مزرعة الدموع لقلم بنوتة اسمرة مصرية
المحتويات
وجهها .. ونظرات عينيها الفارغة .. توترها .. اضطرابها .. والأهم حزنها .. ابتسم لها قائلا
نورتى بينك
لم تجب .. كان يبدو عليها التعب والإرهاق .. كانت كعصفور صغير كسر جناحه .. فلم يعد يقوى على الطيران .. أمسك يدها بيده فأجفلت .. واضطربت .. صعد بها السلالم وتوقف امام احدى الغرف .. شعرت يقلبها يدق بشدة .. فتح الباب ..لم تدخل ولم تنظر حتى الى الغرفة .. أشاحت بوجهها .. وهى تحاول اخفاء تعبيرات الألم الموجودة على وجهها .. يارب ماذا أفعل .. هل أرضى بالأمر الواقع .. وأنا يتيمة وحيدة ضعيفة .. أم أثور على هذه الزيجة التى أرفضها .. ماذا أفعل .. تأملها عمر قائلا
نظرت اليه فى دهشة .. مستفهمه عن معنى ما قال .. فقال برقه
انتى ليه خاېفه منى .. ايه غيرك من نحيتي .. نظراتك بقت غريبة .. أكنى جرحتك .. أو هجرحك .. ليه بتبصيلي كده .. ليه مش مبسوطه انك معايا
صمتت ياسمين ولم تجب .. فأكمل
أنا عارف ان ممكن يكون مۏت والدك مأثر عليكي .. وكمان عارف انك شوفتى فى حياتك كتير .. بس مش عايزك تخافى طول ما انتى معايا .. لانى بحبك أوى يا ياسمين ومش ممكن أسمح لاى حاجه انها تضايقك أو تأذيكي
يلا ادخلى
شعرت بالخۏف .. نظرت الى غرفة النوم فى وجل .. حبست أنفاسها .. اقترب منها مرة أخرى وقال بحنان
دى أوضتك انتى
رفعت عينيها اليه فى دهشة وقالت
ابتسم وأشار الى الغرفة المجاورة قائلا
ودى أوضتى
لم تصدق ياسمين ما تسمع .. ماذا يقصد .. أخرجها من حيرتها وهو ينظر الى عينيها المندهشه بحنان وقال
أنا مقدر كل اللى انتى فيه .. ومستعد استنى عليكي الوقت اللى تحبيه .. الحاجة الوحيدة اللى هتصبرنى هو انك عايشه معايا فى نفس البيت .. مقريبه منى .. أنا عارف ان جوازنا جه بسرعة بالنسبة لك .. وانك لسه مش مستعدة للخطوة دى ..
أنا بحبك جدا يا ياسمين .. وعايزك أوى .. بس مش هقرب منك غير اذا كنتى عايزانى زى ما أنا عايزك .. وبتحبينى زى ما أنا بحبك .. أنا قولتلك قبل كده مش ممكن أجبرك على حاجة واضح جدا عليكي انك مش عايزاها
نظرت اليه ياسمين وكأنها تتعرف عليه لأول مرة .. ابتسم لها .. فبادلته ابتسامه خجوله .. استغربت .. كيف نجح فى ازاله التوتر بداخلها .. كيف أشعرها بالراحة وبالأمان .. أشار الى الغرفة برأسه قائلا بحنان
قالت بحرج
معلش أنا اسفه بس بجد تعبانه ومحتاجه أنام
قال عمر بإهتمام
طيب أجبلك الأكل فى اوضتك
قالت بسرعة
لأ ..شكرا .. بس أنا بجد جعانه نوم
تأمل عمر وجهها المتعب ثم قال بحنان
ماشى يا حبيبتى ولا يهمك .. ادخلى نامى .. تصبحى على خير
.. دخلت الغرفة .. كانت غرفة جميلة .. جيدة الأثاث .. لها طابع كلاسيكى كما هو الحال فى الأسفل .. أخذت دشا وتوضأت وصلت .. وارتدت بيجامتها ثم دخلت الى فراشها واستسلمت للنوم ..
متخفيش أنا دخلت بس أطمن عليكي .. لقيتك مش متغطية
كويس فعدلت الغطا
نظرت الى الغطاء الملتف حولها جيدا .. همت بالجلوس لكنه أوقفها قائلا
لأ متقوميش .. كملى نوم .. أنا خارج
نظرت الى الساعة بجوارها قائله بصوت ناعس
أنا كده كده لازم أصحى عشان باقى نص ساعة على الفجر
نظر اليها بحنان قائلا
مش مهم .. صليه لما تقومى الصبح
رمقته ياسمين بنظرة حاده .. وشعرت بإنقباض فى قلبها .. ثم قالت دون أن تنظر اليه
لأ هصلى الفجر حاضر
صمت عمر .. ظلت جالسه فى الفراش .. تتمنى انصرافه حتى تستطيع النهوض .. خجلت أن يراها بالبيجاما .. استدار عمر وفتح الباب وانصرف ..كانت تشعر بالضيق لهذه البداية الغير موفقه بينهما .. فهى لم تترك صلاة الفجر يوما .. إلا فى حالات مرضها الشديد .. لكنها ظلت ومنذ نعومة أظافرها معتادة على أداء الصلاة فى وقتها وهذا شأن البيت كله .. وكانت تشعر بالبركة فى يومها عندما تستيقظ وتصلى الفجر وتظل تدعو الله و تقرأ وردها وأذكارها حتى الشروق .. نظرت الى نفسها فى المرآة وابتسمت بسخرية قائله .. وماذا توقعتى غير ذلك منه يا ياسمين ..توضأت وصلت و أنهت أذكارها .. لم ترغب فى النوم مرة أخرى ..
متابعة القراءة