على اوتار الفؤاد بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


ما غير مريحة هتفت قائلة له في عصبية وملامحها عابسة
أه لابسة هدومك فيها حاجة يعني ما أنا كنت سعقانة ومافيش حاجة جاية على مقاسي هاعمل إيه ملاقتش إلا دول ألبسهم!
أخفى شبح تلك الابتسامة العابثة التي تكافح للظهور على وجهه ارتدى قناع الجدية ليقول لها
استأذنتيني طيب
انفرجت شفتاها عن دهشة مصډومة من سؤاله الغريب زادت تعبيراتها تعقيدا وهي ترد عليه

إنت بتكلم جد
قال لها بجدية أكبر دون أدنى تغيير في نظراته نحوها
وده شكل حد بيهزر
ناداته باسمه ومازالت علامات الصدمة تعتليها
أوس!
أشار بعينيه يأمرها في جمود
تقى من فضلك اقلعي هدومي أنا مابحبش حد يلبسها
اغتاظت من أنانيته في التعامل وردت بغيظ وهي تضغط على أسنانها
بقى كده
هز رأسه قائلا
أيوه اقلعي!
رفعت تقى طرفي التيشرت الخاص به عن جسدها لتنزعه وبقيت أكمامه على ذراعيها متمتمة بضيق كبير
طب اتفضل ودي آخر مرة هاخد حاجة منك و...
مسح بعينين ماكرتين مفاتنها المغرية التي حفزته على الفور قيد معصميها بقبضتيه القويتين قائلا لها
اهدي!
نظرت له بعينين غاضبتين وهي تنفخ بزفير مزعوج خرجت ضحكات أوس الساخرة مجلجلة في الغرفة أدركت أنه كان يمازحها على طريقته العابثة فاستشاطت غيظا منه حاولت التحرر من قيده الإجباري صائحة بنبرة منفعلة
ابعد عني!
هزت كتفيها رافضة عرضه المغري
لأ أنا زعلانة منك
ضمھا إليه وغازلها بنظراته وكلماته الناعمة
حبيبتي مقدرش على زعلك
أشاحت بوجهها عنه لتقول بعبوس تام
بأكرهك مش طايقاك..
وضع إصبعيه أسفل ذقنها ليدير وجهها إليه نظر لها بعمق وهو يعقب على لغوها الفارغ متسائلا بنبرة أقرب للهمس
الكلام ده من ورا قلبك.
ارتجفت من طريقته في استدراجها لمسامحته ادعت الجمود وصاحت بصلابة
أوعى أنا عاوزة أقوم.
إنتي وقعتي تحت إيدي ومش بالساهل أسيبك!
لسه برضوه خاېف
أوس!
رفع عينيه إليها فبدا وجهها مشرقا وهي تكمل بتفاؤل
أنا متأكدة إنك هاتكون أحسن أب ليه
صمت ولم يعقب فأضافت بحماس وعيناها تشعان مرحا
عارف ليه عشان إنت بقيت واحد تاني خالص الكل بيحسدني عليه وبعدين إنت بتعامل حياة كملكة ومن وهي لسه في اللفة!
نشط حديثها خلايا عقله فشرد لوهلة متذكرا زيارته الأخيرة لطبيبه النفسي والذي شكى له مخاوفه من المولود القادم وتلك الهواجس التي تطارده ليل نهار بأن يكون نسخة أخرى عنه في صغره فيهمله ويقاسي في الكبر رنت كلمات الطبيب في أذنيه والتي قال فيها له ليعزز من ثقته في نفسه
شوف إنت دلوقتي بقيت بتقول بابا بعد ما كان على لسانك الدكتور مهاب وبس وده معناه إنك عرفت تتجاوز اللي عمله معاك ويحصل نوع من السلام الداخلي جواك فصدقني إنت هتقدر تتخطى الخۏف ده لأنه مالوش أساس من الصحة.
أفاق من سرحانه على صوتها المنادي له
يا أوس! إنت مش معايا خالص!
ابتسم لها قائلا في هدوء
معاكي يا حبيبتي
عضت على شفتها السفلى قبل أن تسأله بحذر وترقب
يعني إنت هاتحبه ..
اتسعت ابتسامته أكثر وهو يجيبها عن اقتناع ترسخ فيه
طبعا.. مش حتة مني ومنك
ارتمت في أحضانه لتقول له عن عشق كبير
بأحبك أوي
اتسخت ثيابه بعرقه وتلوثت بقطرات الډماء التي نزفها من أنفه وفكه ورغم سنه الكبير والإعياء الذي أصاب جسده وأنهكه لم يشفق عليه أحد فالأوامر كانت واضحة للغاية الضغط عليه بقسۏة لدفعه للإفشاء عما يخفيه من أسرار مهلكة لم يعبأ أحدهم بكونه المحامي المرموق ذو الصلات والمعارف الواسعة كان نكرة في أعينهم مقيدا في أحد المقاعد المعدنية القديمة. صال وجال وصړخ واستغاث ولكن لا حياة لمن تنادي الكل اتخذ موقف المشاهد إن لم يكن الجلاد هددهم نصيف تارة وأغراهم بالمال تارة أخرى ولكنه لم يحرك فيهم ساكنا مما استفزه أكثر وجعل أعصابه شبه المتماسكة ټنهار وعند اللحظة المناسبة أتى إليه من يخشى غضبته.
سحب أوس أحد المقاعد ليضعها في مواجهته ثم استند بقدمه عليه لتكون قبالة وجهه ليشعره بالاحتقار والازدراء طالعه نصيف بعينين مشتعلتين قبل أن يهدر بما تبقى فيه من قوة
مايصحش اللي بتعمله معايا ده يا باشا!
رمقه أوس بنظرة باردة خالية من أي نوع من التعاطف أو الشفقة في حين أكمل نصيف صراخه
أنا محامي وليا لي اسمي وسمعتي في السوق مش معنى إنك ابن موكلي الله يرحمه تبهدلني بالشكل ده
تركزت عيناه على وجهه ليقول له مهددا بقساوة
تيجي معايا دوغري هترتاح هتلف وتدور وتحور عليا مش هاتتعب إلا نفسك!
خارت قوى نصيف من المجهود المبذول الذي استنزفه على الأخير سأله بأنفاس واهنة
يا باشا إنت عايز مني إيه
أجابه بكلمة واحدة دون أن يهتز له جفن
ليان!
ارتفعت نبرته قليلا ليدافع عن نفسه نافيا أي اتهام عنه
وأنا قولت لسيادتك مليون مرة ماليش دعوة بيها ولا ....
هدر أوس مقاطعا بخشونة وبنبرة ټرعب الأبدان
تاني هتتعبني معاك الورق ده بالذات مكانش موجود إلا مع الدكتور مهاب وسره كله كان معاك!
أنكر بإصرار
وأنا عمري ما خونت الأمانة
رد عليه بتهكم وقد ركل المقعد بقدمه بعصبية شديدة
قالولك إني داقق عصافير في قفايا
ارتعد بدن نصيف من هيئته المرعبة ونظراته المخيفة التي أوحت له بأنه لن يتركه إلا چثة هامدة قبض أوس على فكه ضاغطا
 

تم نسخ الرابط