دكان حليمة حدث بالفعل

موقع أيام نيوز

قصة دكان حليمة
كتابةابتسام رشاد
هما الأشباح والعفاريت ليهم عمر ويترى بيعيشوا كام سنة السؤال ده مارحش عن بالي من أول ليلة ليا في دكان حليمة.. شوفت حاجات عمري ما كنت مصدقها لحد ما شوفتها بعيني طول عمري بسمع من الناس لكن دي أول مرة اشوف.
انهاردة انا اشتريت دكانة وهبدأ اشتغل فيها والأرزاق على الله أمي باعت صيغتها علشان تساعدني أدفع تمن الدكانة والنهاردة هروح انضف المكان وأرش ماية وأعلق اليافطة الجديدة بتاعتي وانزل البضاعة اللي اتفقت عليها مع التاجر وكمان أرصها في الدكانة وفعلا روحت وبدأت أمسح التراب عن الباب وانا متشوق أفتحه وطلعت المفتاح من جيبي وفتحت الباب هو صحيح باب قديم وكنت حاسس إنه هيتخلع وانا بفتحه لكن مش مشكلة هبقى أجيب باب غيره المهم دخلت ولقيت الدكان مليان تراب وريحته زي الزفت ماهو مقفول بقاله زمان ده غير خيوط العنكبوت اللي في كل حته بس مش مشكلة انا هنضفه وأخليه يلمع.

وكان فيه في النص طرابيزة كده مدورة زي الطبلية والدكان موجود فيه الأرفف القديمة لسه زي ما هي ودي هستخدمها مش هغيرها بدأت أنضف الدكان واللي لفت انتباهي الباب كان عمال يفتح ويقفل ويزيق بصوت مزعج وبررت المشهد بإنه باب قديم وعلشان كده بيزيق لكن اللي ملقتلوش مبرر هو الشعر الأسود الطويل اللي لقيته على الأرض وانا بكنس مسكته في إيدي وسألت نفسي يترى الشعر ده وصل لهنا إزاي ولأني مشغول ومستني التاجر رميت الشعر على الژبالة وولعت في الژبالة وحرقتها وكانت ريحتها وحشة جدا خصوصا وهي بتتحرق حتى جاري عم جمال اللي ساكن قريب من الدكان جه اشتكى من الريحة ولما لقاني انا اللي فاتح الدكان وواقف فيه وبنضف قرب من الدكان وقالي
_الله الله.. هو انت يا محمد يا ابني اللي اشتريت الدكان
وقبل ما أكمل الحوار اللي دار بيني وبين عم جمال هعرفكم بنفسي واقولكم ليه اشتريت دكان حليمة ومين هي حليمة أنا اسمي محمد عندي 29 سنة عايش مع مراتي وابني وأمي كنت بشتغل سواق على عربية بضاعة باخد البضاعة من التجار وبوزعها على الدكاكين وطول عمري نفسي يبقى ليا دكان ملكي ابيع فيه واشتري وعلشان كده اشتريت دكان حليمة مكنتش أعرف مين حليمة دي انا اشتريت الدكان من واحد اسمه عبدالله الدسوقي المهم خلوني احكيلكم عن السر اللي اكتشفته ورا حليمة ودكانها.
لما عم جمال سألني وأكدتله إن انا اللي اشتريت الدكان اتفاجئت لما لقيته بيقولي
_الله! إزاي يبيعوا لك الدكان اللي أعرفه إن دكان حليمة مايتباعش ولا ينفع يروح لحد برة عيلة الدسوقي.
_جرا إيه يا عم جمال! انت مش عاوزني أخد الدكان ولا إيه!
_يا ابني كنت شوفلك دكان في حتة تانية يكون رزقها واسع ده مقفول أديله سنين.
_ادعيلي انت بس وان شاء الله ربنا هيكرمني.
مشي عم جمال وهو بيدعيلي كنت حاسس إنه عاوز يقولي حاجة واتردد ورجع في كلامه... المهم خلصت تنضيف الدكان واستقبلت البضاعة من التاجر اللي كنت متفق معاه وبدأت أرص البضاعة في المحل لكن اللي حصل فجأة وانا بفتح الكراتين بإستخدام سکين حادة جرحت إيدي بالغلط بس كان الچرح صعب وڼزف ډم كتير على الأرض وقتها لما الډم نزل على الأرض ظهر أثر لدم قديم كان موجد وناشف ولازق في البلاط مشيت مع خط الډم القديم ولقيت إن بداية الډم جاية من عن العتبة مدخل الدكان غريبة أوي أنا لولا ما إيدي اټجرحت وڼزفت مكنتش هشوف الډم ده أصلا ونوعية البلاط دي مش بتنضف بسهولة يعني البقعة اللي تسيب آثر.. أثرها بيقعد بالسنين حطيت مناديل على الچرح وجبت الشرشوبة وحاولت أنضف الډم وقعدت أمسح لكن مجرى الډم القديم مابيتمسحش مهما حاولت أمسحه وقتها كملت شغلي عادي وبدأت ألزق على الحيط صور عليها آيات قرآنية وانا بعلقهم افتكرت الصورة اللي كانت متعلقة هنا وانا حطيتها على واحد من الأرفف والصورة دي قديمة أبيض واسود وهي صورة راجل عجوز ولابس طربوش معرفش مين الراجل ده بس كل حاجة هنا بتتقول إن الدكان وراه سر قديم وانا بصراحة بدأت أقلق اتصلت بالعمال اللي هيشيلوا اليافطة اللي عليها اسم دكان حليمة علشان خلاص هعلق يافطة جديدة بإسمي انا لكن العمال قالو هييجوا بكرة قفلت الدكان بعد ما خلصت ورجعت البيت وقولت هعمل الإفتتاح من بكرة بعد ما أعلق اليافطة الجديدة... أول ما وصلت للبيت حكيت لأمي كل حاجة حصلت معايا انهاردة وهي أدتني مصحف وقالتلي
_خد يا محمد يا ابني المصحف ده حطه هناك في الدكان علشان ربنا يحميك ويباركلك في رزقك.
_أمي انا فاكر زمان وانا صغير لما كنا ساكنين في المنطقة اللي فيها الدكان وكانوا العيال في الشارع بيقولوا إن فيه عفريته جوه الدكان ده وكنا بنخاف نلعب بالليل في الشارع بس لما كبرنا نسينا الحكايات دي ومحدش بقى يفتكرها حتى جدة صاحبي كانت بتحكيلنا حكايات غريبة عن حليمة والدكان وكنا بنخاف من الحكايات اللي بتحكيهالنا ومحدش فينا صدق الكلام الفارغ ده وانا النهاردة بعد ما قضيت يوم في الدكان جاي أقولك إن انا حاسس بحاجة غلط.. وعاوز أصدق الكلام اللي بسمعه بس العقل رافض يصدق حواديت ست عجوزة كانت بتحكيها للأطفال.
_يا ابني اسمعني كويس الشارع واقع بين حارتين وكان زمان أوي فيه كبارية وحمام زي حمام التلات وبيقولوا فيه أفلام أبيض واسود اتصورت هناك ده غير الإنجليز اللي كانوا بيجوا يسهروا ويسكروا هناك ومع الزمن كل حاجة اتغيرت وطلعت أبراج وعمارات ومفيش حاجة على حالها عيلة الدسوقي هما اللي مرضيوش يبيعوا الدكان من زمان واهو النهاردة بقى بتاعك وبكرة تكبره وتعمله زي الأبراج اللي حواليك.
كلام أمي طمني لكن اللي خلاني رجعت قلقت تاني وانا نايم بالليل لما اتصل بيا رقم غريب وقالي
_إلحق يا محمد تعالى بسرعة الدكان بتاعك بيولع والڼار في كل حته.. إلحق يا ابني محدش قادر يقرب من الدكان.
اللي كلمني ده يبقى عم جمال عرفته من صوت قومت مڤزوع وجريت روحت الدكان وكانت الڼار في كل حته والناس واقفين بره بجرادل المايه والخراطيم لكن بمجرد ما فتحت الباب الڼار اتطفت لوحدها الأغرب من كده إن الڼار دي محرقتش حاجة أصلا ولا خلفت وراها رماد والدكان لسه زي ما هو الحاجة الوحيدة اللي اتحرقت هي الصور اللي عليها آيات قرآنية.. حتى الناس كلها استغربت من اللي حصل وفي وسط الذهول اللي احنا فيه عدى علينا عوض السمكري وهو بيقول
_مش خايفين من حليمة.. حليمة عمرها ما سابت حقها لحد دكان حليمة اتفتح ومعاه فتحتوا على نفسكوا أبواب خړاب وڼار ملهاش آخر.. اهربوا قبل ما يحل عليكم المۏت والخړاب.
السمكري ده يبقى واحد كان بيصلح الحاجات البايظة وخسر محله وكل فلوسه ومن بعدها اټجنن وبقى بيمشي يخرف في الشوارع صحيح الجملة اللي قالها دي غريبة أوي وفي الليلة دي سمعت جمل تانية أغرب كلها بتتكلم عن حليمة وعن
تم نسخ الرابط