حكاية كاملة ل سهام العدل
المحتويات
خارجة منها طفيته للأبد يمني أجمل زهرة شوفتها ودبلت بإهمالي وتهوري وأنانيتي
ثم نظر لأمه بعيون دامعة واستكمل خسرتها ياأمي خسرتها للأبد
أدمعت عيناها على حال ابنها وقالت مفيش مستحيل يايوسف وبكرة الأيام هتداوي وهترجع تنور حياتك زي زمان
هز رأسه بالنفي وقال بندم خلاص ياأمي مبقاش فيه أمل.. بعد اللي يمني شافته وعرفته مستحيل ترجع
رد عليها بحزن تملك من كل إنش به شافت فيديو ليا مع واحدة من اللي كنت اعرفهم بعتته لها وده السبب في فسخ الخطوبة
تنهدت الأم بحزن على حال ابنها وقالت ده نصيب يابني في الأول والآخر وده غلطك اللي ياما حذرتك منه
رد عليها بإندفاع بس أنا خلاص رجعت عن الطريق ده ومستعد اخلص لها طول العمر مستعد اعمل اي حاجة عشان تغفر وتسامح
تجلس في ذلك المطعم بتوتر تنتظر تلك الفتاة التي أرادت منها رسم صورة ابنتها وبالفعل أنجزت وانتهت منها سريعا بحماس بعد أن قررت استغلال موهبتها في الكسب المادي وبدأ حياة جديدة ستظهر فيها بكل قوة ولم تتخفي مرة أخرى كما كانت تفعل دائما مجرد دخول زوجة أبيها المنزل أقنعها بما قالته سدرة وأنها يجب من الآن وبعد أن تعتمد على نفسها وتواجه العالم بكل قوة وعلى الرغم من توترها الآن ولكنها متيقنة أنها ستتغير للأفضل مع الوقت والأعياد على مقابلة الناس فراق الأم أكسب قلبها الجمود والصمود والتغلب الذي ظنت أنها لم تقدم عليه ماحييت.
بادلتها سدن الإبتسامة وردت بخفوت أهلا بكي
دارت تغريد حول المنضدة وجلست على الكرسي المقابل تماما لسدن وقالت وهي تتأملها آسفة ياسدن والله الطريق زحمة مووت وده اللي أخرني
بدأ تمعن تغريد منها يزيد من توترها وارتفاع نبضاتها.. ولكنها جاهدت في التغلب على ذلك وردت ولا يهمك حصل خير.. ثم مدت يدها جذبت اللوحة الملفوفة على المنضدة وفردتها موجهه الرسمة لوجه تغريد التي شهقت انبهارا لمجرد
رؤيتها وقالت مش معقول أنتي حقيقي مذهلة
احمر وجهها خجلا ولفت اللوحة مرة أخرى وهي تجيب متشكرة أوي
تأملت وجهها تغريد بعناية.. فتاة شقراء بعينين بنيتين وحاجبين سميكين يزينان تلك العينين وتلك الخصلات البنية الناعمة التي تخرج من فوق حاجبها الأيسر من الجبهة وتختفي في الحجاب عند نهاية الحاحب جميلة بأنفها الصغير وفمها المحدد بعناية دون وجود أي أثر لمساحيق التجميل ولكن هذا الكمال غريب بلفة تلك الحجاب الذي من نهاية الحاجبين وحتى منتصف الذقن أفسدت ذلك الجمال بتلك اللفة العجيبة وعلى الرغم من ذلك الجمال ولكن يعيبها شخصيتها المهزوزة كثيرة الفرك في كفيها وتنظر أرضا كثيرا تبتلع ريقها قبل الرد على كل كلمة تتفوه بها.
انتبهت على كلمات سدن حضرتك.. مش سمعاني
عادت من شرودها بتوتر وقالت آسفة ياحبيبتي مكنتش مركزة معاكي
قالت سدن بحرج ولا يهمك.. كنت بقولك سعيدة أنها عجبتك
ردت بإبتسامة عجبتني بس.. دي أبهرتني.. بس قوليلي تشربي إيه
هزت رأسها بالنفي وقالت لا متشكرة أنا هقوم.. ب بس
مدت تغريد يدها تلتقط حقيبة يدها.. فتحتها ثم أخرجت منها بعض النقود ومدت يدها لسدن قائلة بإبتسامة اتفضلي المبلغ اللي اتفقنا عليه.. بس بجد بتمنى تستنى تشربي حاجة وندردش شوية.. واتمنى متكسفنيش
شعرت سدن بالحرج من تصميمها فأومأت لها بموافقة وقالت بخجل إذا كان كده اشرب ليمون
ابتسمت لها تغريد ثم نادت على النادل وطلبت منه المشروب لها ولسدن ثم حاولت أن تفتح معها مجالا للحديث وقالت لها أنا اسمي تغريد عندي ٢٩ سنة وبصراحة من الناس اللي بتحب تعمل علاقات إجتماعية واتعرف على ناس جديدة وبحب السفر عشان كده اتجوزت ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية وكل فترة في بلد وعندي بنوتة ٨ سنين اللي انتي رسمتيها واسمها تمارا
ابتسمت لها سدن بمجاملة وردت عليها أمورة ماشاء الله ربنا يخليها لك
ردت عليها تغريد وقالت ميرسي وأنتي ياسدن كلميني عنك
مجرد سؤال تغريد لها رفعت يدها تلقائيا تتحسس وجهها من فوق حجابها وكأن ذلك الطلب للتحدث عن نفسها يعريها أمام تلك الغريبة ويكشف وصمتها ولكنها اطمأنت أن الحجاب مازال يستر ذلك التشوه بوجهها ثم أنزلت يدها وفركتها بالأحرى بتوتر.
لاحظت تغريد توتر سدن وحركة يدها التي تحسست وجهها وأكد ذلك أن هناك ماتخفيه مما دفع الفضول لديها لاكتشاف ذلك السر ولكن انتبهت لحديث سدن الذي بدأته قائلة بخفوت أنا عندي ٢٣ سنة في آخرى سنة في كلية فنون جميلة ومليش هواية غير الرسم
فاجأتها بالسؤال مرتبطة ياسدن
ابتلعت سدن ريقها وقالت لا مش مرتبطة
ابتسمت لها بإرتياح وفي نفس اللحظة دخل النادل بالمشروب ووضعه أمام كل منهما كوبا وانصرف.
قالت تغريد لسدن اشربي ياسدن أنا قاطعها رنين هاتفها بإسم تميم.. وضعت الهاتف على أذنها وأمسكت بيدها الأخرى كوب الليمون وقالت بإبتسامة هاي تيمو
رد عليها تميم بتوتر ها.. يا تغريد طمنيني أنا مستني منك تليفون آجي آخدك وأشوفها
ردت بإبتسامة اصبر ياروحي شوية وأنا هبقي أرن عليك
أجابها بلهفة طب كلميها كده في أي حاجة اسمع صوتها بس عشان خاطري ياتغريد
ابتسمت تغريد ووجهت حديثها لسدن قائلة اشربي ياسدن.. متتكسفيش ياحبيبتي
ابتسمت سدن لها بمجاملة والتقطت الكوب دون أن ترد.
ضحكت تغريد وردت علي أخيها سلام انت ياتيمو وهبقي أرن عليك
وضعت هاتفها وهي تنظر لسدن بشرود عما تخفيه تلك الفتاة الصغيرة نظرات الخۏف في عينيها تتزايد والقلق باد عليها بالإضافة إلى تلك الحجاب الذي يخفى أكثر من نصف وجهها وتتمنى لو تنهض وتنزعه لاكتشاف مايخفيه يجعلها تتحسس وجهها كل حين وآخر.
راودتها حيلة ذكية من الممكن إن تهديء ذلك الفضول الذي تملكها فابتسمت بخبث والتقطت هاتفها ونهضت معتذرة لسدن سوري ياسدن هعمل مكالمة ورجالك والتقطت كوب الليمون في اليد الأخرى.
نهضت مغادرة المنضدة التي يجلس ان عليها وقبل أن تبعد قليلا اقتربت خلف سدن ساكبة عليها كوب الليمون شاهقة بإعتذار سوري مكنش قصديتعالي ياحبيبتي الحمام ننضف اللي عملته ده
أسبوع مر عليها منذ آخر مشاداة بينها وبين ابنتها التي مازالت تتجاهلها وتحدثها بروتينية مقيتة وهاهو الموعد الأسبوعي لزيارة زوجها لأولاده وقضاء اليوم معهما مما جعلها تستيقظ مبكرا متخذة ذلك القرار الذي ظلت أسبوعا تدرسه جيدا على
الرغم من أن ذلك الأسبوع كان مكدسا عليها من رعاية غصون حتى تتعافي وأبنائها وولدي ياسر اللذان ترددا عليها كثيرا الأيام السابقة بسبب انشغال يمني بإفتتاح ذلك المتجر الذي نوت أن تبدأ به حياتها العملية وبناء ذاتها بعيدا عن الجميع كما أن والدتها بدأت تظهر التذمر من الولدين متحججة بحالتها الصحية وتقدمها العمريولأول مرة تشعر بثقل الحمل على كاهلها وأنها أصبحت غير قادرة على الإهتمام بالجميع معا وإرضائهم لذا كان عليها أن تفعل ذلك الشىء حتى تستطيع أن تزيح بعض الثقل من عليها.
يستيقظ مڤزوعا على رنين جرس الباب ثم ينهض بعينين ناعستين ليري من الطارق فتح الباب بكسل ووقف متسمرا مكانه عندما وجدها قال بذهول ياسمين!!!
تسارعت نبضات قلبها وتلجم لسانها ونظرت له بإشتياق عافرت ألا يظهر على ملامحها وردت بجمود ممكن ادخل
انتبه أنها مازالت واقفة على الباب فقال بحماس طبعا اتفضلي
دخلت تدور المكان بعينيها وهي ترى أن كل شىء مازال على حاله تلك الشقة التي شهدت أجمل أيام حياتها وأسعد لحظاتها معه انتبهت له يتأملها بعيون محب مشتاق تمنى لو تنزع قناع الجمود الذي ترتديه في حضوره وترتمي بأحضانه كما كانت تفعل كلما كان عائدا من عمله.. ولكن ذلك التأمل لم يطول عندما جلست على الأريكة الموضوع وقالت ممكن نتكلم شوية
هز رأسه بموافقة وتصنع الجمود مثلها وقال ممكن اعمل فنجان قهوة اشربه عشان أقدر أقعد واتكلم
نظرت له بثبات وردت بنفس الجمود بس أنت عارف إن القهوة ع الريق غلط علي معدتك وأنت معدتك تعبانة
أجابها بحزن ظهر على ملامح وجه الذي شابت في تلك الفترة القصيرة أعواما وأعوام معدتي اتعودت زي ما حياتي كمان اتعودت
ثم استكمل سائلا اعملك معايا قهوة
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت لا
الفصل_العاشر
عاد حاملا قدح القهوة بيده متجها ناحيتها استوقفه هيئتها وهي تجلس ساندة جبهتها بيدها وعلى وجهها علامات الإرهاق اقترب منها وجلس بجوارها على الأريكة ثم وضع القهوة أمامه انتبهت لوجوده فرفعت وجهها تتصنع القوة.
بادرها هو بالحديث قائلا شكلك مجهدة أوي
هزت رأسها بنفي وقالت لا ..أنا كويسة
حمل القهوة وارتشف منها متسائلا إيه سر الزيارة الجميلة دي
رفعت حاجبها بإستنكار وقالت بتتريق يا مراد
وضع القدح أمامه واقترب منها يتأملها بشوق وقال بحنان بتكلم جد والله دا أحلى صباح عليا من يوم مابطلت افتح عيني على جمالك
ارتبكت ياسمين من نظراته وكلماته لها وتنحنحت وقالت بجدية ممكن نتكلم في الموضوع اللي جيالك عشانه
ابتعد قليلا بخيبة ثم نظر أمامه بجمود وقال اتفضلي.. ممكن طبعا
نظرت له ياسمين وقالت ببعض الانكسار أنا بصراحة مكنتش اعرف قد إيه أنت مهم في حياة الولاد غير لما بعدت.. عرفت قد إيه هما محتاجينك غلطت اما
متابعة القراءة