الماڤيا والحب ل منال سالم من الاول الى الثالث والعشرون

موقع أيام نيوز

ما أذكره قبل أن استفيق فجأة من سباتي لأعتدل في رقدتي وأنا أرمش بعيني لعدة مرات حتى اعتاد على الظلام الدامس
هل كنت أبكي في الحقيقة أيضا
كفكفت بقايا دموعي العجيبة بظهر يدي وسحبت نفسا عميقا لفظته على مهل ثم رفعت يدي أعلى شعري نفضته في الهواء شعرت بالرطوبة وبارتفاع حرارة جسدي فقد كنت أتصبب عرقا رغم أن المكيف كان يعمل في الغرفة لجعل الأجواء لطيفة الټفت نحو يساري لأخذ كوب الماء المغطى الموضوع على الكومود ارتشف قدرا منه ووضعته في مكانه. استلقيت مرة ثانية لأحدق في سقف الغرفة بعينين متسعتين ما زالت تفاصيل هذا

الحلم الغريب حاضرة في ذهني لم أتمكن من النوم مجددا بقيت يقظة لوقت ليس بقليل حتى ضجرت من البقاء هكذا بلا شيء أفعله.
تجاوز الوقت منتصف الليل بفترة وكنت في قمة تنبهي ضجرت من مكوثي هكذا فقررت النهوض من على سريري وتحركت في اتجاه الشرفة على أمل أن أتمكن من القضاء على هذا الملل السقيم الذي حط بي. التقطت الروب الخاص بقميص نومي الأسود من على المشجب وضعته علي وسرت في اتجاه الشرفة ما إن فتحت بابها الزجاجي حتى شعرت بنسمات باردة منعشة تحاوط جسدي ولجت للخارج حافية القدمين ووقفت مستندة بمرفقي على حافتها أتأمل السواد الممتد في الأفق بنظرات فاترة وعقلي يعمل بكل طاقته محاولا تذكر ما دفنه الماضي شعرت بقليل من الۏجع يتسرب في ساقي جراء وقوفي الطويل فتراجعت لأجلس على واحد من المقاعد المريحة الموضوعة بها.
أكثر ما كان يزعجني في هذا المكان أنه عند تمام العاشرة مساء يعم فيه السكون بشكل عجيب لا تجد قاطنيه حاضرين خاصة بعد انصراف الخدم مما يدفعني أنا ووالدتي وشقيقتي للعودة إلى غرفنا للمكوث بها لبعض الوقت ثم النوم دون وجود ما ېقتل الإحساس بالروتين المتكرر في سخافة. بالطبع لم يكن من المسموح لنا الخروج أو الذهاب إلى أي مكان للترفيه خاصة بعد محاولة اختطافي ومقټل خالي رومير كان الاختفاء عن الأنظار هو الحل الأمثل إلى حين إتمام الزواج من فيجو لأظهر بشكل رسمي منتسبة لعائلة سانتوس.
تثاءبت ووضعت يدي على فمي لتبدأ بعدها آثار النعاس في الظهور مطيت بذراعي على طولهما وقمت ناهضة استدرت عائدة للداخل لكن استوقفني أصوات مكابح السيارات والتي كانت قريبة للغاية لهذا رددت بتلقائية
من قادم في هذه الساعة
رجفة قوية اجتاحتني متوقعة احتمالية تكرار هذا الھجوم الغادر على القصر خاصة مع تأخر الوقت تصلبت في مكاني لهنيهة ثم حفزتني غرائزي الفضولي على رؤية ما يحدث لم أقاوم رغباتي واستدرت متسللة على أطراف أصابعي لأقترب من الشرفة اختلست النظرات بحذر تام فلمحت من موضعي ما يقرب من ثلاثة سيارات سوداء ورباعية الدفع اشرأبيت بعنقي لأرى من بها لم أتمكن من زاويتي تعذر علي فعل ذلك لكن أصوات الضحكات المكتومة جعل فضولي يزداد تراجعت للخلف وأنا اتساءل في تحير
من هؤلاء
أرهفت السمع لألتقط ما قد يشبع فضولي فكانت غالبية الأصوات بعيدة أو شبه خاڤتة وبالتالي تزايدت حيرتي. قلت في سخرية ساذجة
لا أظن أنهم ضيوف فوقت الزيارة قد مضى منذ ساعات!
استحثني فضولي على الخروج من غرفتي وتفقد الأمر بنفسي مع أخذ كامل الحيطة خلال تسللي هذا. لم أفكر مرتين وشرعت في تنفيذ قراري قبل أن أدير مقبض الغرفة سمعت جلبة خاڤتة تأتي من الخارج على مسافة قريبة فخفق قلبي في توتر وتجمدت أصابعي في

موضعها.
........................................................................
كدت أتراجع عن قراري لولا أن استجمعت جأشي لا يوجد ما يخيف والمكان يقع تحت حراسة مشددة كما أن أصوات الضحكات الغريبة خفف قليلا من هجوم هذه الأفكار المخيفة إذا ما الذي يمكن أن يحدث فتحت الباب ببطء ونظرت من الڤرجة المواربة كانت البقعة التي وقعت عليها نظراتي خالية لهذا سحبت الباب ناحيتي لأطل برأسي في حذر وأنظر حولي بدا الوضع هادئا لا يوجد ما يريب إذا من أين تأتي الجلبة وقفت عند أعتاب الغرفة وتحركت في الرواق لعدة أمتار في اتجاه الدرج عندئذ رأيت آن تصعد عليه وهي تبرطم في سخط كالعادة تفاجأت بوجودها في هذه الساعة المتأخرة وناديتها بصوت لم يتجاوز الهمس
آن ما الذي تفعلينه في هذه الساعة المتأخرة
صدمت هي الأخرى لوجودي وتسمرت عند درجات السلم لثوان تطالعني بنظرات مدهوشة رأيتها تلملم بيدها شعرها عند كتفها وللغرابة كان مبتلا بالكامل. افترت شفتاي عن سؤال جديد
لماذا أنت هكذا
كنت بذلك أعني الحالة الفوضوية التي كانت عليها ف
آن تحدثي إلي ماذا حدث لك
هتفت في عصبية دون أن تنظر ناحيتي
لا شيء.
صحت معترضة باستنكار وصوتي لا يزال خفيضا
كيف لا شيء...
ثم شملتها بنظراتي قبل أن أسألها بلهجة المحقق
ولماذا أنت مبتلة بالكامل
أتى ردها مزعوجا إلى حد ما
كنت أسبح هل هذا ممنوع
علقت نافية
لا ولكن الوقت متأخر وآ...
قاطعتني قبل أن أكمل تبرير ما اعتبرته مجازا حظر التجوال علينا بداخل القصر الفسيح
لقد ضجرت من فعل لا شيء في هذا المكان الكئيب.
بدت محقة فالأوقات هنا ثقيلة بطيئة المرور لا تمضي إلا بشق الأنفس أصغيت إليها وهي تتابع
وحتى متعتي الوحيدة هنا يوجد من يفسدها علي كأنما الجميع قد اتفق على تعاستي.
عباراتها الأخيرة استرعت كامل انتباهي وأحسست أن ورائها خطب ما لهذا سألتها مباشرة
عمن تتحدثين
دق قلبي وشعرت بخفقات مخيفة تقصف فيه عندما جاوبتني بلا مراوغة
اللعېن لوكاس.
اشټعل وجهي على الأخير وأحسست بدمائي تفور من غليانه إنه مستمر في تضييق الخناق عليها ركزت كامل حواسي معها وهي تواصل الكلام
إنه مزعج بشكل لا يطاق.
سألتها وأنا شبه حابسة لأنفاسي
هل ضايقك مجددا
دمدمت في غيظ مكتوم في نبرتها لكنه ظاهر بصورة جلية على ملامحها
ضايقني فقط إنه آ...
بترت باقي جملتها عن عمد 
زفرت في صوت مرتفع وأوضحت
تطفل علي وحاول إفساد ليلتي بوقاحته اللزجة.
تعقدت كامل تعابيري ونظرت إليها بعينين غلفهما الحنق أشاحت بوجهها بعيدا عن نظراتي المتفرسة فيها وواصلت التوضيح
لكني لم أمرر الأمر له تشاجرت معه وكدت أغرقه في المسبح.
تحركت لأغدو في مواجهتها وأنا أهتف مصډومة
ماذا
قالت بعد زفير بطيء يعبر عن عدم رضائها
لكنه أفلت مني.
تلقائيا وضعت يدي على جانبي ذراعيها ضغطت قليلا عليهما وقلت محذرة في صرامة
آن أنت تهذين قولي ذلك.
لم تنبس بشيء فهززتها مرة ثانية وأنا أكرر عليها في توتر
هل ما سمعته صحيح أنت تشاجرت مع هذا القاټل

وكدت تقتليه أيضا!
أومأت برأسها مؤكدة في تصميم
نعم وسأكرر الأمر إن سنحت لي الفرصة فأن أبقى في السچن أرحم بكثير من أكون زوجة له.
من نبرتها شعرت أنها لن تتراجع عن رد الصاع صاعين له إن لم أجعلها ترحل سريعا لهذا أخبرتها من فوري وقد زادت ضغطاتي على ذراعيها
لن يحدث ستذهبين من هنا قريبا.
نفضت قبضتي عنها وقالت في يأس
أشك.
همت بالذهاب لكني اعترضت طريقها تنهدت مليا ثم خاطبتها في نبرة هادئة
ثقي بي.
طالعتني بهذه النظرة المتشككة ونفخت في سأم لم أحاول إطالة النقاش معها خاصة وعلامات التذمر قد انتشرت في كامل قسماتها لذا بكل ود وحنو ربت على عضدها وطلبت منها بابتسامة رقيقة
هيا بدلي ثيابك قبل أن تبردين.
تصبحي على خير.
حملقت في بنظرات مظلمة شبه مستهجنة كأنما تستنكر استخدامي للطافة في هذا الوضع الحرج ثم علقت بتشاؤم ساخط وهي تشرع في السير نحو غرفتها
لا يبدو لي أن هناك أي خير في وجودنا هنا.
كانت محقة في اعتقادها وأنا مثلها لا أؤمن في وجود ذلك لكنها بضعة كلمات مستهلكة نستخدمها مضطرين لمنح أنفسنا قدرا من الصبر حتى نجبرها على تحمل ما لا نطيق!
......................................................................
للحيظات معدودات وقفت في مكاني بعد أن أغلقت شقيقتي باب الغرفة خلفها انتظر لا أعرف ما الذي استحثني على البقاء بدلا من العودة إلى حجرتي مثلها ومحاولة استدعاء النوم ربما لأن فضولي نحو معرفة أسباب الضحكات الرقيعة بات متزايدا بشكل ملح خاصة أنها صدحت مجددا بالأسفل انسقت وراء ما يستعر بداخلي واستدرت متجهة نحو الدرج دون رهبة أو تردد وأنا أحفز نفسي
لن يحدث شيء سأتفقد المكان فقط في لمحة من الزمن.
هبطت عليه في خطى خفيفة ونظراتي تدور في الأرجاء شبه المعتمة عند نهايته تسمرت في مكاني أجول بعينين فاحصتين كل ركن تقع عليه نظراتي المدققة. لم أر شيئا مثيرا للريبة لكني سمعت أصواتا تأتي من جهة الخارج فاتجهت نحو البهو المتسع بنفس الخطوات الرشيقة غير المسموعة اقتربت من الجدار الزجاجي الذي يظهر من خلف ستائره البيضاء ما يحدث عند مدخل القصر.
أزحت جانب الستارة قليلا ولففت طرفها حول إصبعي ثم تطلعت إلى سيارات الدفع الرباعي المرصوصة خلف بعضها البعض بنظرات فضولية مهتمة بدا من المؤكد أن الصخب يأتي منهم كانت هناك أصوات موسيقى مكتومة ترتفع تارة وتنخفض مرة أخرى حين يفتح باب السيارة أو ينغلق. أملت رأسي للجانب لأتمكن من رؤية ما يحدث بالأمام فوجدت لوكاس يقف عند أول عربة ومعه بعض الفتيات تساءلت في استغراب
ما الذي يفعله معها هنا ألا يخجل
ظهرت شابة أخرى ترتدي ثيابا لا تليق سرعان ما راحت تبادله المشاعر الفياضة أبعدت نظراتي الساخطة عنهم ودمدمت في هسيس مستهجن
ما هذه الوضاعة!!
هاجت مشاعري فجأة بشكل صاډم استنكرته للغاية عندما طنت رأسي بأفكار تدور كلها

حول قيام فيجو بنفس الشيء مع مثيلات هذه الفتاة مما يدفعن بالرجل للسقوط في كل ما هو خاطئ. زاد تقلص أمعائي وعاتبت نفسي على تفكيري الأحمق لكني لن أنكر أني أحسست بشيء من الغيرة ينهش داخلي فأنا أحب الانفراد والتفرد لا المشاركة والتجزؤ. قاومته قدر استطاعتي ورحت أردد لنفسي
لا يهمني أمره ليفعل ما يشاء أنا لست زوجته بعد!
كررت مثل هذه العبارات السخيفة على نفسي لأقنعها بأنه أمر طبيعي لأمثاله طالما أنه خارج نطاق الزواج المقدس ومع ذلك تبدد ذلك في طرفة عين عندما لمحت من موضعي فتاتين تنتظران عند السيارة الموجودة في المنتصف وإحداهما تتساءل في ميوعة
أين الزعيم
أجابها لوكاس ضاحكا
سيأتي لالتهامك قريبا لا تتعجلي.
عبست وتكدرت واحټرقت وانكويت بنيران لم أعهدها سابقا لما طافت هذه الخيالات الجامحة برأسي وتضاعف احتراقي بكلام لوكاس المؤكد على حدوثها. كدت أنصرف قبل أن أبصره في أحضان خبيرات العشق لكن زكم أنفي رائحة عطر مميزة تنتشر في محيط المكان تصلبت في مكاني في تلبك يشوبه الضيق إنه هنا .. موجود بالقرب مني.
سحبت أنفاسا عميقة لأثبط بها ما يعتريني من هياج وكدر لكن ما استنشقته كان مختلطا برائحته المميزة مما شوش تفكيري وأصابني بالمزيد من الارتباك. انتصبت شعيرات جلدي عندما سألني من مسافة بدت قريبة .. للغاية
ماذا تفعلين هنا
استخدمت نفس رد شقيقتي قبل وقت سابق في إجابته
هل محظور التجول هنا
رأيته رغم خفوت الإضاءة هادئا بشكل
تم نسخ الرابط