سلسة الاقدار ل نورهان العشري
المحتويات
لله شد حيلك
أنهى حديثه وهو يمد يده ليصافح عمار الذي ما أن هم بالحديث حتي تفاجئ من تلك المرأة التي ترجلت من السيارة ترتدي نظارة سوداء كبيرة تخفي ملامحها ففطن إلى أنها من المحتمل أن تكون زوجته فلم يطيل بالحديث اكتفي بإجابة قاتمة
الدوام لله اتفضلوا
يالا يا سهام
مد يديه إلي زوجته التي كان من الواضح أنها مترددة كثيرا ولكن جاءت يديه القويه لتجذبها حتى دخلت إلي المنزل
اهلا و سهلا نورتونا اتفضلوا
حيتها سهام بتحفظ بينما حياها صفوت بحرارة
اهلا يا حاجه أم ياسين البقاء لله
الدوام لله
هكذا
لا ولا يهمك تعالي نجعد چوا و اني هشيع البنات ينادوا علي حلا بس اصل ياسين ابني كان تعبان شوي يا جلب أمه متحملش الخبر
هكذا تحدثت تهاني بحزن فأجابتها سهام بخفوت
اومأت تهاني برأسها و توجهت و معها سهام إلى المجلس الخاص بالحريم و ما أن جلست سهام حتي استأذنتها تهاني قائلة بذوق
هشيع البنات ينادوا علي حلا و يعملولك جهوة بتشربيها ايه
سادة لو سمحتي
توجهت تهاني الي الداخل فوجدت نجمة التي كانت تهبط الدرج فقالت
نچمه عايزة فنجان جهوة سادة من يدك للضيفه
حاضر يا حاچة
لاحظت تهاني حزنها فقالت باستفهام
مالك يا بتي زعلانه أكده ليه حوصول حاچه ولا اي
احتارت كيف تشكو حزنها الذي لم يتفهمه أحد غيرها لذا قالت بخفوت
لا مفيش حاچة اني بس كنت عايزة اطلب منك طلب لو مش هتجل عليك
اطلبي يا بتي لو
في مجدرتي هعمله
نجمة بامتنان
تعيشي يا حاچة اني كت عايزة ارچع اشتغل في الزريبة من تاني و سايجه عليك النبي ما تسأليني ليه
اللي تحبيه يا بتي ولو اني مستغربة بس علي راحتك اعملي الجهوة و دخليها للضيفه واني هطلع اطمن علي ياسين وابجي روحي كملي شغلك هناك
اومأت نجمة بامتنان تجلي في نبرتها حين قالت
تسلمي وتعيشي يا حاچه عن اذنك
بأيدا مرتعشة كانت تحمل الصينيه لتضعها على الطاولة فهي منذ البارحة تجلس بجانبه تخشي أن تغفو عينيها و ترتفع حرارته من جديد فقد انخفضت بأعجوبة بعد أن أعطاه الطبيب العقاقير و المحاليل
المغذية و طمأنهم بأنه عندما يستيقظ في اليوم التالي سيكون بخير و بالفعل فهو استيقظ منذ لحظات بعد ليله عصيبة
الساعه كام
هكذا تحدث بصوت متحشرج فأجابته بنبرة قائمة مختصرة
اتناشر ونص
وضع يديه فوق جبهته فقد كان الصداع و كأنه يقيم احتفالا صاخبا برأسه ف أراحها علي الوسادة أسفله وهو يقول بخشونة
انا نمت كل دا
ارتفع أحدي حاجبيها قبل أن تقول باختصار وهي تجلب ادويته
تخيل !
شعر بخطب ما في لهجتها و عينيها التي بدت جامدة
ف احتار ماذا حدث ولكن حيرته لم تدم فقد استعاد بعضا من ذاكرته ل مشاهد بدت مشوشة و لكن هناك جملة استقرت في قلبه لم يستطيع نسيانها وهي تتوسله قائلة
بلاش يا ياسين متخلينيش اكرهك
زفر بقوة و شعر پغضب يتعاظم بداخله وهو يتخيل التي كان علي وشك ارتكابها والتي كانت ستكبده خسائر فادحة أولها هي !
يالا عشان تفطر و تاخد دواك
هكذا تحدثت وعيناها تنظران في كل الأماكن ما عداه ففطن إلى مقدار ڠضبها منه فقال بلهجة خشنة
مش هتفطري معايا
لا مش جعانه
هكذا أجابته باختصار فقال بفظاظة
اركني الفطار و هاتي الدوا
توجهت انظارها إليه پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
مينفعش لازم تفطر عشان تعرف تاخد الدوا انت بقالك يومين مكلتش
كان اهتماما يغلفه الڠضب مما جعله يقع فريسة بين أنياب الندم لما كان علي وشك أن يفعله بها ولكن حالته الصحية و النفسية كانت في اقسي درجات السوء
مانا مش هفطر لوحدي و طبعا مش هقدر انزل افطر معاهم تحت عشان تعبان
اغتاظت من حديثه الذي يحمل الكثير من الصدق و ابتلعت ڠضبها الحارق و قامت بحمل الصينيه و وضعها علي الفراش وهي تقول بجفاء
حركات حين سمعت صوته العابث وهو يقول
لازم اضحك عليك عشان تقربي يعني! مينفعش تيجي من نفسك
أيقنت بأنها وقعت في شباكه التي نصبها و ساعده في ذلك قلبها الغبي الذي يندفع إليه دائما ولهذا تجاهلت النظر في عينيه و مربك في آن واحد فادارت وجهها الي الجهة الأخرى وهي تحاول صبغ صوتها بالحدة حين قالت
ياسين لو سمحت سيبني !
مش قبل ما نتكلم
قول اللي عندك
هكذا تحدثت بجفاء يتخلله الارتباك جراء قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت
مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه بصيلي
زفرت پغضب كان ستارا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة
ممكن تسبني لو سمحت
اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا
انا أسف حقك عليا
معرفش عملت كده ازاي بس انا كنت في أسوأ حالاتي حسيت جوايا ڼار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل
لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ متحشرجة خاطبها
اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك
الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثا زوبعة أخرى من المشاعر
لسه زعلانه مني
لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة
عينيك بتقول انك لسه زعلانه وانا مقدرش علي زعلهم
ممكن اصالحهم
كان استفهاما يضعها في مأزق ټنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت ب أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت
بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على
وشك إزهاق روحها عشقا فتركها علي مضض وتفاجئ حين وجد وجهها يكاد ينفجر من فرط احمراره أكبر قدر من الهواء إلى داخل رئتيها فخرج صوته متلهفا حين قال
أنت كويسه
انت مچنون
معلش الحرمان وحش !
أفلتت من بين براثنه و قالت بارتباك
حر حرمان ايه
طافت عينيه عليها بنظرة ذات مغزى شملتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يقول ساخرا
اسألى نفسك
لم تكد تجيبه حتي سمعت طرقا علي الباب الذي أطلت منه تهاني بعدما قامت حلا بالسماح للطارق بالدخول
تجمعت العائلة لأول مرة منذ وقت طويل علي طاولة الغذاء و قد كان جمعا مختلفا خاصة علي قلبه فقد قامت حبيبته بالإشراف علي كل شئ يدور بالمنزل حتي انواع الطعام المعد علي الغداء و قد كانت تدور بكافة أرجاء المنزل أمام أعينه كالفراشة التي تشتهي ألسنة اللهب اختطافها و الاحتراق معها بعيد عن الأعين ولكن للأسف محتم عليه الإنتظار حتي ينتهي من أعماله
الأكل له طعم تاني النهاردة يا فرح تسلم ايدك
هكذا تحدثت أمينة وهي تنظر إلي فرح التي تورد خديها خجلا لإطراء امينة عليها أمام العائلة بأكملها
بالف هنا يا ماما انا معملتش غير حاجات بسيطة و
داده نعمه هي اللي كملت
كفايه وقفتك فكرتيني بنفسي وانا قدك كده كنت أقف اشرف علي كل حاجه بنفسي و كان عمك الحاج الله يرحمه يقولي الأكل له طعم تاني يا أمينة
تدخل مروان ساخرا
طبعا كان بيشتغلك يا مرات عمي هو لما تقفي عالاكل وهو بيتعمل طعمه هيتغير يعني ! انا لو من داده نعمه اسيبلكوا البيت و امشي ايه الظلم دا
ناظرته أمينة شذرا وقالت بتقريع
ليه فاكره نصاب زيك وبعدين النفس الحلو بيبان لو حتي قليت بيضة و فرح نفسها ما شاء الله عليه
أجابها مروان بمزاحه المعهود
و مين يشهد للعروسه الله يباركلك
يا فرح تناوليني ورك فرخه من اللي قدامك دا
ناظره سالم بوعيد تجلي في نبرته حين قال
بص في طبقك يا مروان احسنلك
عانده بسخط
معلش يا بوص اصله شكله مغري بصراحة ولا انت بيتعملك حاجات اسبيشيال
كان محقا فهي قامت بتحضير تلك الأكله حين علمت بأنه يحبها وقد أخبرتها والدته بذلك فڠضب من مروان لإصراره علي تذوقها فقال بتحذير
اه بيتعملي حاجات اسبيشيال عندك اعتراض
مروان بسخط
لا انا اكيد معنديش انا يهمني صحتك مانت الكبير بردو
انهي جملته و اقترب من أذن أمينة قائلا بخفوت
الحقي يا مرات عمي دا شكله هيحب اكل فرح اكتر من أكلك
أمينة بنفي
لا طبعا بتقول ايه يا واد انت دا عمره ما يستطعم اكل حد غير اكلي
مروان بإصرار
ازاي إذا كنت أنت نفسك عماله تشكريله في أكلها بصي أنت مش عاجباني يامرات عمي و هتعرينا وسط الحموات لينا قاعدة بعد الغدا
وصل حديثه الي مسامع سليم الذي كان يجلس علي مقربه منه فنظر الي أخيه قائلا بخفوت
بيسلط امك عليك
انكمشت ملامح سالم پغضب وصاح بلهجة فظة
لو سمعت صوتك تاني هخليك تقوم تاكل في المطبخ
ليه يعني هو انا عملت ايه بلاش اكلم مرات عمي اللي زي امي ولا عشان انا لوحدي هنا هتدهوسوا عليا عاجبك يا مرات عمي
تأثرت أمينة لحديثه فنظرت إلي سالم قائلة
لا طبعا مش عاجبني ايه يا سالم الواد بيتكلم معايا متجيش عليه كدا هو احنا عندنا كام مروان يعني
أجابها سليم بسخط
واحد و الحمد لله و إلا كان زمان الواحد ماټ مجلوط
أشار مروان علي جنة التي كانت تجلس بجانب سليم في مواجهته فاقتربت لتسمع حديثه حين قال
شايفه سلومه الاقرع جوزك بيقول عليا ايه عشان تعرفي انه غيران مني
لم تفلح في كبت ابتسامتها فتدخل سليم غاضبا
بتقولها ايه يا زفت انت
أشار مروان إليها بمعني ارأيتي
تدخلت فرح قائلة بصدق
لا حرام يا سالم دا مروان سكر و دمه خفيف خالص
تجمد بمكانه حين سمع حديثها فالټفت يناظرها پصدمه تحولت إلي وعيد و خاصة حين وجد تلك النظرات المتشفيه من جانب مروان الذي قال بتهليل
اللهم صلي علي النبي مرات الكبير قالتها مروان سكر و دمه خفيف
متابعة القراءة