حكاية كاملة ل سهام العدل
المحتويات
على صدره فنهض يفتح خزانة ملابسه خدامة ملاقيش حاجة في البيت ناقصة لا غسل ولا تنضيف ولا أي حاجة مفيش شغل مفيش خروج لأي سبب الباب هقفله بالمفتاح وانا خارج ونفس الوضع وانا داخل ماأنا مش ضامن هتعملي إيه في غيابي ولو ربنا بيحبك مااشوفش وشك القذر ده أدامي عشان ساعتها مااقتلكيش وابرد ڼاري فاهمة
حينها أومأت رأسها بموافقة وقالت بصوت متقطع ف.. فاهمة
حمولها فوقها تشعر بضعف نفسي وجسدي لم تشعر به في حياتها ومع ذلك تحاول ألا تخرج أمامه خوفا من غضبه هي التي كانت تظن أن بعد ماعاشته سابقا لا يخيفها أو يكسرها شئ ولكنها الآن أصبحت تخاف صوت أقدامه حولها في المكان ترتعب من صوته عندما تأتيه مكالمة ويتحدث خارج غرفتها ما زالت أثر صفعاته يؤلمها حتى شعرها لا تستطيع تصفيفه من شدة ألم فروته إثر جذبه تلك الليلة حتى أنه سحبها منه حتى الغرفة الأخرى وألقاها فيها.
تملكها الړعب من هيئته وتلجم لسانها ولم تستطع الرد فاقترب منها بجذبها من شعرها المبعثر حول وجهها بإهمال وقال أما اكلمك تردي عليا وبلاش البرود ده عشان مندمكيش ع اليوم اللي اتولدتي فيه
ازداد من جذب شعرها وجذبه لأعلى حتى رفع وجهها وواجه عينيها وسألها بنبرة مکسورة هو أنتي بتعرفي تتوجعي زي بقية البشر أنتي متعرفيش غير توجعي بس ثم دفعها بقوة على الفراش.
اعتدلت ثم امتلأت عينها بالدموع وهي تنظر لتلك الكسرة التي في عينيه شعرت بقساوة مافعلته في رجل مثله فأخفضت بصرها وقالت بۏجع الدنيا اللي علمتني القسۏة علمتني الأنانية علمتني أدوس على كل اللي في سكتي عشان أوصل للي عايزاه منكرش اني غلطت بس كنت عيلة عندي ١٧ سنة وكنت في مدرسة التمريض بنت زي أي بنت كلي حيوية ونشاط بحب نفسي وبحب الدنيا وكان فيه جمب المستشفي اللي بتدرب فيها سوبر ماركت بشتري منه حاجات انا وصاحباتي واحنا خارجين كان فيه شاب ٢١ سنة كان بيلفت نظري من نظرات الإعجاب اللي في عينيه لما بدأت انشغل بيه لما جه مرة وكلمني وقالي انه بيحبني من أول مرة شوفته فيها وقتها كنت طايرة من الفرح إني لقيت حب وإهتمام أي بنت تتمناهم بادلته نفس الشعور وابتدينا نتكلم كل يوم وانا بقى تفكيري كله فيه طول الوقت لما خلاص بقى دنيتي كلهاوفات على علاقة الحب دي سنة وهو مستني ظروفه تتحسن ويتقدم ويتجوزني لحد ما مرة كنت قاعدة معاه في الماركت وجه عليه زحمة ناس فطلب مني ادخل المخزن الداخلي عشان محدش يتكلم عليا وانا فعلا نفذت كلامه ودخلت المكان اللي قال عليه استناه وبعد شوية جالي وبدأ يسمعني كلام الحب اللي وقعني فيه وبعدها حط مسك ايدي وبدأ يقرب مني وأنا ضعفت وسلمت له نفسي وأما فوقت كانت كل حاجة انتهت وبعدها طلبت منه يتقدم لي وبدأ يتهرب مني لحد ما في مرة زعقت فيه وقولتله اني ھفضحه لو متقدمش ليا عشان يخلصني من وصمة العاړ دي بس زعق فيا وقالي انه مضربنيش على إيدي مشيت وانا خزي الدنيا فيا وبستخبي من الناس وكأن كل واحد شايفني عارف بعملتي السودة دي لحد ما يوم قررت أروح له وأوطي على رجله أبوسها عشان يسترني ويتجوزني بس لقيت أخوه اللي موجود وقالي انه سافر وسايب لي معاه ورقة كاتب لي فيها مش أنا اللي اتجوز واحدة نمت معاها وده كان جزائي من أكتر واحد حبيته ووثقت فيه ومن وقتها وانا مشيت في الدنيا دي چثة من غير قلب ولا روح لحد
ردت عليه بصوت مخټنق بالدموع والله ما وافقت الا اما يئست من حياتي كنت تعبت من نظرات الناس ليا بسبب رفضي كل واحد بيتقدملي وشكهم فيا وتعبت من ذل مرات أبويا في الداخلة والخارجة ملقتش أدامي حل غير كده عارفة اني أنانية وفكرت في نفسي بس
قاطعها قائلا بإشمئزاز رخيصة وغشاشة ومهما قولتي مستحيل حاجة تشفع لك جريمتك ف حقي
يقول بصوت احتد فجأة وأنتي وجودك هنا مجرد وقت ولحد ما الوقت ده يعدي ملقيش غلطة ف أي حاجة وقومي فذي اغسلي هدومي دي ونشفيها واكويها ونضفي أوضتي دي هنزل نص ساعة اطلع الاقي كل حاجة خلصانة فاهمة
أومأت برأسها وقالت حاضر
تركها وخرج من المنزل بينما نهضت هي بتثاقل تدخل غرفته التي كان من المفترض أنها ستجمعهما سويا ولكن بمجرد دخول انكمش جسدها فزعا من ذكرى تلك الليلة الأولى لها في هذا المنزل ولكنها تغلبت على ذلك ودلفت تفتح خزانة ملابسه تجمع المتسخ لتغسله استوقفها رائحة عطره التي تفوح من ملابسه وذلك القميص الذي رأته به يوم أن قابلها ليحدد معها موعد التقدم لوالدها فرت الدموع من عينيها وهي تتذكر البهجة والحيوية والنشاط الذين كانوا يميزوه بخلافه وسامته وجمال ملامحه وما أصبح عليه الآن من شحوب وجه وانطفاء جمال عينيه وانكسارهما وظهور الهالات التي تحيط بها والحزن الذي كسي وجه وأنها السبب في ذلك أخذت الملابس وجلست على الفراش تبكي بشدة فهي ظلمته وظلمت نفسها في تلك العلاقة المؤذية لكليهما وما عليها سوى أن تتحمل غضبه بجميع أشكاله حتى تنتهي تلك الفترة فهي المتسببة فكل ذلك الڠضب والحزن.
تسند رأسها على ظهر مقعد السيارة بإرهاق شديد بعد أسبوع شاق تقضي معظم الوقت في المستشفي مع أختها وقليلا ماتعود إلى منزلها بينما زوجها بجوارها يقود السيارة و يمسك يدها بين الحين والآخر يدعمها لعله يزيل ذلك الإرهاق البادي على ملامحها شددت هي على يده وقالت آسفة يا مراد.. لأني مقصرة في حقك أنت والأولاد اليومين دول
نظر لها مبتسما ثم أعاد النظر إلى الطريق وقال لها ولا يهمك يا حبيبتي أهم حاجة طمنيني على يمني عاملة ايه دلوقتي لأني كنت مستعجل معرفتش انزل أشوفها
ردت عليه هي أخيرا بدأت تتقبل الوضع وتقف على رجليها لأن يوسف محتاج أما يفوق يلاقيها جمبه
تنهد مراد بحزن وقال شئ محزن جدا اللي حصل ليوسف ويمني عندها حق في الحالة اللي عليها لأن حسب كلام الدكاترة الغيبوبة لأجل غير معلوم وكمان الأصعب أنه يفوق ويعرف پوفاة والدته دي صدمة تانية
اعتدلت ياسمين ونظرت له وقالت فعلا ۏفاة أمه صدمة كبيرة بس المهم دلوقتي يفوق عشان الدكاترة تطمن على نجاح العملية
ابتسم لها مراد وقال هيفوق طول مايمني جمبه ومعاه هو كان بيتمني رجوعها وأما يحس بوجودها هيتمسك بالحياة
هزت رأسها بموافقته وقالت فعلا يامراد ويمكن ده كمان سبب عڈاب يمني إنها نفسها أن الزمن يرجع وتعرفه أنها بتحبه ومسامحاه بس دي إرادة ربنا وله في ذلك حكم
وفجأة رن هاتفها فأمسكت بحقيبتها وأخرجته لتجد المتصل آسر ردت عليه بإبتسامة حبيب قلبي عريسنا
أجابها آسر بصوت خاڤت عاملة ايه ياياسمين ومراد والولاد عاملين إيه
شعرت بالقلق من نبرة صوته فأجابته كلنا بخير ياحبيبي.. أنت اللي عامل ايه وسدرة عاملة ايه صوتك ماله كده
تنهد ثم رد عليها محتاج اتكلم معاكي شوية بعيد عن أي حد مخڼوق وعايز اتكلم معاكي
تملك الخۏف منها قلقا عليه فقالت تمام ياحبيبي عشر دقايق وهكون في الأتيليه نقعد سوي شوية ونتكلم
أجابها بهدوء تمام وأنا كمان هروح على هناك على طول وأغلق الخط.
عندما أغلقت الهاتف سألها مراد أتيليه إيه اللي رايحاه إحنا مش رايحين البيت
نظرت له بأسف وقالت معلش يامراد آسر شكله مضايق ومحتاج يتكلم معايا وأنا اوعدك مش هتأخر
زفر مراد ولم يرد عليها وغير اتجاه سير السيارة حتى يوصلها إلى المكان التي تريده وهو في داخله بدأ ينفذ صبره مرة أخرى فلقد عادت في تقصيرها تجاهه وتجاه أولاده وهو يتغاضي عن الكثير حتى لا يختلق المشاكل ولكنه يرى أن الجميع يشاركوه فيها بشكل مبالغ حتى كاد أن ينفجر.
تمسك يده الموصلة بالأسلاك والخراطيم وهي تبكي.. تنظر لرأسه الملفوفة بالضمادات ووجهه الملئ بالخدوش وقلبها ېحترق عليه لم تصدق أن لحظة تفرق في حياتنا وأن كل منا من الممكن أن يفقد عزيز دون أن يخبره كم هو غال عليه كم يحبه ويخشي فقدانه فالدنيا مهما طالت قصيرة وتغدر في لحظة لتحرمنا من أحبة سكنوا قلوبنا وأصرت الحياة
أن تؤلمنا فيهم لم تتوقع يمني أنها من الممكن أن تخسره في لحظة فهي لا تطيق ذلك الفكرة نفسها ټقتلها فكيف ستكون لو كانت حقيقة انحنت يده وتقول من بين دموعها يوسف أرجوك متبعدش عني متسبنيش قوم عشاني مش أنت جيت عندي وطلبت إني أسامحك أنا دلوقتي اللي عندك وبقولك اني مسامحاك وهفضل جمبك طول العمر
متابعة القراءة