رواية المطارد بقلم امل نصر
المحتويات
.
خلاص يامحمد انزل بقى وكفاية .
هتف بها صالح پخوف وهو واقف اسفل الشجرة التي صعدها محمد والذي هتف مرددا لصالح
ياعم اهدى بقولك شوية تاني ونازل .
زفر صالح بقلة حيلة قائلا له .
ياحبيبي كفاية اللي جنيتهم دول حلوين قوي يابني انزل لغصن الشجرة يميل بك وتقع .
يعني كدة مثلا .
لوح بجسده محمد بدعابة ثقيلة جعل الخۏف يزلزل قلب صالح قبل ان يستدرك مزاحه فهتف ساخطا وهو يبتعد بجسده عنه معترضا
معلش متزعلش منه دا عيل برضوا ومش فاههم .
التفتت مجفلا على صوتها فتبدد غضبه العاصف وكأنه لم يحدث وهو يرى تهادي خطواتها الرقيقة وهي اتية نحوه بصنية عليها كوبان من العصير فقال لها
انا عمري ماازعل منه انا زعلي بس خوف عليه .
القت نظرة محذرة نحو محمد قبل أن ترد قائلة
تناول منها الكوب الزجاجي الكبير الممتلئ بالعصير وقال ممازحا
طب انت جايبة
كوباتين ليكون حسبتي محمد معايا دا راجل مشغول ومش فاضي .
مين دا اللي مشغول .
هتف بها محمد وهو يحاول النزول متمسكا بفروع الشجرة وقال متابعا نحو شقيقته التي كانت تضحك
هزت شقيقته رأسها شقيقته بالرفض
لا مش هنزلك وخليك انت عالشجرة بقى شوف مين اللي هاينزلك بعد ما زعلت صالح منك
التفتت محمد نحو صالح برجاء فادعي الاخر غضبه منه واشاح بوجهه عنه فهتف محمد
طب وحياة غلاوتي عندك ياشيخ لتنزلني وماتسمع كلام البت دي .
معلش بقى مضطر اتنازل دا حلفني بغلاوته .
انزله على الأرض واننطلق محمد نحو شقيقته يختطف منها كوب العصير ليرتشفه بسعادة مهللا
الله على المنجة الحلوة ياناس.
بالهنا ياسيدي .
اردفت بها يمنى وهي تنظر له بدهشة ومعها صالح هو الاخر و الذي خاطبها قائلا
قول عليه زيك ما انت كمان من ساعة ابويا مافتحلك باب الجنينة وانت بقيت لابد ليل نهار فيها .
قالت يمنى فانشق ثغره بابتسامة سعيدة يردف
مسجون وانفتح له باب يطل منه على الدنيا يتفرج على طرح الأرض وخضار الطبيعية وهواها اللي ينعش الروح ...
ويرد روحه برؤية الوجه الحسن يبقى اقعد في اؤضتي ليه واحرم نفسي من دا كله
تلجلجت وهي لا تعلم بماذا ترد على كلماته الجميلة وغزله الصريح لها فقالت مرتبكة
تقصد مين بالوجه الحسن
مط شفتيه قائلا بمغزى
والله انت عارفة كويس قوي انا اقصد مين بالوجه الحسن .
تورد وجهها وهي تتناول كوب العصير الفارغ من يده تود الهروب من امامه بخجل جعل اطرافها ترتعش من فرط ارتباكها ولكنها اجفلت منتفضة على صيحة جهورية من والدها وهو يدلف لداخل الحديقة مسرعا
عندي ليك خبر بمليون جنيه ياصالح .
انتفض هو الاخر على صيحة الرجل بعد ان افاقه من شروده بمحبوبته وخجلها الذي يفعل بقلبه الافاعيل فردد له بتلعثم
مممليون جنيه ! ليه هو انت هاتقولي ايه بالظبط .
توقفت يمنى وهي تشاهد ابيها وهو يقف امام صالح يشير له الهاتف قائلا
اتفضل واسمع بنفسك عشان تصدق .
تناول صالح الهاتف يرد على المتصل بعدم فهم فوصله صوت الرجل العجوز
الوو ياصالح انا عمك فضل .
ردد قاطبا
اهلا ياعمي في ايه عندك .
وصله صوت الرجل قائلا
في ان عرفت ميعاد خروج اختك من القصر بكرة وجيبت عنوان الدكتور اللي ريحاله يعني بإذن المولى تقدر تشوفها ياولدي .
ارتجف قلبه بداخل صدره من مجرد الفكرة فردد بصوت مهزوز للرجل
بتتكلم جد ياعم فضل اوعي تكون بتكدب والنبي دا انا كنت اموت فيها لو طلع امل كداب .
جاء صوت الرجل بضحكة ودودة قائلا
بعد الشړ عليك يا ولدي من المۏت هاتصدق بنفسك بكرة لما تشوفها بعينك وتضمها لصدرك .
تأوه صالح بحړقة اشتياقا للقاء شقيقته فلم يستطع للمتابعة ونزل جالسا على الارض بعد ان خذلته اقدامه من الفرحة تناول عنه سالم الهاتف وفور أن انهى المكالمة مع العم فضل ربت بكفه على ظهر صالح قائلا بدعم
اصحى كدة واقف على رجلك دا مش وقت صدمة ولا قعاد على الأرض.
رفع انظاره الى سالم قائلا بانتباه بعد أن استفاق ذهنه
انا فرحت قوي ياعم سالم على اساس اني هاشوفها صح بس انا دلوك مش عارف دا هايبقى ازاي وهي متحاصرة منيهم دا غير انها ممكن ماتعرفنيش اساسا .
جلس سالم بجواره على الارض يخاطبه قائلا
ماتشلش هم دلوك العبد في التفكير والرب قي التدبير .
رد صالح بنبرة محبطة
ونعم بالله ياعم سالم بس برضوا الموضوع دا كبير قوي اصل انا عارفهم الجماعة دول مابيمشوش غير برجالة الحراسة ودول الواحد فيهم قد الباب لوحده يبقى هانعدي منهم ازاي بس ونوصلها دا بينه حلم ومستحيل هو
متابعة القراءة