الحب والحرمان ل ولاء رفعت
تناديه بكل قوتها
لو سمحت يا فندم فيه واحدة ست في العربية اللي جمبنا عماله تنادي علي حضرتك.
ألتفت ينظر من خلف النافذة المغلقة فتح الزجاج و حدق إليها يسألها
إيه اللي جابك ورايا
صاحت بجملة واحدة
أنا موافقة.
لم يصدق ما سمعه فأشار لها نحو أذنه لتكرر ما تفوهت به فصاحت مرة أخري
أنا موافقة نتجوز.
وقف لو سمحت علي جمب.
و فعلت هي المثل فتوقفت السيارة التي بها ترجل كليهما و تقابلا و أعينهم تنضح بالسعادة و الفرح
حاول أن يهدأ روعه ليهدأ أيضا قلبه الذي ينبض بقوة و قال
و أنا أوعدك طول ما أنا فيا نفس هشيلك جوه عينيا بحبك.
حدقت إليه بسعادة و خجل معا ثم أجابت
و أنا كمان...
و أنت إيه
نظرت إلي أسفل و خديها يضربهما حمرة الخجل
أنا كمان بحبك.
و لدي ليلة بعد أن قام معتصم بإنقاذها أمرها بالعودة إلي منزلهما و هذا بعد إصرارها علي المكوث في منزل عائلتها خاصة بعد علمها ما حدث إلي شقيقها و بالرغم ما كان يفعله به أشفقت عليه و دعت له بالهداية.
لكن بعد أن عادت و ظنت إنه قد غفر لها و يعود إليها تفاجئت إنه جعلها تعود من أجل أن يعتني بها حتي تضع مولودها و سوف يقرر حينها ماذا يفعل معها كان ينفصل عنها في غرفة أخري و لا يتحدث لها سوي في الضرورة.
و في المساء كانت تجلس داخل الغرفة و تعلم بوجوده في الغرفة الأخري كم آلامها ذلك و شعرت بالقهر و في خضم تلك الأفكار انقطع التيار الكهربي فجأة أنتابها خوف شديد من الظلام أخذت تردد بعض الأذكار ليطمئن قلبها نهضت و مدت يديها تلمس كل ما يقابلها حتي أستطاعت الوصول إلي
معتصم يا معتصم.
حاولت الوصول إلي السرير الذي يتمدد عليه أجاب بجدية و إقتضاب
نعم
وضعت يدها علي السرير لتجلس فقالت
النور قطع و أنا بخاف من الضلمة.
بمجرد أن سمع كلماتها ابتسم ثم تصنع عدم الإكتراث قائلا
ممكن أقعد معاك لحد ما النور يجي.
أطلق زفرة و نهض يلتقط هاتفه من فوق الكمود و قام بتشغيل ضوء
الفلاش
رآها
تفوهت بتوتر تخشي من ردة فعله
مش كفاية بعد بقي لنا أكتر من شهرين يا دوب الجواب علي قد السؤال و أنت في أوضة و
أنا في أوضة زي الأغراب أتكلم عاتبني طلع كل اللي في قلبك بدل ما أنت سايبني هاموت من كتر التفكير.
سكوتي أحسن لك بكتير لأن لو أتكلمت كلامي هيزعلك.
باغتتها غصة علقت في حلقها و قلبها يخفق بقوة من كلماته و نظرته التي تمنت أن يقتلع قلبها بيده و لا ينظر إليها هكذا.
طيب لما أنت شايل مني أوي كدة ليه خلتني أرجع
لأن واخد عهد علي نفسي عمري ما أتخلي عنك.
بدأت تتجمع الدموع في عينيها و قالت بصوت يوشك علي البكاء
بس أنت أتخليت عايش معايا و بعيد عني في نفس الوقت عقابك ليا مش قادرة أستحمله عارفة إني غلطت لما خبيت عليك بس برضو أنت غلطك ما يفرقش عن غلطي خبيت عليا إن مرات أخوك كانت البنت اللي بتحبها و علي كلامها اللي قالته ليا شكلها كانت بتحاول معاك تكون ليها و اللي زي عايدة دي ممكن أتوقع منها أي حاجة و قلبي بيقولي مليون في المية حصل ما بينكم مواقف و محاولات منها و أنت بالتأكيد مخبيها عليا صح
نهضت و صاحت به
يعني إحساسي طلع صح طيب أنا علي الأقل يشهد ربي عليا
من ما أتجوزتك صونت عرضك في غيابك قبل حضورك و لما خبيت عليك تهديدات عمار ليا مش عشان خوف منك عشان حاجتين أولهم عارفة أنك دمك حامي و مش هاتسكت و ممكن كنت هتودي روحك في داهية الحاجة التانية خۏفت لتفهم غلط و تسيبني و تبعد بعد ما قلبي أتعلق بيك و حبيتك أي واحدة فينا قلبها مليان أسرار ساعات البوح بيها زي ما بيرفعها لسابع سما ممكن يخسف بيها لسابع أرض و أنا مكنتش عايزة غير بر الأمان و هو حضنك.
لم تستطع السيطرة علي دموعها التي تحررت علي وجنتيها كمجري نهر منهمر نهضت و أتجهت نحو الباب
أنا هامشي و هاقعد في بيت أهلي لأن خلاص ما بقاش عندي طاقة أستحمل.
أهلك و ناسك هما أنا و قسما باللي خالقني و خالقك
ده عمره
ما عرف
يعني إيه حب غير علي إيديك.
أشار لها إلي قلبه و أردف
أنا سبب زعلي منك هو إن كل ما أتخيل إن الحيوان ده كان بيكلمك أو بيشوفك دمي بيغلي و حظه إنه أتقتل عشان لو كان عايش كنت أنا اللي خلصت عليه بنفسي اليومين اللي بعدت عنك فيهم لما كنت في الحجز كان كل دقيقة بتمر عليا كنت بټعذب فيها
بعد مرور شهر و نصف تم عقد قران هدي و شريف في حفل عائلي بعد أن أنتهي أخذها إلي الساحل الشمالي ليقضي معها أجمل ليالي هو قد فاز بحب عمره بعد صبر سنوات.
مش تكح و لا تعمل صوت بدل
ما تخضني
جعلها تلتفت إليه و قال
لحقت أوحشك و أنت لسه سايبني من الصبح!
أنت أصلا بتوحشيني و إحنا مع بعض فما بالك لما ببقي بعيد عنك و لو دقيقة.
روح غير هدومك عقبال ما أحط الأكل.
أخرج
من جيبه علبة مخملية و قام بفتحها ليظهر منها خاتم تتوسطه ماسة
كان نفسي أشتريهولك قبل كتب كتابنا بس مكنتش ظروفي متظبطة و الحمدلله من يوم ما بقيتي مراتي و ربنا رزقني من وسع.
حبيبي ربنا يخليك ليا بس أنت مش مخليني محتاجة حاجة أبدا و الخاتم ده شكله غالي أوي.
أنا لو بأيدي أجيب لك نجمة من السما و الغالي أتعمل علشانك.
حدق إليها بابتسامة ماكرة و اخبرها بنظرة شوق عاشق متيم و أردف
أنا مش عايز أتغدي.
سألته بدلال و تتغنج بين يديه
أومال عايز تاكل إيه
عايز أكلك أنت.
بعد مرور خمسة أشهر...
أستيقظ معتصم بفزع علي صوت صرخات ليلة
التي لم يعرف
النوم دربا إلي
عينيها منذ الأمس بدأت آلام المخاض تتزايد حتي وصلت ذروتها في الصباح الباكر و لم تتحمل كبت الألم أكثر من ذلك.
ألحقني يا معتصم أنا بولد اه.
صړخة ألم و تقف تستند علي الحائط داخل المرحاض.
نهض و ركض إليها
حبيبتي معلش و الله نمت ڠصب عني ثانية هاتصل بهدي و لا أقولك أتصل علي الدكتورة.
صړخت پألم
لاء خليك جمبي ما تسبينيش.
معلش يا حبيبتي أستحملي.
و في داخل المشفي بمجرد أن دلفت غرفة العمليات تمت الولادة علي الفور.
و في غرفة تملؤها الزينة و البالونات تحمل هدي الرضيعة و تنظر لها بسعادة
بسم الله ماشاء الله بنوتة زي القمر ربنا يبارك لكم فيها و تفرحوا بيها و حمدالله على سلامتك.
عقبت ليلة التي تمسك بيد معتصم
الله يسلمك يا هدي و ربنا يقومك بالسلامة.
أعطت هدي الرضيعة إلي والدة معتصم التي حملتها بحرص
بسم الله ماشاء الله.
و نظرت إلي ليلة
حمدالله علي
السلامة يا بنتي.
ابتسمت الأخري و قالت
الله يسلمك يا ماما.
كان شريف يقف في زاوية و يمسك بيد بسنت و شقيقها محمد الذي سأل
عمو شريف هي ماما هاتجيب لنا نونة زي نونة عمتو ليلة
أجاب الأخر
اه يا حبيبي هاتجيب أخوك الصغير و تلعبوا مع بعض.
فقالت الصغيرة
اشمعنا محمد ماما هتجيب له أخ و أنا كمان عايزة أخت.
ضحك الجميع علي كلمات الصغيرة فسألت هدي
ألا قولوا لي سميتوها إيه
أجاب معتصم و الفرح يرسم بسمة تملئ ثغره
ليلة.
تمت بحمدالله.
مع تحياتي ولاء رفعت علي