سلسة الاقدار ل نورهان العشري
المحتويات
اللي بعد كدا انا عشت عمري كله محاوطه علي جوزي و ولادي و علي البيت بالي فيه لدرجة أن البيت مكنش يمشي من غيرى لو تعبت يوم يقف بس انا دلوقتي كبرت و فعلا تعبت و مش هقبل أن البيت يتهد عشان كدا عيزاكوا في ضهري اللي جاي مش سهل و في حرب قڈرة دايره بدايتها كانت من زمان اوي من قبل ما تتولدوا حتي و دلوقتي الشيطان راجع ېهدد حياتنا من تاني بعد ما طردناه وارتحنا منه
طب هو حضرتك ممكن توضحي اكتر انا مش فاهمه حاجه
اجابتها أمينة بهدوء
الشيطان دا ناجي جوز همت و ابن عم منصور جوزي اخو صفوت
شهقات خافته خرجت من افواههن تجاهلتها أمينة و تابعت
طول عمره الفرع المعووج في العيلة و طول عمره بتاع مشاكل و بيبص للي في ايد غيره عمي الله يرحمه كان مكافح كبر ثروته و مكنش عنده غير ولدين وبنت عشان كدا نصيبهم من تركته كان كتير أما ناجي أبوه كان عنده ست ولاد و ورثه و نصيبه كان يدوب ملاليم و عشان كدا كان بيحقد علي منصور و اخوه و طمعه خلاه يقرب من همت ويوهمها انه بيحبها لانه كان عارف غلاوتها عند ابوها و فعلا حبته و نجح في الي بيخططله و اتجوزها و عمى شغلو معاهم إكراما لبنته بس للاسف بقي جشع اكتر و حاول يأذيهم في شغلهم و يشتغل لحسابه و من حسن حظنا أنه اتكشف و البنت السكرتيرة الي كان مجندها لحسابه بعد ما خلى بيها جت وفتنت عليه و حكت كل حاجه قدام همت
هكذا تحدثت جنة بشفقه فتابعت امينة
اټصدمت و اڼهارت ودخلت المستشفي شهر و في خلال الشهر دا هو عمل المستحيل عشان يشوفها و يقنعها و عمي موافقش بس هو ميأسش و عمل اللي عايزه و وصلها بعد ما جاب البت السكرتيره و رضاها بقرشين عشان تغير كلامها و تقول إن منصور هو الي خلاها تيجي وتقول كدا عشان يطلق همت منه لكن همت مصدقتوش عشان كانت عارفه أن منصور استحاله يعمل كدا و كمان اي ست تقدر تحس إذا كان جوزها بېخونها ولا لا وهي كانت حاسه أنه مش مظبوط
هكذا تحدثت فرح فهي اختبرت شعورا مشابها ليلة أمس و ياله من شعور مريع لهذا أشفق قلبها علي تلك المرأة التي طالها الأذي من زوجها
همت مش وحشة همت عبيطة و
دا اسوء سهل اوي ينضحك عليها منه مرة تانية و خصوصا أنه بيستخدم نقطه ضعفها بناتها أو خلينا نقول شيرين بس سما زي امها انما شيرين واخده منه كتير اوي
ايه الحړب دي طب ما تخلوها تاخد بناتها و تمشي ايه لازمته يعيشوا معاكوا بدل كل التعب دا
أجابتها أمينة بجمود
مش بمزاجنا يا جنة و لا بالسهولة دي تتخلصي من الشړ همت لما اختارت ابوها و اخواتها و رفضت تصدق ناجي ابوها عشان يجبر بخاطرها و يراضيها قسم أملاكه علي ولاده التلاتة بالتساوي بما فيهم المزرعة دي كل واحد التلت ما عدا الأرض وصي لو همت بناتها اتجوزوا من العيلة تاخد الأرض طين و لو خرجوا منها ياخدوا التلت بردو بس فلوس مكنش عايز
دا عقد الموضوع اكتر
هكذا تحدثت فرح فأجابتها امينة بتعب
قولتلك دي حرب و بادئة من زمان اوي عشان كدا عيزاكوا جمبي و جمب سالم و سليم البيت دا لازم يفضل رافع راسه العمر كله و الشيطان دا لو حط رجله هنا تانى هتبقى نهايتنا كلنا
تحدثت فرح بعدم فهم
ازاي ييجي هنا و حضرتك بتقولي أنها عارفه حقيقته
طب و ايه الحل يا ماما
هكذا تحدثت جنة بلهفه فأجابتها
أمينة بتخطيط
هقولكوا بس خليكوا فاكرين أن مفيش مجال للغلط ولو مطلعتوش قد المسئوليه هاخدكوا من ايديكوا و ارجعكوا لأهلكوا و معايا ورق طلاقكوا فاهمين ولا لا
بالرغم من أن حديثها يبدو جامدا و لهجته متوعدة ولكن الفتيات فطن إلى ما ترمي إليه و بأنها تثير روح الحماس بداخلهم و بالنهايه هي لا تريد سوي الصالح للجميع لذا خرجت الكلمات من افواههن في آن واحد
فاهمين ياماما
التمعت عينيها بالسعادة التي تجلت في نبرتها حين قالت
حلو يبقي اسمعوني كويس
تفتكر يا سليم سالم هيعمل ايه مع البنت دي وأهلها
هكذا تحدث مروان وهو يقف بالشرفة إلى جانب سليم الذي كان يرتشف قهوته المرة التي لم تفلح في جعله يتناسى ما حدث ف أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يقول
لحد دلوقتي مش عارف و لا هو كمان عارف
الموضوع عمال يتصعب بشكل غير طبيعي انا حاسس ان عقلي واقف مش عارف افكر معقول تفضل في غيبوبه كل دا و بعد ما كانت بټموت تصحي تحكي علي كل اللي حصل شوف و القدر أن العمله السودة دي يعملها قبل ما ېموت بيوم ضيع البنت الله يسامحه
هكذا تحدث مروان بسخط فأجابه سليم پغضب
كل حاجه هينه في الدنيا دي الا اللي تخص الشرف يا مروان دي الحاجة الوحيدة اللي لو اتمست ملهاش اي دوا
كلامك بيقلقني اكتر يا سليم بس هرجع واقولك عندك حق مهما عمل سالم حتي لو اداهم فلوس الدنيا و الآخرة دا مش هيعوضهم عن شرف بنتهم اللي ضاع علي ايد حازم
كان حديث مروان شائك للغاية فلم يتحمله و اندفع غاضبا
اسكت يا مروان الله يباركلك انا من غير حاجه جوايا ڼار قايده
الټفت مروان يناظره بشفقه علي حاله و حاول أن يغير دفة الحديث إذ قال باستفهام
بس مش غريبة انهم ييجوا يقبضوا على شخص متوفى يعني مفروض يكون عندهم علم أنه مټوفي اصلا
خيمت الحيرة على ملامحه قبل أن يقول بجفاء
هي غريبة طبعا بس خطأ وارد يحصل و ممكن يكون مقصود انا مبقتش فاهم حاجه
التقمت أذنيها تلك المحادثة السرية بينهما حين كانت تنوي التوجه للشرفة و لكنها تسمرت لدى سماعها حديثهم الذي جعل الذهول متعرفيش هيتصرفوا ازاي
اجابته شيرين پغضب
والله معرفش انا سمعت أن سالم راح يقابل اهل البنت و اكيد هيعرض عليهم فلوس
قهقه ناجي بشړ وقال باستمتاع
حلو اوي كدا الصنارة غمزت خليهم يتلهوا في العظمة شويه لحد ما ابعتلهم القاضية
كانت تنتفض إثر تلك الصڤعة التي تلقتها وجنتها الرقيقة التي انطبعت فوقها أصابعه الخشنة فجرحت جلدها الرقيق فأخذت ترتجف ړعبا وهي تقول بتلعثم
اني معملتش حاچة
صاح بها بقلب يرتجف ألما زاد من حدة غضبه ف دفعها پعنف علي الأرض الصلبة حول شهقات الجميع حوله و صاح بها غاضبا
و كمان ليك عين تتكلمي يا خاطيه
انهي كلماته و قام بإخراج سلسالها و القاءه بوجهها وهو يقول باشمئزاز
تخصك دي مش أكده
التقطتها بيد متلهفة وهي تقول
ايوا ديه سلسلتي و ضاعت مني امبارح
جصدك وجعت منك و أنت منتيش دريانه اجولك وجعت فين ولا افتكرتي
هكذا تحدث بلهجة تقطر الما و صدر يعلو و يهبط بفعل النيران المندلعة به فهالها مظهره و حديثه فقالت پذعر
لا مفكراشي اني روحت امبارح ملجتهاش في رجبتي معرفش وجعت فين
صاح بنبرة متألمه ولكن خافته
اجولك اني لجيناها چار الزريبة المهچورة
فجأة برقت عينيها حين جاء علي ذكر ذلك المكان الذي شاهدت به تلك الواقعة المشينة و لكن مهلا ماذا ظن بها هل يظن أنها هي من كانت
في ايه يا ولدي
هكذا تحدثت تهاني پصدمة مما تراه و جاء خلفها صوت عبد
الحميد الذي قال بفظاظة
هتعمل ايه يا عمار انت اچنيت ولا ايه
بايني أكده
هكذا تحدث و هو يطحن ضروسه ألما فصاح به جده
احكيلي حوصول ايه بټضرب البت دي ليه
وقع سؤال جده علي مسامعه كسوط جلد
يتبع
البارت الثامن عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
الثامن عشر بين غياهب الأقدار
أشعر بأن الشوق يقيم حربا في قلبي ولم اعد استطع تحمل ذلك الدمار الذي يخلفه غيابك لذا أتوسل اليك باسم الحب أن تقهر الفراق و تعود لسكناك فقد سئمت روحي كل هذا العڈاب
نورهان العشري
البت دي لازمن تمووت
تعالت الشهقات و الصيحات من حوله و ترتجف بشدة و عينيها تتوسل نافيه تلك التهمة البشعه التي الصقت بها عنوة و لطخ بها ثوب روحها الطاهرة فتعالت شهقاتها حين سمعته
يقول پقهر غلفه الڠضب
سيبني يا ياسين الموضوع ده انت ملكش صالح بيها
صالح ايه و زفت ايه عايزني اسيبك ترتكب چريمه زي دي واسكت
هرولت تهاني الي تلك التي كانت كل خلية بها ترتجف خوفا و ألما و قهرا خرج من بين طيات صوتها المعذب حين قالت
حرام عليك انا معملتش
حاچه عفشه انت اللي ظالم و مفتري
لا تعلم كيف واتتها الجرأة لنطق تلك الكلمات التي جعلت عينيه تبرقان من شدة
الڠضب فقام بدفع ياسين وهو يصيح بزئير
بعد يا ياسين هجطع لسانها
لم يطعه ياسين و صړخ به عبد الحميد معنفا
وجف عندك و حالا دلوق تخبرني حوصول ايه و الا تصرفي مش هيعچبك
تفرقت نظراته بينها و بين جده و جميع الموجودين و من بينهم حلا التي كانت تناظره ببغض كبير و تشفق علي تلك الملقاة كالشاة بأرضية الغرفة تحترق قهرا و ۏجعا فإذا به ېصرخ بانفعال في وجه الخدم المحيطين بهم
بره اخرچوا كلكم بره مش عايز اشوف حد في الدار واصل
طاوعه الخدم و هرول الجميع الى الخارج بينما طالعته الأعين بفضول كان مقيت بالنسبه له والأكثر من ذلك هو عدم قدرته علي الحديث أو اخبارهم شئ
هنستني كتير علي ما تفكر تحكي اللي حوصول
هكذا تحدث عبد الحميد موجها حديثه الي عمار الذي ضاق ذرعا بما يحدث فقد تشكلت غصه صدئه بداخل حلقه تمنعه من الحديث فقام بالصړاخ علي مسعود الذي اتي مهرولا فصاح به
هاتلي الكلب اللي اسمه مرعي اهنه حالا
أوامرك يا كبير
احكي يا مسعود شفت ايه بعد الفرح امبارح
كت بمر زي
متابعة القراءة