاتفه بضع رنات لينتزع نفسه من العمل ويرد أخيرا بدون أن ينظر للهاتف 
نعم !
فيه حد يرد على أمه كده !
أهلا يا ماما معلش مشغول شوية .
عايزاك تيجي بدري عشان تودي نعمة للدكتور .
يا ماما أنا مشغول وديها إنتي هبعتلكم العربية توصلكم مع عم حمدي .

يا حبيبي أنا رايحة مع نهى عشان هنكمل فرش الشقة ونكمل باقى الطلبات معدش وقت ع الفرح .
حاضر يا ماما بس خليها تجهز وتستناني مش عايز اقعد كتير .
طيب بس متتأخرش .
انتهت محادثته مع والدته ليجري اتصالا آخر 
عيادة د. رمزي 
ردت عليه امرأة من الطرف الآخر 
أيوة يا فندم .
عايز أحجز باسم نعمة محمد الأسيوطي 
تقدر حضرتك تجيبها الساعة 5 بالظبط
شكرا
انهى مهاتفته وانكب مرة أخرى على العمل .
في غرفة البنات
انتي لسة سخنة يا نعمةوالا بقيتي كويسة خلاص .
لا انا سخنة وبفرفر منكم لله انتو وحللكو واطباقكو ومواعينكو .. كنت وردة مفتحة وقضيتو على مستقبلي هحضر فرح نهى ازاي واخلي الشباب يتجننوا عليا .. يا عيني عليا وعلى مستقبلي 
هههههههه يا مچنونة اخرسي لآبيه أحمد يسمعك ويطين عيشتك
يطينها أكتر من كده الله يرحمني كنت برقبتكوا
طيب خلاص اجهزي بتقولك ماما عشان ساعة بالكتير وآبيه هيوديكي للدكتور .
طيب يا سمية هقوم أهو بس شوفيلي التليفون البت نسمة كانت بتقول جاية أقولها استني لما ارجع .
طيب ولو اني مش عارفة انتي ازاي مصاحبة البت الرخمة دي .
انصرفت سمية لتتغير ملامح نعمة المرحة لحزن ويأس تنهدت وغادرت سريرها نظرت لنفسها في المرآة 
مش كفاية على نفسك كده بأه ! انتى قاعدة تدبلي وھتموتي وهو معندوش ډم أصلا .. طيب على النعمة اللى هي أنا .. أنا خسارة فيه دانا عسل وربنا 
اقټحمت الغرفة شابة في نفس العمر 
نعمااااااااه 
صاروخ ف معاميعك هتموتيني وانا بطلع ف الروح .
مش بتخض عشان انتي عيانة وأجاملك .
لا متتخضيش كنت لسة هكلمك أقولك استني لما ارجع من عند الدكتور .
مين اللي هيوديكي 
هو فيه غيره تتنهد بشكل مسرحي ويدها فوق قلبها أحمد.
ارتبكت نسمة قليلا ودارت ارتباكها 
هو اللى خاېف عليكي وموديكي بنفسه 
لا طبعا ماما اللي قالتله عشان هي مشغولة مع نهى بدالي لأني مش قادرة أقوم هو دريان بحاجة و الا حتى على باله متهيالي ھموت وهو لسة أصلا مش واخد باله .
طيب البسي بأه و هستناكي تحت عما تخلصي واقعد شوية عما تمشي .
نزلت نسمة وتركتها تستعد
نزلت للأسفل في ردهة المنزل وجلست جوار الأم التي كانت تعد بعض الطعام وتعالت ضحكاتهم 
انا هساعدك يا طنط دانتي حبيبتي هو أنا عندي أعز منك !
سمعت الكلمات وهي تنزل ببطء على درجات السلم قبل أن تواجه باب الشقة السفلية حيث الردهة العائلية وقبل أن تهم بالدخول 
كويس إنك جهزتي عشان منتأخرش .
التفتت لتنظر لحبيبها اللامبالي وهزت رأسها إيجابا والتفتت إلى ناحيته وقبل أن تخطو خطوة لتذهب معه دفعها كتف نسمة وهي تخرج مسرعة وادعت المفاجأة و الخجل 
هو حضرتك جيت ! أنا كنت جاية اتطمن على نعمة حضرتك متعرفش هي غالية عليا ازاي هي وطنط .
استغرب حديثها إليه ولكن لم يرد احراجها فابتسم ابتسامة صغيرة 
كلك ذوق هما كمان بيذكروكي بالخير آه يا كذاب ولا حد جابلك سيرتها أصلا
دا من ذوقهم وأصلك مش هوصيك على نعمة وأنت أبو الذوق والمسئولية .
أحس أن الحديث يطول بلا داع 
بعد إذنك هشوف الحاجة قبل ما نمشي .
دخل قبل أن يسمع اجابتها المتملقة
انتي ايه اللي طلعك زي المدفع كده
اصلك اتأخرتي وقولت أروح واجيلك بكرة بأه عشان ماما متقلقش عليا
طيب لما أرجع من عند الدكتور هكلمك
تلكأت قليلا وهي تدعي أنها تسندها في وقفتها حتى خرج أحمد
طيب يا نعمة يلا هروح عشان معطلكوش و الوقت بدأ يتأخر و الدنيا ضلمت .
أحس أنها تحرجه بتركها تمشي وحيدة برغم أن أذان المغرب لم يكن قد رفع بعد 
اتفضلي معانا نوصلك
التفتت له وقالت بصوت ناعم
مش عايزة اتعبك وأكملت بتوتر ولا أعطلكم .
لا أبدا اتفضلي
واستدار لينزل لتمسك يد نعمة وتنزل وراءه
أسرعت لجوار السيارة فتحت الباب الخلفي وجذبت نعمة من يدها وأجلستها بالخلف فاستغربت لتداركها بسرعة تحت أسماع أحمد 
افردي ضهرك شوية عما توصلي للدكتور .. ارتاحي 
ودفعتها ولم تقوى نعمة على المقاومة ولكنها قالت 
أنا كويسة أقدر أقعد .
لكن لا استجابة و جلست

 

 

تلك ال نسمة بجوار أحمد لتجاذبه الحديث الذي فشلت نعمة مع الحمى متابعته وغفت في المقعد الخلفى .
أفاقت بعد مدة على يد أحمد فوق جبينها ففتحت عينيها لتجده يمسك يدها ويجذبها لتجلس 
خلاص وصلنا حاولي تفوقي بس عشان نطلع .
أسندها بذراعه وصعد بها للعيادة وأجلستهما الممرضة وبعد مرور بعض الوقت علا صوتها 
نعمة محمد الأسيوطي 
جعلها الاسم تنتفض .. لقد أملى اسمها بشكل خاطئ بالفعل هو مقتنع أنها أخته .. أيعقل أنه نسي أنه ابنة عمه أحمد والذي سمي هو على اسمه ! نعم اسمها نعمة أحمد الأسيوطي ابنة عمه وخالته أيضا !! قطعا هو يفكر أنها تنتفض من الحمى ولكن ما بها أشد من الحمى التي تعصف بأوداجها .
أمسك بكف يدها اليمني بيمينه ليحيطها بذراعه الأيسر ويكاد يحملها وهما يخطوان نحو غرفة الطبيب .. يا للحړقة .. قلبها يكاد يقفز هاربا من ضلوعها .. ما عاد يتحمل مثل هذا الشوق المؤلم .. كل برهة ټخطف نظرة لوجهه وتلوم نفسها ثم تعود لټخطف أخرى ويستمر ضميرها في اللوم
أفيقي يا فتاة أنت أخته ولن تكوني غير هذا .. حتى اسمك يخطئ به .. لقد جعلك أخته سواء رضيت أم رفضت
سألها الطبيب 
_ بتشتكي من إيه 
نظرت له ثم نظرت للطبيب مرة أخرى وتنهدت 
_ من غسيل المواعين
حجظت عيناه .. أأصبحت تهذي ! ألهذا الحد مريضة ! يالي من قاسې لأتركها تذبل من مرضها حتى تهذي
برغم تعجب الطبيب سألها 
_ ماله غسيل المواعين 
_ حط نفسك مكاني أصحا م النوم اغسل مواعين قبل ما انام اغسل مواعين اكل اغسلهم ماكلش اغسلهم برضو لما جابولي التهاب رئوي وضيعو مستقبلي 
فلتت من فم الطبيب ضحكة عالية .وبرغم غيظه من أسلوبها المرح حتى وهي مريضة إلا أنه كاد ينجح في كتم ابتسامته التي هربت رغما عنه 
زفاف نهى اليوم و نعمة لم تعد مريضة وتعلو ضحكاتها ومزاحها في أرجاء البيت مما ضايق أحمد 
انتي ياللي اسمك نعمة .
سمعت ندائه وهي بالأسفل في ردهة العائلة الكبيرة وفي فمها طعام فقامت تهرول لترد بسرعة فتطاير نعلها فلم تأبه له وجرت بفردة واحدة 
ايوة .. حاضر .. أيوة يا آبيه
لاقته على السلم وكادت تصدمه ويسقطا ولكنه كمن اعتاد فلم يصطدم أو يهتز بل أمسك ذراعها و أوقفها 
ايه الوش اللي انتي عاملاه م الصبح ده 
عادي يعني يا آبيه فرح بأه وكده كل سنة وانت طيب وعقبال فرحك وانت بالصحة والسلامة 
ايه ايه بس اخرسي انتي ماصدقتي .. مش عايز أسمع صوتك
ليه بس !
البيت فيه ناس بيعلقوا الأنوار و الولاد طالعين داخلين بلاش قلة ادب 
استدار وانصرف لغرفته تاركها تتحلطم وتنفخ 
ياربي يعني بلاش حتى نفرح ف الفرح ايه البني ادم الخنيق ده يا سااااتر 
البيت يعمه الفوضى والشغب والحركة فاليوم زفاف نهى والكل يتأهب من ېصرخ ومن ينادي ومن يبحث عن قطعة من ملابسه وأحدهم يبحث عن المكواة والفتيات في غرفتهن .. بل الأفضل أن نقول في عنبر الفتيات فالغرفة كبيرة طويلة بها العديد من الأسرة ذات الأدوار المزدوجة أولها يخص نهى و نعمة والمجاور لفتاة صغيرة لم تتجاوز العاشرة بعد سمية في السرير العلوي بينما في الأسفل توأمان صبيان صغيران دون الخامسة سامي و أسعد و في الطرف الآخر من الغرفة كاميليا و سناء مازلن في المرحلة الإعدادية .. خمس فتيات حقا عدد كبير ومعهما أيضا صغيران .
في المقابل من الجهة الأخرى غرفة الفتيان على هو أكبر الفتيان في الغرفة في الجامعة ثم عبد الكريم و حامد في المرحلة الإعدادية و سرير أخر لم يكتمل فرشه بعد ينتظر التوأمان الصغيران .
أما أحمد فغرفته له وحده هو أكبرهم جميعا .. ربما العدد كبير جدا ولكن يزول العجب إذا ما علمنا أنهم ليسوا جميعا أشقاء .
في غرفتهما يجلس الحاج أحمد الأسيوطي الكبير مرتديا بذلته وينظر لزوجته بينما لم تزل تحاول ضبط غطاء رأسها.. تأفف من الانتظار 
ما كفاية تأخير كده بأه .. خلينا نروح القاعة قبل ما الضيوف يوصلوا .. انتي حلوة كده خلصي ياللا
نظرت له في المرآه ثم ابتسمت واستدارت له 
صحيح لسة شايفني حلوة .
ضحك وهو ينظر لها ثم وقف واقترب وتناول كفاها 
طبعا وشايفك أحلى كمان .. أنا اللي كان يقولي قبل ما نتجوز اني هحب مرات أخويا وأخت مراتي الله يرحمهم كنت قلت عليه مچنون .. كنت شايفك أختى .
و دلوقتي !
دلوقتي إنتي حبيبتي و مراتي وأم ولادي كلهم و أم العروسة اللي هنتأخر على فرحها
ضحكا والتقطت حقيبتها وتأبطت ذراعه 
خلاص أنا جاهزة ياللا بينا .
في غرفة الفتيان لبس الجميع وانطلقوا إلى القاعة المقام

 

 

بها حفل الزفاف ومعهم الصغيرين سامي و أسعد أما الفتيات مازلن يتأنقن و يجلس أحمد بغرفته يزفر مللا وضيقا بتأخرهن فهو الذي تحمل مسئولية إيصالهن .. قام وخرج من غرفته بعد أن نظر في الساعة وحسم أمره ونادي بصوت عالي 
ياللا يا بنات اتأخرنا أوي .. كله يجي هنا حالا .
خرجت الفتيات سريعا في فوضى منهن من تمسك بحذائها تحاول انتعاله و أخرى مازالت تحاول احكام اغلاق أزرار في فستانها وتتمايلن وتسندن على بعضهن وتتدافعن فصړخ فيهن ثانية 
كل ده ولسة مخلصتوش ! اقفوا عدل .. اللي مش هيعجبني لبسها فيكوهتفضل ف البيت ماحنا مش هنتعطل عشانها.
انتظمت الفتيات في وقفتهن وتابع ببصره ما يرتدينه 
ايه اللي بيلمع ده يا ست كاميليا هتشتغلي رقاصة والا ايه !
ماله بس يا أبيه دا فرح .
ولا كلمة .. يتغير حالا قبل ما نطلع من باب البيت والا مش هتيجي معانا
جرت للداخل بسرعة قبل أن ينفذ تهديده.
وسناء هانم مضيقة البنطلون كده ليه 
مششش ضيق يا أبيه دا مممموضته كده ححححتى البلوزة طويلة .
اخرسي .. موضة ايه اللى كده لو الموضة كده يبقى مكانش له لازمة ييجي .. قلت مېت مرة ممنوع الهدوم الضيقة .. يتغير بسرعة قبل ما امشي والا هحبسكو كلكو هنا
انصرفت هي الأخرى تهرول للداخل
سمية 
وأنا كمان ايه يا أبيه ! أنا لبست اللي ماما قالتلي عليه
بيلمع يا أم لسانين ودراعك عريان
ماليش دعوة ماما اللي اشترته وقالتلي البسي ده
امممم ماما .. طيب انتي تقعدي هنا تستني ماما لما ترجع عشان مش هوافق انك تلبسي عريان انتي كبرتي دلوقتي وأكيد فاهمة يعني ايه عريان والمفروض تتكسفي ان حد يشوف دراعك .
لا يا أبيه عشان خاطري نفسي أحضر فرح أبلة نهى دا أول فرح ف بيتنا .
خلاص خشي بسرعة شوفيلك حل لدراعاتك العريانة دي .
هرولت هي أيضا للداخل
تلفت فلم يجد أحد فزفر من ضيقه وتذكر أن نعمة لم تقف مع الفتيات 
يا سمية .
نعم يا أبيه .
هي نعمة مشت من غير إذني !
لا يا أبيه بس كانت بتشرب شاي عما حضرتك تخلص إمارة علينا و تنظير فارغ .
حملق غير مصدق لما يسمعه من كلمات 
بتقولي ايه انتي !
قالها پغضب هادر فأدركت سمية أن الكلمات لم تعجبه وأثارت استيائه 
مش أنا اللي بقول دي دي دي نعمة
قوليلها تطلع فورا والا هدخل اجيبها من شعرها قليلة الأدب دي .
جرت الفتاة وبالأحرى طارت لتتجنب غضبه وبعد دقائق خرجت نعمة بيدها كوبا به بقايا شاي وترتدي ألوانا غريبة ثوبا من اللون البني واسع وقصير قليلا بينما يخفي سيقانها سروالا مخطط بالرمادي يشبه إلى حد كبير سراويل المنامات وعلى الثوب سترة كمها قصير لونها أخضر عليها أشرطة حمراء لامعة و باقي الكم لونه بنفسجي فاقع وتضع على رأسها غطاء رأس مليء بالزهور .. باختصار ترتدي كمهرج .
ايه اللي انتي لابساه ده 
عجبتك صح .. عارفة إني مبهرة و أكيد هتكافئني 
أنا هكافئك وأحبسك هنا مدى الحياة ع القرف اللي عاملاه ف نفسك ده
قالها بصړاخ أفزعها مما جعلها تقذف من يدها كوب الشاي على درجات السلم فتكسرت
ليه بس يا أبيه .. الهدوم واسعة ومفيش حاجة بتلمع وشعري متغطي ومفيش عريان خالص مش هي دي طلباتك ف لبس البنات ثم ابتسمت أهو أنا استنيتك تقول ملاحيظك عشان اظبط نفسي و أعجبك
يا مقرفة هو ده تظبيط ياريتك ما هببتي اجري البسي اللي كنتي لابساه والا هدوم بني أدمين .
انصرفت من امامه بعصبية وهي تتمتم 
ياعيني عليا وعلى بختى المدوحس هو مفيش مرة تبل ريقي بكلمة عدلة .. دايما ظالمني .. حاجة رخمة وتغم النفس .
سامعك على فكرة وإن شاء الله هقصرلك لسانك اللي يستاهل قطعه ده .
اتسعت ابتسامته بعد انصرافها فكثيرا ما كانت تصرفاتها ومرحها يثيران ضحكه ولكنه كان يخفيه في غضبه وجديته .
خرجت الفتيات الأربع وقد غيرن ما طلبه وكذلك نعمة جال ببصره عليهن وأعلن استحسانه بصمت ثم قال 
قبل ما نمشي .. مفيش واحدة فيكو تقوم ترقص ولا صوتها يطلع ولا ضحكتها تتسمع وإلا هيبقى مفيش فرح
في الحفل التزمت الفتيات بالتعليمات وكذلك الفتيان حتى قامت نعمة بيدها أحد التوأمان لتغسل يديه بعد الأكل فاصطدمت عيناها بصديقة عمرها نسمة وهي تتحدث مع أحمد بالخارج ويبدو أنها نجحت في جذب انتباهه 
ذهبت بخطوات مېتة نحوهما وعيناها مسلطتين على صديقتها الوحيدة التي تعرف بحكاية حبها اليائس الټفت إليها أحمد متسائلا 
فيه حاجة يا نعمة عايزين حاجة .
لو سمحت أنا حاسة بتعب ومحتاجة أروح .
طيب اقعدي

 

 

شوية عما أقول للبنات وأروحكم
انصرف وبيده الصغير لتتواجه الفتاتان على انفراد
أحمد يا نسمة ! مالقيتيش غيره !!
اعقلي بأه هو عمره ما هيبصلك وهو فاكرك أصلا أخته
أحمد يا نسمة !
يابنتي فوقي بأه كده كده مش هيتجوزك طيب وليه ماأبقاش انا 
تصنعت المړض ..لا لم تتصنعه فهي بالفعل مريضة .. مريضة بخيبة الأمل و مريضة بحروق الغدر .. مريضة بحب يائس وصديقة في قمة العداء لم تستطع أن تذهب لتر بعينيها نجاح مكائد من أسمت نفسها صديقة الجميع ذهبوا وهي تتظاهر بالنوم لتأتيها رسالة احترقي أو اعتادي لقد أصبح لي فاتت أيام وهي لم تزل في مرض قلبها المنحور غدرا حتى انتبهت نهى لغيابها وذبول ضحكتها .
عايزة أعرف مالك ومتقوليش تعبانة .
يعني هكون مالي يا نهى تعبانة بس .
بت .. أنا مش سايبة بيتي و جوزي وجايالك تضحكي عليا طبعا مش مصدقاكي .. إنتي ف عز تعبك بتضحكي .. انتي الضحكة الموجودة هنا 
هنا بات من الواضح صوت ټحطم قلبها الذي ظل متماسكا رغما عنه وانهمرت دموع جهلت أين كانت تنتظر لټنفجر بمثل تلك الكثافة .
طيب فهميني طيب وأوعدك مقولش لحد .
أنا هحكيلك عشان مش قادرة استحمل أكتر من كده 
في متاجر الأسيوطي للعطارة يجلس أحمد على مكتبه فدخل عمه أحمد الأسيوطي 
السلام عليكم .
وعليكم السلام يا عمي كويس إنك جيت ..امضيلنا على الورق ده وكلم الحاج عثمان أكد عليه عشان مش عايزين نتأخر على استلام الشحنة اللى استودهالنا وندفع أرضية ف المينا واسمحلي امشي بدري .
طيب تمام بس مش عادتك يعني دانت آخر واحد يطلب يمشي .
ابتسم بخجل قليلا 
معزوم ع الغدا .. انت فاهم بأه 
يا سيدي ربنا يهنيك بس يابني مش واخد بالك انها شاغلاك زيادة وكل يوم تكلمك وتعزمك واحنا يدوب قرينا فاتحة ولسة مجبناش الشبكة .
يعني أعتذر عن الغدا !
لأ .. مقولتش كده بس أنا عارف إنك مالكش تجارب وممكن تتغش في الشكل والكلام الحلو احنا عارفين انها صاحبة اخواتك البنات وبنت عيلة بس ده مش دليل ان طباعها توافق طباعك
هههههههه انت خاېف يغفلوني
هههههههههه حاجة زي كده انا عارف انك عاقل بس حبيت انبهك
طيب حضرتك لما تجوزت أمي من 10 سنين كنت متاكد انها تناسبك وطباعها كويسة ازاي 
أنا لما اتجوزت والدتك كانت ليها ظروف يابني أنا كانت مراتي اللي هي خالتك الله يرحمها مټوفية وسايبالي كاميليا لسة مولودة وكنت لايص ووالدتك خدتها برغم ان الحال بعد ۏفاة أخويا محمد الله يرحمه اتدهور بينا بسبب تعبه و علاجه سابنا مديونين وأنا مكنتش عارف أوفق ظروفنا ولا مرتاح ان ولادي كل واحد في ناحية ووالدتك برضو كان الحمل عليها تقيل وخصوصا انك كنت ف ثانوية عامة وقتها و فيه ناس كتير أشارت اننا نتجوز ونلم عيالنا وهما برضو لحمنا ولاد أخويا ف رقبتي وولاد أختها هي أولى بتربيتهم وعشان هي ست كويسة وراعت الولاد بما يرضي الله فبقت هي أغلى حاجة عندي و مهما عملت عشانها مش هوفيها حقها .
لا .. دا كلام جامد وحب قديم أنا مقدرش على كده ههههههههه .
هههههههه ماشي يا سيدي روح اتغدا وحب حب جديد
عودة لغرفة البنات حيث نعمةونهى
وده اللي جايبلك اكتئاب ! أنا لو منك أدفعها تمن كل ده غالي 
هعمل ايه بس يا نهى 
تقومي تفوقي وتضحكي وتوريها ان حياتك متحطمتش هي استغلت انها صاحبتك عشان توصل لغرضها انتي كمان عارفة عنها اكتر من أي حد فركشي الجوازة دي قبل ما تبدأ .
لا يا نهى حرام مقدرش أبقى بالخبث ده .
لو انتي ترضي بكسر قلبك وتسكتي أنا مرضاش أخويا يتجوز واحدة خبيثة زي دي حتى لو مش هيتجوزك برضه أنا مش هسكت غير اما أفركش الجوازة دي قولتي ايه هتساعديني والا اتصرف بمعرفتي واروح أقول لأحمد على اللي حصل !
لا .. لا أرجوكي أوعي تقوليله 
خلاص تسمعي كلامي خلينا ننضف من الحرباية دي متنسيش انها هتقعد وسطنا دي هتوقع البيت ف بعضه وتخلينا نخسر بعض وتوقعي منها أي حاجة .. ابعتيلي بس الرسايل اللي بعتتهالك من يوم قراية الفاتحة وسيبيني أفكر شوية .
حاضر 
في بيت نسمة
خد دي من ايدي يا حبيبي
غص بالطعام لم يكن يتخيل أن يصبح الحوار بينهما بهذا الشكل سريعا وكأنهما محبان منذ أعوام فما زال يتعرف إليها .
شكرا أنا باكل متتعبيش نفسك 
تعبك راحة يا حبيبي .
ضحكت والدتها ضحكة غير مريحة 
إن مكانتش تتعب علشانك تتعب لمين دانت غالي عندها أوي ومن زمان .
اصطنعت الخجل 
ماما ! انتي بتقولي ايه !
وهنخبي ليه

 

 

يا بنتي خليه يعرف غلاوته عندك و يطمن على نفسه معاكي .
شعور بعدم الارتياح اجتاح صدره وخاصة أن أبيها ليس موجودا لقد شعر بالإحراج وكان يريد أن ينصرف ما هذه المبادئ ! كيف يكون خاطب ابنته في بيته وهو يتخلف عن الحضور ! غير أن الشك يساوره أن زوجته من خططت لهذا .. يبدو أنه أمام بيت لا قيمة فيه لكلمة الرجال فجالت به أصوات النساء.
على المقهى يجلس مجموعات من الشباب منهم أحمد مع صديقه خليل
مش عارف يا خليل كل حاجة شكلها حلو أوي بدرجة تخوف بتحبني من زمان بوصف أمها الكلام جميل كل حاجة تمام فوق المعتاد لكن اللي قالقني صحيح أبوها .
ماله بيكلمك وحش 
لا .. أبدا دا كأنه مش موجود أصلا رحت اتغدى عندهم ملقيتهوش وقالولي فالشغل ومرضوش أمشي وقالو شوية وييجي وقعدت واتغديت وحليت وشربت الشاي و وفالآخر جه ويقولي بيتك وتيجي أي وقت وانت هنا بدالي !!!!
يمكن مستجدعك ومتطمن .
ولو برضو يا خليل هو احنا كنا عشرة قبل كده وأنا مش عارف .. حاسس انهم مش طبعنا وهي مش زي اخواتي البنات انا عايز واحدة زيهم متربية و البيت بيمشي بالأصول عشان انا هتجوز مع أهلى وهتعيش ف وسطنا .
انت قلتلها على حكاية تعيش وسطنا دي .
عمي اللي أتكلم بصراحة يوم ما طلبنا ايدها ومتهيالي مجبناش سيرة للموضوع ده
خلاص قلها وشوف رد الفعل وبناء عليه خد الخطوة الجاية
فكر قليلا وهز راسه علامة الموافقة 
كلامك صح 
يفتح باب المنزل الكبير فتقفز أمامه فجأه 
بخ ع الناس اللي بتغدوا عند صاحبتي من غيري 
انتي .. أخيرا روقتي .. تصدقي كنا هاديين ومحدش سامعلنا حس وانتي تعبانة .
أعيالكو تاني يعني ! 
لأ وعلى ايه بعدين ټموتي وربنا يحاسبنا مانتي روح برضو
كلت ايه هناك 
كلت أكل يا مفجوعة هكون كلت ايه يعني 
وأكلتك البت دي والا قصرت رقبتي قدام المجتمع العالمي
ههههههه روحي نامي ال مجتمع عالمي ال
كده ! طيب رايحة 
صعدت عدد من الدرجات قبل أن يناديها مرة أخرى 
استني يا نعمة 
استدارت له وهي صامتة 
هي نسمة صاحبتك من امتى وعرفتيها ازاي 
قفزت هابطة كل الدرجات معا 
لا دي الحكاية عايزة قعدة انا هعملنا كوبيتين شاي ونقعد ف البلكونة اللي تحت ونحكي م الأول .
ابتسم لكلامها وعودة مرحها الغائب 
خلاص هسبقك على البلكونة وهاتي الشاي وقولي من الأول
فريررررة
تلك الخطبة التي كانت نقمة أصبحت مبررا جيدا للحديث الذي لم يكن ليحدث بينهما ليتساءل عن كنه خطيبته و أحوال البيت الذي نشأت فيه كانت نعمة وبتوصية مباشرة من نهى تتجنب أن تخطئ في أي شيء عن تلك المدعوة نسمة بينما كانت نهى تفكر كيف تستغل كل الأحداث لتمنع تلك المأساة من الوقوع وبغريزة الأنثى وضعت نعمة بعض الكلمات التي تبدو غير مقصودة لتثير تفكيرا مضادا في رأسه ضد الخطبة .
دا كده يبقو مش محترمين !
لأ يا آبيه متقولش كده ليه متقولش إن طنط أم نسمة ست اجتماعية وفرفوشة ومبتحبش النكد .
ماشي بس مش بالشكل ده .. تعمل لبنتها عيد ميلاد تعزم المدرسين و جوزها مش موجود !!
يعني هي كانت بتقعد مع حد لوحدها ياآبيه ! وكانت تعمل ايه ف المدرس اللي مستقصد بنتها
أي حاجة أو تشتكيه مش تعمل حفلة وجوزها يرجع يلاقي رجالة غريبة ف البيت .
طنط ست محترمة وعمو متاكد من كده وبعدين حفلة عيد ميلاد يعني كل الناس حاضرين .
وانتي روحتي 
انا خدت اذن حضرتك لمدة ساعة ورحت مع علي ونهى مكملتش لآخر الحفلة نسمة هي اللي حكتلي .
طيب باباها عمل ايه 
عمو ده عسل أصلا أول ما دخل قالهم والله ما حد قايم ارتاحو البيت بيتكم اعذروني لولا جاي من السفر كنت قعدت معاكم .
نعم !!
الراجل تعبان من السفر ومحبش ينكد عليهم ويقفل عليهم الحفلة .
طيب والراجل اللي اتهبل وكان عايز يطلب ايد أم نسمة عملت معاه ايه 
دا مدرس مچنون شاف جوزها داخل وبرضو يقولها اتجوزيني .. مشته بالعافية وتقولي اديني فرصة أقول لأهلي ههههههههههه
هههههههههه دا جنان رسمي .. واضح ان فيه حاجات كتير كان لازم أعرفها
المدرس ده فضل مهتم بنسمة طول السنة ويديها الدرجات النهائية حتى لو مجاوبتش حاجة ههههههههه .
ظريفة أوي الحكاية دي .. كفاية كده عشان عندي شغل الصبح .. تصبحي على خير .
تركته وهي تعلم تمام العلم أن عقله في وضع الغليان .. هي تعلم جيدا كيف رباهن أحمد وكيف يعشن وأنه لن يستسيغ أبدا هذه التصرفات التي قصتها

 

 

بشكل مضحك لم تكذب في حرف بل أنها استبعدت بعض الأشياء التي كانت تعرفها عملا بمبدأ ألا تقص شيئا خاطئا أو تثير حقيقة تقلب الموازين فجأة لأن كل شيء قد ينقلب ضدها فيحجم عن سماعها بالأصل هذا ما أفهمتها إياه نهى كما أن العند قد يجعله يتمسك بها إذا ما شعر أنهما تريدان أن تفرقاهما
ذهب لغرفته وهاتفها لتجيب سريعا 
أيوة يا حبيبي كنت هزعل لو كنت نمت من غير ما تقولي تصبحي على خير يا حبيبتي .
طبعا مينفعش بس قبل تصبحي على خير كنت حابب أعرفك إننا هنتجوز هنا مع أهلي أنا الكبير ومعتمدين عليا و كمان امكانياتي المادية الحالية مش هتكفي نكمل شقتي هنا ف البيت فهنتجوز ف أوضتي ونعيش معاهم
صمتت على الطرف الآخر من الهاتف ثم قالت بصوت متغير 
وماله يا حبيبي وهما يعني أغراب عني دول هيبقوا اهلي .
طيب تصبحي على خير 
ابتسم وهو يقولها وكأنه عثر على ضالته بينما هي أغلقت الهاتف بشدة ثم رمته بعصبية ليحيله الحائط إلى مكوناته الأولى الصغيرة منفصلة .
تتابع الحوار من وراء الباب فكتمت صيحة الفرح وصارت تقفز من الفرحة بشكل مثير للضحك ليفتح الباب فجأة فيجدها ويندهش منها التفتت له وقد باغتها على هذا النحو فابتسمت لتداري خجلها 
صباع رجلي اتخبط ف السلم وانا طالعة اوضتي .
طيب روحي نامي ياللا وابقي خدي بالك .
استدار ودخل الغرفة وأغلق الباب فانطلقت كطائر هارب من قفصه ودخلت غرفتها وقفزت لتدخل الفراش كطائرة تسقط من السماء فارتطم رأسها بكوميدية في طرف الفراش فتأوهت وهي تكتم فمها بيدها ويدها الأخرى تتحسس رأسها المټألم بينما تبتسم 
أيوة يارب يسيبها يارب . 
دخل فجأة ووجهه لا يبشر بالخير وصدح صوته في أنحاء البيت ينادي باسمها 
نعمة يا نعمة .
أتت مهرولة فقد كانت نبرة صوته لا توحي بخير 
نعم يا آبيه .
تعالي بسرعة هنا .
أكملت نزول الدرجات وتبعته للداخل حيث جلس على الكنبة و أشار لها أن تجلس على المقعد أمامه قلبها أصبح يختلج پعنف وتشعر أنها يكاد أن يغمى عليها ماذا لو هربت الآن أو استدعت نهى لتدبرها في أمرها .. ترى فيم يريدها !
إنتي قولتيلي تعرفي نسمة من إمتى 
من زمان يا آبيه من واحنا في الإبتدائي كانت محولة من مدرسة تانية و مفيش بنت رضيت تقعدها جنبها فأنا قعدتها جنبي ومن يومها واحنا صحاب .
و صاحبتك متتمنيلهاش الخير !
ازاي يعني يا آبيه ! محدش بيحب نسمة أدي يا كذابة .
أمال هي بتقولي إنك وقعتي بينها وبين صحباتها عشان غيرانة إنها ليها صحاب تانيين غيرك .
شعرت أن هناك كڈبا قادم في الطريق وأن كلمة كاذبة لن تحل الأمر إذن فلنكذب جميعا .
يا آبيه أنا موقعتش كل ما في الموضوع إني مكنتش أعرف .. هي كانت مخبية خطوبتكم عن اتنين من صحابنا عشان خاېفة من عينيهم ومقالتش فانا لما قابلت البنتين صدفة وانا خارجة مع نهى قلتلهم لأني كنت فرحانة قامو زعلو وفهمو انهم خبت عنهم بالذات خصوصا انهم لاقو الكل عارف غيرهم .
سكت قليلا وبدأ يفكر بعمق هو يشعر أن الموضوع فيه أخطاء وليس مجرد اختلاف في وجهات النظر .
لكن نسمة مقالتش كده .
طيب قالت ايه يمكن فهمت غلط .
قالت إنك كنتي تعرفي واحد و بتكلميه وهي كانت عايزاكي تبطلي تقابليه و إن هو بيتسلى بيكي عينه كانت منها وبعت مع صاحبتها أنه عايز يتقدم قالتلها مفيش نصيب ف غيرتي وبدأتي تقولي عليها كلام مش كويس لأصحابها عشان يتخانقو معاها وان ده سر انك محضرتيش قراية الفاتحة ومبتكلميهاش .
أنا مش هرد على ده لأنه إهانة بالنسبة لي أنا هقولك سؤال واحد لما أنا مش محترمة وهي محترمة مقطعتش علاقتها بيا ليه وكانت كل يوم والتاني تيجي البيت هنا وتتصاحب على ماما واخواتي ! اللي أعرفه يا آبيه اننا كبنات لما نعرف إن واحدة صاحبتنا بتعمل حاجة زي كده بنقطع علاقتنا بيها عشان سمعتنا متتأثرش .
كلماتها مست بداخله أشياء كان يود إخمادها .. يعلم أن نعمة محقة وكيف لا! وهو من رباها بيديه كما أن الشك في أخلاق الخطيبة المزعومة صاحبه لفترة .. شعر بدوار يجوب رأسه فقاطعه صوت نهى وهي قادمة 
آبية أحمد دانا قلت هاجي وامشي زي كل مرة من غير ما أشوفك .
تعالي يا نهى عايزك
اسقط في يد نعمة ماذا لو سألها عما قصت وهو بالفعل لم يحدث فماذا ستجيب .
خير يا آبيه شكلك متضايق روحي يا نعمة اعمليله لمون .
لا اقعدي يا نعمة مالوش لزوم .
طيب قولي مالك .
قص باختصار عليها ما سمعه من الطرفين فصمتت

 

 

قليلا ثم نظرت بعينيه 
شوف يا آبيه عشان ما أكذبش عليك زمان مكنتش بحب نسمة ولا برتاحلها لأني حسيتها خبيثة بس كانت نعمة بتدافع عنها وتقول صاحبتي الوحيدة عشان هي طيبة ونيتها صافية وكنت بشوفها بتستغل نعمة وهي كانت بتعملها كل حاجة بحب الموضوع مش موضوع صاحبات يا آبيه دي بتختلق مشكلة عشان موضوع الجواز هنا في البيت وتوريك ان الحياة المشتركة هتبقى مليانة مشاكل .
انتي شايفة كدة 
والله احنا فيها .. اختبرها وانت تعرف .
رفع هاتفه و اتصل وانتظر قليلا حتى أجابت 
أيوة يا نسمة .
انتظر لحظات يستمع لها.
أيوة طبعا وفهمت كل حاجة.
سمعها على الطرف الآخر من الهاتف .
صاحباتك دول يا نسمة لو سمحتي اقطعي علاقتك بيهم عشان هما مش محترمين أنا عارف أختي كويس ومتأكد إنهم بيوقعو بينكم .
صمت مرة أخرى .
لا يا نسمة أنتو صحاب ومتنسيش إنك أول واحدة هيتقال عليكي مش محترمة لأن مفيش بنت محترمة بتمشي مع واحدة مش محترمة كمان محدش يقدر يشكك في أخلاق نعمة أنا اللي مربيها غير كده احنا عيلة واحدة وهنعيش مع بعض وناكل من نفس الطبق ومينفعش نبدأ حياتنا بالمشاكل .
رفع السماعة قليلا فمن الواضح أنها اشطاطت ڠضبا من كلماته وبدأت في الصياح بصوت أعلى وانفعال واضح .
هنا نظرت نعمة لنهى بتوتر فقامت نهى وسحبتها من يديها وصعدتا للأعلى 
أنا خاېفة أوي .
مټخافيش .. لما تتنرفز هتغلط و أحمد هيقدر ببساطة يفهم غلطاتها .. سيبيها تطلع الغل اللي ف قلبها .
بعد قليل من الوقت اجتمع الجميع بالأسفل لتناول الغداء بينما أحمد ملتزم الصمت لا يشارك في الحديث . لاحظت نهى شروده فوجهت إليها الحديث .
عندي ليك أخبار حلوة يا آبيه .
خير يارب .. بقيت بخاف م الأخبار اليومين دول .
خاف بس مش أوي يعني
ههههههههه يبقى في مصېبة جاية في السكة .
اخص عليك يا خالو بقى النونو بتاع نهى مصېبة !
وقف الجميع وتعالت الكلمات والتهنئة وصړاخ نعمة بالفرحة واحتضنتها والدموع تلمع في عينيها وتوالى الجميع احتضانها وفوجئت بأحمد يقف أمامها والفرحة تملأ وجهه وضم رأسها لحضنه وقبل جبينها 
مبروك يا أحلى ماما .
همست له 
القلب الطيب ده اللي بيفرح للكل معقول تكون كذابة و توقع الناس فبعض !!
قرر تناسي الموضوع مؤقتا وأجل موعد الخطبة متعللا بالانشغال في عمل جديد لم يعد قادرا على الذهاب إليها كل ما قالته في ڠضبها جعل رأسه تدور .. لقد تأكد أنه في جحر حية تتصنع الطيبة فهو نفسه خدع وظن أنها بريئة نقية ترى هل بالفعل ما قالته صحيح !
دخل عمه فرآه شاردا وشكله غير مطمئن 
مالك يابني فيه ايه 
عمي ! حضرتك جيت امتى 
لسة داخل بس شكلك مش مطمني حاجة حصلت والا ايه 
لا أبدا بس احتمال اسافر عايز احضر استلام البضاعة في المينا و افهم الإجراءات بفكر اننا بعد كده نستورد لنفسنا .
بس كده مجهود كبير عليك و كمان هنحتاج سيولة مش موجودة .
ايه رأيك في عم صالح الأسيوطي 
هو بصراحة أحسن حد ممكن يشاركنا كمان كان بيحب أبوك الله يرحمه وكأنهم توأم ومعاهد أبوك أنه يبقى شاهد على جوازك و ده لسة بدري عليه هنقابله ازاي أصلا وهو طول الوقت ف سفريات ومحدش بيلحق يسيبله خبر وده موضوع عايز قعدة .
خلينا بس الأول نعرف ايه المطلوب وبعد كده تتحل .
إنت جيت امتى يا أحمد محسيتش بيك 
أنا لسة داخل يا ماما عاملة ايه 
الحمد لله يا حبيبي كويسة .
أعملك عشا 
لا يا حبيبتي أنا كلت مع خليل فاكرة يا ماما الفترة اللي بابا اتوفى فيها 
اه يا حبيبي كانت فترة صعبة .. ايه اللي فكرك بيها .
افتكرت لما كنا عايشين ف الشقة فوق الوكالة و عمي ساكن فوقنا مش متخيل ازاي المكان ده كان مقضينا كلنا وكنا مبسوطين وخالتي كانت لسة عايشة وبابا لحد لما بابا تعب مكنتش فاكر ان فيه حاجة ف الدنيا ممكن تغير حياتنا .
الدنيا بتتغير يا حبيبي لما جه باباك يخطبني عمك شاف خالتك وحبها واتجوزنا كلنا ف ليلة واحدة ولما ولدتك قعدنا سبع سنين لا خالتك خلفت ولا أنا حملت تاني رغم اننا رحنا للدكاترة كنت انت ابننا كلنا وليك معزة خاصة و خصوصا انك كنت دايما كبير ف تفكيرك وتصرفاتك كانت الأحوال صحيح مش حلوة ماديا بس كان كل حاجة حلوة ولمتنا ووجودك ف وسطنا و حب عمك وخالتك ليك وبعد كدنا ربنا كرمنا وبقيت أنا وخالتك منلحقش نخلف ونحمل تاني والعيال بقو

 

 

عاملين زي التوائم ههههههه .
رضعتونا سوا يا ماما 
لا باباك الله يرحمه وعمك نبهو علينا منغلطش الغلطة دي عشان لو العيال حبو يتجوزو من بعض .
بس احنا دلوقتي كلنا بقينا اخوات لدرجة اني فعلا مش عارف اخواتي من ولاد عمي .
ربنا يخليكم لبعض يا حبيبي انت جيت الأول و بعدين خالتك خلفت على وانا خلفت نهى وولدناهم ف نفس الشهر وبعدهم بسنة خالتك خلفت نعمة بعدها بكذا سنة خالتك خلفت عبد الكريم بعد ما ولدت سناء بشهرين وكان باباك الله يرحمه بدأ يتعب ويدوب ولدت حامد وهو ماټ بعدها بشهر وكانت خالتك سمية الله يرحمها حامل في كاميليا وقبل ما يفوت 3 شهور خالتك تعبت وكان لازم يولدوها لكن أمر الله نفذ واټوفت وهي بتولد وبعدها ب 3 سنين اتجوزت عمك وانت اشتغلت معاه وانت بتدرس وخلفت منه سمية والتوأم أسعد و سامي .
يعني أنا ونهى وسناء و حامد اخوات و على ونعمة وعبد الكريم وكاميليا اخوات
أيوة صح بس غريبة أنت أول مرة تهتم بالموضوع ده .
عشان كنت طول الوقت بقول اسم نعمة باسم بابا وكنت فاكر كويس ان بابا كان طول الوقت يدلعها وليها معاملة خاصة وساعات كتير كانت بتنام ف حضنه .
ايوة كان باباك الله يرحمه بيحبها اوي عشان شكلها واسمها على اسم جدتك الله يرحمها وډمها خفيف زيها .
في غرفة البنات
أنا مش قادرة أصدق ! هتبقي أم يا نهي أنا صعبان عليا الواد ده أوي دانتي هتمرمطيه .
أنا .. أنا يا تحفة دانا هبقى أم كيوت .
فعلا .. كيوت بالصلصة .
ههه ظريفة أوي.
سيبك من كيوت وصلصتها وقوليلي معرفتيش الحرباية قالت لأحمد ايه 
لا معرفتش بس من يومها وهو متغير ومقلوب ومش بيتكلم وبيقولو شغل جديد
طيب هو أجل الخطوبة بيقول لما يرجع من اسكندرية الأول مقالش حاجة طيب والا دي حجة!
والله ما عارفة يا نعمة حتى ماما بتقولي متعرفش حاجة مع ان أحمد قعد معاها ساعتين يتكلمو
مش عارفة ليه قلبي مقبوض .
اذكري الله باذن الله خير .
يارب .
رن هاتفها لتفاجئ باسم نسمة انتفضت بشدة و زاد توترها فأمسكت نهى بيدها 
مټخافيش ردي عليها وجمدي قلبك .
أنا مش عارفة هي عايزة مني ايه 
تلاقيها عايزة تستفزك واحتمال تكون بتسجلك عشان تسمعه جزء من المكالمة وتقلبه عليكي
طيب والعمل
اديهولي
امسكت الهاتف وفتحته وفتحت مباشرة تسجيل المكالمات مع رفع الصوت .
انتي يا غبية ياللي اسمك نعمة ردي والا خاېفة مني !
هخاف منك ليه دا حتى انتي خطيبة أخويا وصاحبتي سنين قبل ما .. تتخطبي لأخويا .
عليا أنا الكلام ده
على الكل انتي متصلة عايزة حاجة أقدر أقدمهالك !
أنا بس حبيت أقولك ان اللي بتعمليه ضرك وبردو أحمد معايا ومش هيبصلك بصي لنفسك وقارنيها بيا انتي تيجي ايه ف جمالي والا أنوثتي .. انتي واحدة غبية آخرك كنت تعمليلي شغل الكلية والمحاضرات اللي مكنتش بحضرها لكن من النهاردة هشوف حد غيرك وانتي متفرقيش معايا .
خلصتي كلامك 
لا يا حلوة .. استني المفاجأة أنا هنهي وجودك أصلا ههههههههههههه
مش عارف يا خليل برجلتني أوي بكلامها معتش عارف إيه الصح .
أنت اللي مبرجل نفسك بنت عمك أنت حافظها ومربيها والكلام مش راكب على بعضه منين كانت ماشية مع واحد ومنين كانت عينها عليك !
أنا راقبتها بقالي شهرين لحد دلوقتي مبتعملش أي حاجة مريبة و كمان خطيبتي مبتعملش حاجة من غير إذني و مش ممانعة نتجوز في البيت .
يا أحمد أنت بتوقع نفسك في مشاكل ركز كده كانوا أعز صحاب و فجأة بقت عداوة وانت هتخليهم يعيشو مع بعض .
يعني أعمل إيه !
من رأيي إن بنت عمك أولى بيك وهي كده كده واخدة ع الوضع ف البيت ومن طبعك وتربية ايدك .
أنت اټجننت وألا ايه دي أختى دانا لسة عارف انها بنت عمي مفيش شهرين !
والله أنا قلتلك رأيي و أنت حر بس خد بالك بأه المشاكل هتبقى للركب .
ربنا يستر .
في غرفة البنات
كل ده وراح حدد معاد الفرح مفيش أمل أصلا يا نهى 
خلاص يا نعمة لو ليا عندك خاطر كفاية تفكري فيه وتوجعي فقلبك .
ڠصب عني يا نهى أنا من زمان متقبلة فكرة أنه مش هيتجوزني وعادي بس صعب أشوف صاحبة عمري هي اللي معاه أي واحدة تانية مكانتش هتوجعني بالشكل ده .
فكري فنفسك ومستقبلك و مسيرك يجيلك عريس وتخرجي من البيت وساعتها ترتاحي ومش هتشوفيهم غير في المناسبات بالكتير . أنا أتأخرت هقوم أروح أنا وأنت ناميلك شوية وبطلي تفكير تصبحي على

 

 

خير
انصرفت نهى لتتركها في نيران الخېانة تحترق ولكن لا .. ألا يوجد رب كريم يجيب الدعاء افترشت مصلاها وتركت لنفسها مجالا لتدعو الله بكل ما يعلمه ويجول بصدرها ويصول في أفكارها و تركت لدموعها العنان لتتسابق على وجنتيها .
يا رب أشكو إليك ألمي و لا أشكوه لسواك وأسألك النجاة ولا أسأل سواك فخفف عني ما تعلمه ولا يعلمه سواك .
يا الله وضعت نفسي وأحوالي بين يديك ولا أرغب سوى بتدبيرك .
يا إلهي أعزني بعزتك ولا تهني و أكرمني بعطائك ولا تحرمني و أجب من مسألتي الخير لي و أبعد عن قلبي كل ما يهوى غيرك .
انزعه من قلبي نزعا مادام هواه يبعدني عنك ولا تجعلني أنظر ولا أود إلا من قسمته لي وكتبته لي عندك واجعل كل مشاعري لا تتحرك إلا لمن كتبته لي عندك زوجا .
اللهم ارزقني بالخير ما ترضاه واكتب لي زوجا يعينني على ما ترضاه و ارضني بما رزقتني و أسعد قلبي به .
ظلت تبكي وهي في سجودها بعد أن استنفذت الكلمات في دعائها ولم تستطع البوح بما في قلبها إلا بدموعها بكت حتى تعبت ونامت .
على الهاتف
حبيبي القمر بيعمل إيه 
أنا في الشغل يا نسمة .
إيه ده لغاية دلوقتي !
إنتي عارفة مواعيد شغلي من الأول كنتي متصلة ليه 
كنت عايزاك تيجي تتغدى معايا وتفتح نفسي .
يا نسمة موضوع الغدا دا بيضايقني وخصوصا إن باباكي مبيبقاش موجود .
طيب ماما بتبقى موجودة كمان ماما عايزة تتكلم معاك .
طيب هقول لوالدتي ونحدد معاد ونيجي .
هو أنت عشان تجيلي لازم حد يجي معاك ! أنا مش قصدي مامتك متجيش بالعكس أنا بحبها وعايزاها تيجي على طول بس افرض يعني ماما عايزاك في حاجة كخدمة ليها وتتحرج حد يعرف تعالى لما تخلص شغل شوفها عايزة ايه .
لم يعجبه إلحاحها أن يذهب ووحده ترى ماذا يدبرون !
نسمة قوليلي إنتي عايزة إيه بالظبط ومتقوليش ماما اللي عايزاك .
بصراحة كده يا حبيبي أنا عايزة أشوف هتتجوزني فين ونروح نشتري لوازمنا كمان يا حبيبي أنا كنت عايزة نعمل الفرح في القاعة الماسية في فندق الحياة بيقولو عليها حلوة أوي .
تنهد بعمق فقد أصابت ظنونه 
بالنسبة إنك تشوفي أوضتنا أظن إنك عارفة البيت كويس والأوضة ف الدور اللي فوق جنب أوضة البنات وأوضة الولاد و لينا تراس مع الأوضة و فيه سطح ليه باب من الأوضة و هحاول أفضي نفسي ونشترى أوضة نوم جديدة معدش وقت يا نسمة على معاد الفرح.
طيب والفرح يا حبيبي عشان خاطر حبيبتك مش عايزة نعمل الفرح عندكم في الجنينة .. عشان خاطري .
يا نسمة أنا مخبيتش عليكي حاجة وماما قالتلك قبل ما أجي أخطبك على كل حاجة وانتي اللي قلتي مفيش مشكلة وكله هيتدبر .
لأ بأه ليه يعني لا شقة ولا فرش ولا فرح أنت فاكرني إيه .. إتعب شوية عشاني وألا فاكرني ببلاش .
إيه الأسلوب ده ! هو إن معملناش الفرح بمبالغ خيالية في فندق سبع نجوم أبقى فاكرك ببلاش ! أسلوبك بدأ يتغير وصوتك بدأ يعلا فكري كويس في كلامك قبل ما تقوليه .
أغلق الهاتف و إذا بعمه يدخل ويجلس أمامه .
مالك يابني 
قولي يا عمي هي ماما قالتك ايه قبل ما نخطب نسمة خلاك توافق نخطب دلوقتي رغم إن السيولة معانا متسمحش نكمل بنا الشقة اللي فوق 
قالتلي إن نسمة قالتلها إنها شارية و قابلة بكل الظروف و موافقة تعيش معاك على حالك وإنها مش عايزة حاجة و مع ذلك طلبت شبكة كبيرة وقلنا حقها طالما باقي الحاجات مش موجودة دلوقتي و أهو عما تتجوز سنة أو اتنين بالكتير مشروعنا يدخل فلوس ونعوضها كل ده .
دلوقتي يا عمي الكلام اتغير خالص عايزة فرح كبير في فندق سبع نجوم و عايزة نغير ديكور أوضتي وتشتري فرش من أماكن غالية تمن الفرح لوحده يشتري شقة في مكان شيك وتمن الحاجات اللي كل يوم والتاني تطلبها تمنها يعدي أكتر من تلتميت ألف غير الأجهزة اللي طالباها واضح يا عمي إننا اتسرعنا .. يعني كان لازم نقولهم نخلي كله بعد شهر أهو معدش فاضل وقت واتدبسنا وهي مش عاجبها حاجة .
جاي دلوقتي تقول كده ! إحنا حددنا معاد الفرح وكتب الكتاب و عزمنا عمك صالح و قالي جهز الورق نمضي بالمرة و قالي إنه لولا نازل لفرحك مكانش مضى لأنه اعتبر الشراكة هدية فرحك .
هنتصرف ازاي !
احنا نروح لباباها اللي مشفتش وشه من يومها و نتفق ونقوله يا كده يا مفيش جواز .
خلاص اتفقنا .
في بيت نسمة 
انتي بتقولي ايه يا ماما .. يعني

 

 

كل اللي خططناله باظ وحتة بت زي دي تنتصر عليا وبابا ازاي ميردش عليه ويوافق على كده .
أبوكي ده زي قلته دانا مسحت بيه البلاط بس كويس انه اداهم الأمان أحسن ما كان يطفش و كانت هتبقى انتصرت بجد انتي مش مجهزة الصور اللي عندك والواد اللي هيقول الكلمتين خد نص فلوسه 
ايوة كله زي ما اتفقنا .
خلاص نفذي وبعدين كل شوية نغصي عليه عيشته وقوليله انا ازاي اتساوى مع واحدة زي دي واعيش مع أخلاق كده و اتوصي بقالتلي وعملتلي وهو من نفسه هيكره يقعد معاهم .. هو دلوقتي كحيان بس بكرة تلعبي لعبتك وتخليه يحط الوكالة كلها ف جيبه .
طيب يا ماما ثواني أكلم الواد في التليفون
رفعت هاتفها 
أيوة يا محروس نفذ زي ما اتفقنا .
تعالت ضحكات الأم وابنتها
في مقهى بعيد عن الوكالة على منضدة بعيدة قليلا عن الناس
الڠضب ينفجر من عيون أحمد تجاه الشخص أمامه
إهدا أمال يا أستاذ خلينا نتفاهم
نتفاهم على ايه ! انت شكلك اټجننت
الهانم اخت سعاتك هي اللي كانت بتجيلي برجلها و خلاص أنا تبت و خطبت وعايز استقيم وهي اللي لسة بتطاردني وصورها اللي عندي أهي مش عايز حاجة بس ابعدها عني .
انت كذاب أنا أختي أشرف من ألف من عينتك
وطي صوتك أمال بلاش فضايح الميموري أهي وأنا عملت اللي عليا .. سلام
سلام كده ببساطة انت تلزمني الشويتين دول . حتة أكشن بأه 
لم يفهم محروس معنى الكلام فالټفت ليفاجأ بلكمة أفقدته وعيه ليتلقاه أحمد على ذراعه و رفع صوته 
ايديكم معايا يا رجالة أخويا جاتله الأزمة عايز أوديه للدكتور بتاعه .
في بيت نهى 
مقدرتش أقول لحد حاجة خاېف أروح أشوفها في وشي أقتلها حاسس إني مشلۏل يا نهى مش عارف أفكر .. ملقتش قدامي غيرك يفكر معايا .
كويس اوي إنك مسيبتهوش يمشي أنا قلبي بيقولي إنها لعبة قڈرة .. انت وديته فين 
وديته ف مخزن قديم معدناش بنستخدمه .. رطته هناك خفت أفضل شوية أقتله .. الميموري عليه قذارة مقدرتش أكمله .
اديهولي كده .
فتح محفظته و أعطاها الكارت لتضعه في هاتفها وتشغله ليشمئز وجهها مما ترى ولكن صړخت فجأة 
مش هي والله الصور دي متركبة .. نعمة عندها وحمة في كتفها اليمين و محدش بيشوفها أصلا لأن هي مش بتحبها وبتخبيها .
متأكدة 
مليون ف المية .. روح إسأل الكلب ده مين اللي بعته وابقى طمني .
حاضر .
الټفت وقام ليغادر فاستوقفته نهى 
أحمد سيطر على نفسك أوعى تموته ميستاهلش نخسرك .
بعد عدة ساعات يأتيها صوته في الهاتف ملتاعا يكاد يذهب من فرط المه 
طلعت خطيبتي يا نهى هي اللي ورا كل القذارة دي .. إزاي مخدتش بالي ! هي الوحيدة المستفادة وهي الوحيدة اللي معاها صور نعمة وأخبارها وخط سيرها و أسرارها .. أنا غبي أوي يا نهى
متزعلش يا أحمد واحمد ربنا إنها اتكشفت دلوقتي .
كل حاجة راحت .
مفيش حاجة راحت .. اهدا وهنردلها القلم .. الواد لسة عندك 
ايوة .
خليها يكلمها يقولها كله تمام وانت متقولهاش حاجة و اصبر لحد ما نفكر هنعمل معاها ايه .
بتفكري في ايه 
هقولك بعدين لما أقلبها في مخي .. ان ما كنت أخلي شيطانها يجي ياخد عندي درس مبقاش نهى .
بعد ليلة نعمت فيها بالنوم أخيرا استيقظت على حركة في البيت غير عادية و ما أن فتحت عينيها حتى وجدت نهى ټقتحم الغرفة .. اكتسى وجهها بتعب الحمل الأنيق و زاد وزنها قليلا وبدأت بطنها في البروز عن قبل و لكنها متحمسة نشيطة تتنقل كما لو كانت عصفورا .. فتحت نوافذ الغرفة وهي تصيح فيها أن تنهض لم تفهم لم كل هذه الضوضاء وفيم تعجلها هكذا في الصباح وقبل أن تستغرق أكثر في تفكيرها وجدت يد نهى تقبض على معصمها و تجرها من فراشها 
إنت لسة هتنحي وتفكري وتذبهلي .. قومي أحمد فرحه الأسبوع الجاي .
مين! إمتى! هو مش كان لسة أسبوعين وكام يوم !
لا هما قدموا المعاد .. ياللا انت لسة هتقعدي تستغربي أحمد طالب مننا نساعده .
أفلتت يدها بصعوبة و جلست مرة أخرى وهي تزفر 
ومالقاش غيري تساعده .
بقولك ايه خليها تعدي على خير هو فاهم انكم لسة أصحاب وانكم بتتصالحو أسرع ما بتتخاصمو .. متبانيش قدامه انك انتي الۏحشة وهي البريئة .
هعمل ايه يعني !
محتاج نشتريلها فستان ونروق أوضته ونجهزها .
ايه نشتريلها الفستان !!!
ايوة انتى جسمك زيها تقريبا فهنجيبه أنا وانتي .
بلاش حكاية الفستان دي الله يخليكي .. كفاية حړقة قلب وادوني فرصة اشم نفسي .
ده اللي هيخليكي تتأقلمي

 

 

مع الموضوع
هو جاب فرش جديد 
لا مفيش وقت احنا هنحاول نظبط شكل الأوضة مش عايزة أوصيكي اهتمي بالأوضة أوى عشان يعرف انك طيبة وهي اللي بتاعت مشاكل .
اوووووف .. طيب .
في السوق أثناء البحث في المحلات
أنا تعبت أوي يا نهى هو لازم فستان حلو أوي ما كفاية اوضته اللي وضبناها أنا معتش مستحملة كمان أقيس الفستان عشان هي اللي تلبسه .
معلش يا نعمة متقطعيش قلبي بأه .
اشتريه انتي يا نهى عشان خاطري .. وابقى يا ستي اكذبي وقولي اني كنت معاكي وابقي استغفري وهطلع حاجة لله عشان ربنا يقبل منك .
و هقيسه ازاي يعني !
قيسيه كده.. بكرشك الحلو الصغنن ده عشان يبقى شكله عرة عليها
بأه أنا ليا كرش طيب أنا هتصل عليها وأوديها تنقي وتقيس وتغير وخلي أحمد يعرف إنك اتخليتي عنه .
يا ساتر عليكي ما تصدقي .. بفك معاكي بكلمتين ايه حرام!
حلو أوي الفستان ده خشي عشان تقيسيه
لا بلاش ده
ليه ده جميل
ماهو عشان جميل .. حرام عليكي يا مفترية ارحميني انتي ايه معندكيش عرايس بلاستك .
لا عندي عرايس محشية قطن
هيهي ظريفة
ياللا بلاش دلع قدامي هنشتريه ده
اوووووف بأه .. طيب .
في البيت تجلس وحدها حولها المشتريات التي ابتاعتها مع نهى تشعر أنها ستجن 
بأه أنا اللي أروح أشتريلها الفستان و أجيبه و كمان أرتب لها الأوضة اللي هتتجوزه فيها .. ايه الافترا ده لا و الهبلة نهى اللي تجرني على وشي أروح معاها دي شكلها بقت تبع معسكر الأعداء .. لازم أتبرى منها قبل ما تجيبلي تخلف أكتر من اللي حصلي .
وتمسك الثوب بيدها وتفرده على صدرها وهي تنظر في المرآه 
حلو أوي .. خسارة فيها أنا لو من الفستان اتقطع كده ولا تلبسنيش .. الحمد لله اني مش فستان .. أنا مقهورة .. بأه دي آخرتها يجيبلي ضرة قبل ما حتى يعرف اني بحبه .. ياللا مش مهم أنا أصلا و لا يهمني .. بس ولا يهمني ازاي دانا ھموت محروقة من غيظي دانا خلاص ريحت الشياط اللي طالعة من أعصابي خنقتني .. مش قادرة لازم انتقم .. هيحصل ايه لو قطهت وردتين م الفستان كده نزعت جزء مطرز من الفستان فتهدل جزء آخر اوبس .. كنت عايزة أشيل الوردتين بس .. ياللا نصيبها بأه .. أما أحاول أغطي الحتة اللى اتقطعت .. اجيب قلم فلوماستر أحمر .. ايوة هو أحسن حاجة أمسكت بقلم أحمر و جعلت تلون وتفسد أجزاء من الفستان ولكن قاطعها صوت نهى وهي قادمة فرمت القلم وغطت الثوب بغلافه وجلست كأنها لم تفعل شيئا
انتي ايه اللي مقعدك زي الحزانى كده 
عمايلك السودا .. شكلك بقيتي تبعها وأنا سناني بدأت تاكلني و عايزة أعضك .
أنا عمايلي سودا !! الحق عليا قاعدة اشتريلك معايا لبس عشان اراضيكي .
يا حنينة ! دانتي جايبة للأعداء فستان الزفاف .
فكرتيني .. هاتيه أنا بصراحة مش ضمناكي .
خدي أهو بس خليكي فاكرة .. كسرتي قلبي ورجليا ومعدتي و مش مسامحاكي .
كسرت ايه !
قلبي لما خليتيني اشتري لضرتي فستان فرحها ورجليا م اللف ع المحلات ومعدتي اللي معزمتيش عليها بساندويتش ينسيها الحب الضائع .
ههههههههههههههه يخربيت فقرك همك على بطنك .. أنا ماشية سلام .
في صباح يوم حفل الزفاف قامت من فراشها تجر قدميها فشلت في إبداء بسمتها ترغب في البكاء بشدة وتخشي من عدم قدرتها على المقاومة .. جلست في شرفة الغرفة بعدما ادعت أنها مصاپة بالبرد وطلبت كوبا من الينسون و ظلت متجهمة تنظر للفراغ حتى قطع خلوتها مع نفسها دخول نهى .
انتي قاعدة عندك بتعملي ايه 
قاعدة .. هعمل ايه يعني 
دانتي تعملي و تعملي .. متسيبيهاش تغيظك و قومي معايا .. أنا اتفقت مع بيوتي سنتر يبعت لنا متخصصة تعملنا ماسكات ومكياج .. لازم تبقي النهاردة زي الفل متشمتيهاش في كسرتك .
ماليش نفس .. يعني هيفيد بأيه أعو زيي زي أي حد ف الفرح و لا حد هياخد باله مني .
قومي يا شيخة بطلي اكتئاب بأه .. الست زمانها على وصول .
قامت تحت ضغط كلمات نهى تجر أقدامها .. راضية بما لاقته تقبل ما قسمه الله لها تخلت عن كل شيء موقنة أن الله يختار لها الأفضل وأن تعويضه لها سيفرحها ويرضيها ذهبت واستسلمت ليد المرأة التي تزينها بلا أدنى اعتراض وبين الحين والآخر تحاول أن تبث الابتسامات حولها بروحها المرحة ويعلم الله مقدار ما بقلبها من ألم .. زينتها المرأة و أصبحت لافتة للغاية جمالها أبرزته الزينة بلا تكلف و حان وقت ارتداء الثوب فوجدت يد نهى تدفع من يديها الثوب الذي كانت سترتديه وتعطيها ثوب آخر في غطاء كبير يشبه لحد كبير ثوب الزفاف الذي اشترتاه معا .. بل هو وليس غيره نظرت لها بتساؤل و دهشة وقلبها

 

 

يكاد يقف من فرط توترها 
مش ده ....
انتي فاكرة إني ممكن أقبل أخويا يتجوز أم غل دي ! وألا فاكرة إن ممكن أقول لو مبوظتش الجوازة مبقاش نهى وتعدي ويتجوزوا !
قصدك ايه مش فاهمة 
قصدي البسي الفستان يا عروسة .. كتب كتابك وفرحك النهاردة على أحمد .
ايه .. تصدقي أنا بدأت أحس إني بسمع هلوسات زي ما تكوني بتقوليلي إني هتجوز .. مين ايه و صړخت وهي تقفز انتي بتتكلمي جد لأ متلعبيش بأعصابي مش فاهمة حاجة
أنا هحكيلك الزفتة اللي كانت صاحبتك زورتلك صور مع واحد وبعتته ليه وهو اكتشف الملعوب وكان مش عارف يعمل ايه من ناحية عايز كتب الكتاب في معاده ومن ناحية تانية مش عايز يكمل معاها و عايز يكسر دماغها .. فانا اقترحت عليه انك انتي افضل واحدة ېحرق ډمها بيكي ويكتب الكتاب في معاده و كمان اكتر واحدة مناسبة ليه وعارفة طباعه ونظام بيتنا
فلاش باك
خرجت من الغرفة لتنتظرها بالأسفل ليتسوقوا ثوب الزفاف فوجدته يجلس بانتظارها 
قالتلك ايه 
دي غلبانة وافقت وبتحضر نفسها عشان تيجي معايا .
أنا برضو مش عارف أنتي ازاي فكرتي الفكرة دي أنا حاسس إني بقع على وشي .
بص يا أحمد مش هخبي عليك .. نعمة أصلا كانت بتحبك طول الوقت ومكانش حد يعرف الحكاية دي غير نسمة بحكم انها كانت صاحبتها وبرغم انها عارفة إلا إنها كانت كل يوم بتيجي وتلفت نظرك وتتمحلس لماما عشان تقنعها تخطبها ليك لحد ما عملت كده فعلا وماما أقنعتك تخطبها .. الموضوع عندها انها تخطفك منها وتقهرها يوم ما كنا عندهم بنقرا الفاتحة كانت بتبعت لنعمة رسايل قڈرة استنى هوريهالك
رفعت له هاتفها بعدما فتحت صور للرسائل ثم أردفت 
وملعوبها القذر والإنسان الژبالة اللي بعتته كل ده بيقول انه بتغير من نعمة وعايزة تكسرها بأي شكل وانت بتقولي انك متقدرش تأجل معاد كتب الكتاب عشان عم صالح جاي فما بالك بانك تلغيه يبقى الحل ان كتب الكتاب في معاده بس على نعمة وخلى نسمة تولع ويبقى دخلة بالمرة عشان تولع اتنين في واحد .
هو اڼتقام حلو وهيحرق مخها مش بس ډمها بس نسيتي حاجة .
ايه ! انا منسيتش حاجة .
لأ نسيتي أهم حاجة إني طول عمري بشوف نعمة أختي و صعب أني أحسها مراتي و أبقى فيوم وليلة متجوز أختي!!!!!
يا عم سهلة .. خد وقتك عما تتعود عليها وتشوفها مراتك خلينا نخلص من العقدة دي الأول وعلى مهلنا في أي حاجة بعد كده .
شكلك مش مريحني ..و شكلي هروح في داهية على ايديكي .
هههههههه قول إن شاء الله
وقف ينتظر نزولها من شقة نهى ليصحبها إلى حديقة البيت حيث يجلس المأذون وعمه و الحاج صالح الذي كان يطير من سعادته بزواج ابن صديقه و أخيه رحمه الله من ابنة عمه الذي يعرف جيدا قدرها وأخلاقها ولم يتمنى لأحمد يوما أفضل من هذا النسب فهو في نفس منزلة أولاده ويتمنى له من الخير ما يتمناه لهم .. وقف ينتظر ما يزيد على نصف الساعة فهاتف نهى
ايه التأخير ده كله هي مرضتش والا ايه 
لا رضيت بس زي ما تقول كده من الفرحة الفستان عيط .
ايييه ! انتي بتخرفي والا ايه !
مش عارفة أقولك ايه بصراحة .. اصلها يعني .. بص هي لسة بتكمل لبس اصبر بس كمان عشر دقايق .
طيب .. لما أشوف أخرتها .
أغلق الهاتف والتفتت نهى ل نعمة 
يخربيت أفكارك الژبالة .. أمال لو كنت سيبتلك الفستان ومخدتهوش كني عملتي ايه !
هههههههه كان زمانه اتفحم واحنا لايصين مش لاقيين فستان .
بتضحكي ! هنعمل ايه يا اذكى اخواتك 
تدخلت في الحديث السيدة التي اعتنت بزينتهما وكانت تستعد للرحيل بعد اتمام مهمتها 
لو عندك شال حرير لو فاتح تحطه على كتفها ونمسكه ببروش ونثبته بدبابيس ونحط فوقه جزء مطرز من المقطوع تحت الشال كأنه مطرز فيه وكده هنداري الكم المقطوع والشخبطة والجزء اللي بايظ ف صدر الفستان .
ردت نهى
فكرة جميلة .. انتي أنقذتينا .. ساعديني لو سمحتي عشان خلاص العريس واقف تحت هيولع فينا .
ضحكت نعمة 
كنت عارفة إن ربنا هيكرمني و مش هيتخلى عني
ردت نهى 
اخرسي مش عايزة اسمع صوتك .
في هذه الأثناء 
أنا يا ماما يعمل فيا كده .. والحيوانة دي هي اللي تضحك في الآخر .. أنا هتجنن .. ازاي قدرت تكسب دانا مسيبتش طريقة معملتهاش وكان خلاص بقى خاتم في صباعي كل أما أطلب حاجة يقول حاضر.
يا بنتي متعمليش فنفسك كده .. خلاص مالكيش نصيب خيرها في غيرها .
غيرها ايه .. أنا لازم أخرب بيتهم .. لازم أدفعهم التمن غالي .
دخل والدها 
كفاية بأه أنتي وأمك زدتوا أوي عن حدكم .. خطط و خبث و حركات عشان توقعوا عريس .. انتي صحيح متربتيش البركة فأمك

 

 

اللي متعرفش يعني ايه تربية .
ردت الأم 
انت اټجننت ياراجل انت والا ايه 
انا اټجننت من زمان لما سكت على تصرفاتك وبقيت أوافق على كل حاجة .
انت زودتها أوي شكلك نسيت نفسك أنت تحمد ربنا ......
قاطعتها نسمة صاړخة 
كفاية بأه انتوا جايين دلوقتي تتخانقوا .. أنا عريسي سابني يوم كتب الكتاب و بيتجوز واحدة تانية وانتوا لسة بتفكروا ايه اللي حصل زمان و دلوقتي .. شوفولي حل انتقم من اللي كسروني .
في لحظة مفاجئة جاءتها صڤعة من يد والدها 
الحل تتربي وكفاية حقد وغل بأه .. أنا كنت في نص هدومي لما الراجل قالي عاللي كنتي بتدبريه لبنته .. غوري من وشي
هرولت لغرفتها ويدها على وجهها أثر الصڤعة .
في حديقة البيت
يجلس المأذون و أحمد و باقي رجال العائلة و تتعالى أصوات إعلان الزواج بينما نعمة بالداخل مع باقي النساء يستمعون لما يقال في عقد القران بالخارج و ما أن قال أحمد قبلت زواجها حتى علت الزغاريد وتعالت الموسيقى و اصطحب أحمد وعمه الحاج صالح والرجال لمائدة العشاء وبعدها تحادثوا معه في مشروعهما واتفاق الشراكة كل هذا ونعمة تنتظر قدومه ولكن لا شيء حتى مر الوقت و شعرت بالملل وبدأ الندم يتسرب إليها .. تعلم جيدا أنه لم يفكر بها كزوجة لاحظتها نهى 
سرحانة ليه 
شايفة .. مكلفش خاطره يبص ف وشي ولا ييجي حتى يقعد شوية .. ولا حتى عشان منظري قدام الناس .
بصي يا نعمة احنا أصلا مكانش عندنا أمل يتجوزك .. دا ربنا اللي ډبرها من عنده لحد ما جالك لعندك .. خليكي واقعية هو مش هيتحول كده فجأة لزوج عاشق ولهان .. اديله وقته واصبري عشان الموضوع مش سهل .. اللي جاي أصعب ولازم تبقي ذكية وتحسبيها صح في كل خطواتك .
أنا عارفة .. بس بتصعب عليا نفسي أنا مش طالبة يدوب ف دباديبي كده فجأة يراعي بس شكلي قدام الناس .. بصي كده ف الوشوش وانتي تعرفي اللي بتكلم عليه .
نظرت حولها للوجوه ثم قامت بدون مقدمات و ذهبت إلى حيث يجلس الرجال وتبادلت بضع كلمات مع عمها و أخيها ليأتي الأخير معها ليجلس بجوار عروسه ويلتقطوا لهما العديد من الصور التي كانت صورا تقليدية لا تحوي أية اختلافات وبعد نصف ساعة على الأكثر يقف مادا لها يده لينهي تلك الجلسة برمتها ويعلن انتهاء الحفل لينصرف الجميع أثناء صعودهم الدرج ويصعد حولهم أخواتهم و أثناء صعود الأطفال جذبوا الشال و هم يجرون ليظهر ثوبها بكل ما ارتكبته في حقه من سخافات مضحكة امتعض وجه أحمد وهو ينظر إليها
هو انتي اللي عملتي البلاوي دي 
نظرت له و احمر وجهها خجلا فأكمل حديثه 
بزمتك دي عمايل ناس عاقلة ! روحي اجري غيري القرف اللي انتي مهبباه ده وروحي نامي .
تركها صاعدا السلم و دخل غرفته و أغلق الباب .
أتت نهى من ورائها مربتة على كتفها فاستدارت لها 
عاجبك كده أهو كشف اللي قعدنا نخبيه .
احنا قلنا نصبر عما الدنيا تتصلح . متزعليش مفيش حاجة بتتصلح فيوم وليلة .
أنا مش زعلانة .. أنا مصډومة .. أخوكي وجهلي لطمة في موسم التزاوج .
هههههههههه يخربيت فقرك .. ياللا عشان تطلعي ترتاحي .. هروحي وأجيلكم بكرة عايزاكي تمثلي كويس دور العروسة .
حاضر هحول عنيا وآكل صباعين روج عشان أقنعك إني عروسة ولا عروسة المولد .
يا هبلة قرايبنا وعمتك هييجو يباركولنا متخليش حد يحس بحاجة .
لا من الناحية دي متقلقيش هما معندهمش إحساس و خصوصا عمتك وبنتها أم أربعة و أربعين .
يا بت إفهمي يا حمارة وجعتي قلبي .. هييجو بدري زي ما يكونوا جايين يقفشوكو تلبس لازم يشوفوكي طالعة من أوضة أحمد ولما تيجي تقعدي اقعدي جنبه واعملي عروسة و سلمي واطلعي واعملي مكسوفة ولمي الضحك شوية يخربيت تفاهتك .
حاضر يا أبلة .. أي حاجة تانية .
شكلك أصلا هتودينا ف داهية وعمتك هتطينها على دماغنا بكرة ويمكن تقعد عندنا أسبوع تعيد تربيتنا فيه .. أنا عن نفسي ههرب على بيتي و أجيلكم بعد ما تمشي أشوفكم لسة عايشين والا لأ .
قوليلي يا نهى .. هي عمتك دي مش بنت عم بابا ! ايه اللي خلاها عمتنا ما تخليها ف حالها
أصل عم بابا وصاه عليها وهي بتعمل بالوصية
هههههههههههه طيب ياللا أصل جوزك مستني بقاله ساعة وهيولع فيكي .
بعينك دا بېموت فيا
انصرفت وهما تتضاحكان
ذهبت لغرفتها واطمأنت لنوم أخواتها و قبلت الصغيرين و دثرتهما جيدا وجلست بفراشها بعد أن بدلت ملابسها .. زيجة مفاجئة و فرحة ضائعة يا للمفاجآت .. أهذا ما تمنيته ! ليته لم يتزوجك لتقاسي ضياع فرحة زفافك وانكسار صورتك كعروس في ليلة زفافها أوقفت نفسها عن الأفكار .. ما هذا السواد الذي ترددينه على نفسك .. خطوة وأتت من رحمة الله

 

 

فكوني شاكرة .. و اسألي الله أن يتم نعمته عليك بدلا من نواحك على مستقبلك الذي لم ترينه بعد أما كان قلبك ېتمزق حين خانتك صديقتك وقاربت على الزواج منه ! أما كنت راضية أن يتزوج أية امرأة أخرى ولكن صديقتك بالذات لن تستطيعي التحمل و لم يكن سهلا و بالأخير قبلت ورضيت لولا أنها حاولت إيذائك فآذت نفسها .. اصبري و تصرفي بذكاء و استودعي المستقبل لدى الله وكما نصرك سابقا سيدبر أمرك لاحقا .. أنهت حديثها لنفسها ونامت حتى نسيت كل شيء وتاه عقلها بعيدا عن كل ما ضايقها يوما فهي في أمان .. لقد أودعت مستقبلها وحياتها وديعة عند الله وسيحفظه برحمته كما ينبئها يقينها وكما رأت سابقا
قومي يا کاړثة .. كنت عارفة ومتأكدة إنك هتفضحينا .. قومي يا نعمة هانم .
مين نهى ايه فيه ايه البيت وقع 
انتي اللي وقعتي ولا حدش سمى عليكي .. الهانم عمتك جت وانت نايمة هنا وقعدت تحت ع السلم قال ايه في الطراوة .. هتعملي ايه يا فالحة هتشوفك وانتي طالعة من هنا وهتفضحنا.
يا مصېبتي .. روحنا ف داهية .. أعمل ايه مجيتيش بدري ليه صحيتيني .
أعمل ايه مقدرش آجي بدري أوي كده زيها هي وبنتها اللي تنقرص ف عنيها .. أنا ليا بيت و جوزي أقوله رايحة بدري ليه .
هنتصرف ازاي و أحمد مصحاش 
لا الحمد لله لسة مصحاش لأنه سهر امبارح بعد ما نمتى مع بابا ع المشروع ونام قرب الفجر ماما اللي قالتلي .
أنا عرفت هعمل ايه .. نص ساعة كده وتعالي خبطي على أوضة أحمد بالفطار كأنك بتصحينا .. و انتي هتشوفي هعمل ايه يتبع اضغط على قراءة الجزء الثاني من القصة
نزلت نهى لأسفل غمزت لأمها 
ياللا يا ماما نحضر الفطار للعرسان عشان نصحيهم يسلموا على عمتي .
فهمت الأم المعنى المقصود فقامت متجاوبة 
ياللا يا بنتي اندهي سناء عشان تساعدنا .
تركتاها جالسة على درجات السلم تراقب أبواب الغرف حقا لا يجلب الفضول سوى الكراهية .. ماذا ستجني من تتبع أحوالهم ودس أنفها في شئونهم و ابنتها تجلس بالردهة تسأل عما لا يعنيها و تستجوب الجميع
بينما الجميع مشغول فيما يفعله من يعد الطعام ومن يراقب الأبواب ومن يستجوب كانت نعمة تحاول العبور من شرفة حجرتها إلى شرفة حجرة أحمد و لكنها لم تستطع أن توصل قدمها لحافة الشرفة فاستخدمت قطعة خشبية من فراشها لتضعها على حافتي الشرفتين وتحاول أن تتمسك في البروز العلوي الذي يزين جانب المنزل وضعت قدمها بحذر وتمسكت بكلتا يديها لتوازن جسدها فوق قطعة الخشب الصغيرة و كادت قدمها أن تنزلق .. توقفت لتلتقط أنفاسها و تصرف انتباهها عن عرقها المتساقط وقلبها المرتجف من ارتفاعها وضيق القطعة الخشبية .. حسبت موقعها فلو حاولت أن تتحرك ببطء على خمس أو ست خطوات ستتعرض في كل خطوة مرة للانزلاق وإن وسعت خطوتها في خطوتين ستقل مرات التعرض للانزلاق فوسعت مجال خطوتها و لازالت تمسك بيديها بقوة في الأفريز العلوي الذي يزين الشرفتين من الأعلى فاهتزت قليلا وكادت تتعرض للانزلاق فضمت الرجل الثانية للأولى وتوازنت سريعا ووقفت لتلقف أنفاسها المتلاحقة و كررت الخطوة مرة أخرى فوصلت لحافة شرفة أحمد و كادت تنزلق مرة أخرى فأمالت جسدها إلى ناحية الشرفة لتسقط بداخلها وتترك اللوح الخشبي يسقط لأسفل .. قامت من وقعتها تتأوه بصوت منخفض من ألم عظامها و لم تكد تقوم لتعدل شعرها المتناثر وتدلك ظهرها و أعلى رجلها حتى سمعت تصفيق يأتي من الأسفل .. نظرت لتجده أحد جيرانهم يقف في حديقة المنزل و انتبهت أنه رآها بملابس البيت و ربما تمعن في شعرها وتفاصيل جسدها .. وضعت يدها على فمها شاهقة وعيناها متسعتان على آخرهما
برافو عليكي .. لياقة حقيقي بس ايه ياترى اللي يخلي عروسة في صباحيتها تنط من البلكونة لأوضة عريسها ! تكونش كانت نايمة في حتة تانية ! وألا يكون العريس طردها ! وألا يكونش مهيش طايقاه !
أسكت الله يخليك .. روح .. انت ايه اللي جابك الساعة دي 
جاي عشان رزقي في رجليا .
عايز ايه 
تقابليني .
انت اټجننت !
خلاص أنا أقف هنا أزعق لحد ما الضيوف اللي عندكم يطلعوا وياخدوا بالهم من العروسة .
خلاص خلاص اسكت
مواقفة يعني ! طب إمتى
بكرة .. بكرة هبعتلك ع المعاد بس امشي الله لا يسيئك ھموت من تحت راس عمايلك .
انتي بتضحكي عليا .. أنا ايه يضمنلي إنك متخليش بوعدك وتبعتيلي فعلا 
هبعت بس امشي ولو مبعتش ابقى قول اللي يعجبك .
لأ ساعتها هيبقى الكلام مالوش لازمة
امال انت عايز ايه 
اديني رقم تليفونك يا كده يا مش همشي .
حاضر و بصوت هامس ربنا ياخدك بني آدم جحش رمت له ورقة بها رقم هاتف ليأخذها وينصرف لتزفر هي بضيق ثم تلتفت لتدخل فوجئت خلفها يقف أحمد اصفر وجهها و حاولت أن تنطق ولكن حلقها الجاف من المفاجأة ألجمها بينما أحمد يمسك بملابسها من خلف عنقها كمن يمسك بأرنب و دخل بها إلى غرفته 
ممكن أعرف ايه الهبل اللي بتعمليه ده 
أ أأ أصل أ أأأنا كككنت عايزة أدخل .
إنت هبلة ! يعني فاكرة الهبدة بتاعتك على أرض البلكونة دي متصحيش واحد مېت مش نايم ! وألا كلامك مع جحش الزرايب ده مش هسمعه
كان يقول كلامه و هو مازال ممسكا بها من ملابسها كمن أمسك سارق و يهزها باستهانة للأمام والخلف وهي تدور بفعل حركته .
أعمل ايه طيب عمتو نجفه قصدي نجوى تحت وقاعدة ع السلم ولو شافتني خارجة من أوضة البنات هتفضح الدنيا فنطيت من البلكونة عشان جحش الزرايب يقفشني .. ماهو من ميلة بختي و جعلت تمثل البكاء بصوت مضحك فضحك رغما عنه 
تقومي تديله رقم تليفونك يا هبلة .. ليه متجوزة سوسن !
لأ طبعا .. متجوزة أبو سوسن .
ضحك بشدة وتركها 
يعني لو مكنتش سمعت ابتزازه ليكي كنتي هتتصرفي ازاي .. اديني تليفونك بأه
ما هو انت مش واخد بالك .. أنا اديته رقم على
هو عايز منك ايه قالها بسخط وهو يحاول أن يداري غليانه
هو بقاله كام سنة بيحاول يكلمني وبيطاردني وكنت مش معبراه و النهاردة عشان بختي قفشني وأنا بنط .
من غبائك .. كنتي كلميني ع التليفون و كنت طلعت خدتك والا كنتي احترمتي نفسك ولبستي هدوم تسترك صحيح فيه جنينة للبيت بس ممكن حد من برا يشوفك وأهو دخل لما لقى الباب مش مقفول كويس
أثناء حديثهما سمعا طرقا على الباب و شعرا بالباب يكاد يفتح دفعها أحمد لتجلس سريعا على الفراش ويرفع عليها الغطاء ليداري ملابسها التي اتسخت من أرض الشرفة حيث سقطت و قفز إلى جوارها ليبدوان كأنهما مازالا بالفراش أحس أنها قريبته هي التي ټقتحم الغرفة بلا استئذان خاصة أن صوت نهى بدأ يعلو قليلا 
ما يصحش كده يا عمتو .. متفتحيش الباب عيب .. استني هخبط تاني عما يقومو
وايه يعني الاتنين ولاد اخواتي يعني هشوف ايه!
وتشوفي ليه يا عمتو .. حراااام
صړخ أحمد بصوت غاضب 
مين اللي بيفتح الباب ده .. هي زريبة محدش يفتح الباب
كان الباب قد انفتح وأطلت برأسها الذي يستحق جدع أنفه 
مش حد غريب دي أنا
وهو عشان محدش غريب تبقى سبيل ! انزلو تحت لو سمحتو عما نغير هدومنا وننزل وراكم .
انصرفت بعد أن استاءت من كلماته فتنفست نعمة الصعداء بينما دخلت نهى بصينية الطعام و هي تتنهد براحة 
أخيرا خلصنا منها دي عذبتنا
خلاص ارتاحتو! كان ممكن تقولولها تطلع تخبط وكنت قلتلها إن نعمة في الحمام بدل النط من البلكونات والفضايح وسط الجيران .
أخذ منشفته و دخل الحمام وهو يزفر ضيقا
بت يا نعمة ايه اللي حصل 
نطيت من البلكونة والزفت اللي اسمه هاني شافني وساومني يقابلني والا هيزعق والناس تعرف وخد رقم التليفون
شهقت نهى 
يا نهار اسود ! و أحمد عرف 
اه عرف وسمع كل حاجة واتضايق .. بس كنت اعمل ايه سكتت الجحش واديته رقم علي
هههههههههههه ياللا حلال عليه اللي هيحصله هو فاكر على هيعتقه غير أحمد واللي هيعمله فيه .
احنا ف اللي هيتعمل فيه .. أنا متضايقة أوي إنه شافني في الموقف ده و فاكر إني مش محترمة .
خلينا دلوقتي في العقارب اللي تحت وبعد كده نبقى نفكر في حل .
في المقهى ليلا
مش عارف يا

 

 

خليل ساعة ما شوفته اټجننت كنت عايز أجيب رقبته بس الفضايح كانت هتبقى للركب وقلت أخليه فاهم اني معرفتش لحد أما أشوف هربيه ازاي .
هو بيحبها أوي للدرجة دي ! دا مراقب البيت ومكنش قابل فكرة جوازها منك وما صدق إنك لسة مش معتبرها مراتك .
وهو مال أهله .. هي على ذمتي .
هو انت مش قلتلي قبل كده إنه اتقدم واترفض .
ايوة بس هي متعرفش لأني رفضته من غير ما أجيب سيرة لحد .
معقول!! مقولتش ليه ! مش يمكن كانت توافق .
أنت عايز تلعب بأعصابي والا ايه .. توافق يعني ايه .. قصدك انها كان بتحبه !
ايه ياعم اهدا شوية مقولتش كده واضح ان أعصابك مش مستحملة .. بتغير والا ايه 
لا مش مسألة بغير .. أنا بس كنت بس متضايق إنه بيعاكسها.
مش كنت بتقول انك هتطلقها بس تحاول تظبط حياتها الأول وتشوف عريس يناسبها عشان ميبقاش ذنبها في رقبتك .
آه .. طبعا .. لأ أنت فاكرني قرطاس جوافة وألا ايه .
هههههههههه لأ مش قرطاس جوافة .. أنا اللي بتاع جوافة و مش عارف الغيرة شكلها ايه .
أنا ماشي .. قعدتك بقت مستفزة .
هههههههههههههه إجري روح للي قعدتهم حلوة و مش مستفزة .
عاد للبيت ليجد الجميع نائمين وكل الأبواب مغلقة ويعم السكون كل المكان دلف لغرفته بهدوء و جلس على طرف الفراش بدون أن يضيء الغرفة.. تاركا الظلام يبرد جوفه ويعطيه شيئا من سکينة غائبة ترى هل يغار عليها بالفعل ! أم أنه كان ليفعل هذا مع كل أخواته على أي حال لقد تصرفت بذكاء فهو يعلم طباع علي جيدا فسوف يجعل ذلك الجحش كما تسميه هي يندم على ما يحاول اقترافه إلا أنه يشعر ڼارا تدق وشم حريقها على جدران قلبه .. بينما هو مستغرق بأفكاره فإذا به يشعر بحركة على الفراش من ورائه انتفض من مكانه ليضيء المصباح
حمد الله على السلامة .. دانا مستنياك من بدري
انتي بتعملي ايه هنا
مستنياك .. ايه رأيك عجبتك صح! عارفة .. طول عمري بعجبك .
نظر لها بتدقيق ليشهق مما رأى
ايه اللي مهبباه فخلقتك ده
عجبتك مش كده ! أنا عارفة إني مبهرة و على طول ببهرك بحلاوتي .
نظر لها وهو يضحك فقد كانت ترتدي ملابس كاشفة ولكن بأسفلها ترتدي ملابس أخرى ساترة بألوان فاقعة عجيبة لا تقترب من ألوان الملابس التي تعلوها وتضع مساحيق تجميل بغاية السوء كمهرج ذكرته بيوم زفاف نهى حين كانت بالغرفة تفسد ما ترتديه من أجل أن ترى تلك الابتسامة على وجهه .
انتي مش هتبطلي عمايلك دي بأه 
عمايل ايه ! دا أنا بعمل بنصيحة عمتك عجوى قصدي نجوى قالتلي اتزوقيله فقلت أما اتزوق حلو عشان لو فكرت تفتح الباب من غير اذن زي الصبح يجيلها صرع ونخلص .
هههههههههههه انتي کاړثة .. طيب روحي اوضتك نامي ياللا .
كان على عيني .. عندنا تفتيش .
ازاي يعني مش فاهم .
عمتك و بنت عمتك بايتين هنا النهاردة و انا اضحضحت من النط ف البلكونات وكفاية الجحش بتاع الصبح .. كمان الست لوزة بنت عمتك خدت سريري .
طيب قومي اغسلي وشك .. انا مش عايز اتسرع الصبح واتاخري شوية عشان أنام .
غسلت وجهها ودخلت الفراش بجانبه .. كل منهم موليا ظهره للآخر يفكر أحمد فيما شعر به .. هل ما شعره غيره أم هي رجولة كأي أخ لا يرتضي على أخواته و شرفه المساس ولو من بعيد ونعمة تفكر ماذا ستفعل فيما بعد .. لقد تعمدت إضحاكهبقلم ماجدة بغدادي لكسر كل هذا الجليد المتحجر في قلبه تجاهها .. كان من الممكن أن تتزين كعروس تنتظر عودة زوجها في أول أيام زواجها ولكنها أرادت أن تحرك مشاعره رويدا وتصبر لا لتصير زوجته فقط لكن لتحصل على قلبه أيضا .. تحصل عليه بتملك .. تدمغ قلبه بختم حبها ليصير لها للأبد و برغم ضيقها وضيق جميع من بالبيت من تلك الضيفة غير المرغوب فيها إلا أنها تتمنى أن تظل وقتا أطول حتى تقترب المسافات معه رغما عنه .. لكن حقا كلها أمنيات .
بعد ثلاثة أشهر
ايه الأخبار يا عمي 
مش عارف ياأحمد المفروض الشحنة الجديدة توصل بس اتأخرت
هو الحاج صالح مش كان قالنا قبل ما يسافر ان الشحنة مش هتتأخر !
مش عارف يابني .. أنا قلقان أوي دي كل فلوسنا و لو راحت والا خسړت هتقطم وسطنا ويمكن نفلس
يا عمي متقولش كده باذن الله خير .. أنا هروح اسكندرية أتابع في المينا بنفسي وربنا يسترها معانا .
في البيت
نعمة .. عايزك تجهزيلي شنطة هدوم لعشر أيام أسبوعين بالكتير .
هتروح فين 
رايح اسكندرية عندي شغل.
ممكن أطلب منك طلب .
قولي .
خدني معاك .
مش هينفع .. هبقى مشغول طول الوقت .
أرجوك .. مش هطلب حاجة عمتك بتقول جاية بعد بكرة هتقعد عندنا كام يوم عشان هتروح لدكتور وبصراحة مش قادرة اتحمل كلامها
صمت قليلا يفكر لكن فاجأه تلك الدموع المحپوسة في عينيها تلمع بعناد وإصرار على الظهور
هي بتضايقك تقولك ايه مزعلك كده .
مش عايزة اتكلم .. خدني معاك وخلاص .
خلاص يا ستي متحمليش هم .. جهزي هدومنا .
قفزت من فرحتها وتعلقت برقبته 
ربنا يخليك ليا و يجبر بخاطرك زي ما جبرت بخاطري .
انصرفت مسرعة والفرحة تكسو ملامحها وتركته في تعجبه .. ألهذه الدرجة تعاني من مجرد كلمات و مجرد سفرة بلا وعود بنزهة واحدة حتى تجعلها بهذه الفرحة لابد و أنها تعاني الكثير بلا اعتراض .. حقا تعاني الكثير يوميا يعود لينام ويجدها في الفراش تتظاهر بالنوم ولكنها قلقة تنتظره تعاني تلك الزيجة التي ليست بزيجة تعاني ذلك الهذيان في رأسه ولا يعلن عنه .. عن أي زيجة أخرى لها يتحدث ! هل يعقل أن يأتيها الخاطبون وهي زوجة ! أم أنه قد يطلقها ويأتي لها زوج ليطلبها منه وهو زوجها السابق !! لقد أفسدت حياتها تماما وعليك أن تحاول التفكير في إصلاحها بدلا من التمادي في ذلك الإفساد .
تفتكر يا خليل ايه الأصح في حالة نعمة أطلقها الأول عشان يجيلها عريس و الا أحاول أشوف حد موثوق فيه الأول و أطلقها عشان يتجوزها 
تفتكر أنت .. أنا هتجنن على ايدك دلوقتي وألا لسة شوية 
ليه بس ساعدني طيب .. ايه أفضل حاجة ليها أنا مش عايز أظلمها أكتر من كده .
الأفضل ليها إنك تاخدها كام يوم في مكان لوحدكم وتدي لنفسك فرصة تشوف مميزاتها كزوجة لأنك بالفعل ظالمها و هتتظلم أكتر لو طلقتها وتشمت فيها الكلبة اللي كنت خاطبها .
ايه بس جاب السيرة الزفت

 

 

دي .
تفكيرك الأهبل أقولك ايه ! الأخبار جاتني النهاردة من حد يعرفهم كويس إنها بتدور على حد من أصحابك تتجوزه عشان تقربلك وتغيظك ابتسم وهو يشاور على نفسه 
ايه ده هي عايزة تتجوزك !
قصدك عايزة تعملني كوبري لحضرتك .
وانت عملت ايه 
و لا حاجة عملت مش عارف وسايبها تتصل بيا كل شوية وفهمتها اني هتجرجر بس هي تجرجرني لحد أما أشوف هي ناوية على ايه تاني .
غلطة عمري إني خطبت واحدة زي دي بس كنت هعرف منين انها بالأخلاق دي .
تعرف من منظر أبوها اللي مالوش كلمة فبيتهم البيت يا صاحبي اللي رجالته مالهمش هيبة ستاته مالهمش كبير وتتوقع منهم أي حاجة .
عندك حق . نسيتني .. مقولتليش اعمل ايه 
تفتكر انت فيه راجل محترم هيتقدم لمراتك اللي الكل عارف انها مراتك بقالها كام شهر ! ولو طلقتها فين المحترم ده اللي هيتجوزها ويطلب ايدها من طليقها واللي عايش معاها فنفس البيت ! جوازك منها لو فشل معناه انها معدش عندها اختيارات تانية فحاول على الأقل تتفاهم مع نفسك كويس عشان تقتنع انها زوجة كويسة .. اقعد معاها أكتر اتعرف عليها عشان تدي لنفسك الفرصة تشوف طبعها وتقربو من بعض .
صمت يفكر في كلمات صديقه قطعا ما يفكر به الأصوب فمن خارج المشكلة يرى أفضل و لكن هل سيستطيع أن يفعل كل هذا 
ياه أنا مكنتش أعرف إن اسكندرية حلوة كده .
حلوة فين ! هو انتي خرجتي من يوم ما جينا والا شوفتي اسكندرية أصلا .. أنا كل يوم بخرج الصبح للمينا مرجعش غير آخر النهار يدوب آكل وأنام وبجيبلك طلبات البيت معايا وأنا جاي .
لأ مانا طول النهار قاعدة في البلكونة وبشوف البحر من هنا وبتفرج على الشارع .
هحاول بكرة آجي بدري أوديكي المنتزه ونتغدى هناك عشان تبقي شفتي أي حاجة في اسكندرية وضميري ميأنبنيش أكتر .
أنا مش متضايقة متشيلش همي .. أنا عارفة إنك لو عندك ساعة فاضية كنت فسحتني .. أنا راضية و مبسوطة عشان انت جبرت بخاطري ومسيبتنيش أسمع كلام يضايقني خدوا بالكم يا ستات من أسلوب الكلام .. مش بتزن عشان تخرج بس بتخلي ضميره يأنبه 
أهو كلامك ده اللي بيوجع ضميري أكتر كان من المفروض اني أعرف هي بتقولك ايه و أرد عليها ومسمحش لحد يضايقك أو يهينك .
أنا مش عايزة أعملك مشاكل . معناها أنا بستحمل عشانك 
مين قال إني هعمل مشاكل كنت هرد بأدب برضو بس أوقفها عند حدها .. طيب مش هتقوليلي كانت بتقولك ايه 
مالوش لزوم بأه هنكد على نفسنا ليه ! قولتلي هتوديني فين بكرة هاه هاه الست الفرفوشة رزق
ههههههههههه المنتزة يا ستي .
في البيت بعد عودتهم من الأسكندرية تجلس مع نهى
بس يا ستي ووداني المنتزه وعجبته الخروجة والضحك اللي ضحكناه قام خرجني تاني بعد يومين و رحنا البحر من الصبح بدري واتغدينا وروحني قبل ما يروح الشغل و قبل ما نيجي بيوم أجرلي مركب في البحر و غداني في مطعم حلو أوي .
يا بنت المحظوظة ! أنا پحقد عليكي .. دا جوزي بيخرجني بالعافية قال ايه خاېف أولد منه وأبوظ الخروجة
سيبك من ده كله آخر يوم ده فضل ماسك ايدي طول الوقت وقعد يحكيلي عن صحابه والشغل والناس اللي فيه ويقولي حاجات بيحبها وحاجات بتضايقه وسألني عن نفسي كأنه بيتعرف عليا و فجأة لقيته زي ما يكون اتضايق و اتغير .. تفتكري ده كان مجرد تقضية وقت وألا ابتدا يقرب وألا مفيش أمل 
متقوليش كده .. هو بس محتاج وقت أكتر انتي بس متيأسيش .
خاېفة أيأس و أنا قاعدة أستناه خاېفة أوي تيجي عليا لحظة أحس إني فقدت إيماني إن ربنا هيحل أزمتي .. أنا تعبت يا نهى والكلام اللي الناس مبيبطلوش يسمعوهولي بيوجعني.
أخدتها نهى في حضنها وربتت على ظهرها 
متقلقيش يا نعمة ربنا مش هيتخلى عنك انتي بس متبطليش تدعيه .
على المقهى
وحشتني أوي في الأسبوعين دول مكنتش أعرف إني معرفش أعيش من غيرك .
طبعا يابني هو أنا أي حد .
هههههه طيب أنا بجاملك متسوقش فيها .. المهم قولي عملت ايه 
سبحان الله كأن الشحنة مشكلتها مكانتش هتتحل إلا لما أشوف الضحكة في وش نعمة تاني.
عشان انت كنت ظالمها .. شفت أول ما فرحتها ربنا فرحك إزاي طيب مقربتوش من بعض شوية 
قربنا و اتكلمنا مخبيش عليك بييجي عليا وقت أتكلم معاها فيه أحس إني بكلم واحدة تانية خالص واحدة متعرفش حاجة عن حياتي و عايز أحكيلها و أعرف عنها كل حاجة .. إكتشفت و أنا بحكي إنها متعرفش عني حاجة و أنا كمان كأني بشوفها لأول مرة .
طيب جميل .
لأ مش جميل لأني بعد ما نخلص كلام بأفوق و أحس إنه مش طبيعي إننا نقرب من بعض .
ده بس عشان أنتو لسة في الأول .. حاول دايما إن يبقى فيه فرص تقربكم و اعمل يوم تخرجها فيه .. أنت محتاج ده قبلها و زي ما قولت فرحها و ربنا هيفرحك .
قبل ما أنسى قولي .. عملت ايه في موضوع نسمة 
لا دا استوى خالص وبقى مية مية بس مكنتش أعرف إن علي أخوك مسخرة كده .
أنا بعتهولك عشان عارف دماغه .. عمل ايه 
فيه واد كده اسمه هاني أخوك ممرمطه و ماسك عليه ذلة مش عارف ايه هي جابه وخلاه يشتغل نسمة و لزق الإتنين لبعض وخلاه كدب عليها و هي كمان متتوصاش نازلة فشړ ع الآخر ونهايتهم سودا .
يا نهار أبيض .. مكنتش فاكر إن علي يطلع منه كل ده بس أحسن يستاهلو .. عارف هاني ده يطلع مين !
مين
الجحش اللي كان بيساوم مراتي تكلمه .
مراتك !! بقت مراتك يا أحمد أنت من جواك متمسك بيها كزوجة فمتقاوحش .
دي مجرد كلمة متمسكهاش عليا .
دخل للمنزل بعد عودته من العمل ليسمع صياحا وأحاديث وصړاخ ويرى حركة غير طبيعية والدته تنزل السلم بسرعة تكاد تنكفئ على وجهها 
إلحقني يا أحمد خدني المستشفى بسرعة .. أختك يا أحمد أختك .
مين فيهم ايه اللي حصل يا أمي 
وضعت نهى مولودها أول حفيد في العائلة يعيش الجميع بسعادة ولكن السعادة في عيون نعمة مکسورة و منقوصة تحضن الصغير طيلة الوقت كأنها تخشى ألا تجده ثانية وحدها نهى تعلم ما يدور بداخلها و كذلك أحمد اصبح يجيد قراءة عينيها .. كل ما ينغصه كيف يزيل هذا الحزن .. كيف يحول المأساة لفرحة بقلم ماجدة بغدادي.. كيف يجبر قلبه أن يستجيب لحبها ويعيد لها ضحكتها و مرحها .
دقات

 

 

الهاون تعلو و الجميع في سعادة بالمولود الجديد و تحاول نعمة قدر الإمكان التخفي حتى لا تصدمها كلمات الجميع عن عدم حملها للآن ولكن هيهات .
مبروك يا نهى شاطرة .. اتجوزتي من هنا حملتي و يدوب 9 شهور وولدتي مش زي ناس ست شهور و مفيش أي إشارة حتى !
الله يبارك فيكي يا عمتونجوى .. هي مش شطارة هو رزق من عند ربنا و محدش له فنفسه حاجة .
لا برضو الست لازم تشوف اللي ناقصها وتعمله .
و ماله يا عمتو .. دوري ياللا على اللي ناقصك وناقص لوزة طالما هي بالشطارة مش بحكمة ربنا نادت بغيظ 
يا ماما .. تعالي هاتيلي الولد أرضعه عشان أنام .. أصل الچرح النهاردة تاعبني .
انصرفت نهى وهي تشعر بنفور من تلك القريبة ذات الكلمات السامة و حمدت الله أن نعمة لم تكن موجودة و لكن لم تعلم أنها انصرفت و تركت نعمة نهبا لكلمات تلك الحية .
جرى ايه يا ست نعمة يعني خدتي الراجل ومسيبتيهوش للي تستاهله تشير لابنتها لوزة و حتى مبلتيش ريقه بحتت عيل ما تشوفي ياختي عيبك ايه يا تسيبيه يشوف مصلحته .
هو كان اشتكى يا عمتو وبعدين أنا لسة مخلصتش دراستي و احنا متفقين على كده .
ايوة داري نفسك داري واحدة زيك تتكسف من نفسها بدل ما تناطحني كلمة بكلمة
دخل أحمد و قد سمع آخر كلمات الحوار و أيقن أن هناك مشكلة على وشك الوقوع 
خير يا رب ! صوتكم واصل للشارع ليه 
شفت مراتك يا أحمد أقولها كلمة تناطحني كلمة و اتنين هي شايفاني عيلة قدامها ! مفيش احترام!
لأ طبعا ازاي ده .. معقولة يا نعمة دي حتى عمتو بتحبك !
آه منا خدت بالي .. بتحبني قوي .
طيب يا عمتو تصبحي على خير و متزعليش .. ياللا يا نعمة عشان عايز أنام بدري ورايا شغل من الفجر .
لم يترك مجالا لقريبته للاسترسال في الحديث وسحب يد نعمة وصعد بها للغرفة . وجد دموعا تكسو عينيها ونظرة الانكسار ټحطم تماسكها .
ايه يا نعمة بس هو انتي مش عارفاها .. متفكريش في كلامها .
حاضر
بس كده ! مش هتكلميني وتناقشيني أو حتى تحكيلي بتقولك ايه 
مش قادرة .
فيه ايه بس يا نعمة أنا مبقتش فاهم مالك .. معتيش بتتكلمي ولا تضحكي و مش بتشكي حتى من اللي مضايقك .
و هتعمل ايه يعني لما اشتكيلك ! هتقف في وش الناس وتقولهم بلاش يكلموني كلام يضايقني كل شوية و يقولولي محملتيش ليه و العيب من مين ! أنا رضيت من الأول و لازم أصبر للآخر ولو سمحت سيبني أنام لأني مش قادرة أتكلم أكتر من كده .
نزل للأسفل وبحث بعينيه عن والدته فوجدها دخلت حجرتها تستعد للنوم 
السلام عليكم يا أمي .
و عليكم السلام يا حبيبي نعمة نامت و أنت عايز تتعشا 
لا يا أمي ربنا يخليكي نعمة عملتلي العشا .. أنا كنت عايزك في موضوع تاني .
خير يا حبيبي .
ليه يا أمي بتدي فرصة ل نجوى تكلم نعمة بالشكل ده و ټحرق ډمها كل أما تيجي بيتنا ! هي ضيفة و المفروض تلتزم بالأدب مع أصحاب البيت .
بصراحة هي عندها حق .
ايه .. ازاي يا أمي تقولي كده !
أيوة .. انتو متجوزين بقالكم ست شهور و محصلش حمل و يا تروح تشوف ايه اللي مأخرها يا تتجوز يا حبيبي عشان أشيل عيالك .
ازاي يا امي الكلام ده ! نعمة لسة بتدرس و أنا اتجوزتها في ظروف انتي عارفاها كويس ولولا هي معترضتش كان زمان مشروعنا خسر .. يا أمي كفاية قرارات غلط كفاية كلمة تجيبك وكلمة توديكي دانا كنت هتجوز نسمة بسبب ان أي حد بيقدر يأثر على تفكيرك .
يا حبيبي أنا بفكر في مصلحتك ونسمة دي أنا مكنتش عاشرتها عشان أعرف بتفكر إزاي ويمكن لو كنت اتجوزتها كنت بقيت مبسوط أو على الأقل كانت حملت .
بصي يا أمي عشان اللي هيتكلم في الموضوع ده هيزعلني أنا شخصيا ..أنا وعدت نعمة أننا هنأجل الخلفة لحد ما تخلص كليتها و مش هطلع عيل قدامها وأرجع في كلامي .. لو فعلا بتحبيني و بتدوري على مصلحتي مش هتضغطي عليا وتحسسيني إني منفعش أبقى راجل يا عيني عليك يا بني .. صحيح أنت فاقعني وانت مسوي البت الغلبانة .. بس للرجولة عنوان 
انصرف تاركا والدته وهو يدعو الله بداخله أن تقتنع بكلامه فلا حاجة لمزيد من الشد والجذب حول هذا الموضوع خاصة أنه يحمل نفسه ذنب كل ما يحدث .
في الوكالة التي ازدادت اتساعا بفضل المشروع الجديد
بس يا عمي .. ده كل اللي لينا برا و مواعيدهم خلاص قربت آخرها شهر وتبقى كلها معانا .
كويس .. كنت فاكر مش هتعرف تحصل الفلوس دي .
لا مش معقول .. و هنمشي شغلنا ازاي كمان أنا خدت علي معايا عشان يتعلم و نستفيد من دماغه في الشغل .
صحيح علي جه معاك ! أنا كنت خاېف يرفض الشغل معانا و يغلبني .
علي كويس هو بس مبيحبش يتحط تحت ضغط و عايز دايما يحس أنه له حرية ياخد قراراته مبيجيش بالعند وأنا قلتله أنا محتاجك تعالى ساعدني لو هتقدر ولو مقدرتش مش هزعل فجه .. حضرتك بس يا عمي غير لغة الحوار .. لغة الأمر بتثير العند و بتخلي أي حد يحس بالخنقة .
خلاص يا أحمد أنا هسيبه ليك تتفاهم معاه انت . اللي عايزك برضو تتفاهم مع والدتك .
ليه فيه ايه 
والدتك متضايقة من موضوع تأخير الحمل و ععايزة تاخد نعمة تكشف عليها وانت مش راضي.
يا عمي المفروض انت اللي تزعل .
وانا هزعل ليه أنا عايز بنتي تخلف .
أيوة هي لسة في دراستها و أنا وعدتها إني مش هطالبها بحمل أو خلفة لحد أما تخلص الأول .. مقدرش أبقى في نظر مراتي راجل أي كلام ماليش حكم على نفسي .. ترضاهالي !
لأ أنا مكنتش أعرف كده .. أنا عرفت إنها بتتخانق معا والدتك طول الوقت عشان مش عايزة تكشف وبتقول محدش له دعوة .. عموما خليها تكشف عليها و خلينا نرتاح من العكننة دي .
خلاص يا عمي .. أنا اللي هودي مراتي للدكتور نطمن ان مفيش مشاكل و إن تأخير الحمل مش هيأثر عليها .. لو سمحت يا عمي إقنعها تشيل التفكير ده من دماغها وبلاش تسمع لعمتو نجوى عشان أنا مش هسمح لحد يتدخل بيني وبين مراتي .
على المقهى
مش عارف يا خليل الكل بيضغط في موضوع الخلفة ده و هي بتستحمل حاجات مش طبيعية

 

 

أبدا .. إذا كانت ماما ذات نفسها بتلمحلي أتجوز على نعمة مش عارف أتصرف إزاي .
لأ متقفش ساكت كده حرام عليك البنت متحملاك ومتحملة ظروفك و أفكارك وصابرة من غير كلمة واحدة يا تسكت الكل وتشوفلك طريقة معاهم يا إما بقى ...
إما ايه 
تحول جوازك لجواز فعلي انت خلاص كده اتحسبت عليها و هي من حقها تعيش زي باقي الناس و تخلف وتفرح .
فكرت في كده والله بس نفسي لسة مش متقبلة .. أنا صحيح بقرب منها أكتر و معظم الوقت بحس إنها واحدة غير أختي بس مش قادر أغير الفكرة دي تماما .
عموما شوفلك حل لأن كده كتير
اعمل حسابك هنروح أسبوع المصيف و هناخد نهى و جوزها معانا و احتمال عمتك نجوى تحصلنا .
طيب ما تروحو أنتو يا عمي و أنا أقعد هنا أشوف الشغل .. إحنا الأتنين هنسيب الشغل .
الشغل اليومين دول قليل و الرجالة في الوكالة هيقومو بالواجب وأنت بتعرف تراجع عليهم كويس خلينا نروح يومين ننبسط .
طيب اللي تشوفه قالها بامتعاض
أنا عايز أقولك على حاجة يا نعمة .
خير .
إحنا طالعين مصيف الأسبوع الجاي .
صحيح ... ياااااااه أخيرا بعد الملل والخنقة هنصيف .
أيوة بس مش هو ده قصدي .
متخوفنيش بالله عليك ايه نويتو تروحو وتسيبوني في البيت لوحدي 
لأ بس عمتك هتيجي .. أنا عايزك تطنشي الكلام ولا كأنك سامعة و هحاول أبعدك عنهم على أد ما أقدر .. في الأول و الآخر هي ضيفة و عايزين اليومين يعدو على خير من غير مشاكل.
طيب ما تفكروا تعاقبوني عشان مبخلفش وتحرموني من المصيف وتسيبوني هنا عما تصيفو و تيجو عشان بالشكل ده هيبقى مصيف أسود و مطين على دماغي .
و بعدين معاكي ! إحنا عايزين ننبسط لنا يومين وبعدين كلامها يهمك فإيه .
في نفسها 
هو كلامها لوحدها حتى ماما بتقولي نفس الكلام كل يوم لحد ما بقت لبانة في بق العيال كمان .. ربنا يصبرني هعمل إيه بس !
إستأجر أحمد مكانا يتسع للجميع و منذ أولى اللحظات تحس نعمة بفروق كبيرة في المعاملة من خالتها التي هي أمها فلم تكن تعرف لها أم سواها .
قومي يا نعمة دخلي الشنط للأوض .
الشنط تقيلة يا ماما خلي كل واحد يدخل شنطته أوضته .
أنتي بتردي عليا وألا إيه !
حاضر مش برد .. هدخلهم أهو .
جذبت نعمة بعض الحقائب لتوزعها على الغرف ولكنها تعمدت أن تضع حقائبا مختلفة فوضعت حقائب الفتيات في غرفة الأولاد و العكس حتى صعد أحمد ورأى الجميع جالسين عداها فبحث بنظره عنها فوجدها تحما الحقائب .
إيه ده هو مفيش رجالة عندنا وألا إيه إيه يا ماما ده ! تسيبي بنت تشيل الشنط والرجالة بيتفرجوا .. تعالي يا نعمة ندخل أوضتنا و قوموا كلكم دخلو الشنط وهاتولنا شنطنا أنا و نعمة
جذبها من يدها ليدخلوا غرفة بدون أن يدع فرصة لأحد أن يرد كلمته .. يحب والدته ويحترمها ولكنه يعلم أيضا أنه في نظرها رجل و بقوة شخصيته و هيبته ستتجنب إثارة المشكلات في وجوده .. لكن ما يقلقه حقا هو أوقات إنشغاله .. ترى ماذا يحدث و ماذا تكتمه نعمة أدى لذبولها و إنكسارها هكذا
أتت تلك العاصفة المتربة المسماة نجوى وابنتها و منذ اللحظة الأولى تعمدت مضايقة نعمة وتكيل لها الكلمات ..
قومي يا نعمة إعملي للوزة عصير عشان ريقها ناشف وإعمليلي شاي و هاتي شنطتي من ع السلم حطيها في أوضتي و شوفي لوزة عايزاكي تكويلها إيه عما تريح شوية عشان هتخرج بليل .
نعم!! أنا مسميش نعمة أنا غيرته خلاص .. اللي عايز حاجة يقوم يعملها .
أنتي هتردي عليا يا بت وألا أيه مفيش إحترام .. قومي اعملي اللي قلتلك عليه مش كفاية عايشة عالة ولا فيكي رجا و لا خلف و أرض بور .. لحد أما تخلفي أنتي هنا خدامة بلقمتك .
سمع أحمد الحديث و هو يدلف للداخل فقد علم أن عمته أتت و نعمة ليست بجواره .
إيه اللي بسمعه ده أنا مراتي مش خدامة و كلنا جايين ننبسط و كل واحد هنا مسئول عن نفسه مش عايز أسمع كلمة تانية بعد كده .. أنتوا مش محترمين رجالة البيت و مش ماليين عنيكم وألا إيه .
كده يا أحمد بتزعق فوشي عشان دي حتى إعمل احترام لسني و إني ضيفة عندكم .. أنا اللي غلطانة إني جيت والحمد لله شنطنا لسة ع الباب .. لما انتو مش عايزينا بتعزمونا ليه .. إهئ إهئ .. تعالى يا كبير العيلة شوف ولادك واللي بيعملوه فيا
أتى أحمد الأسيوطي من الداخل مسرعا حينما اقتحم صوتها العالي آذانه .
فيه إيه بس يا نجوى بټعيطي ليه وإيه اللي بيحصل هنا .
تدخلت أم أحمد 
مفيش يا أبو علي دي نعمة متقصدش تزعلها هي بنتك برضو يا نجوى هتزعلي من حتت عيلة .
دي عيلة دي .. دي شيطانة فثانية وقعت بيني و بين جوزها وتخليه يطردني عشانها .
يا عمتو معاش اللي يطردك .. أنا بس محبش حد يشتم مراتي ولا قدامي ولا من ورايا .
إيه ياأحمد أنت هترد على عمتك .. اعتذرلها وراضيها وانتي يا زفتة إزاي تعملي كده .. أنا صحيح معرفتش أربي .
خلاص يا عمي .. ده كلام يبقى بيني وبينها .. متزعليش يا عمتي .. تعالي يا نعمة طلعيلي هدوم عشان عايز أخرج
جذبها من يدها و دموعها تسيل على خديها بغزارة فقد أصبح الجميع ضدها فجأة و كأنها لم تكن ابنتهم يوما دخل بها غرفتهم و أغلق الباب و مد كفه مسح دموعها 
خلاص يا نعمة .. من دلوقتي هنفضل طول الوقت مع بعض عشان محدش يقدر يعملك حاجة متعيطيش خلينا نخرج ننبسط شوية ونتغدا أنا و أنتي برا لوحدنا .
ابتسمت كالأطفال وهي تمسح دموعها 
حاضر هلبس أهو
قبل رأسها و خرج من الغرفة لترتدي ملابسها و هو يفكر إلام سيصل الحال بينهما بتلك الطريقة لم يعد يشعر بالأمان ويستعجب من موقف والدته .. متى توقفت أن تصبحا أما لصغيرته و متى صارت لها حماة!
على باب الشالية يغمر كفها بكفه يحاول أن يشعرها بالأمان متجهين للخارج حتى فوجئوا ب لوزة تقفز في وجههما بلا حياء و تفصل يديهما وترمي يدها بعيدا وتشبك اصابعها بوقاحة في أصابعه .
أنا مش عارفة أشكرك إزاي ..لما ماما قالتلي إنك لبست مخصوص عشان تخرجني مكنت مصدقة كنت هستنى و أخرج بليل بس طالما أنت مصر تخرجني دلوقتي شكرا بجد .
أحس بالاحراج و حاول يخرج كفه برفق من كفها و يده الأخرى تجذب نعمة التي أبعدتها تلك اللوزة

 

 

المتطفلة 
متقوليش كده أنا مهمتي أبسطكم طبعا بس استني ثواني عشان نهى جاية معانا و البنات .
مين اللي جاي ده .. أنت مش هتخرجني لوحدي 
كلكم في معزة واحدة يا لوزة مقدرش أخرج حد و أسيب حد .. استني هنا مع نعمة
لف وجهه مبتسما ولم يبعد سوى خطوتين ونادى بصوت عال 
ياللا يا نهى إحنا جهزنا وقولي للبنات يخلصوا بسرعة عشان نخرج .
فهمت نهى مقصده بالطبع فهي ترى ما يحدث فأسرعت و خرجوا جميعا سويا ليدس بيد نهى نقودا ويجذب نعمة من يدها خلسة لينفرد بها في مكان آخر بعيدا عن كل ذلك اللغط والمنافسات .
بعد عدة ساعات من انفرادهما سويا تملأ الضحكة شفاههما .. عادا ويا ليتهما ما عادا
كنت فين يا أحمد 
كنت برا يا عمي .. خير فيه حاجة
أنت إزاي تسيب البنات وتمشي 
أنا سيبت البنات مع نهى و اتصلت بعلي ياخد الولاد ويروحولهم .. أنا كنت عايز أتمشى و أظن من حقي أنا جاي مصيف مش جاي أتقيد .
بص بأه أنت و هي .. بعد ما نرجع من المصيف خطوبتك على لوزة طالما الهانم اللي معاك مش عارفة تحمل بقالها أكتر من سنة .
نظرت لأبيها باندهاش 
أنا يا بابا تقول عليا كده ! أنا بنتك و المفروض إنك الوحيد اللي تدافع عني .
نظر لها بتوحش 
هي كلمة و قولتها .. لوزة هتتجوز أحمد .
نظرت للجميع المتأهبون لمواجهتها استحالت نظرتها للۏحشية كنمر جريح يسعى للإنتقام لمقتله المقبل 
طبعا طبختوها سوى على حسابي .. أنت يا أستاذ أحمد كنت بتخرجني عشان معرفش الاتفاق هيوصل لفين ! طيب ماتجوزتهاش هي ليه من الأول و ألا حليت في عينيهم لما بقيت ليا و أبويا اللي ماشي ورا كلام مراته حتى على حساب بنته ومسلم دماغه للعقارب اللي خربوا حياتنا.
أسكتتها صڤعة قاسېة من كف والدها 
إخرسي .. أنا معرفتش أربي .. غوري من وشي .
هرولت لغرفتها مسرعة تبكي پقهر يذبح القلوب و أحمد ينظر في أثرها حتى دخلت الغرفة وغابت عن أنظاره بداخلها نظر لهم واستحالت نظرته لأخرى مخيفة فالتزم الجميع الصمت 
برافو عليكم والله .. قعدتوا و اتكلمتوا ورتبتوا ولا كأن بتتكلموا على كرسي تودوه وتجيبوه بمزاجكم .. أنا مش هتجوز لوزة .. عمتي لو سمحتي متفكريش نفسك لعيبة و تقعدي تقنعي في أمي و عمي وترتبي و تفتكريني هنفذ .. بكرة الصبح تنتهي زيارتك لينا و ياريت متكرريهاش تاني .. عمي هيبقى ييجي يزورك في بيتك دا بعد إذنك يا عمي .. و أنت ياعمي مكنتش أتخيل أنك تستقل بيا كده ! إزاي يا عمي شوية ستات يأثروا عليك ! دي بنتك ! المفروض أنك أول واحد تتنرفز لو جوز بنتك فكر يتجوز عليها .. خلاص معتش قادر تفكر من غير تدخلات حسابات شوية ستات !! أنا مش هسمح لحد يقسم في حياتي و يتدخل في قراراتي .. أنا ممكن ببساطة أسحب فلوسي من الوكالة و أختفي .. والدي الله يرحمه كتبلي بيع وشړا ربع الوكالة و كانت حتة محل صغير و أنا اللي كبرته واشتغلت فيه وسديت ديونه من يوم ما ماټ و اشتريت بفلوسي وفلوس اخواتي أصول كبرت الوكالة و مش هتردد أنسحب من البيت و الوكالة ومن حياتكم كلها
أنهى كلماته التي ألقاها بهدوء و سار بتأني نحو غرفته فتح بابها و دخل لير ما توقعه نعمة احټرقت عيناها بكاء
كل ده عياط يا نعمة ! اهدي بس و هنلاقي حل .. أنا مش عارف أعمل ايه فكري معايا بدل ما ټعيطي .
رفعت رأسها و نظرت له بعيون دامعة حزينة ينساب منها أنهار الدموع 
أفكر في أيه ما أنت عملت اللي أنت عايزه .. كنت مستني مني ايه تاني أكتر من كده لكن لأ .. من النهاردة أنا معتش هقبل منك أي حاجة و اتفضل اطلع برا روح للست لوزة بتاعتك أنا بايعاك خلاص أوعى تفتكر أني هفضل موافقة و ساكتة على كل اللي تعملوه فيا .. برا .. أنا اللي مش عايزاك .. برا براااا بصړاخ
أجبره صړاخها على الخروج فواجه نظرات علي تكاد تشق داخله من حدتها
حتى أنت يا علي بتتهمني .
التهمة مش تهمتك لوحدك .. التهمة تهمة أبويا اللي محافظش على بنته و تهمتي و أنا واقف أعاتب زي الحريم مباخدش خطوة أنقذ أختي بيها .. بس خلاص أنا بطلت آخد جنب .
غادره وتركه واقفا يتردد نظره بين باب الغرفة الموجود بها نعمة و الباب الآخر الذي خرج منه علي .. أي ۏجع هذا الذي يقاسيه ولكن صبرا حتى تستقيم الأمور .. من حقهم أن يتخذوا قرارا يدفع الجميع ثمنه لأنهم كانوا جميعا وراءه
في الصباح استيقظوا جميعا واجمين حتى الأطفال الصغار لم يبتسم أحدهم أو يلهو أو يطلب الذهاب للبحر خرجت نعمة من الغرفة تحمل حقيبتها التي لم تلبث تفرغ حتى لملمتها نعمة ثانية نظرت لها أم أحمد بعيون مفتوحة 
رايحة فين يا نعمة 
ماشية يا خالتي .. مش هكمل معاكم المصيف .
خالتي! من امتى و أنتي بتقوليلي يا خالتي! أنا طول عمري ماما
أمي ماټت .. تصوري ! عرفت دلوقتي إن أمي ماټت لما شفتك بتتفقي على خړاب بيتي إمبارح .. أنا ماشية
استني بس يا بنتي .. حتى استني أحمد بيجيب فطار و جاي دلوقتي
خرج علي من غرفته بحقيبته و اصطف بجواره اخوته عبد الكريم وكاميليا ووجه نظره لخالته 
خلاص يا خالتي احنا راجعين مع بعض
حتى أنت يا علي بتقولي يا خالتي ! انتو طول عمركم كنتو بتقولولي يا ماما حتى قبل مامتكم الله يرحمها ما تسيبكم ليا .
خلاص يا خالتي .. كل واحد ياخد مكانه و أنتي مش أمنا ولا بتتصرفي على أننا ولادك .
سحب حقيبة نعمة وتبعه إخوته وانصرفوا جميعا لتجلس كاميليا والدة أحمد مڼهارة تبكي .. إحساس الضياع انتبهت فجأة على ذلك الفقد الذي لم تحسبه .. تركت عقلها للشيطان يتقاذفه ولم تحسب أنها ستخسر أطفال سمية أختها التي كانت تحبها كابنة لها .. تلك الأمانة التي كادت أن تهدرها بلا وعي .. لا بل أهدرتها بالفعل .. كيف طاوعها قلبها و كيف طاوعت شيطانها و تركت آذانها للشيطانة نجوى ! كيف سمعت لها ! كيف لم أتذكر ما كانت تفعله سابقا لتبعد عني زوجي والد احمد لتتزوجه هي ! لقد اخطأت و خسړت و لا يجدي الندم .
دخل أحمد و معه عمه يحملان طعام الإفطار للجميع بعد طريق من الواضح أنه مليء بالحوار والمناقشات ليفاجئا پبكاء كاميليا الأم واڼهيارها .
ذهب علي و نعمة و إخوتهم الصغار للشقة القديمة التي تعلو الوكالة التي

 

 

ولدوا بها صغارا و عاشوا فيها مع والدتهم رحمها الله انشغلت نعمة والصغار في تنظيف الأتربة و محاولة جعل المكان يصلح للعيش فلم تعد لهم حاجة للعيش مع والدهم و خالتهم .. لقد اختلفت كل المقاييس عن ذي قبل ولا حاجة لهم لتكرار تلك المأساة أو الإستمرار بها .
منهمكة في التنظيف ترتدي ملابس بيتية قديمة و التراب منتشر على شعرها غير المنتظم ووجهها و الأتربة ملتصقة بالعرق على وجهها و منظرها أصبح مضحكا للغاية و لكنها لم تكن لتتوقف من أجل هذا و علي منهك من تلبية متطلباتهم الأساسية من الخارج ثم تصليح بعض الصنابير و الكهرباء بينما الصغار نالهم التعب وبدؤوا في التذمر
أنا تعبت أوي و عايزة أقعد أرتاح الله يخليكي يا أبلة كفاية كده .
نظرت لها نعمة مضيقة عينيها 
على فكرة يا كوكي أنتي ڼصابة .. إذا كان التراب اللي انتي بټضربي فيه من الصبح لسة متعبش .. ياللا عشان نخلص قوام ونرتاح .
تذمر عبد الكريم 
لأ بقى أنا تعبت و جوعت وعايز أنام .. إحنا من ساعة ما جينا مقعدناش و بننضف ونصلح ونفرش .. على الأقل أكلونا الأول .
إلتفتت إليه نعمة و رسمت الخۏف على وجهها 
يا ماما .. لا انتو تاكلو طبعا أخاف تاكلوني .. لا تاكلو متاكلوش إزاي ثم نادت بصوت عال يا علي تعالى عشان تتاكل معايا .. تاكل .. تاكل
خرج علي من الحمام حيث كان يحاول تصليح الصنبور و عندما نظر لها اڼفجر ضاحكا وهو يشير لها 
أيه ده ! ههههههههههههه عفريت في وشك .
إلتفتت له بدورها لتجده وقد احتل السواد وجهه و الصدأ و ملابسه مبتلة و ليس بأحسن حالا منها 
هههههههههههه شفت انت أصلا وشك عامل إزاي ! هو انت بتصلح الحنفية وألا وقعت في المجاري ههههههههه آه يا بطني .
نظر عبد الكريم وكاميليا لبعضهما بتعجب وضجر 
أقعدوا اضحكوا وسيبونا جعانين .
ردت نعمة 
لأ طبعا مش معقول نسيبكم ضحكت ضحكة مسرحية شريرة وهي تنظرلهم باتساع عينيها إحنا هنتغدى بيكم
و رفعت يديها وهجمت ناحيتهم و هم يضحكون وكاميليا تصرخ و تجري وهي تضحك وشاركهم علي و أخذوا يدغدغونهم وهم يجرون في أنحاء الشقة و يضحكون ضحكات طال غيابها .. أحست نعمة بالاطمئنان و عادت إليها ضحكتها الغائبة و عادت طبيعتها المرحة التي غيبتها أحداث ثقال صحيح أنها بدأت تفقد أحمد بعد القرب الذي حدث مؤخرا بينهم و لكنها راضية بكل ما يحدث فأيا كان ما يحدث لن يوازي ألم الكرامة و يكفي أنها مع إخوتها ولم تفقد وجودهم .. أثناء جريهم و قفزهم وصراخهم و ضحكاتهم انطلقت طرقات قوية متتابعة على الباب لينتفضوا جميعا ويسرع علي جهة الباب يفتحه ليتفاجئ الجميع بوالدهم و خلفه أحمد نظر لهم والدهم بفزع 
أيه اللي بيحصل بتصرخو كده ليه 
رد علي بهدوء 
أهلا يا بابا اتفضل .
نظر في وجوههم المتربة وملابسهم المليئة بالقاذورات و تفحص هيئتهم المزرية
أنتو كويسين يا ولاد كنتو بتصرخوا كده ليه و إيه اللي عمل فيكم كده 
كنا بننضف و مفيش حاجة إحنا بس بنهزر
أنت عندك ډم أنت ! انا م الصبح بلف البلد من شرقها لغربها عشان أدور عليكم و أنتوا هنا بتهزروا ! خدت أخواتك ومشيت ليه يا علي و أنتي يا ست نعمة فيه واحدة محترمة تمشي من غير إذن جوزها .. أنتو عايزين تجننوني !
أدخل بس يا بابا نتكلم جوا .
دخلوا و جلسوا فلم يتبق إلا أشياء بسيطة للعمل نحتها نعمة جانبا وهي ملتزمة الصمت و عيون أحمد تتابعها في كل حركة يا الله كم اشتاق إليها لم يكن يتخيل أن بضع ساعات تغيبها عنه سيشعر بكل هذا الشوق لرؤية عينيها .. الشوق لابتسامة كاد قلبه ېحترق رغبة في عودتها .. دلفت للداخل تحممت سريعا و ارتدت ملابس رقيقة و مرت بسرعة من أمام أحمد إلى المطبخ لتجهز الطعام لأخوتها فهم جائعون للغاية بعد يوم طويل من العودة من السفر ثم إحضار مستلزماتهم من البيت الكبير و تنظيف الشقة .. حقا كان يوم طويل و متعب و كان آخر ما تريده أن تحضر موقف كهذا قد يطول و هي في حاجة ماسة للنوم فلم تنم الليلة السابقة بعد خبر الترتيب لزواج زوجها و أنهكها البكاء قبل أن ينهكها ذلك اليوم العصيب بينما يديها منهمكة في تحضير الطعام و عقلها شارد في كل أفكارها عنه وعما سوف يقولون دخل أحمد بهدوء 
سرحانة فيا مش كده 
قفزت من المفاجأة 
خضيتني .. اتفضل اقعد في الصالة عما أخلص تحضير الأكل .
بتطرديني !
أنا أقدر ! أنا مش قليلة الأدب لدرجة أني أطردك .
مش عايزة تكلميني و زعلانة مني طيب أنا ذنبي أيه ما أنا كنت معاكي كنت هعرف منين بس
طيب و أنا مطلوب مني أيه دلوقتي 
تهدج صوتها و بدأت دموعها الخائڼة في الانزلاق بسرعة كأنها كانت تتحين الفرصة .
تعالي بس ناكل و نتكلم شوية بس مكنتش أعرف أن شكلك بيبقى كده و أنتي بتنضفي .. لو كنت أعرف تؤ تؤتؤتؤ يا سااااتر مكنتش أبدا صمت ثواني و هي تنظر له مندهشة و متوقعة الأسوأ من كلماته و استطرد مكملا جيت قبل ما تستحمي هههههههه أنا مش ناقص خضة ههههههه.
هيهيهي ظريف جدا .. خد الأكل ده معاك و أنت طالع .
وتعبتي نفسك ليه .. أنا جايب أكل و ألا مخاصمة أكلي هو كمان .
أنا مخاصمة ريحتك عشان بقت تخنقني .
عيني في عينك كده .. دانتي بټموتي فيا .
قبل أن تفكر في رد قاطعهما صوت والدها 
ياللا يا ولاد الأكل هيبرد
خرجا يحملان ما بيديهما من طعام و جلسا وهي تحاول تجنب نظراته وقطع علي الصمت 
عرفتوا منين أننا هنا 
رد والده 
بعد ما حاولنا نكلمكم و تليفوناتكم مقفولة سألنا عليكم ولفينا عند القرايب و المعارف و الجيران و لقيت عبد المعطي بيتصل بيا بيقولي إلحق يا حاج شكلهم بسم الله الرحمن الرحيم اللي ساكنين فوق متنرفزين النهاردة و هات يا دق و خبط و أصوات سامعينها من الصبح فعرفنا على طول أنكم هنا و أحمد جه معايا و جابلكم أكل قال أكيد بينضفوا من الصبح . مكلمتنيش ليه يا علي و خدت فوشك ومعاك إخواتك ومشيت مش يمكن كنا اتفاهمنا يابني .
توقف علي عن مضع ما بفمه و ترك ما في يده و أطرق قليلا .. بلع ما بفمه و شرب كوبا من الماء يروي جفاف حلقة من استرجاع ذكريات الأمس المؤلمة .
مكنتش عايز أتكلم ولا عايز أشوف نفسي صغير أكتر من كده .. أنا سكت كتير و بقيت أقول مصلحة أختي أكيد بابا

 

 

عارفها بس لحد كده و مبقيتش عارف أسكت .. إحنا هنفضل عايشين هنا مكان أمنا الله يرحمها و مش هلوم عليك ولا أقولك مسيبتش مراتك ليه وسيبتنا احنا لأننا كبرنا و أنت بينك وبينها ولاد صغيرين .. بس متزعلش مننا معدش هينفع نستمر كده ولا نعيش يوم تاني مع مرات أب .. متزعلش مني يا أحمد عشان بقول على مامتك كده بس أنت شايف الوضع .
يا علي إحنا مش أغراب عن بعض ومهما تحصل مشاكل هنفضل اخوات و والدتي دي أمك برضو وهي اللي ربتكم و البيت اللي انتوا سايبينه بيتكم .. مالوش لازمة نزود الخلاف كده .
تدخل والدهم في الحديث بدلا من علي 
أنا هسيبكم شوية تريحوا أعصابكم مش هضغط عليكم و هجيلكم كل يوم أنا مبرميش ولادي.
هنا قامت نعمة واڼفجرت پغضب 
أبقى أنا مش من ولادك على كده .. عشان حضرتك مصر ترميني .. مصر تخليني ماليش قيمة و عندك أي حد ليه قيمة عني .. ظلمتني ليه عملت ايه عشان أشوف كل ده ! أنا كنت طول الوقت صابرة و مستحملة عشان مضايقش حد فيكم .. كنت بشيل المطبخ كله لوحدي حتى في أيام الدراسة و مكنتش بشتكي ومكنتوش بتشوفو مني غير ضحكتي .
يا بنتي متقوليش كده أنا يمكن غلطت لما اتعاملت معاكي بشدة بس أنا عمري ما أرميكي أبدا.
إزاي مرمتنيش ! و حضرتك ما فكرتش يوم في حقوقي .. سألتني إذا كنت موافقة على جوازي من أحمد وألا لأ ! عمرك قلتلي محتاجة إيه ! سيبتني لمراتك تتحكم فيا وتقرر بدالي كل حاجة في حياتي .. مشفتهاش وهي بتجهز بنتها و بتتخانق عشان أوضة النوم اللي عريسها جابها غير اللي بنتها عايزاها ! مشفتهاش بتدافع عن ولادها ومش مهم أي حد تاني ! حضرتك بأه جهزتني زي ما جهزت بنتها ! اشترطت على أحمد يجيب شبكة زي ما اتفقتوا مع جوز نهى .. أنا حتى دبلة محدش فكر يجيبهالي .. اتجوزت في أوضته لا فكرتو تجيبولي شقة ولا حتى توعدوني إن قريب هتعملولي اللي بيتعمل لكل العرايس .. حتى فستاني اشتريته و أنا فاكرة إني بشتريه لواحدة غيري .. أنا مفرحتش يا بابا .. أنا أمي ماټت .. مااااااااااتت .. أنا لو ليا أم كانت دافعت عني و خدتني في حضنها .. كانت حاربت العالم عشان محدش يظلمني .. أمي ماټت عزوني عشان مكنتش فاهمة يعني إيه أمي ټموت .. دلوقتي حاسة باليتم اللي كنت بنكره
ماټت أمي و إنفطر قلبي پقهر المكسورين
رأيت الأمهات تحارب بقلوبهن كل الطامعين
وتنشبن مخالبهن في وتين كل الجائرين
و أنا يا أمي وحدي في ليل القاسين
حتى أبي لا يمتلك قلبك
ولا حل محلك قلب يمحي من عمري الأنين
ودعتك أماه في كل يوم بقلب حزين
ودعت حنانك و أمانك و دفء سنين
ودعت معك صبا لم أدخله بعد وبه كل أحلامي
وبه كل الأمل وجمال اليقين
أماه اليوم أبكي وكأني بالأمس فقدتك
وكأنك بالأمس فقط كنت من المفارقين
في بعدك أماه كل يوم رثاء
و كل يوم تقطر العين
بعد أن أنهت كلامها الموجع واسترسلت دموعها في الجريان كنهر شاب قوي لم تشعر سوى بذراعين تضمانها بقوة لصدر تسمع دقاته العالية بضجيج هادر .. كانت بحاجة لتلك الضمة كانت بحاجة لتشعر أن هناك من يتألم لألمها .. أغمضت عينيها واستسلمت لنوم حرمتها أفكارها و انكساراتها من الحصول علية لليال متواصلة .
استيقظت لتجد نفسها نامت لليوم التالي حتى انتصفت الشمس قبة السماء قامت من فراشها تتألم من كل جسدها الذي أنهك من العمل و الأسى تسب نفسها سرا فقد أضاعت الفجر مرة أخرى في يومين و هاهو الظهر يقترب .. جرت نفسها وخرجت .
صباح الخير .
فوجئت بصوت أبيها من خلفها مصاحبا لصوت أخوتها 
صباح النور يا نعمة كويسة دلوقتي 
التفتت لتجد والدها يجلس في الشرفة بيده الجريدة وأمامه كوب شاي انتصف محتواه ويرتدي ملابس بيتيه
الحمد لله أحسن .. حضرتك بايت من امبارح هنا 
أيوة .. و هقعد معاكم مش هقدر أسيبكم لوحدكم وانتي في الحالة دي .
حالة ايه ! أنا كويسة .. من أمتى المشاكل بتكسرني .. أنا بس كنت بساعد نفسي أفضفض عشان أقدر أكمل .. متقلقش عليا أنا عديت بالأصعب .. تقدر ترجع بيتك لولادك حتى ع الأقل.
هنا بيتي يا بنت ! وولادي قاعدين مع أمهم و أخوهم الكبير وولادي التانيين مينفعش أسيبهم لوحدهم وألا أنتي بتطرديني !
جرت عليه ونزلت على ركبتيها أمامه 
لا عاش ولا كان اللي يطردك .. أنا آسفة يا بابا سامحني .
سامحيني أنتي يا بنتي .. كان مفروض أبقى أحرص من كده و أتابع ولادي بنفسي .. مهما كان أنتوا مسئوليتي و أمانة في رقبتي ربنا يحاسبني عليها عايز أسألك على حاجة و تجاوبيني بصراحة .
اتفضل .
أنتي عايزة تكملي مع أحمد 
كنت بصبر عشان نفسي أكمل معاه .. بس دلوقتي مش عارفة الاستمرار ده صح وألا الجوازة أصلا من أولها غلط أحمد عمره ما شافني زوجة .. يمكن الفترة الأخيرة بدأ يغير شوية من نظرته ليا كأخته .. بس بعد كل اللي حصل معتش عارفة أشوف الصح فين .
طيب أحنا قدامنا وقت و أنا قاعد معاكم لحد ما نشوف يا نرجع كلنا يا نفضل زي ماحنا ونبعد بس يا بنتي أنا حابب أننا نقاوم عشان ضميرنا هيأنبنا بعد كده أننا معملناش كفاية عشان الجوازة تنجح و عموما أنتي ليكي حريتك وفكري زي ما تحبي
قاطعهم جرس الباب ففتح عبد الكريم ليجدها نهى 
بابا .. نعمة كده تسيبو بيتكم عشان شوية خلافات .. قومو ياللا ارجعوا معايا البيت من غيركم وحش .
رد أحمد الأسيوطي 
اقعدي بس الأول يا نهى أمال ابنك فين 
متغيرش الكلام يا بابا .. ياللا عشان نرجع .. الست اللي اسمها نجوى دي جت فرقتنا و ألا أيه !
إحنا اللي غلطانين يا بنتي عشان إحنا اللي سمعنا كلامها .
خلاص مش مهم اللي حصل حصل خلونا دلوقتي نرجع زي ما كنا .
مش هينفع دلوقتي يا نهى أنا وبنتي تعبانين .. متزعليش من كلامي بس أنا عمري ما فرقت بينكم ومقلتش ولادي وولاد أخويا .. والدتك هي اللي فرقت و أنا كنت مطمن و مديها الأمان و فاكر أنها بتتصرف في التفاصيل .. أنا مش مصدق يا بنتي أن بعد العشرة دي أطلع مبفهمش و كنت مسلم من غير تفكير .. سيبينا شوية يا بنتي لحد ما أشوف هنوصل لأيه .
أمسكت نعمة بيديها وجذبتها 
تعالي نعمل الغدا .
استجابت لها بينما أتى صوت والدها
أعملوا حساب أحمد هيتغدى معانا النهاردة.
كادت تتوقف من كلماته لولا أن يد نهى التي حثتها على استكمال الحركة أكملتا اعداد

 

 

الطعام و من الواضح أنها اليوم تصنعه بدقة و استمتاع .. ليس ككل يوم مجبورة لتنهي أعمالها أنهت ما تفعله و استبدلت ملابسها وجلست تحاول أن تبدو طبيعية و لا تنتظر مجيئه .. تقاوم بشدة فتح الباب كلما هاجمتها فكرة أنه يصعد في تلك اللحظة .. تشاغلت بقراءة كتاب حتى تبعد خيالاته عن ذهنها المړض بذكرياتها معه و عقلها المقيد بالتفكير فيه و فيما ستفعله معه .
دخل بطلته المميزة وعينه تسقطان عليها مباشرة .. طمأن نفسه برؤية وجهها وقد استعاد هدوءه بعد عاصفة الأمس التي حالما انتهت عاد مع عمه للبيت يساعده في حزم حاجياته ليلازم ابنته فهي في حاجتها إليه جلس جوراها يكاد يلتصق بها .. دفعها بكتفه برفق 
إزيك.
أهلا .
يا ساتر .. لسة زعلانة مني 
و ازعل منك ليه ! هو أنت عملت حاجة 
أنتي عارفة كويس أني بريء .. أنا بريء .. بلاش رخامة بقى .
أنا اللي رخمة برضو .. أمال عمايلك دي اسمها ايه 
يا ستي أنا رخم و أنت رخمة و كلنا رخمين .
ضحكت رغما عنها فاستطرد 
عجبك حضڼي امبارح أيوة أنا متأكد عشان كده ما صدقتي و رحتي نايمة .
ذهلت من كلامه فما كانت تتوقع أن له ذاك الحضن الذي هدهدها و طمأن توترها .. لا عجب لطالما هدأت أعماقها بقربه .. صمتت بحياء فباغتها بقوله 
هو أنا مش معزوم هنا ع الغدا وألا عايزة تاكليه عليا .
أيوة أنا بخيلة و هنتغدى عيش وجبنة النهاردة بس ملقيناش عيش و هنبعت نجيب جبنة بعد ما تروح .
نهضت من جواره تتجه للمطبخ بينما هو يقهقه بشده لم يعجبه الحوار فحسب .. بل أعجبه أنها عادت لروحها المرحة التي كادت تفقدها جراء كل ما كان يحدث .
عمي .. هنعمل ايه فالمصېبة اللي اسمها نجوى 
ولا حاجة .. احنا مطلبناش بنتها رسمي و مش هنكمل كأن مفيش حاجة حصلت .
أيوة بس دلوقتي هي كلمت ناس في العيلة وقالت اننا بعد ما طلبنا بنتها و عملت حسابها و بتحضر لكتب الكتاب أحنا رجعنا في كلامنا وخلينا شكلها وحش قدام الناس و دلوقتي عم صالح كلمني و قالي لازم نحاول نسكتها لأنها مشوشرة علينا وأقنعت الناس في العيلة أننا اللي جرينا ورا بنتها .
يخربيت شياطينها .. إيه الست دي ! هي مش كفاية عمايلها اللي كانت هتخرب بيوتنا كمان بتكذب كده ! بس هقول أيه أنا و أمك اللي غلطنا .
طيب و الحل يا عمي 
أهو نحاول نمشي الأحوال مؤقتا لحد ما تقع في غلط أو الناس تعرف الحقيقة .
طيب و أفرض محصلش .
يبقى نتصرف ونوقعهم في الغلط طالما وصلونا لكده .. خلاص نعمة جاية نكمل بعدين .
ياللا يا جماعة الغدا جاهز .
جلس بجوارها طيلة الوقت أثناء تناول الغداء و بعده .. شعرت بأنه ېختلس النظرات إليها .. ترى أيعد هذا تطورا فيما بينهما أم أنه مجرد تعاطف معها فيما مرت و لازالت تمر به هل تجعل ذلك القرب الحديث يؤثر في قرارها بشأن عودتهما أو انفصالهما حقا لا تدري !
من جانبه شعر كأن دهورا كانت تفصلهما منذ أن غادرت و أصبح مأواها مكانا آخر غير مكانه و فراشه .. كيف أصبح البيت خاويا باردا مؤلما دونها .. حقا لا يشعر بغياب غيرها .. بضعة أيام في كل يوم يجد أسبابا تبدو حججا لذهابه حيث توجد و رؤيتها .
سمية كل يوم تحلفني أجيبها ليكي عشان تشوفك .
لم تنظر له و هي تجيبه بينما تحتضن الفتاة التي تبدو مستمتعة بحضنها مغمضة عينيها وتلف يدها عليها باصرار 
أنا كمان كان نفسي أوي أشوفها .. وحشتيني أوي يا سمية .
و أنتي كمان يا أبلة وحشتيني أوي .
تعالي يا حبيبتي نعمل الفطار و أعملك ساندويتش العجة اللي بتحبيه
انصرفت ممسكة يد الطفلة و هو واقف يزفر 
أيه البت دي ! دي سابتني واقف كأني هوا .. أنا هوا ! أنا هيبتي إتهزت في المنطقة .. منك لله يا نعمة فشكلتي برستيجي .
انصرف إلى عمله تاركا معها الصغيرة التي قصت عليها كل تفاصيل ما كان يحدث من العمة نجوى وابنتها .
يعني بعد ما مشينا وأحمد طردها ممشتش برضو !
و قعدت تزعق يا أبلة أوي و ماما فضلت ټعيط وتقولها منك لله ډخلتي علينا بالخړاب كان لازم أعرف أنك مش وراكي إلا الخړاب .. بس أنا مش فاهمة حاجة كانت بتقولها .
أيه هي يا سمسمة 
يعني أيه تفبرك فيديو ېفضحنا في العيلة 
هي قالت فيديو أيه بالظبط 
الفيديو ده
و أخرجت من حقيبتها الصغيرة هاتفا جوالا و ناولتها إياه و قالت ببراءة 
ده .. أصلي خدت منها التليفون اللي كانت بتشوح بيه لماما عشان أشوف شكله أيه الفيديو بس معرفتش .
تناولت من يدها الهاتف وسألتها بذهول 
خدتيه إزاي ده
فلاش باك
أنتوا بتعملوا فينا كده ليه ! كل زيارة تيجوا تعملولنا مشاكل والمرة دي كمان مش عايزين تمشوا .
أنت ولد قليل الأدب و محدش رباك .
أنتي اللي قليلة الأدب .. عايزة تتجوزي آبيه أحمد وهو متجوز أبلة نعمة تبقى أنتي اللي قليلة الأدب .
تدخلت نهى هنا 
عيب يا حامد دي مهما كانت ضيفة عندنا استنى لما تمشي و قول داهية لا ترجعها .
صړخت لوزة في وجهيهما 
إيه السڤالة دي .. يا ماما .. يا ماما
أتت نجوى على صړاخ ابنتها و بعدما دخلت تركت الهاتف من يدها بغرض أن يدخل حقيبتها و لكنه انزلق في مكان واضح فمدت الصغيرة يدها بخفه التقطته و خبأته تحت حزام ثوبها و لفت يديها خلف ظهرها .. نظرت لها لوزة و هي تاركة أمها تلسع نهى و زوجها وهما يحاولان إخراسها ثم ذهبت وأمسكتها من ملابسها بقسۏة 
أنتي مخبية إيه ورا ضهرك يا مقصوفة الرقبة 
مخبية حتة من لسانك اللي بيشتم ماما و أخواتي .
أنتو كلكو عيلة عايزة الحړق وخصوصا أنتي أصبري عليا إن ما ربيتك .
أنهت كلماتها بأن ألقت الصغيرة على الأرض واستعدت لتفتش ثيابها و ما إن إنثنت فوقها حتى دفعتها سناء فوقعت على وجهها لترتفع ساقاها لأعلى زرع بصل يعني .. أحسن تستاهل بنت المبقعة ليدلف أحد التوأمين الصغار يأخذ الهاتف من يد سمية في الخفاء ويضعه في حقيبتها الصغيرة و يجلس بجوارها ناظرا للجميع وهو يضع حلواه ذات العود في فمه بياكل مصاصة وعامل بريء 
عودة
وبس يا أبلة .. لما رجعنا فتحته معرفتش ألاقي فيه فيديوهات ولا حاجة .. كلها أغاني .
يا أروبة !! و مقولتيش لحد ليه إن التليفون معاكي 
خفت يا أبلة يقولولي غلط و يعاقبوني

 

 

.. أنا مكنتش أقدر أشوف الست دي كل شوية تعمل مشاكل و تخلي ماما ټعيط و تزعلك وتسيبينا وتقعدي هنا و أفضل ساكتة .. هي ست وحشة يا ابلة متخليهاش تزعلك مننا .. إرجعي البيت يا أبلة و أنا هسمع الكلام و هرتب سريري كل يوم و أنام في معاد النوم من غير ما تقوليلي .. سامي و أسعد كمان بيعيطوا عايزينك ترجعي .
هرجع يا حبيبتي الأسبوع الجاي بس ده سر بينا أوعي تقوليه لحد كمان هقولك تعملي أيه من غير ما حد ياخد باله .
يا نعمة الموضوع أتعقد ومش بأيدي .. طيب قوليلي الحل ..أسألي باباكي أنا عملت أيه عشان أفركش خطتهم و متجوزهاش لكن هقول أيه دماغهم كلها شړ .
يعني مطلوب مني أيه دلوقتي أرجع معاك وأقعد أتفرج على فرحك على واحدة تانية ! و ألا أروح أرقصلك في الفرح !
لا طبعا .. عمري ما أوافق ترقصي في الفرح قدام الناس .
ها ها ها ضحكتني
أعمل أيه بس .. عندك حل 
و أنت إيه الحل اللي أنت شايفه تتجوزها مثلا!
أنا فعلا مش طايقها بس أنتي متعرفيش الضغوط اللي أحنا فيها كلنا مش أنا لوحدي .
يعني أقبل ڠصب عني .
لا .. خلينا نحاول نبين أن خطتهم نجحت و أنا هطهقها في عيشتها على أد ما أقدر ويارب الخطة تنجح .
يعني إيه 
إرجعي معايا .. لازم نأكدلها إنك عمرك ما هتمشي و لا تتنازلي عن مكانك .
مقدرش أسيب أخواتي .
إخواتك معاهم بابا .
مش هيعرف يأكلهم و ياخد باله من طلبات البيت .
كل يومين تعالي شوفي محتاجين إيه و نهى كمان هتيجي مرة وأنتي مرة .. ياللا بأه كفاية كده.
أنت ليه عايزني أرجع أوي كده كل ده عشان لوزةتفقد الأمل فيك 
دا مجرد سبب من الأسباب .. خلينا بس نتفاهم دلوقتي عاللي هنعمله و بعدين هييجي وقت و أوضح لك كل أسبابي .
طيب بس ليا شرط .
إيه هو 
يا ترى إيه الشرط __________________________________________
دخلت على استحياء في الغرفة بعد أن مرت بسرعة من أمام الباب بالأسفل لم تكن تقوى أن تنظر في عيون خالتها .. ليس الآن .. ليس بعد ما مرت به معها و شعورها أنها لم تعد لها أما .. ذاك الشعور الذي دفعها من فوق جبل الأمان لتتردى في سفح مليء بالخۏف والظلم و جوارح الكلمات انتبهت على لمسة من يده على ذراعها فانتفضت مبتعدة .. لا تعي لم انتفضت هكذا إلا أن حركتها العفوية تلك آلمته و ظهر ألمه واضحا على وجهه .. فلم يكن يرغب أن يصل بهما الحال إلى هذا السوء
أنا جبتلك أجهزة منزلية وقفلت جزء في التراس يبقى مطبخ صغير .. مش هتحتاجي تنزلي تحت.
هزت رأسها بالموافقة على كلماته و هي تنظر بالأرض .. صامته جامدة لا تتحرك .
طيب اقعدي ارتاحي أو حطي هدومك في الدولاب .. متحسسينيش أني دخلتك السچن .
أنت شايف إن العيشة كده مش سجن ! معتش أقدر أتحرك من الأوضة ولا أطلع ولا أنزل .. حتى هنا في الأوضة هبقى برضو متكتفة .. أنا موعدكش أني أستمر معاك كتير .. جدعنة مني بس لحد ما تخلص من لوزة و أمها و بعد كده هرجع لأخواتي وكل واحد يشوف مستقبله هيبقى فين .
أنتي ليه صعبة كده ليه متديناش فرصة مش يمكن كل حاجة تتصلح 
أنا من يوم ما اتجوزتك وأنا بديلك الفرص كل يوم لما بقى فرض عليا أتحمل و أدي فرص .. أنا بأه مين يديني فرصة أكمل حياتي اللي واقفة 
انصرفت من أمامه لتداري دمعة و أيضا أملا مختبئا بداخلها
________________________________
رجعت صحيح معايا يا خليل بس مبقتش زي الأول .. بتتعمد متبصليش .. بتنام على الكنبة .. مش طايقاني ألمسها ولو من غير قصد .
الصبر يا صاحبي .. أنت عايز اللي انكسر يتصلح كده فجأة مكانش سهل ولازم تقدر ده كويس
لحد أمتى بس
دي بأه في أيدك أنت .. طريقة معاملتك معاها .. صبرك عليها .. إحتواءك ليها .. ساعدها عشان يبقى أسباب رجوعها ليك من جواها مش من ترتيب الظروف .. الست ممكن تبان ضعيفة بس لو ملقتش اللي يقنعها تستمر بتبيع كل حاجة وترمي قلبها دا لو الحب اللي جواها مكانش اتحول لكره .. الأقناع مش كلام لكن زي مقولتلك معاملة وصبر و إحتواء ومتنساش تقديرك ليها لأنه هو اللي بيكمل الموازنة دي كلها .
بعد كلام خليل سار للبيت وهو يردد في داخله كل ما كان يقوله .. يراجع نفسه و يتذكر ما كان يحدث .. لقد أخطأ كثيرا عندما تجاهل مشاعرها و تصرف طبقا لما تحتاجه مشاعره هو فقط .. الآن هو بحاجة ماسة لأن يستعيد تلك المشاعر التي كان يرفضها ويستهين بوجودها دخل بهدوء ويعلم تماما أنها ليست نائمة فقد اعتاد أنها تتظاهر بالنوم إلى أن تطمئن لعودته .. تذكر أيضا ما كان يخبرها عندما كان يتأخر أنه لم يطلب منها أن تنتظره اتجه إليها و جلس على المقعد المجاور و لمس ذراعها برفق 
أنا عارف أنك صاحية حاولت متأخرش عشان متتعبش وأنتي بتستنيني .
إلتفتت له و أزاحت غطائها و جلست فمد يده وتناول كفها 
أنا عارف إن اللي فات كان غلط ومش ناوي أستمر في الغلط .. على الأقل خلينا منبقاش زعلانين كده .. من بكرة اتصرفي عادي وسيبي كل حاجة لوقتها و أوعدك مش هتأخر برا و هخرجك عشان متحسيش أنه سجن و زي ما وعدتك كل يومين هوديكي عند أخواتك الصبح وأنا رايح الشغل ولما أخلص هنتغدى معاهم ونروح .. مبسوطة بأه يا ستي و ألا لسة حاسة أنك في سجن 
ابتسمت رغما عنها فهزت رأسها بنعم
طيب دلوقتي ممكن تيجي تنامي في السرير وبلاش الكنبة دي ولو مضايقة من نومي جنبك هنام أنا على الكنبة .
لأ مش هينفع .. الكنبة قصيرة ومش هترتاح .
طيب وعايزاني أقبل إزاي أنك مترتاحيش و أنام أنا في السرير وضميري ميتكلمش !
لم ينتظر ردها .. وقف وجذبها من كفها لتقف في مواجهته و بحركة مفاجئة ضمھا لصدره بحنان لم تستطع مقاومته فاستسلمت وأسندت رأسها المتعب إلى قلبه و تنهدت كما لم تكن تتنفس من قبل فقبل جبينها وربت على ظهرها و ساق خطواتها للفراش للجانب الذي اعتادت أن تنام فيه و دثرها بحنان ثم ذهب للجانب الآخر واستلقى ينظر لعينيها المغمضتين بأمان يتمنى أن يدوم .
في اليوم التالي بعدما ذهب لعمله رتبت الغرفة وفتحت الشرفة الكبيرة وتسللت بهدوء ناحية باب فيها كان مغلقا بشكل دائم طرقته بخفة بأطراف أصابعها لتسمع المفتاح يدور في الباب من الجهة الأخرى

 

 

لتفتح لها سمية .
أبلة نعمة وحشتيني
ارتمت الصغيرة في حضنها فأخذتها واتجهت بها للداخل بعد أن أغلقت الباب .
وأنتي كمان وحشتيني أوي يا سمسمة .. شفتي أنا وفيت بوعدي ورجعت أهو عشان متزعليش .
وأنا كمان يا أبلة عملت زي ما قولتيلي و جبت مفتاح باب البلكونة الكبيرة من غير ماما تحس بيا .. بس أنا خاېفة ربنا يزعل مني عشان مقولتش لماما .
ربنا مش هيزعل منك لأنك بتساعديني عشان اللي اسمها لوزة دي لما تيجي نطفشها والا انتي عايزاها تيجي تعيش هنا وكلنا نفضل زعلانين .
لا مش عايزاها ولا حتى آبيه أحمد عايزها تيجي .
عرفتي منين يا أروبة 
سمعته يوم ما جم ناس وقعدوا يتخانقوا وماما قعدت ټعيط وتقول ربنا ينتقم منهم هو كان بيزعق ويقول لو آخر واحدة في العالم مش هخلي اسمي يتمرمط على إيدها بعد ما كانت اللي برقبتها شايلاه .
أطرقت صامتة عند هذا الجزء .. هل بالفعل يراها هكذا لو أن هذه الحقيقة فهذا كل ما تريد أعطتها الفتاة المفتاح قبل أن تنصرف وتتركها لأفكارها ولترتيب الغرفة وطهو بعضا من الطعام قبل حضور زوجها من عمله .. حقا تشعر الآن أنها متزوجة وترعى شئون زوجها وتطهو له .. له هو فقط وتنتظره بكل قصصه وحكاياته وتشاركه كل لحظاته ومشاعره .. حقا يرضيها أنه يراها فوق كل أولئك النسوة .. لم يحبها بعد ولكن تقديره لها يرضي قلبها فما يرضي الزوجة ليس العشق والهيام فليست عليه تبنى البيوت إنما الاحترام والتقدير .. فهما حقا يفتحان للمودة بابا و للرحمة أبواب .. أنهت عملها وانتظرته حتى عاد و جلس إلى جوارها يتناولان الطعام
أنا واقع من الجوع .. الأكل شكله يفتح النفس تسلم ايديكي .
بالهنا والشفا .. طيب دوق الأول مش يمكن ميعجبكش .
رد عليها وهو يتناول بعضه بالملعقة 
حتى لو مش حلو كفاية أنك وقفتي عشان تطبخي و استنيتيني و..
نظر لها فاتحا عينا متوقفا عن المضغ
إيه إيه اللي جرالك طمني طيب .. إنت لسة عايش!
تناولت ملعقة لتتذوق الطعام فهي لا تدري مالخطب لكنه سبقها وجذب الملعقة من يدها 
لأ .. أوعي .. إحنا هنطلب بيتزا عشان ميحصلش خساير في الأرواح .
هو وحش أوي كده
لأ مقدرش أقول وحش .. هو أنا يعني أول مرة آكل من إيدك .. هو حادق جدا
بجد! تلاقيني حطيت الملح مرتين وأنا سرحانة .. انا آسفة هعمل غيره بسرعة .
لا .. أقعدي هنجيب أي حاجة دلوقتي لسة هتقفي تطبخي تاني .
أنا آسفة متزعلش مني .
مش دي الحاجة اللي تستاهل أزعل منك عشانها أنتي عندي أحسن من أي حاجة في الدنيا.
احمر وجهها خجلا من كلماته وابتسم لأنه كلماته حققت بعضا مما يسعى إليه .
فتحت عيناها في الصباح على ضوضاء و طرق و أصوات عالية أمام الباب كانت قد عادت للنوم ثانية بعد مغادرة زوجها لعمله ولكن تلك الضجة أزعجتها .. حتى تبينت أصوات نجوى و ابنتها وبدأت الحړب باكرا أفزعتها طرقاتهم العالية .. قفزت من الفراش تبحث عن هاتفها حتى وجدته
ألحقني يا أحمد التتار هجموا
تتار إيه مش فاهم حاجة .
نجوى و لوزة و بيرزعوا على الباب .. أنا خاېفة .
أنا مش هعرف آجي دلوقتي أنا برا البلد كنت هروح اسكندرية وقدامي على ما أوصل ساعة ونص ع الأقل .. تعرفي تخرجي من غير ما حد يحس بيكي وتروحي عند اخواتك وأنا هكلم عمي يحاول يجيلك بسرعة .
صمتت لثواني وأجابته بعد أن لمعت بذهنها فكرة 
طيب هحاول أخرج من غير ما حد يحس .
صمتت حتى انتهت الطرقات وتسللت للشرفة وفتحت الباب بهدوء لتجد الغرفة خالية وحقيبة لوزة على الفراش الذي كان يخصها سابقا فتحت الحقيبة و سكبت على الملابس زجاجة من الحبر و قطعت بخفة بعضا من الملابس ولا تزال مطبقة من جانب منها و أخذت بعضا من ملابس أخويها الصغيرين ملوثة وغير نظيفة وخبأتها أسفل الفراش بعد أن بللتها لتنطلق من الرائحة أكثر و عادت بسرعة و أغلقت الباب وارتدت ملابسها لتستعد لتتسلل خارجا .. انتظرت قليلا حتى سمعت صوت سمية بالأسفل .. نزلت بهدوء و أشارت للصغيرة التي أمسكت بالباب حتى لا يرونها من بالداخل
أنا رايحة لأحمد يا سمسمة .. متطلعوش فوق دلوقتي خليها هي تطلع الأول
انصرفت لتقابل والدها في الوكالة وتصعد لتجلس مع أخوتها و تعود في المساء و كفها مختبئ بكف زوجها ليسمعا صړاخا عاليا فيفلتها من يده مشيرا لها أن تصعد بسرعة ويدخل عند والدته رأى نجوى ممسكة باخيهحامد و لوزة ټضرب سمية التي احمر وجهها و تناثر شعرها وسقطت دموعها من الألم 
إيه الصوت ده إيه اللي بيحصل هنا 
وكأن ماسا كهربائيا مر بأجساد الجميع فتجمدوا في أماكنهم .. من كان يضرب ومن كان يتلقى الضړب
حتى صاحت أمه پبكاء 
إلحقنا يابني .. عروستك وأمها نازلين ضړب في اخواتك و عايزين يطردونا من البيت
نعم !!!!!!
و فجأة دخل أحمد الأسيوطي 
إيه اللي بيحصل في بيتي ده و إزاي يجي ضيوف من غير إذني لا .. أنا مش هسكت على كده .. الحاج صالح جاي ورايا عشان نشوف آخر المهزلة دي إيه
وغمز لابن أخيه ليفهم الأخير أن كل شيء مرتب فانسحب بخفة ليطمئن على نعمة ولكن ما إن دخل حتى صدم بشده 
إيه ده .. مش معقول !!!
.. يتبع اضغط على قراءة الجزء الثالث من القصة

 

بعض الأخطاء لا تغتفر وبعض الأحداث من المستحيل نسيانها إلا بفقدان الذاكرة كلية .. هذا ما حدث مع نعمة و خالتها كاميليا التي ألهتها الحياة ونست وصية أختها سمية .. نست ما كانتا عليه وحبهما لبعضهما واعتبارهما أن الأبناء كلهم أبنائهما سويا نست ما تعاهدتا عليه من بقاء الود حتى بعد ۏفاة إحداهما .. ألهذا الحد ينسى الإنسان من كانوا يوما كل أحبائه ! لقد كانتا يتميتين تقاسيان ولكن لم يفرقهما أحد ولا شيء سوى المۏت الذي اختطف سمية أثناء ولادتها لابنتها الأخيرة والتي أوصت زوجها أن يطلق عليها اسم أختها كاميليا إن لم تنج . حال الخالة كاميليا يسير من سيء لأسوأ فزوجها غاضب منها لما فعلت مع ابنته وولدها واقع في المشاكل ودائما ما تراه غاضبا في ظل تلك الأحداث المؤسفة و أولادها يعانون وقوعهم في تلك المشكلات عرضا حين ېتهجم من كانت تعتبرهم أصدقاءها و أدخلتهم حياة أطفالها ليرتعوا ويسيئوا لهم قدر استطاعتهم تناقص وزنها وبهت لونها و أصبحت تجلس محڼية القوام تدمع لمجرد رؤية أطفالها ساكنون .. تتحرك بلا روح فبعض أطفالها حزينون غائبون و حضنها قارب على الفراغ .
جالسا بجوارها في الجزء المتبقي من الشرفة و معهما كوبان من الشاي لم يفرغا بعد كفها ساكن كفه مستندة على كتفه نظر لها نظرة خاطفة 
نعمة .. هتفضلي لحد إمتى متكلميش ماما 
رفعت نفسها عن كتفه و اعتدلت في جلستها و تركت من يدها كوب الشاي على المنضدة واستكملت صمتها مطرقة إلى الأرض .
أنا عارف أنك زعلتي منها و عارف أنك كمان عندك حق ومقدرش أنكر ده بس دي غلطة في العمر كله .. أنا مش هجبرك على حاجة بس يعز عليا أن أمي و مراتي يبقو زعلانين ومش قادر أصالحهم على بعض دا أصلا غير أنها طول عمرك بالنسبة لك أم مش مجرد خالة من بعيد .. مش طالب أنك دلوقتي حالا تتصالحو بس عايزك تفكري في الموضوع ده قبل ما تبقى حماتك هي خالتك ودي صلة رحم .. فكري براحتك
أنهى كلامه بقبلة على جبينها و انصرف .
صعب أوي يا خليل أفضل ساكت .. أنا في النص .. أنا معترف إن نعمة عندها حق لكن أمي يا خليل مقدرش أشوفها كده و مش هقبل أبدا أنها تقف قدام مراتي تطلب السماح مهما كان غلطها .. أنا أطلب السماح بدالها .. لكن أمي لأ .. و ألف لأ .
يعني هتعمل أيه يا أحمد هتجبر مراتك تكلم والدتك 
لأ طبعا مستحيل أجبرها على حاجة .. نفسي بس الأمور تهدا .. مش طمعان أنهم يرجعوا زي الأول بس تنتهي العداوة مش أكتر .
حاول تعمل ده بالراحة ومتستعجلش كمان برضو لازم تأثر على والدتك أنها تحاول تبقى أحسن من ناحية نعمة .. أظن أنا حكيتلك قبل كده أسباب طلاقي .. كنت بخاف على أمي ونسيت أن مسئوليتي ناحية مراتي تجبرني أني أراعيها وزي ما أمي عندي مهمة مراتي أمانة ربنا هيحاسبني عليها .
كنت بتجبرها تصالح والدتك
لأ مكنتش بجبرها في البداية بس أنا بقيت أستسهل دايما أني أقنع مراتي أنها اللي تراضي وتصالح ومحاولتش مرة أأثر على والدتي و أستعطفها وأفهمها أن راحتي مع مراتي هتخليني أقدر أبرها و أنا سعيد مش حزين و محطم والنتيجة أني عايش على ذكريات زواج انتهى واتحطم .
بس أعتقد أنك بتقدر تشوف ابنك عادي .
أنا بشوف ابني يا أحمد وأنا الذنب قاتلني أني مقدرتش أدافع عن بيتي و أضمن لأبني حياة مستقرة .. أنا عارف أن أهلها عندهم حق لما خدوها وعملوا مشاكل معايا أنا اضطريتها تطلب الطلاق لأني مكنتش أمان بالنسبة لها.. أنا محميتهاش ولا كنت أد الأمانة اللي أهلها استأمنوني عليها .
طيب ما تحاول ياخليل تصالحها و ترجعها .
أمي من كتر ما هي متأكدة أنها على حق _ ماأنا عمري ما واجهتها أبدا ولا شرحتلها الغلط جه منين مصرة أني محاولش أقرب منها وألا مبقاش ابنها ولا تعرفني وأنهم غلطوا فيا ورفعوا عليا قضايا ووو ومعدش من حقي أحلم أني أعيش مع ابني في بيت واحد إلا لو حرمته من أمه .. كمان هي جالها عريس و لو أمي عرفت مش هتسكت و هتولع الدنيا عشان آخد ابني منها عشان تتربى .
يا ريتني يا صاحبي أقدر أعمل حاجة تردلك مراتك وابنك .
ما تشغلش بالك بيا أنا خلاص نصيبي كده .. المهم أنك متقعش في نفس الورطة .
___________________
وبعديني يا عمي .. هنعمل ايه في المشكلة دي 
ولا مشكلة ولا حاجة .. إحنا هنشوف عمك صالح عمل إيه في اتفاقنا معاه .. هو مش عاجبه تصرفاتهم لكن في نفس الوقت مش عايز يبان أنه ضدهم عشان يعرف يتصرف معاهم .
يا عمي دول بيطالبوني أبدا أبني الشقة اللي فوق و أشطبها عشان أتجوز فيها الهانم !
ما تبني .
نعم !!!
أيوة .. إبني الشقة .. هو يعني معنى أنك بنيتها إنك تتجوز الزفتة دي فيها ! إبنيها لبنتي وألا أنت هتفضل مقعدها في الأوضة دي ومبتفكرش تعملها اللي كان مفروض أتعمل من الأول !
لأ طبعا مش ده قصدي .. كنت عايزها هي تختار كل اللي يعجبها وتفرح الفرحة اللي كان نفسها فيها.
يا سيدي ملحوقة .. ابني بس الأول خلينا نكسب وقت .
_________________________
نورتنا يا حاجصالح .. أنا زعلانة منك أوي .. أول مرة تدخل البيت عندي عشان مشاكل عريس البنت 
متزعليش مني يا ست نجوى أنا كنت عامل حساب أنك ست وحدانية ومطلقة وخفت عليكي من كلام الناس .
ناس! وليهم إيه عندي ! يولعوا كلهم .. المهم أننا نبقى مبسوطين ونوصل المعروف بينا .
طيب خلينا نتكلم دلوقتي في موضوعنا .
هو ده موضوعنا .. هو فيه أهم من أن أشوف أهلي معايا مش سايبيني لوحدي .
يا نجوى خلينا في موضوع بنتك دلوقتي .. أنتي عملتي قلق و فضايح في العيلة وأنا وأنتي عارفين كويس أن محدش وعد البنت بالجواز .
يعني مكذبني !
إحنا دلوقتي في بكذبك وألا مبكذبكيش .. إنتي دلوقتي عملتي لبنتك قلق و آخرها هتتجوز راجل متجوز و الله أعلم يمكن مراته تخلف ويهملها وضيعتي من إيد البنت عريس كان بيكلمني عليها .. دلوقتي خد في وشه ومشي .. مش كان أحسن تتجوز دكتور ومش متجوز بدل الهبل اللي عملتيه ده !
يا لهوي !! كان دكتور 
أيوة يا ستي وحضر الكلام وبيقول هي أصلا لو فضلت مكملة تبقى عملت حاجة غلط مع واحد متجوز وعايزة تتستر .. شوفي مصلحة بنتك بدل الكلام اللي داير عليها .
أنا هخليها تسيبه وتقول أنها مڠصوبة عليه قدام العيلة كلها طيب
 

تم نسخ الرابط