الماڤيا والحب ل منال سالم من الاول الى الثالث والعشرون
المحتويات
في التمهيد ودخل في لب الموضوع مباشرة. ابتسمت في رقة ونظرت إليه بحذر وأنا أخبره
إنها شقيقتي آن ..
سألني مستفهما
هل بها شيء
رددت نافية في التو
لا إنها بخير.
علق باقتضاب
جيد.
تابعت بثبات لأبدو مقنعة غير مذبذبة
وعيناي تتطلعان إليه في توجس
لقد التحقت بفصل دراسي زائد لتعوض ما فاتها والتقييمات على وشك البدء لذا هي بحاجة للسفر مبكرا لتتمكن من الحضور.
على حسب معرفتي فإنها في فترة العطلة لا دراسة قبل الخريف.
حمحمت موضحة ببسمة لا تزال هادئة
هذا صحيح لكنها تريد استثمار ذلك الوقت في تحسين مستواها الأكاديمي.
أولاني ظهره واتجه خطوتين ليعود إلى مكتبه لم يجلس عليه بل فتح علبة صدفية مزخرفة مخصصة لوضع سېجاره الكوبي الفاخر بداخلها التقط واحدة وأمسك بفاتحة تستخدم لقطع طرفها استعان بولاعته ليشعل طرفها سحب أكثر من نفس ليتذوق طعم التبغ في لعابه الټفت إلي من جديد وبوجه بارد التعبيرات علق
اعترضت عليه بأدب ودون أن أرفع نبرتي لئلا أفسد فرصتي في إبعادها من هنا
هذا ليس صحيح إنها تحقق نتائج طيبة ولها مستقبل رائع إن ظلت على هذا المنوال وآ...
قاطعني بإشارة من يده الممسكة بالسېجار ليحسم الأمر دون أن نبدأ في النقاش حتى
ستتزوج لوكاس!!!
الفصل الخامس عشر
بأسلوبه الحازم العتيد الذي اعتاد ممارسته على من حوله مهما بلغت درجة قرابتهم منه فرض علي واقعا صاډما حين نطق بجملته المقتضبة مما جعل شفتاي تفتران في ذهول مستنكر كنت كمن تم صعقه بجهاز الصاعق الكهربائي تبلدت وشل تفكيري للحظات وعقلي يرسم تجسيدا لمستقبل غارق في الظلام. جاهدت لأستفيق من صدمتي وبذلت أقصى طاقتي لأضبط انفعالاتي فلا تتعقد الأمور أكثر مما تبدو عليها. ظهر الاحتجاج في نظراتي ولمحة منه انعكست في نبرتي عندما قلت بدبلوماسية
من موضعه البعيد عني رمقني بهذه النظرة الجوفاء القاسېة قبل أن يخاطبني في لهجة غير متساهلة
لا رأي لك أو لها...
احتقنت عيناي غيظا منه وتجهمت قسماتي بشكل لافت وزاد ذلك وضوحا وهو يتم جملته
حسم الأمر فلا تجادلي فيه.
رددت بحرص وقلبي يفيض كمدا
أنا لا أجادل لكنها مفاجأة.
مفاجأة سارة أليس كذلك
لم أجبه فلن أدعي كڈبا أن خبره الصاډم جعلني أطير فرحا بل إنه حطم كل آمالي وتوقعاتي في إخراجها من هنا سالمة دون مساس. انتبه له مرة ثانية عندما واصل الحديث
كما أني سأخبر صوفيا بالأمر كنت انتظر انتهاء العرس لأطلعها عليه.
غاص في مقعده وأخذ ينظر إلى ما لديه من أوراق مطروحة على سطح مكتبه ناديته برقة كأنما استحث مشاعر الأبوة فيه
رفع ناظريه إلي قائلا بلهجة جادة
لا تشغلي بالك بهذه المسائل وابحثي عن طرق تسعدي بها فيجو فهو صعب المراس.
زويت ما بين حاجبي فأكمل مبتسما في لؤم كما لو كان يتعمد استفزازي
برقت نظراتي في إنكار منزعج لوقاحته وتقليله من شأني بطريقة ملتوية أصاب هدفه وأوغر صدري فاستراح مبتسما ثم قال بمكر الثعالب وكأن وظيفتي معروفة مسبقا
كورت قبضة يدي المسنودة إلى جانبي محاولة ألا أظهر ضيقي الشديد من تلميحاته المستفزة حافظ مكسيم على سخافة ابتسامته المتكلفة وطردني بلباقة
هيا يا حلوة .. اذهبي.
ودعته دون كلام اكتفيت بابتسامة لطيفة أخفيت ورائها حنفي سلطت نظراتي التي احتوت على بغضا متواريا نحو الباب ثم غادر الغرفة وأنا أبرطم بكلمات ناقمة لم تفارق جوفي مطلقا.
كانت البداية غير موفقة فكيف إذا ستكون النهاية حتما لن تكون كما أرجو تلكأت في سيري وعقلي يكاد ينفجر من عجزي عن التفكير بحثت عن مكان هادئ في هذا القصر المتسع لأجلس فيه بمفردي معزولة عمن حولي لا أريد لأحدهم أن يزعجني الآن فقد تعقدت الأمور وأنا بحاجة للحظات من السلام النفسي لأفكر بذهن صاف فقد بدا وكأن عصارة أفكاري قد جفت من عقلي. خارج هذا القصر الضخم المساحات الخضراء هنا شاسعة متدرجة في خضرتها تتوه فيها من شدة اتساعها لهذا لم أجازف وأتجول فيها بمفردي وفضلت المكوث في الفناء الخلفي والمخصص لدخول وخروج العاملين والخدم.
كان المكان مثاليا للظفر بعزلة بسيطة ففي هذا الوقت عادة يكونوا مشغولين بتحضير الطعام.
جلست بالقرب من أحد أحواض الظهر على العشب الأخضر وارتكنت بظهري على الحاجز الحجري لأتطلع بعدها في السماء الزرقاء بنظراتي الحائرة فركت جبيني عدة مرات ولساني يردد في تحير أكبر
ما العمل الآن
نفخت في سأم يائس وتابعت وشعوري بالعجز ينتشر في أعماقي
لا أستطيع إخبار آن.
عبست ملامحي وأكملت بلا صوت
حتما ستجن وقد ترتكب حماقة جسيمة.
أرحت يدي على العشب النضر فشعرت بملمسه الطري على جلدي أبقيت ناظري على الفضاء السماوي وخاطبت نفسي
إنها متحمسة للتعليم والرياضة كيف
أقضي على أحلامها ببساطة
انتفضت كليا في جزع عندما سمعت صوتها ينادي
ريانا أنت هنا
نظرت إليها بعينين مذعورتين أحسست بفرار الډماء من عروقي بخفقة وجلة ټضرب بعمق فؤادي وكأني كنت أخشى من امتلاكها لقدرة غير طبيعية على التخاطر وقراءة أفكاري. ظلت نظراتي ناحيتها متوترة بلعت ريقي وابتسمت لأخفي خۏفي تمددت على الأرضية إلى جواري وهتفت في تشوق
كنت أبحث عنك وأنت تختبئين هنا
رددت ممازحة وأنا أرفرف بجفوني
أنا لا أختبئ فقط كنت أستريح.
سألتني دون مقدمات
هل قابلتي مكسيم هل تحدثت معه
صمت لهنيهة وتحاشيت التطلع إليها وقلت كڈبا
لم أتمكن.
على ما يبدو لم تستوعب كلامي فسألتني مستفهمة
ماذا تقصدين لم أفهم.
ازدردت ريقي ورسمت بسمة مهزوزة على ثغري موضحة لها
هو مشغول طلب مقابلتي لاحقا.
علقت ساخرة في سخط وهي تعيد ذراعيها للخلف لتستند على كفيها
بالطبع
ارتفع صوتها نسبيا مع جملتها الأخيرة لذا حذرتها في توجس وأنا ألتف حولي برأسي لأتأكد من عدم متابعة أحد لنا
اخفضي صوتك.
ردت في تصميم كأنما تعاندني
هل أقول غير الحقيقة
نفخت في ضيق وهتفت وأنا أحيد بنظراتي عنها
إذا لا تشتكي إلي حينما يضايقك أحدهم.
قالت في تبرم
حسنا سأصمت.
ابتسمت في امتنان لانصياعها بالرغم من نظرات الاحتجاج الظاهرة على وجهها سكت لدقيقة إلا من صوت أنفاسي العميقة كان مسموعا إلى حد ما وظللت ألف خاتم الخطبة في لفات رتيبة متكررة حول إصبعي كحركة لا شعورية مني إلى أن لفتت آن انتباهي بقولها
أرى أن الخاتم قد أعجبك.
توقفت عن تحريكه ونظرت إليها متسائلة ببلاهة طفيفة
ماذا
أشارت بعينيها نحوه مفسرة
لم تتوقف يدك عن العبث به.
عللت بنبرة غير ثابتة وأنا أبسط أناملي
أنا فقط متوترة آن لهذا أديره حول عقلتي إنه لا شيء.
استعدت لتنهض من جواري وقالت في إحباط
أخشى أن ترضخي ريانا وتنتمي لهم.
جزع قلبي لتصريحها وهتفت نافية في لوعة وأنا أراها تهم بالمغادرة
لا تقولي هذا لن يحدث أبدا.
قمت من مكاني لألحق بها أوقفتها بالإمساك بذراعها وعاهدتها مؤكدة
أنا لن أتركك لهم.
صاحت في حدة وهي تشيح بذراعها الآخر
كيف إن كانت كل الأبواب تغلق في وجهك!!
نطقت بنزق وكأني أمنحها حلا سحريا لتصمد
سأحاول مع فيجو.
نظرت إلي مليا بعدم تصديق وخاطبتني في تهكم سافر
وهل رأس الشيطان هذا يسهل خداعه
وفقا لأفعاله فإنها أعطت الوصف المناسب لشخصه فمن نتحدث عنه يتسم بذكائه الحاد وبدهائه الكبير وبالتالي أنا أمام معضلة حقيقية. لاحظت آن سكوتي فقالت
ألست محقة
جاوبتها في تردد
نعم.
كانت على وشك الذهاب لكني قلت فجأة لأجعلها تقف في مكانها مذهولة وبفم مفتوح
سأجعله يقع في حبي!
لو لم أكن متيقظة ذهنيا ولا أشكو مرضا لظنت شقيقتي أني أعاني من الهذيان أو الحمى وإلا لما نطقت بهذا التصريح المخيف الذي أصابني بالتلبك والارتجاف في نفس الوقت! أبصرت نظراتها نحوي كانت تعبر عن دهشة عظيمة التزمت الصمت لأراقب ردة فعلها كانت متجمدة متجهمة الوجه للحظات قبل أن يتحول عبوسها إلى ضحكات هازئة مستخفة بي. لم أقاطعها وتركتها تستمتع بسخريتها فأنا مثلها لا أصدق ما أفصحت عنه يكفي أن أكون سببا في التهوين عليها. من بين ضحكاتها رددت وهي تشير بيدها
أنت تمزحين
كټفت ساعدي أمام صدري وأخبرتها في وجه جاد التعبيرات وكذلك بتصميم عجيب
بالطبع لا سأجعله يعشقني حتى النخاع يذوب قلبه في حبي.
مطت فمها في استهزاء أكبر فتغاضيت عن علامات السخرية الجلية لأتابع
ووقتئذ سأطلب منه إرسالك بعيدا إرضاء لي.
توقفت عن الضحك ووضعت يديها على خصرها لتقول في مرارة
أنت حالمة
من كلامها المفعم بالأسى بدت المصائر محتومة لا سبيل للخلاص أطبق الصمت علي ونظرت إليها بتخبط استشفت عجزي عن الرد عليها فزادت من توضيحها
لئلا أحلق في سماء الأحلام كثيرا
كما أني لا أظن أنك ستنجحين في إخضاعه بأكذوبة الحب.
تحليت بفضيلة الصبر وخاطبتها في تعقل وأنا أحل تشابك ساعدي لأضع كفي على كتفيها
هزت رأسها في استنكار وأصرت قائلة
ما زالت عند رأيي.
ضغطت برفق على عظام ترقوتها وأكدت لها ببسمة صغيرة
لا تتشاءمي.
جاءني ردها مباشرا
لا أريد التعلق بأوهام واهية فلا تحاولي رجاء.
أكدت لها بعناد
صدقيني سأنجح.
أزاحت يدي عنها والټفت عني هاتفة
لن تفعلي!
سرت إلى جوارها متسائلة في غرابة
لماذا هل تشكين في قدراتي
توقفت عن المشي لتستدير ناحيتي مجددا نظرت في عمق عيني مؤكدة بحقيقة ما زالت غير قادرة على الاقتناع بها
لا ولكنه غير قابل للحب!
منحتني هذه النظرة الواثقة لتربت على جانب ذراعي ثم ولت مغادرة وبقيت في مكاني أشيعها بنظراتي وهي تختفي عني لأسرح بعدها في أفكاري المتخبطة بعد نقاشنا الجاد هذا محاولة إعادة تقييم الوضع وفقا للمستجدات فيها.
غير قابل للحب جملة قاسېة تبرز مدى صعوبة ومشقة مهمتي كيف بأي حال سأجعل هذا القاټل المجرد من الإنسانية منزوع المشاعر يهيم بي شوقا حقا أن أتحدث عن معجزة إلهية في وقت لا تحدث فيه المعجزات! فماذا عني أنا ريانا هل أهتم بمساعدة شقيقتي بالفعل أم أنها مجرد حجة منطقية أقنع بها نفسي لأتغاضى عما يراودني من آن لآخر حين يتواجد فيجو في محيطي هل أستغل ظروفها وأطيعها على طريقتي لأشبع شيئا يبزغ بداخلي
ارتجفت للفكرة وحاولت ألا أعزز من هذه المشاعر السخيفة مستنكرة إياها بشدة ومؤكدة لنفسي
أنا لست هذا الشخص اللئيم ولن أدع هذه الخواطر الغبية تعاود الظهور في عقلي.
يبدو أن البقاء بمفردي لمدة طويلة يجعلني أنساق وراء ما لا أحب لهذا بقدر ما أستطيع دفعت هذه الأفكار بعيدا عن ذهني وانتصبت في جلستي مرددة في جدية تامة وبصوت خفيض
سأفعل ما أفعله لأخرج آن من هنا فقط لا غير!
نهضت بعدها من موضعي لأخرج من الشرفة رافضة أن أدع نفسي لوحدتي التي تستثير في كياني ما لا أحبذه.
ذهبت بعد برهة إلى غرفة الاستقبال حيث كانت تجلس والدتي لم أرها معظم اليوم اختفت على نحو غامض وحتى وقت الغذاء لم تكن
متابعة القراءة