رواية زهرة لكن دميمة بقلم الكاتبة سلمى محمد الجزء الخامس

موقع أيام نيوز

مع الحكومة وهجهز المكان للاستقبال الأطفال...
أتسعت عينيها غير مصدقة وهتفت بذهول بكرا بكرا الي تقصده بكلامه 
هز رأسه في صمت وقال بلهجة واثقة أنا بعلاقتي الكتير وبفلوسي أخلص ده خلال يوم...
سألت بفضول وكل ده ليه
تحدث بهدوء من غير ليه ...وهو عمل اللي بيحب يعمل خير يتقاله ليه
قالت معتذرة أسفة على سؤالي...
سأل أكنان بثبات عايز أقعد مع الاطفال شوية ...أتعرف عليهم أشوفهم محتاجين أيه...ينفع دلوقتي 
ليلي بابستامة هادئة طبعا ينفع ....ثم نهضت من مكانها ...وأشارت له ...أتفضل معايا ...دلوقتي وقت الفطار بتاعهم ...وبعدين هيرحو أوضة الالعاب يلعبو فيها شوية ...وبعدين على فصل الدارسة
ذهب أكنان معاها الى غرفة الطعام ...
أكنان عندما رأى طفليه ...شعر برغبة للذهاب لهم وتخبئتهم داخل قلبه ...تحكم في دموعه بصعوبة....
قالت ليلي في هدوء زي ماحضرتك شايف ...الاطفال هنا مش مخلينهم محتاجين حاجة...
قاطعها أكنان قائلا أنا عايز أقعد شوية معاهم ...لو سمحتي يامدام ليلي الكلام اللي بينا يفضل سر ...مش عايز أي مخلوق يعرف أسمي وأني متبرع الملجأ الجديد 
ردت ليلي حاضر مفيش جنس مخلوق هيعرف أسمك... هسيبك دلوقتي...وأقعد معاهم الوقت اللي تحبه...ثم أنصرفت مغادرة ...
تأمل المكان حواله...كان المكان مرتب ونظيف...ماجعل عڈابه لنفسه يهدىء قليلا ...أقترب منه أحد أطفاله وأمسكه من قماش بنطلونه...أرتعش وكاد أن يقع...تمتم لنفسه ...أهدى وخد نفس
أياد بصوت طفولي أنت اللي جيت أمبارح
أخذ يتأمله كثيرا ...أبتلع غصة مؤلمة أفقدته النطق للحظات...نظر له بعينين زائغتين ...زين على وجهه أبتسامة ثم قال أيوه ...أسمك أيه
_ أياد وأشار الى أخيه واللي هناك ...أخويا وليد 
_ وعندك أد أيه 
_ تلات سينين وشهرين 
بلع ريقه بصعوبة ...قال بلهجة معذبة تحب تلعب معايا ...أنا جبت معايا لعب كتير 
نظر حوله متفحصا ..وقال مفيش لعب شايفه 
رد بابتسامة حزينة عشان مش هنا موجودين في أوضة الالعاب بتاعتكم 
هتف بمرح وليد ياووليد ...تعالى نعلب ...
سأل أكنان بابستامة أنا مش عارف الطريق ليه أزاي 
أياد بضحك أنا بقا عارف...تعالى أوديك
قبض بيديه الصغيرة على يديه الكبيرة ...تلاشت يد الصغير بداخل كفه...شعر بدفء يسري بداخل قلبه من هذه اللمسة البسيطة...أبتسم له وشعر بسعادة غامرة وسط ذلك الحزن العميق...وقال بحب وصلني بدل ماټوه...
وفي الداخل ارتكز على ركبتيه وأخذ يلاعب الصغيرين...بلعبة القطار الجديد...أبتسم على صوت ضحكاتهم ...أحس في هذه اللحظة أن حياته أصبحت لها معنى...بعد أن كانت حياة بائسة بلا معنى بلا رائحة بلا طعم...حياة بروح مېته...لا تشعر بشيء من المرح ولا الحزن ..البسمه الحقيقة لاتعرف طريقها الى وجهه...أما الان فالضحكة تنبع من داخل القلب...بعد فترة من اللعب ...قرر تنفيذ ماأراد فعله من البدايه ..أخرج من جيبه مظروف مغلق...المظروف الذي أخذه من المعمل ...ثم فتحه وأخرج منه مظروف أصغر فتح جانبه وأخرج منه فرشاه...
سأل أياد بفضول أيه ده 
أكنان بابتسامة مشجعة دي لعبه هنلعبها سوا ...واللي هيسمع الكلام هجبله طياره 
هتف كلا الصغيرين في نفس واحد أنا همسع الكلام
أكنان بهدوء كل واحد هيفتح بؤه...وقام أكنان عن طريق الفرشاة بمسح خد أياد من الداخل عدة مرات ...ثم وضع رأس الفرشاه داخل أنبوبة خاصة وأغلقها بأحكام ...وقرر هذه الحركة من وليد...وأيضا معه...ووضع كلا من الثلاث أنابيب داخل الظرف ثم داخل جيبه...ثم قال بابتسامة واسعة شاطرين ...بكرا وأنا جاي هجيب لكل واحد فيكم طيارة 
هتف الصغيرين بمرح ...والقى أياد ووليد أنفسهم على صدره ...فقام بأحتضانهم بحب...ولمعت عينيه بالدموع...وبلهجة متأثرة أنا همشي دلوقتي وبكرا ..هجي ليكم مع الطيارتين...
وخرج من الملجأ مباشرة الى معمل المستشفى
الطبيب نتيجة التحليل هتطلع بعد أسبوعين 
هتف أكنان وأنا عايز النتيجة في خلال تلات تيام أو أربع تيام 
رد بتوتر بس ده مستحيل 
قال بقسۏة أنت ناسي أنا مين وممكن أعمل معاك أيه ...مكالمة منى لمدير المستشفى اللي أنت شغال فيه هتكون برا علطول ...أعتبر ده شغلك من وقت ماأمشي علطول ...مفهوم كلامي
رد عليه بلهجة متوتر خلال أربع تيام هتكون النتيجة طلعت ..ومبلغك بيها بنفسي....
وعندما أنصرف من المستشفى وجد نفسه بدون قصد متوقفا أمام باب منزلها....
في داخل شقة زهرة ...رن جرس هاتفها 
عندما رأت المتصل ...شعرت بالأضطراب ...
بلهجة مذعورة الولاد كويسين يامدام ليلي
رد ليلى بهدوء الحمد لله كويسبن 
سألت متوترة طب حضرتك مش متعودة تتصلي بيا الا لما يكون في حاجة ...
_ أنا حبيت أطمنك ...وملهوش داعي تتصرفي في أي فلوس عشان خاطر الملجأ
_ ليه يامدام ليلى حصل أيه جديد
_ فاعل خير قرر يوفر مكان للاطفال وهيتكفل بمصاريفهم 
همس زهرة بالدعاء
قالت ليلي بابتسامة حبيت أطمنك ..عشان متفضليش شايلة الهم ...السلام عليكم
ردت زهرة وعليكم السلام ...ثم أغلقت الهاتف وتنهدة براحة ...وكأن جبل وأنزاح من على صدرها...
سمعت الطرق على باب شقتها لتتجه الى الباب ...وهي مستغربة فمن سيأتي لها الان في هذا الوقت من الصباح ..ضحى الأن نائمة وحتى السيدة أمينة نائمة ...
تجمدت مكانها عندما رأته واقف أمامها...
أكنان بهدوء ظاهري مش هتقوليلي أدخل 
نظرت له بكره ثم قالت أمشي من هنا 
تقدم خطوتين الى الأمام وأمسك معصم يديه برقة أضربيني عشان
تم نسخ الرابط