مديري الوسيم
المحتويات
يوم حنة جمال وفتون الذي
شهد احتفال ضخم في المنطقة الساكن بها حيث
الذبائح التي تم توزيعها على الفقراء واهل الحي
اصبحت المنطقة مبتهجة لعرس جمال فكان الجميع
على قدم وساق و كان جمال يرحب بضيوفه وهو يرتدي جلباب جعلته اكثر وسامة
اقترب منه احد الصبيان الصغار ومال على اذنه وقال
الست والدتك بتقولك الوقت اتاخر ولازم تروح بيت العروسة علشان الناس هناك بيسالوا عليك
روح قولها خمس دقايق وهحصلها على هناك
في منزل العروس كانت الفتيات يترقصن على احدي الاغانى الشعبية الخاصة بالاعراس
بينما كانت العروس تبحث بعيناها عن شخص واحد تنتظره على احر من الجمر لم تخفض بصرها عن الباب إلا حين وجدته يدلف من باب منزلها بهيبته الجميلة
اما هو تاه في بحر عيناها التي كانت كالسحر جمالها
اللون الوردي وبعض المجوهرات الهندية التي زينت
عنقها و زرعيها شعرها المنسدل على كتفيها يصل إلى
منتصف ظهرها جعلها تفتن العقل والقلب اخيرا
استطاع ابعاد انظاره عنها و هو ينظر حوله فكل
الحاضرين من النساء حمحم بحرج وسار في اتجاه
عروسته و جلس بجوارها على المقعد الموجود في
مبروك يا فتون
توترت وجنتها وردت بخجل
الله يبارك فيك
مازال على حاله لا يتحدث معاها فقط ينظر إليها ولا يعيرها ادني اهتمام اصبح يعاملها بجفاء وكلما نظرت إليه يشيح بصره عنها كأنه لا يريدها على اي شيء يعاقبها هل اخطأت حين تجنبت المشاكل هل اخطأت في تنازلها عن حقها تري اي ارتكبت في حقه من اجل هذا الجفاء
الليل ها هي تنتظره يخرج من شقته إلى عمله الليلي لن تتركه حتى يتحدث معاها فأن كان لا يريدها فسوف تنهي هذه العلاقة وتريحه سمعت صوت باب شقته يغلق معلن خروجه فأسرعت هي الاخري وفتحت باب شقتها ونادت عليه بصوتها
عمار ممكن دقيقة
التفتت لها پغضب وقال
انتي ايه الي خرجك برة شقتك في الوقت ده
لازم نتكلم شوية
عمار بحدة
الكلام يتأجل للصبح متخرجيش بره الشقة تاني في وقت متأخر فاهمة
مرام بحزن وألم من نبرة حديثه
هو انت مديني فرصة اتكلم معاك ده انا بقالي 20 يوم بحاول اكلمك وانت مبتردش عليا بتعاقبني على شئ عملته بحسن نية طيب ليه كل ده
عمار بهدوء مستفز
علشان انتي بنفسك قولتي انك حرة في حياتك علشان شفتي حبي ليكي
مرام وقد اوشكت على البكاء
مكنش قصدي كنت خاېفه عليك مش هتحمل اكون سبب مشاكل جديدة ويوم خناقة معتز انا كنت مضايقة منك
عمار
ادخلي دلوقتى البيت وبكرا هعدي عليكي اخدك من الشغل ونتكلم
مرام پغضب
لا هنتكلم دلوقتى مفيش بكرا لازم تضع حل وتسامحني فاهم او انك
عمار بتساؤل
او ايه كملي يا مرام سكتي ليه
مرام بشئ من التردد
او انك عايز تنهي علاقتي بيك ولو متكلمناش دلوقتي هعتبر الي بنا انتهى يا عمار
قولتي ايه عيدي تاني علشان مسمعتش كويس
دنا منها أكثر و قال پغضب
مش هبعد ومش هسمحلك تبعدي لان ببساطة انتي ملكي انتي جزء مني مينفعش يبعد
متحوليش تبعدي علشان مش بمزاجك
ترك البناية بأكملها وغادر إلى عمله وهو يحاول جاهدا ان يشغل تفكيره بعيدا عنها
بينما كان حال سمر استقر قليلا نعم لا تخرج من غرفتها ولكن وجدت راحتها في هذه العزلة ربم كلامن يحتاج إلى ان يواجه نفسه واخطائه بعيدا عن دوشه بعض الناس
في الصباح انصرفت مرام إلى عملها وبدأت تتابعه بدون رغبه كأنها مجردة من روحها كان جالسه امام الحاسوب الشخصي شاردة به إلى ان استمعت صوت ربما تعرفه جيدا
ممكن تقومي معايا
نظرت
إلى صاحب الصوت بشئ من الصدمة وهي تغلق عيناها عدت مرات معتقدة انه خيال ولكن هو بالفعل هنا
اعاد جملته ثانيا وقال
ممكن تقومي معايا
مرام وهي مازالت على حالها
اجي معاك فين هو انت هنا بجد
وضع يده بين خصلات شعره وهو يمررها به فهي ستضيع له وقته فلم يفكر كثيرا بل دنا منها وحملها بين يديه وسط ذهولها
التام و تها المتتالية وهي تضربه بصدره بكلتا يديها
عمار نزلني احنا رايحين فين يا عمار انت هتعمل فيا ايه نزلني ياغبي انا بكرهك نزلني
نظر إليها بحدة وڠضب
شكلك وحشك العقاپ بتاع امبارح
هنا احمرت وجنتها پغضب مكتوم وهي تضع يدها على فمها خوفا من ان يعيد فعلته مرة أخرى
خرج بها وسط نظرات الموظفين والامن الذي كاد أن يمنعه ولكن اشار إليهم معتز بعدما خرج على صوت صرخات مرام
تقدم من السيارة و وضعها بها بجوار كرسي السائق ثم استقل الاخر بدوره
وبعد نصف ساعة تقريبا ترجل من سيارته بهدوء واتجه صوب باب السيارة وقام بفتح الباب لها وهو ينظر إليها بحدة وقال
اتفضلي انزلي
نظرت اليه بعدما اهتمام وقالت
مش هنزل يا عمار هي بالعافية
تنهد بثقل ومد يدها واخرجها بالقوة وهو يقول
لم اكلمك تسمعى الكلام فاهمة
اردت الاعتراض ولكن لم يتيح لها الفرصة جذبها خلفه وهو يتجه صوب احد المطاعم المطلة على النيل نظرت حولها بشرود تام و داخلها الف سؤال و سؤال لا تعرف لهم اجابة
فاقت حينما ترك يدها ولم تعد تري امامها سوي الظلام في ارجاء المكان كانت تستمع إلى بعض الاصوات الخاڤتة وهي لا تستطيع أن تري احد من شدة الظلام
وعلى حين غفلة بدأت بقعة ضوء هادئه تنير المكان إلى أن توسطت تلك البقعة فوقها للحظة شعرت بالخۏف الرهبة و لكن كيف لها تخاف و ها هو يقف على المنصة و الضوء مسلط فوقه وهو يشير إليها يطمئن قلبها انه بجوارها
الي ان خرج صوته وقال
انا الليلة دي حابب اعرفكم على البنت الي واقفة هناك دي هي خطيبتي وحبيبتي وبنتي و صحابتي دي الي معاها لاقيت نفسي حسيت بالامان و مستعد ادفع عمري كل علشانها جبتها النهاردة علشان اصالحها لاني زعلتها امبارح و كانت اول مرة اشوفها خاېفة مني و اكون سبب دموعها انا اسف يا احلي بنوتة في الدنيا
بس انا مش عايزك تخافي طول ما انا معاكي مستحيل ابعد عنك طول ما قلبي ده بيدق لانه ببساطة عايش بيكي انتي مستعد ابعد عن الدنيا كلها علشان في النهاية
يكون ملجأ ليا لم اتعب تكوني سندي ولم الدنيا كلها تكون ضدي تكوني انتي الوحيدة الي اترمي في بأختصار انتي الداء وفي نفس الوقت الدواء ليا مفيش حاجه في الدنيا تساوى نظرة عينك انتي فاهمة
دموعها تنساب وهي تهز رأسها بالموافقة على ما تفوه به تلك السعادة التي زرعها داخل قلبها لم تحلم بها يوما
ها هي الانوار تنير المكان بأكمله وهي تري
بعض صورها مكبره بشكل اروع ما يكون معلقة على جدار المطعم وأسفل كل صورة كتب عليها كل عام وانتي حبيبتي هنا تذكرت فاليوم عيد ميلادها نظرت إليه وجدته يبتسم بسعادة و بيده مكبر الصوت بدأيقترب منها بهدوء وهو يردد تلك الكلمات وسط انظار الحاضرين
فرحة عمري جتلي لحد عندي خلاص يا ناس عشقها بقيت
شايفها ملاك منور لي السما
فيها طيبة الدنيا وفيها كمية احساس وبحلم اعيش معاها لحد مليون سنة
اميرة في قلبي ملكتني خلاص مشاعرها شدتني وخطفت
روحي وخدتني لدنيا بعيدة وياها بغمض عيني وبشوفها
في كل طيبتها و كسوفها في ايديها و كفوفها دي راحة الدنيا بلقاها
اصبح امامها شعرت بعيناه تتوغل بداخلها وهو يرفع يدها
لم يكن منها إلا انها ارتمت بين
ليكمل باقي كلامته وهو يطوف بها على انغامه
صفق الحضور بقوة والجميع غمرتهم السعادة
كان هناك من يتابعهم في من بعيد بنظرات شيطانية وهو يتحدث على الهاتف
اجهزوا الليلة هنفذ مش عايز غلطة واحدة
تري ماذا سيحدث في هذه الليلة هل ستنتهي بحب كما بدات ام ان السعادة ستتحول إلى كابوس فوق راس الجميع تري سيكتمل زفاف جمال
وماذا سيكون مصير سمر
هل سينجح مخطط امجد في الاوقع بأبنه حتى ېحطم قصة حبه
الحلقة الرابعة والعشرين
ارتدي جمال ملابسه المكونة من بذلة سوداء اسفلها قميص ابيض و كرافت من اللون الاسود ثم وضع عطره المفضل وهو ينظر إلى هيئته بسخرية تمني ان يأتى هذا اليوم سريعا ولكن لم يتخيل ان يكون لغيرها تنهد بثقل وهو يغمغم
عمري ما اتمنيت حد غيرك من الدنيا دي انتي الوحيدة الي كنتي قادرة تغيريني كنتي قادرة تخلي قلبي يدق مجرد ما المحك
شعر بيد ترتب على كتفه فألتفت ليعلم من يكون ولكن لم يتوقع أن تكون هي لا هذا خيال ليست هي انما هذا وهم هي ليست هنا ولكن حين ابتسمت عيناها وتحدثت سلبته عقله ليغيب بين نظراتها وضحكاتها وهي تقول امممممم تعرف ان شكلك حلوا في البدلة
ثم رفعت
كفها وتحسست وجهه و اقتربت منه وهمست بأنفاسها الحارة
أنت الوحيد الي حبني بصدق سامحني يا جمال سامحني علشان ترتاح انا عارفه انك زعلان ومكسور مني بس انت بتحبني صح انت مسامحني صح
اغمض عيناه لا يعلم بم يشعر دقات قلبه تقرع مثل الطبول انفاسها واقترابها منه انساه الدنيا بما فيها
نظر إلى وجهها وعلى وجهه ابتسامة صادقة وقال
مسامحك يا سمر مش زعلان منك بس كنت موجوع اوي
بادلته الابتسامة وهي تنظر إليه و هتفت بخفوت
ربنا قادر يبدل حالك ويجبر كسرة قلبك ارمي حمولك عليه ومش هتلاقي احن منه عليك انسي الي فات وكمل حياتك مش هتقف على حد ان اتوجعت النهاردة وعينك دمعت بكرا وحزنت سنة مفيش حاجه هتتحل غير انك هتكون كئيب دايما ربنا مبيرضاش بالظلم وانت بتظلم نفسك قرب من ربنا وانسى اي حد يشغلك عنه علشان هو احن عليك من اي حد كلامي ده يمكن ميفرقش معاك وتعتبره هامش بس بجد بتمنالك الخير وان ربنا يوفقك في شغلك وحياتك الجاية واكيد الي جاي احسن ربنا كبير و لوو ظلمتك حقك هيرجعلك ربنا مبينساش حد قرب منه وصفي قلبك ولم تقراء سورة يوسف اعرف انها بدأت بحلم وانتهت بحقيقة ولم تفتكرني بعد سنين جاية ابقا اضحك وقول هو انا كنت غبي علشان احبها دي متستاهلش حبي دي كانت فترة غباء وعدت اكيد وقتها هيكون معاك انسانة احسن مني حافظ عليها وخلي بالك منها وابقي ادعيلي لم تفتكرني وصدقني
الۏجع الي في قلبك هيروح زعلك مني وكسرتك هتنتهي لان الايام الجاية هتكون كلها ليك امسك في الفرحة الي ربنا رزقك بيها وخلي بالك منها علشان هي الي هتسعدك
كانت تتحدث وانفاسها تصيبه بالهلع والجنون فما كان منه الا انه
إنحني نحوها ببطء ممسكا كتفيها بكلتا يداه وهو ينظر إليها بعشق وقد توترت
متابعة القراءة