غابة الذئاب ل فاطمة الالفي
المحتويات
من حياته وان أحصل على كل شيء هو لم يحصل عليه حينها فقط طلبت منه أن يعانقني بحب ولا يخفي علي مشاعره وصارحته أني كنت حزين بسبب بعده عني وتقليله الدائم من شأني
ولم يحاول أن يكون صديق لي تركني وحدي اتخبط من هنا لهناك ولكن رده كان مقنع بالنسبة لي فجميع الآباء يحبون ابنائهم ولكن بدرجات مختلفة وبعضهم لن يجدون التعبير عن ذلك يظنون أنها مشاعر ضعف لا يعلمون بأننا في أمس الحاجة للشعور بوجودهم في ظهورنا ابي الان تغيرت نظرته لي وللحياة بأكملها دائما يغدقني بحنانه وتسالاته واهتماماته بي والان يفكر بأن يزوجني
ولكن وقع قلبي اختياره عليك عندما نعود سوف نتم مراسم الزواج
ولن ادعك تترددين بعد الآن أعلم بأن شاب وسيم وكابتن طيار ذا مستقبل باهر ولكن لابد والخروج من هنا
هيا نيروز أفتحي لي قلبك لم تقصي كل ما بداخلك أنا أشعر بك حبيبتي وأرجو أن نتقاسم الأحزان وكل ما في أستطاعتي أن أبدل ذاك الحزن لفرح فقط أرسم على وجهك الجميل هذا أرق إبتسامة ودع الماضي خلف ظهرنا لا نريده أن يسرق فرحتنا بالحاضر الذي نعيشه
دعي لي نفسك أغمضي عينيكي الجميلتين ثم افردي ذراعيكي مثل الطير
انصاغت وراء كلماته ونفذتها دون تردد
قال بصوت هامس بجانب أذنها
دوري حول نفسك نيروز بسعادة وأنسي كل شيء لا تفكري إلا ب نيروز فقط
دارت حول نفسها عدة مرات والإبتسامة تعلو وتتسع بفرحة وسعادة كأنها حقا طائر يحلق في سماء الأفق يرفرف بجناحيه ويغرد ينشد أعذب الألحان.
انتابها الشعور بالضيق والحنق من حديثة الفج معها ولكن جاهدت في أخفاء ما تكنه داخل صدرها وقررت تجاهل حديثه وقالت بلامبالاة
مريض نفسي وأعتقد أنه يعاني من الشخصية
لوى ثغره بضجر وقال
مذهل... ثم هتف بسخرية
بالتأكيد ذلك له تفسير منطقي
وأعدك سأجد حل لغز الفاعل لابد بوجود شيء مشترك في هؤلاء الفتيات
هتف غاضبا
لست جهة تحقيق من الأفضل أن تتعلمي من في صمت لم أطلب منك أبداء رأي
عاد يتابع فحص الفتاة بصمت جليدي ومن حين لآخر يرمقها بنظرات مبهمة
غمرهاعزيز بمشاعر لا تصف مشاعر دغدغدت بأوصالها وتسللت لقلبها دون عناء أمطرها بكلماته عذبة عزفت على ألحان قلبها النقي البرئ حلقت بسعادة في ساحة السماء الواسعة كأنها القمر المضيء بين النجوم الملتفة حولها في سرب.
شعور بالأمان طاف ملامحها وسكن روحها وهي تنظر له تريد منه المزيد
باغت عينيه التي تحاصرها بحب وشوق ولهفة وهمس بالقرب من وجها قائلا بحنو
تخلي عن خۏفك محبوبتي ثم أشار بسبابته ثم أستطرد حديثه
هذا من حقه أن يفرح ويعيش لا أن يجرح وينكسر خاطره هذا ملك لي ولن أجعل الحزن يسكنه بعد اليوم
تبسمت بفرحة وهزت راسها بايماءة خجلة سحبها من كفيها وجلس على الجبل ثم أجلسها بجواره ولن يحرر كفيها من راحتيه ورفع حاجبيه بمشاكسة قائلا
هيا تغزلي بي إلا أستحق أن تتغزل بي أجمل فتيات الدنيا
انفرجت اساريرها على ذلك الاطراء ولكنه صادق في كلماته وإحساسه فهو يراها حقا أجمل وأنقى فتاة التقى بها ولا يجد لها مثيل ولم يجذبه جمالها فقط بلا من جذبه لقلبه شعورها بعدم الأمان والاستقرار دموعها ورهابها داخل الطائرة هو من جعله يتطلع لها ويشرد بحالها لم يتحمل دموعها وحزنها الطاغي على رقة ملامحها.
زفرت تنهيدة عميقة وقالت بهدوء
أعلم بأن ثقتي بنفسي منعدمة لم أختر شيء بحياتي منذ ولادتي وأنا أجبر فقط على تنفيذ رغبات من حولي عندما أتيت لدنيا فارقتها والدتي وتركني والدي أيضا في حاډث سير أنقلبت حياة طفلة صغيرة لا حول لها ولا قوة من أمرها سخطت جدتي علي ونعتني نذير شوم على ولدها وزوجته لم أجد الحنان إلا بين أحضان جدي هو لازال داعمي وسندي لا أعلم إذا لم يكن جدي بجواري ماذا كنت سأفعل بحياتي وأين يصلني قدري بين عائلة كهذا زوجة عمي وعمي مجبر على تحملي فقط من أجل جدي حتى فتيات عمي القريبات من عمري لم يكن بيننا ود ولا ألفة ولا توجد محبة بيننا على الاطلاق
قاطعها بمرح
هن ساحرات شريرات وأنت ملاك جميل يلفت الأنظار إليه أنت وردة جورية وسط الأشواك وأنا الذي سيخلصك من بين هؤلاء الأشرار لا تخافين نيروزي أنا بجوارك وسأظل بجوارك لآخر أنفاسي.
وما الحب إلا لمن اختارنا في وسط الزحام.
لمن جعلنا إستثناءا
لمن تمسك بأيدينا في الوقت الذي أفلتها الجميع
لمن كان سندا لنا في عثرات الطريق
لمن شاركنا تيهنا ورشدنا
لمن كان لنا في وقت الضيق ملاذا ومسكنا
لمن شدد على أيدينا كلما أوشكنا على السقوط
لمن تقبلنا بنقصنا وأحبنا بعيوبنا
لمن جعلنا نحب أنفسنا من حبه لنا
لمن رأ الجمال فينا حتى ونحن في اسوأ الظروف
لمن تحمل مزاجيتنا المتقلبة وشاركنا مشاكلنا وأحزاننا التافهة أحيانا
لمن كان لنا في وسط العتمة نورا
وأنار دروب حياتنا.
الفصل العاشر واقع مرير
تمضي الأيام كعاتها دون مبالاة تفجعك حينا وتبهجك أخرى وما بينهما زمن من الحزن والفرح والألم والأمل وتكشف لك ما خبأته سلفا عنك وقتها ستعض أصابعك ندما وحسرة على ما فرطته في جنب قلبك إن كنت لمن الغافلين.
حينها ستخبرك أفعاله صراحة بحقيقة نفسه وسيغرف بلسانه من معين قلبه الأسود محدثا بسوء سريرته ذلك أن ما يطفح به القلب ينزلق به اللسان وستأسف كثيرا على تجاهلك لذاتك ومصاحبتك لمن لا يستحق سيسدل الستار عن فصل من حياتك تدرك فيه أن حديث القلب به مسحة ملائكية وجب عليك الأخذ به. وكذا العكس صحيح ألم تسمع بفتاة أحبت من أول نظرة وفتى قټله الهيام عشقا عند أول لقاء تتعجب من هذا وتلك جهلا منك بلغة الأرواح وفراسة الأنفس وما يحاك في الصدور من مشاعر.
أحيانا نعتاد
أمر ما لأننا ليس بايدينا فعل شيء سوء التاقلم مع الواقع لأننا مجبرين العيش فيه
هكذا كان حال سيرين مجبرة على تحمل ذاك البغيض فهي لازالت مقيمة بالمشفى ووجب عليها الرحيل ولكن خطتها في إقناع هذا الغامض للذهاب معها إلى الغابة ليس بأمر هين قررت أن تستغل جانبه الإنساني وتحاول استعطاف قلبه وستقص عليه بأنها لا تمتلك مأوة وهي فتاة وحدها بتلك البلدة الغريبة عنها وفقدت كل شيء في الطائرة عندما وقعت بالقرب من غابة الذئاب وفرت هاربة من هناك بأعجوبة لعله يشفق على حالتها .
تصنعت الحزن وقررت إلا تتجادل معه تكون مثل الحمل الوديع
هتف سادم قائلا بصوت حاد
هل ستظلين متخشبة مكانك هيا أسرعي لدينا عمل شاق
أبتلعت حديثه بمرارة ولكن أظهرت له عكس ما تخفيه داخلها واستقامت واقفة تلبي رغبته بصمت قاټل وعيون مسبلت
عاد ينظر لها بدهشة ثم رفع إحدى حاجبيه وهتف بتسأل عن
سبب تبدل حالها
ماذا بك لم أعتاد على صمتك هذا اين اختفت ثرثرتك المتواصلة
انسابت دمعة خائڼة لم تجاهد في كبتها أو حجبها عنه فهي تريد أستعطافه وتحريك قلبه إذا كان يمتلك قلبا من الأساس هكذا حدثت نفسها
ثم قالت بصوت خاڤت منكسر
ليس لدي مسكن سوا المشفى كما أن تحسن وضع قدمي ولم يبقى لدي حجة لامكث هنا وقتا أطول أنا مغتربة عن بلدي وأتيت إلى هنا من أجل منحة دراسية لإكمال دراسته الطب وعندما وصلنا لهنا حدثت الطامة الكبرى
ثم صمتت تنتظر تبادله الحديث معها
هتف بتسأل غليظ
وما هي الطامة الكبرى التي حدثت معك يا شرقية
وقعت الطائرة بالقرب من غابة الذئاب وكل من كان عليها ولم يتبقى الا شخصان أو ثلاثة فقط وتفرقنا ولا اعلم اين أذهب بعد الآن
هز رأسه بأسى ثم أخرج تنهيدة عميقة وعاد ينظر لها من راسها إلى أخمص قدميها ثم هتف بلامبالاة
حسنا ستجلسين
فقط ريثما يتنهي تدريبك
غادر الغرفة وقال لها بأمر هيا أتبعين
بعدما غادر هو وقفت لحظات تقلد صوته الغليظ وتهز كتفيها قائلة
هيا أتبعين يا لك من غليظ أيها الوسيم
ثم ركضت مسرعة تلحق به إلى حيث غرفة الهلاك بالنسبة لها ترتاب كلما ولجت لداخلها وهي تقف رهبة وخوف شديد لم تشعر به من قبل رائحة داخل الغرفة
ولذلك ستظل بالمشفى ريثما ينتهي ذاك الکابوس ويتم القبض على هذا وتحاول أن تقدم كل ما وسعها من أجل العثور عليه وعلى أي طرف يصلها له فقد أقسمت لكل فتاة راءتها بأن تثأر لها وتفعل المستحيل من أجل العدالة لهن فهن زهرات صغار ليس لديهن ذنب
تابعت عملها بصمت تام منما أدهش سادم فلم يتوقع منها كل هذه الطاعة والخنوع فقد كان يتمتع برؤيتها تجادله في كلمة يتفوه بها ولكن لا يعيره إهتمام.
بعدما انتهى من عمله داخل أخبرها بأنه سينتظرها بسيارته أمام المشفى ريثما تبدل ثيابها وتلحق به .
وبعد لحظات كانت تغادر سيرين المشفى وعلى ثغرها إبتسامة أنتصار بأنها حصلت على مبتغاها والان سوف تتفنن هي بالاعيبها لكي تنتهي من وعدها الذي قطعته وتسترد صديقتها ماري من بين أيادي الساحرة جونجان ويتجمعون ثانيا هي وصديقتيها .
استقلت السيارة بجانبه إلى حيث وجهتهما وبعد مرور بضع دقائق كان يصف السيارة أمام البناية التي يقطن بها ترجل هو اولا ثم فتح بها باب السيارة لتترجل هي الأخرى واغلق بابها ثم سار بخطوات واسعة يدلف داخل البناية ثم صعد الدرج إلى حيث الطابق الثالث وفتح باب شقته وولج لداخل وهتف قائلا مرحبا بها
تفضلي سيرو
ضيقت حاجبيها بغرابة فقد نعاها بلقب لم يعتاد القول به ولكن دلفت بهدوء وظلت متسمرة مكانها
أشار إليها سادم بأن تقترب واوصلها لغرفتها
هذه غرفتك من الآن ثم أشار إلى غرفة بأخر الرواق وقال بتحذير
تلك الغرفة موصدة ولا تقربي منها فهمتي
أومت له بالايجاب ثم قالت وهي تفتح باب الغرفة خلصتها
أشكرك أستاذي
ثم ولجت غرفتها وأغلقت الباب خلفها وظلت تستند بظهرها عليه وهي تتنفس الصعداء وكان لديها شعور بالتعب والارهاق ارتمت بالفراش لتغوص داخله ثم اغمضت
متابعة القراءة