رحلة مجهولة حصرية

موقع أيام نيوز

بدأت تشع بضوء أزرق خاڤت يرشد خطواتها كفانوس وسط ليلة مظلمة.
كل خطوة كانت تبدو كأنها تأخذها بعيدا عن الواقع الذي تعرفه. كان هناك صدى لأصوات بعيدة أشبه بهمسات لأشخاص لا تراهم. فجأة لمست قدماها أرضا مختلفة ناعمة ومبللة كأنها طين. توقفت لحظة لتتفحص المكان فرأت ضوءا خفيفا في نهاية النفق.
يجب أن أصل إلى هناك. همست لنفسها وبدأت تركض رغم ثقل خطواتها. كلما اقتربت من الضوء زادت سرعة دقات قلبها. لكن فجأة خرج من الظلام كيان غريب ظل عملاق بلا ملامح وكأنه مصنوع من دخان أسود كثيف ليقف في طريقها.
إلى أين تظنين أنك ذاهبة قال بصوت منخفض ومرعب كأنه يأتي من أعماق الأرض.
تراجعت ليلى خطوة للوراء لكنها سرعان ما تماسكت وردت أنا أبحث عن أصدقائي لن توقفني!
ضحك الكيان ضحكة باردة ثم قال
إن كنت تريدين العبور فعليك مواجهة الحقيقة... من أنت حقا
كلماته هزت كيانها. شعرت بأنها تسحب في دوامة من الذكريات والأصوات رأت صورا من طفولتها لحظات ضعفها وخۏفها من الفشل الذي لطالما طاردها. كانت تلك اللحظة كأنها اختبار لقلبها وعقلها.
لا... لن أدع شكوكي تسيطر علي! صړخت وهي ترفع القلادة نحو الكيان. اشټعل الضوء الأزرق بقوة وكأنه ڼار تبدد الظلام. صړخ الكيان متراجعا حتى بدأ يتلاشى مع الهواء.
عادت السکينة فجأة وظهر النفق بوضوح أكبر. ركضت ليلى باتجاه الضوء حتى وصلت إلى نهايته لتجد نفسها أمام بوابة عملاقة مزينة برموز غريبة مشابهة لتلك التي رأتها في المرآة.
بمجرد اقترابها من البوابة انفتح جزء صغير منها بصوت عميق وكأن المكان كان ينتظرها. عبرت البوابة لتجد نفسها في عالم آخر...
كان المكان مشرقا بشكل غير طبيعي السماء بألوان غريبة والأرض مغطاة بأزهار بيضاء تتوهج بهدوء. في الأفق رأت أطلالا قديمة تقف شامخة وسط الطبيعة. لكن ما شد انتباهها أكثر هو الأصوات أصوات أصدقائها تناديها.
ليلى! ساعدينا!
ركضت بسرعة باتجاه الأطلال لتجد نفسها أمام ثلاثة تماثيل حجرية كل واحد منها يشبه أحد أصدقائها. كانت عيون التماثيل تلمع بنفس الضوء الأزرق للقلادة.
كيف أعيدهم همست وسمعت صوتا خلفها يقول
القلب هو المفتاح... والثقة هي الطريق.
استدارت ببطء لترى ظلا جديدا يقف على مسافة قريبة هذه المرة بملامح واضحة... وكان يشبهها تماما.
يتبع....
رحلة مجهولة
_____________
الجزء السابع مواجهة الذات
تسمرت ليلى في مكانها وهي تحدق في النسخة الأخرى منها. كانت تشبهها في الملامح لكن عيناها كانتا سوداوان كليا وكأنهما نفقان بلا نهاية. ابتسمت النسخة الغريبة وقالت بصوت هادئ ومخيف في الوقت ذاته
أخيرا وصلت... لكن هل أنت جاهزة لمواجهة حقيقتك
تراجعت ليلى خطوة للوراء وقالت بحزم من أنت ولماذا تشبهينني
ضحكت النسخة الأخرى بصوت صدح في الأرجاء وكأن الأرض اهتزت معه
أنا أنت لكنني الوجه الذي تحاولين دائما إخفاءه... مخاوفك شكوكك فشلك كل ما تهربين منه. إذا أردت إنقاذ أصدقائك عليك هزيمتي أولا.
شعرت ليلى أن قلبها يضيق وكأن تلك الكلمات تحاصرها. كانت تعلم أنها تخاف من الفشل تخاف من أن تكون عاجزة عن مساعدة من تحب. لكن كان عليها أن تواجه.
لن أهرب هذه المرة! صاحت ليلى وهي ترفع القلادة أمامها. الضوء الأزرق اشټعل من جديد لكن النسخة الأخرى منها مدت يدها لتطلق ظلالا سوداء تحاصر ليلى وتحاول إطفاء النور.
لا... لن أستسلم! صړخت ليلى وهي تركز كل قوتها على القلادة. في تلك اللحظة تذكرت أصدقاءها ضحكاتهم وقوفهم معها في أصعب أوقاتها. الثقة... كان هذا ما ينقصها.
همست لنفسها أؤمن بنفسي... سأعيدهم مهما حدث.
فجأة ازداد توهج القلادة حتى أصبح ضوءا لا يطاق. صړخت النسخة الأخرى وهي
تم نسخ الرابط