بركان عهد بقلم ياسمين هجرسي
المحتويات
ده من أيه .. أنتي وأنا دكاتره وعارفين مفيش أعراض من غير أسباب وأنا كشفت عليكي ضغطك كويس ونبضك منتظم ومفيش أي حاجه عضويه وده عكس الحاله اللي شفتك عليها واللي حستي به وقتها وكان سبب اغماءك..
حاولت كارمن استحضار أى ذكرى تعيد لها احساسها المشتت من لحظة استصدامها به لا تتذكر سوى لمستة لها ورائحته
هتفت بخفوت
ضيقت ريهام ما بين حاجبها ونظرت لها بتسأل يغلبه الاندهاش
كان وسيم لدرجه انه فقدك تركيزك .. لا ومش كده كمان ده كارمن سالم بنفسها بتقول عليه مارد .. يعني أنا عاوزه افهم هو شكله اللي عمل فيكي كده مثلا ..ولا البرفيوم بتاعه.. ولا قوه جسده.. ولا حضوره.. ولا كهرب قلبك
شردت كارمن في هيئته وهي تصفه بهيام
هو فعلا كان وسيم لدرجه الهلاك جذاب لحد اللعنه .. حضوره كالعاصفة في منتصف فصل الصيف .. صلابة جسده تدل على أنة مقيم في أكبر جيم عالمي..
حاجه كده عمري ما شفت زيها .. مش قادره انسي شكله ولا نظرت عيونه .. بمجرد ما لمسني ضربات قلبي زادت .. وأول ما بعدت عنه حسيت قلبي كان هيقف .. شعور غريب أنا مش متخيله أن ده ممكن يحصل.. عشان كده بقول عليه مارد لأن مش هشوفة تاني.
معقول الإحساس ده كله من لمست أيد يا كارمن . معقول تكوني وقعتى في عشق راجل من لمستة زي ما بنسمع في أساطير العشق وابطالها الشعراء...
كارمن بتعجب من حديثها ونفي لمشاعرها التي ترفض العشق هي ليست تؤمن بالحب ولا بوجوده
انتي بتقولي أيه ياريهام مش ممكن أنتي اكيد مجنونه .. عشق أيه وكلام فارغ أيه لا مش معقول طبعا ده يكون حصل .. أكيد اللي حصلي من كميه الضړب اللي أخذتها من المتخلفين بلاك ومارك مش من واحد خبط فيا لأقل من دقيقة..
سيبك من
كل ده و يلا أديني حقنه مسكنه عاوز أنام لأن بكره لازم أروح البنك أجيب الفلوس اللي في حسابي كله عشان اكيد هيدوروا عليا .. بس عاوزه أبعد مكان اسحب منه لأن لو سحبت من هنا هيعرفوا أنا فين .. وعاوزهم يتشتتوا يعني لازم اسحب من كذا مكان أو على الأقل من مكان بعيد عن هنا نهائي وميعرفوش مكاني
أنا هروح اسحب من أسماعليه لأنها محافظة غير القاهره وبعيده وعلي مايفكروا يوصلوا للقاهره أكون اختفيت.
أومأت ريهام بالموافقة
تمام خليها يوم تاني عشان أنا بكره عندي ثلاث عمليات مش هينفع اعتذر عنهم ومستحيل اسيبك لوحدك وبعدين اشمعني اسماعيليه ما في محافظات كتير بعيدة عن القاهرة.
هتفت كارمن بأبانه
صدقيني مش هينفع يا حبيبتي أأجل أنتي عارفه تأخير يوم واحد مش هيخليني اسحب وأنا محتاجه فلوس و متأكده أنه هيراقب الحساب بتاعي وهيجي يدور عليا .. اطمني يا قلبي أنا هكون هنا على طول ما تقلقيش وإسماعلية بالأخص لأني زرتها قبل كده وبطبيعة عملي بحفظ الأماكن كويس روحي انتي شغلك واحنا على الفون مع بعض.
أمسكت ريهام يدها تشعرها بالامان
عارفه أيه الحلو فيكي يا بت يا كارمن إنك بنت بلد كده وجدعه ومش بتحبي تشيلي حد همك بس امانه عليكى خلى بالك من نفسك وبلاش تهور يضرك..
وطبعت قبله أعلى قمه رأسها واستقامت تودعها حتي الصباح
تصبحي على خير يا أجمل كارمن في الدنيا...
وتركتها وأغلقت الإضاءة وأوصدت الباب خلفها......
تسطحت كارمن على الفراش تضع يدها تحت وجنتها كعادتها استعدادا للنوم تستحضر ءكريات لقاءها القصير انقسم قلبها وروحها وعقلها لنصفين نصف شرد منها خلفه والنصف الآخر يأن بتفكر في ماردها فلتت منها أبتسامة وهي تضع يدها موضع قلبها تحدثة
معقول لسه موجوع
واخفضت رأسها تسحب شنطة ريهام تخرج منها سماعتها الطبية تستمع دقات قلبها أغمضت عينها تستوعب سرعة دقاته لذكرى ثواني التقت أعينهم في بحر نظره أثرتها.. استقامت تجلب كنزتها التي علقت رائحته عليها وأخذتها وعادات الي فراشها وضعتها على الوسادة المقابلة لها تنظر لها وتتخيله تحدثة كمن يستمع لها مكان قلبها
بس تعرف إن وجعك خلاني انسى ۏجع الړصاصه وألم جسمي ظهر شبح ابتسامتها
وجعك له سحر غريب
ظل خياله يراود مخيلتها حتى ذهبت في ثبات عميق بدون تفكير فيما حدث لها وعدم تخطيط لما ستمر به غدا.
_____________
في نفس الأثناء كان قاسم ويزن يجلسون في الطياره لا يكف يزين عن الإلحاح في تكرار الأسئلة
يا ابني طمني عليك مردتش تاكل ولا ترد عليا
وأستداره لقاسم واكمل حديثه
أنا واخذ على إنك جبل مفيش حاجه بتهزك أيه اللي تغير وبعدين ولادك ربنا هو اللي يحفظهم لك.
اعتدل قاسم في جلسته قائلا
صدقني مش خاېف على ولادي يا يزين لأني استودعتهم عند ربنا و ودائع ربنا لا تضيع وهيحفظهم واللي مكتوب هنشوفه انا بس بفكر في العمليه .
هدر يزين بخفوت
أنا مش مصدقك مالك يا قاسم ايه اللي مغير حالك بالشكل ده.. من أمتي بيقصر فيك عمليه.. أنا متأكد أن في حاجه تانيه .. هو أنا لسه هعرفك دلوقت يا قاسم .. طلعنا عمليات أصعب من دي كنا بنتعلم منك الصبر والتحمل ونفصل حياتنا الشخصيه بعيد عن الشغل.. في حاجه تانيه أنا معرفهاش.. هو ليك مين غيرى تقوله.
هدره قاسم بعصبيه
لو سمحت بطل فلسفه لأن فعلا مش فايق لفلسفتك دلوقتي .
قالها وأغمض عينه وفرضت ذكرها على
مخيلة عقله بالكامل تأثره مثل أسير حرب يتمني الحرية عقله يطبع هيئتها بدأ من شعرها الأصهب الذي يعكس وهج الڼار على بشرتها التي تشبه الثلج وعيونها البندقية التي تشع نور فى ظلام دامس..
بسط يده يضعها موضع قلبه يحدث نفسه في صمت
أهدى بقى هو أنت مراهق عمرك ما كنت كده..
ثوانى وعاد قليه مجددا يلكزه بأحاسيس جديده عليه
بس أنا ليه حاسس انها امتلكتك....
والي هذه الجملة أخرس لسان عقله الذى يبث سمومه لقلبه ولكن صوت إحساسه كان له السلطة الأكبر أكد له إنها سلبت قلبه منه لم يتحمل أكثر ونهر نفسه على ما وصل له هو ليس بمراهق وليس من السهل أن ينجذب لأمرأه هز رأسه ينفض جميع ما يجول بها مؤكدا أن هناك شيء خطأ أيعقل أن يقع مارد المخابرات المصرية من نظره عين ولمست يد فاق على صوت المضيفه ترحب بهم وتخبرهم باقتراب هبوط الطائرة وتلقي عليهم تعليمات الأمان لسلامتهم وربط احزمتهم نفذ جميع الركاب تعليماتها انتبه قاسم أن يزن مازال نائما بسط يده وامسكه من كتفه يهزه بصوت ضحوك
اصحي يا ابني وصلنا من زمان ولا اسيبك هنا .
أبصر يفتح عينيه
متابعة القراءة