قصه عاشت في قديم الزمان عائلة تتكون من رجل وزوجته وطفلاهما الغولة كامله

موقع أيام نيوز


يتركها تغادر البيت ليفرغ لتربيتهما 
بقى الرجل يوازن بين عواطفه نحوها وعواطفه نحو أبناؤه فرأى بأنه يقوى على فراق أبنائه ولا يقوى على فراقها 
فراح يسألها إذا أخرجتهم من البيت إلى أين سيتجهون ومن الذي سيرعاهم
أجابته وهي تغالب فرحها بالانتصار أحملهم إلى خارج القرية وأتركهم هناك ليذهبوا إلى قرية غيرها والله سيتكفل بآمرهما

كانت تشير في كلامها إلى مكان إذا تركهم فيه لن يبقوا أحياء لكثرة السباع والوحوش والاغوال لموجودة هناك فيه
لاذ الرجل بالصمت وأخذ يفكر في نتائج موافقته على رأيها قبل أن يقول لها إذا عليك بأعداد ما يتزودون به في غربتهم من كعك ودقيق
هبت المرآة من مكانها مسرعة والفرحة تغمرها فور سماعها موافقته على التخلص من أبناؤه و قامت لساعتها تدقق الطعام وتعد الكعك وتولى هو بنفسه وضع الكعك والدقيق في كيسين منفردين أحكم ربطهما ثم قام بوضعهما عند إحدى زوايا الحجرة
وذهب إلى طفليه يلاطفهما ويسامرهما على غير عادته فاستغربا منه تصرفه هذا الذي لم يعهداه منذ تزوج بالأرملة استمر يلاطف أبناؤه واخذ يقص عليهما الحكايات وهما لا يصدقان أن أباهم هو الذي يجلس معهم ويغدق عليهم من عطفة الأبوي الذي افتقداه منذ زمن طويل و أعادهم إلى حياتهم الأسرية في عهد أمهم 
وكم كان سرورهما وحيرتهما معا عندما فاجأهما بقولة في الصباح سآخذكم معي في نزهة إلى بلاد بعيدة لتتعرفوا عليها فسأله الولد الذي تعلقت عيناه بعيني أبيه ببراءة قائلا وهل ستقص علينا القصص كل يوم 
أشاح الرجل بوجهه عن أبنه يتقي نظراته البريئة المتعلقة بعينية وإجابة قائلا نعم سأقص عليكم كل يوم قصة فدفعته براءته إلى سؤاله مجددا ولن تتركنا هناك لوحدنا 
فرد أبوة بنبرات متلعثمة لن أترك اترككم لوح....لوحدكم وكأن الرجل خشي أن تتغلب عواطفه نحوهم على عواطفه اتجاه خالتهم فيتراجع عن قراره في التخلي عنهم
فقال منهيا الحديث بينهم الوقت متأخر هيا اذهبوا للنوم لكي تستيقظوا مبكرين 
فرح الطفلان بعودة أبيهما أليهما ليسبغ عليهما ما ألفاه منه من عطف وحنان قبل زواجه من المرأة التي كانت تلاحظ الجو العائلي الذي ساد بين الرجل وطفليه
والذي اخذوا خلاله يتبادلون القصص والحكايات فيما بينهم فاستغلت انشغالهم هذا وعمدت إلى الكيسين التي أودع فيهما الأب لحسن التطواني زاد الطفلين من كعك ودقيق وقامت بإفراغهما من محتوياتهما وملأت الأول بالرماد بدلا من الدقيق وملأت الثاني بالتبن الجاف بدلا من الكعك ثم أعادت ربطهما من جديد ووضعتهما في مكانهما
في صباح اليوم التالي هم الأب بأيقاظ الطفلين ليصحبهما إلى خارج القرية فوجدهما جالسين في انتظاره على أحر من الجمر حيث كان الشوق للرحلة مع والدهم
قد طرد النوم من عيونهما باكرا حمل الأب الكيسين على ظهره وسار والطفلين يسيران بجانبه نحو المكان الذي وصفته له زوجته
اخذ خلال سيرهما يسرد عليهما القصص والحكايات ويجيب على أسئلتهما التي يطرحونها علية حتى وصلوا إلى رابية صغيرة تطل على واد فسيح وعلى قمة هذه الرابية كان يوجد جرفا صغيرا فاستقر رأي الأب أن يجعل من هذا الجرف مأوى للطفلين وان يتركهما هناك 
فقال لهما ما رأيكم لو قعدنا هنا نرتاح بعض الوقت ونأكل غذاءنا في هذه الجرف لم يعارضه أي منهما فوضع الكيسين في الجرف وقعد إلى جانب الطفلين .
واخذ يحدثهما ويخادعهما ريثما اطمأنا إليه وحان موعد فراقهما وعودته للبيت فقال لهما مدعيا رغبته في قضاء حاجته انتظراني قليلا ريثما أذهب خلف تلك التلة وأعود قال ذلك ثم قام متجها نحو المكان الذي أشار إليه ليأخذ بعده طريقه عائدا إلى البيت من دونهما 
بقي الصغيران ينتظران عودة أبيهما ومضت الساعة والساعتان دون أن يعود عندها فقال الولد لأخته أنا جائع استنكرت أخته أن يكون له بطنا خاصة به ولا يهتم بعودة أبيه ليأكلوا معا
فڼهرته قائلة تجيبه انتظر قليلا أبونا على وشك العودة وسنأكل معا أذعن لها الولد واستمر يشاركها انتظار عودة أبيهم ليأكلا معا انقضت ساعات أخرى وأخذت الشمس تميل نحو الغروب وأباهم لم يعد
ضاقت الفتاة هي الأخرى وعصر الجوع أمعائها وأدركت بأن أبيهما قد غدر بهما ولم يرافقهما إلى ذلك المكان إلا ليتخلص منهما فقالت لأخيها لا أظن أن أبونا سيعود بعد
 

تم نسخ الرابط