صاحبة الخمسة والستون
زوجي على صنيعي فالحق أننى التي ضغطت عليه لاقناع شقيقه بقبول هذه الزيجة للهدف الذي كنت أسعى إليه
لكنه بانجاب الولدين أصبح سرابا كما أنني لم يكن لدى وقتها سوى ابني الوحيد الذى لم انجب سواه
وكبر الولدان وكلما شاهدتهما أمامي يمر برأسي شريط الذكريات وما كنت أرتب له بعد رحيل الكبار حين تصبح الأرض كلها ملكا لأولادي ثم توالى انجابها البنين والبنات فانجبت ولدا ثالثا وبنتين فى حين توقف انجابي تماما وأدركت أنني سوف أجني ما صنعت وأن من يتخيل أنه قادر على أن يفعل ما يريد واهم فالقادر هو الله ونحن البشر مهما فعلنا فلن نغير قدره سبحانه وتعالى ودارت السنون وصار الأولاد شبابا وأصبحت أخاف على إبني من كل خطوة يخطوها فأتتبعه وأسأل عليه وكان لدينا جرار زراعي يعمل عليه في أرضنا الزراعية في أيام الأجازات الدراسية وذات يوم أخذ الجرار
ثم الى مستشفى شهير بالقاهرة وظل في العناية المركزة ثلاثة أيام ثم صعدت روحه إلى بارئها
ودارت بي الأرض وغبت عن الوعي وأخضعوني للفحص الطبي وشخصوا حالتي بأنها صدمة عصبية شديدة وتلقيت علاجا استمر مدة طويلة ولما أفقت وجدت زوجى قعيدا بعد اصابته
فلم يغادروا حجرتنا ولازمونا ليلا ونهارا ولم أسمع منهم سوى كلمتي أبي وأمي وهم ينادوننا أنا وزوجي وبعد أسابيع قليلة ماټ زوجى ولم أجد أحدا بجواري سوى أبناء شقيقه الذين حاولت أن أمنع وجودهم في الحياة
بالحيلة الدنيئة التي دبرتها له للزواج من عاقر فإذا بالله عز وجل يخلف ظني ويحدث ما حدث وافقد إبني الوحيد ليؤول كل شيئ إلى أولاد شقيق زوجي الذين صاروا أولادي بالفعل بعد كل ما صنعوه لي ولقد أراد الله أن أعيش لأرى كل من حولي يرحلون من الدنيا واحدا بعد الآخر لكي أنال العقاپ الذي استحقه في
واخيرا وأرجو أن يتعظ كل ضال وأن يعود كل من يتربص بالآخرين إلى رشده فالله هو القاهر فوق عباده ويعلم خائڼة الأعين وما تخفي الصدور .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ۚ إنك أنت الوهاب سورة آل عمران..