رواية بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز


جاهزه يا ابني وصلني عند ياسيم ربنا يرضى عليك....
استند عليها واخذها واستاذن من الجميع... 
نظرت إلي صديقتها تنبه عليها
مش هوصيكي .. اقفلي الشقه كويس وخصوصا أوضه ياسيم..
هزت صديقتها رأسها تطمئنها هاتفه 
حاضر روحي أنتي وابقي طمنيني عليها.....
ساعد الجده في استقلال السياره وانحني وصعد يجلس خلف محرك السياره يقود السياره وعقله مشغول عليها .. رغم أنه يطمئن عليها عبر تطبيق الواتس آب من الجارد الخاص به .. ولكن يظل يفكر تاره بها وتاره أخرى بعمها وابنه وعيونه على الجده...

كانت حالة الجده لا يرثى لها تبكي في صمت خوفا على حفيدته .. تشعر بأن الارض تدور من حولها.. رأسها ثقيله تكاد يغشى عليها فاقده للوعي........
شعر بها حمزه سألها بقلق قائلا 
حضرتك كويسه يا جدتي .
نظرت له بعيون باكيه هاتفه 
كل اللي شاغلني وقلبي وكلني عليها هي ياسيم.. في داهيه أنا وصحتي....
نظر لها بلوم قائلا 
ليه بس كده ياجدتى .. ربنا يديك الصحه والعافيه .. وان شاء الله ياسيم تقوم بالسلامه ونطمن عليها كلنا.......
نظرت له جدتها بعيون متفحصه لملامحه وهي تساله لكي تتأكد من صدق حدثها هاتفه 
بتحب ياسيم يا حمزه
نظر لها وعلى وجهه ابتسامه مرحه هادئه تطل من عيونه قلوب حمراء لو كانت لها صوت لصړخت لتخبر العالم بحبه لها أردف بصدق 
عمري يا جدتي ما كنت بؤمن بالحب من أول نظره .. حفيدتك بقى طلعت لي
زي الحوريه اللي بتنقذك من عتمه البحر ..
استرسل بحالميه 
أنا ياسيم ظهرت لي فجأه ومن لحظه ما شفتها وهي ما بتخرجش من عقلي .. ولا صورتها بتغيب عن عيوني .. ولا صوتها بيفارق وداني....
تابع يعرب عن مكنون ما يضمره لها فى قلبه 
فضلت أيام أدور عليها لحد ما القدر بعتها ليه .. وساعتها عرفت يعني أيه الحب من أول نظره .. ويعني ايه قلبي يبقى هيخرج من بين ضلوعي لمجرد اني افتكرها .. فما بالك بقى لما لقيتها .. نفسي اخبيها جوه قلبي ومحدش يشوفها ولا يتعامل معاها غيري....
نظرت له وعلى ثغرها ابتسامه هادئه لانها استشعرت الصدق في حديث هاتفه 
عارف يا حمزه لو اللي انت بتقوله ده حقيقي ومشاعرك صادقه .. يبقى ربنا عوضها عن اللي شافته في دنيتها...
عقبت بحزن 
ياسيم اتعذبت قوي .. لدرجه أنها ما شفتش يوم حلو في حياتها من يوم وفاه أمها وأبوها......
التاع قلبه من حديث جدتها عن الألم التي الذي عاشتهم لسنوات بمفردها محدثا نفسه كما لو أنها أمامه قائلا 
سأجعل السعاده ثوبا لك .. والفرح تاج لأجلك .. والأمان غطائك من غدر الزمن .. أما أنا ساكون سندك وأمانك ومأمنك وسأعوضك عن كل ما عانيتيه في حياتك من الألم.......
نظر الى الجده قائلا 
ربنا يقدرني وأعوضها وأسعدها ..
ادعي لي بس أنها تتقبلني زوج لها..
أكمل برجاء 
يا ريت حضرتك ماتقوليش ليها حاجه .. لحد ما أنا أفاتحها في الموضوع بنفسي.........
هزت له راسها بالموافقه قائله 
ربنا يجعلها من حدك ونصيبك...
يلا يا جدتي وصلنا .. تعالى شوفيها وكمان تكشفي عشان اطمن علي حضرتك.....
ترجل من السياره ولف لها فتح الباب المجاور لها .. وساعدها على الهبوط من السياره طالبا لها كرسي متحرك نظرا لوهنها وضعف صحتها .. لكي تذهب لتطمئن على حفيدتها.....
دلف بها وصعد الأسانسير حتى أصبحوا أمام غرفتها .. هرول الجارد اليه لكي يأخذ منه الجده بدلا عنه...
رفض حمزه قائلا 
سيبها اتفضل أوقف مكانك .. إياك تسيبه لأى سبب من الأسباب....
أومأ له الجارد في صمت وذهب يقف مكانه..
كانت تستمع الى لهجته الغاضبه الحاسمه الآمره له .. وقلبها يرقص فرحا من إهتمامه وخوفه على حفيدتها......
أمره بفتح الباب ودلف الى الداخل لتشهق الجده وهى ترى حفيدتها مسطحه على الفراش .. معلق لها المحاليل ولا تعي لما حولها من شيء....
قلبي عليك يا بنتي .. كبرتى قبل أوانك من الهم اللى محوطك ..
ظلت تبكي بنحيب حتى ظهر عليها المړض...
جثى حمزه أمامها قائلا 
ده اللي اتفقنا عليه يا جدتي..
لم تجيبه من شده بكائها ووجهها
الذي كسته حمرة المړض.. سحبها بمساعده الجارد وهرول يخرج من الغرفه ېصرخ بصوت عالي ..
أتت إليه أحدى الممرضات قائله 
اتفضل ډخلها هنا
الدكتور زمانه جاي....
نظرت الممرضه له بإحراج قائله 
لو ممكن ساعدني نقعدها على السرير .. بالفعل ساعدها وصعدت الى الفراش وتسطحت وهي غير قادره
 على الحديث...
اتت اليه الدكتوره قائله 
حضرتك ابنها ...
رد عليها قائلا 
حفيدها
بدات بالكشف عليها .. وجدت ان ضغطها مرتفع .. اعطتها اإره وقرص برشام تحت لسانها.. وأخذته تحدثه خارج الغرفه....
حدثته بجديه قائله 
جدتك فعلا ضغطها عالي جدا .. وللاسف لو منزلش هنضطر ندخلها العنايه المركزه .. عشان نظبط ليها الضغط ...
هز برأسه قائلا پخوف 
اعملي اللازم يا دكتوره.. المهم عندي تبقى صحتها كويسه...
ردت عليه داعيه 
ربنا ييسر الحال .. بعد اذنك وانصرفت..
ظل مع الجده حتى غفت وذهب الى سارقة قلبه لكي يطمئن عليها .. وجدها نائمه بفعل الأدوية الشديده التي تأخذها ..
عاد الى الجده بعد ان مر الوقت الذي حددته الطبيبه لكي ينخفض الضغط ولكنه لم ينخفض......
نظرت له بأسف هاتفه
لازم تدخل العنايه المركزه لحد ما الضغط ينظبط....
هز رأسه بأسف ويأس على ما يحدث لهم مردفا 
شوفي اللازم حضرتك واعمليه ..
سحبها الاطباء وهي في شبه غيبوبه إلى غرفه العنايه المركزه. ليتابعها بنظرات حزينه .. يتمنى لها الشفاء حتى لا يتكالب على صغيرته 
يتبع.............

 

تم نسخ الرابط