روايه ل ياسمين هجرس
المحتويات
العنوان
البارت الأول
غمزه_الفهد حب_بالمصادفه
ياسمين_الهجرسي
سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم
أيها الناس إن قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأڈى ولكنها تبقى ذهبا......
والصفيح ليس كالذهب.....
والشړ ليس كالخير.....
والليل الأسود البهيم ليس كالضحى المشرق المضيء......
مقولة على طنطاوى
فى أحدى محافظات مصر العريقه ومن أحدى قرى الصعيد التى يعمها الدفئ والأمان والاستقرار نظرا لحكمة كبيرها فى تدبر أمرها ..
للحج عبدالجواد الراوى
رجل سبعينى كبير بلدته ذات هيبه ومكانه.. سيطه يذاع فى المحافظه كلها لكرمه وهيبته ونزاهته فى الحكم على الأمور......
زوجته الحجه راضيه
سيده ستينيه طيبة القلب لها معزة خاصه بقلبه لا يستطيع احد أن يكسر لها كلمه.. محبه عطوفه على أحفادها..
ابنهم الوحيد فى منتصف العقد الأربعينى ولكن من يراه لا يعطيه سنه الحقيقى مازال يتمتع بالشباب والحيويه وكأنه شاب فى مقتبل العمر.. يدير أعمال عائلته وهو المتحكم فى جميع شؤونها......
تطل علينا من أحدى طوابق المنزل هنيه الزوجة الثالثه ل سعد ابن الحج عبدالجواد الراوى .. أم من سماتها أنها حنونه طيبة القلب .. لا يحمل قلبها ضغينه لأى أحد ماعدا ضرتها .. فهى دائما متخوفه منها .. وحذره إلى أقصى حد حرصا على أن لا يطولها هى وبناتها أى أذى منها....
زينه وفجر فتاتان فى عامهما الأخير بالمرحله الثانويه .. ذوات جمال جذاب بملامح هادئه كأمهم ..
زينه التوأم الأول متوسطة الطول ذات بشره حليبيه .. عينيها بنيه .. شعرها كستنائى فاتح كوالدتها طوله لمنتصف ظهرها .. روحها مرحه تتمتع بحس الدعابه.. مشاغبه تفقدك صوابك من تهورها .. عفويه لا تتكلف ولا تتصنع .. متقلبة المزاج .. ردود أفعالها غير متوقعه .. لا تطمح فى مستقبل دراسى عالى همهما الوحيد أن ترتبط وتعيش قصة حب أفلطونيه...
استفاقت هنيه من تأملها للفتيات ودنت منهم تربت على ظهرهم وهتفت بصوت حنون
تخصرت ووقفت تنظر لهم بحنق وهم مازالوا على وضعهم بالفراش يغطوا فى النوم....
هتفت بانزعاج
يعنى أهون عليكم نسيبونى محتاره كده...
مازال النعاس مسيطر على عينيها أعتدلت فى رقدتها تسند رأسها على مخدع الفراش ثم رفعت يدها تجمع شعرها فى كعكه فوضيه حتى يتثنى لها رؤوية وجهه والدتها
هتفت زينه بتكاسل
قولي يا أمي حضرتك عاوزه مننا إيه وسبينا ننام شويه لحد ما يوصل وهتلاقينا قدامك ...
عقبت
هنيه بسخط
لا يا حلوه أنتى والكسلانه التانيه دى .. قوموا اختاروا معايا العبايه اللي هقبله بيها......
بمهادنه أردفت فجر
يا مامتي يا حبيبتي مش أحنا اشترينا عبايات كتير إمبارح وكلهم هيجننوا بابا .. البسي أى واحد فيهم....
بمدح وإثناء على ملابس والدتها شاركت زينه اختها الرأى وأدعمتها مؤكده
ياماماتى أنتى فى كل حالاتك قمر وموزه وخصوصا كمان أنك اختارتيهم نفس الألوان اللي بيحبها بابا.....
بتوجس ونبره قلقه هتفت هنيه
ماهو بصراحه أنا خاېفه مش يحبني فيهم ويزعل مني ....
استوعبت صدمة كلامها وجحظت بعينيها ثم رفعت إبهامها وهتفت بتحذير
ساعتها هموتكم من الضړب ....
تطلعت الفتيات لبعضهن يتبادلا النظرات بريبه من حدة والدتهم لتغمز زينه ل فجر بطرف عينيها ونهضا من فراشهم حاوطا هنيه من على الجانبين ثم احتضناها بحب هاتفين
إحنا منقدرش على زعلك ياهنون
خرجت زينه من أحضان أمها تحثها على السرعه نظرا لاقتراب موعد قدوم أبيهم هتفت بتحفيز
طب يالا بسرعه يدوب تلبسي ونحط ليكي ميك أب خفيف عشان عقل سعد يطير خالص......
عقبت فجر مازحه
يا لهوى لو طنط مكيده هنا وشافتك انا متأكده إنها هتولع في نفسها...
تزين ثغر الفتيات بالابتسامه الماكره ولم يتمالك ثلاثتهم حالهم ليغوصوا فى موجه من الضحك لتقوم كلا منهم بدغدغة والدتها بطريقه طريفه هاتفين
أبسط يا هنون هتبقى عروسه النهارده ...
بسعاده ضحكت هنيه على أفعال بناتها وبعد قليل من الوقت هدءت وتيرة تنفسهم التى زادت بفعل الضحكات الصاخبه واستقاموا ذاهبين مع والدتهم لغرفتها لتجهيزها لتكون فى استقبال أبيهم بعد غياب دام لأيام بسبب سفره....
دلف ثلاثتهم للغرفه لتذهب زينه للدولاب تقف أمام الضلفه الوسطى لتفتحها على مصراعيها وأخذت تتنقل بين مشاجب الملابس لتختار لوالدتها عباءه مناسبه....
قفزت زينه بحماس مردفه
ياسلام هو ده.. اللون النبيتي هيبقي عليكي طلقه يا مامتي وبابا بيحبه جدا ......
تابعت فجر بزهو من جمال والدتها
وأنا هعملك ميك أب خفيف يظهر جمالك اللي بيسحر سعد الراوى .....
همت هنيه تخطو باتجاه الضلفه التى يوجد بها ملابسها الداخليه هاتفه باستعجال
طب ماشى بس أخلصي أنتى وهي علي ما أخد شور بسرعه...
القت عليهم تعليماتها وفرت تهرول لداخل غرفة الحمام تنعش جسدها بشاور يعيد حيويتها لاستقبال ملاذها......
أمسكت زينه بعباءة والدتها وقوست ثغرها على جانب تصفع خدها بضربات خفيفه هاتفه بتهكم
العبايه على أمك رهيبه طالعه فيها موزه وأبوكي هيقلب عليها وهي هتزعل مننا .....
لكزتها فجر فى كتفها لتبادلها نظرة مرحه فخورة بعشق أبيهم لأمهم هاتفه بتباهى
أبوكي بينسي الدنيا لما يشوفها في العادى .. فمبالك لما يشوفها وهي موزه كده .. أنا متأكده أنها هتعجبه.....
سمعت فجر صوت إغلاق صنبور المياه أشارت بأصبعها على فمها وهتفت تحثها على الصمت
بس اسكتى لحسن هي شكلها خلصت وخارجه .. يالا قومي هاتى لها الشوز اللي بكعب عالي الجديد اللي اشتريناه امبارح......
خرجت هنيه لتسمع اخر كلمات ابنتها لتهتف بحنق
كمان كعب عالي ده أنتم عايزين سعد يخلص عليا .. ربنا يستر من أخرت المشى ورا كلامكم....
همت وبسطت يدها وأخذت العباءة من علي الفراش وارتدتها تحت مشاكسة الفتيات ومرحهم على وجنتيها المتخصبه بالحمره وكأنها عروس حديثة العهد بالزواج ...
بأيد مرتجفه بدأت تمشط شعرها وقلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة خفقانه أصبحت قدميها كالهلام لم تستطع أن تمكث واقفه جذبت مقعد التسريحه وجلست عليه تكمل تصفيف شعرها ...
بينما
فجر ابنتها أخذت تختار لها لون الروچ المناسب وتنسق لها الحجاب الذى يلائم عبائتها ثم همت تقف أمامها تزينها بلمسات رقيقه وتستعدل لها وضعية الحجاب وبعد قليل من الوقت انتهت لتترك لها المجال أمام المرآه لتشاهد نفسها...
تطلعت هنيه للمرآه بريبه من شكلها هاتفه
حلو كده يا بنات ولا أخف الروچ شويه لحسن سعد يزعل....
بتحذير أسرعت فجر مردفه
أوعى يا ماما تعملي حاجة أصل هزعل منك أنتي والله رقيقه جدا....
واسترسلت بدعابه
أبسط يا جميل منافستك الشريره مش هنا وهيخلالك الجو ياعم...
لكزتها والدتها فى زراعها عندما رن هاتفها معلن عن اتصال بنغمه مميزة خصصتها لملاذها هرولت فرحه تقبض على الهاتف تحت ضحكات البنات.......
بعشق جارف خارج حدود المنطق والعقل وبنبره متلهفه أجابت
حبيبي أنت فين
تعالى صخب ضحك البنات لتشاور إليهم بحنق وتجز على شفتها السفلى بغيظ لتمنعهم من استكمال ضحكاتهم ...
عقب سعد بسعاده يهاتفها باشتياق أهلك هذا الساكن بين أضلعه مردفا
قلب حبيبك وعمره .. أنا علي باب الفيلا الخارجي .. انزلي بسرعه عاوز أول حد أشوفه تكونى أنتى....
غمرتها السعاده وترقرق الدمع بعينيها وهتفت بغبطه
عيوني حاضر نازله حالا يا عمرى سلام.....
أغلقت الهاتف وهرولت تجرى للخارج لتعود أدراجها للفتيات تحثهم على سرعة ارتداء ملابسهم هاتفه بعجله
يالا بسرعه يابنات خلصوا لبس وانزلوا بسرعه عشان تسلموا على بابا......
هبطت الدرج مهروله لترتبك من رؤيتها لحماتها الحجه راضيه تجلس مع الحج عبدالجواد الراوى حماها طأطأت رأسها في الأرض على استحياء من هيئتها لتهتف بخجل
السلام عليكم
تهللت أسارير الحجه راضيه وزينت محياها اشراقه جميله تدعى لزوجة ابنها مردفه
الله أكبر عليكى يا هنيه بسم الله ماشاء الله .. العين عليكى بارده .. أيه القمر دا كله .. ربنا يحميكي...
استرسلت بغبطه فرحه لولدها على هذا الحب الذى يحياه معها
مدام نزله تجرى كده والفرحه ماليه وشك يبقى بتقولى أن سعد جه بالسلامه.....
قاطعها الحج عبدالجواد الراوى قائلا بتحفيز وعجاله
أكيد السعاده ماليه وشها يبقي جه وواقف بره منتظرها تخرج له عشان تبقي أول واحده شافها .. سبيها تخرح زمانه بيعد الدقايق عشان اتأخرت......
ابتسمت بمرح الحجه راضيه هاتفه
اجرى ياختي بس ياريت يقدر يتحكم في نفسه لما يشوفك......
هبطت الفتيات الدرج مسرعين ليهتفا بهلع
أنتى لسه هنا يا ماما .. بابا واقف برا بقاله كتير .. وبيرن عليكي وانتي سايبه التليفون فوق .. اتفضلي تليفونك.....
تطلعت لهم هنيه بغيظ وأردفت
عجبكم كده أخرتوني ..
تركتهم وهرولت للخارج بأنفاس متسارعه مشتاقه متلهفه لرؤية ملاذها .....
جحظ سعد وتيبثت قدميه فى أرضها عندما رأها بهيئتها المهلكه لروحه المشتاقه .. ابتسم وأصدر صفير عالى وهتف بغبطه يشاكسها بمرح
أيه القمر ده يابرنسيس حياتي أنا
بسعاده طاغيه عقبت هنيه
أنت وحشتني اووووى اووووى
اووووى اووووى اووووى اووووى يا سعد ..
تزينت شفتيها بضحكه صافيه وهتفت تؤيده
ده هيبقي أحلى سجن ..
واسترسلت بهدوء
بس لا أنا أهدى أحسن
أصل ماما راضيه تضربني پالنار دى من الفجر وهي مخلينا مقعدناش وخلتني عملتلك كل الأكل اللي بتحبه من ايدى....
عقب سعد عليها بامتنان
ربنا يخليكم ليا يارب...
تبطأطأته ودخلت تحت ذراعه.. سار بها للداخل.. ولج لتقع عينيه أولا على الفتيات لتفسح
هنيه لهم المجال وتقف بجواره سعيده بحنان زوجها الذى يغدق به الفتيات ..
حبايب قلب بابا وحشتوني جدا ..
هتفت زينه بحب
أنت كمان وحشتني يا بابا ربنا يخليك ليا.....
سبيلي الموز بتاعي شويه
وحشتني يا بابا .
ربت سعد على رأسها بحب هاتفا وأنتم وحشتوني ياحبايبى..
جذب زينه لتتأبط يمينه و فجر يساره وخطي متجه لوالديه يستبارك بوجودهم بحياته دنى من أبيه وضم راسه يقبلها بعرفان وثناء على طيب سمعته التى تلاحقه أينما ذهب
أزيك ياحج .. يارب يديمك تاج على راسى ..
ربت الجج عبدالجواد الراوى على رأسه بحب وفخر مردفا
ويخليك ليا ياسندى...
ترك والده وذهب لوالدته ليجثى على ركبتيه ويجلس تحت أقدامها ينول رضاها وبركتها هاتفا بانشراح لرؤية محياها الذى ببعث فى نفسه السرور
وحشتيني يا أمي أزاى صحتك....
ابتسمت وهتفت برضا
الحمد الله يا ابني نورت
الدنيا يا سعد ربنا
متابعة القراءة