مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
المحتويات
على كفها قائلة
خاېفة عليا اموت زى عمو محمود اطمنى ايلينا انا حالتى مستقرة
مسحت ايلينا على شعرها قائلة
بعد الشړ عليكى يا حبيبتى انا مبقاش ليا غيرك خلاص
احتضنتها صوفيا في حب وهي تتمتم
ايلينا بطلى تخافى سيبك قلبك يفرح وبس
وأفلتت نفسها من بين ذراعيها وهي تجمع شعرها برباط احتفظت به حول معصمها وقالت
اومأت ايلينا برأسها بينما أخذت صوفيا هاتفها من على المنضدة وهى تنظر له فى اهتمام قبل ان تفتح الباب لتتحرك الى الحديقة
اخذت تنظر الى هاتفها فى انتظار مكالمتها الهامة وبينما هى على ذلك سمعت صوت آيتن وهى تتحدث فى هاتفها لم تقصد ان تتجسس عليها مطلقا ولكن ماسمعته جعلها تتسمر فى مكانها ولا تقوى على الحراك حتى أنهت الأخرى المكالمة فالتفتت لتجدها خلفها لتنتفض فى ذعر
حكت صوفيا جبهتها بيدها وقالت فى توتر
ايتن انا مكنش قصدى اسمعك انا كنت بتمشى و قاطعتها ايتن وهى تشير بكفها
وأضافت وهى تشيح بوجهها وتتنفس فى عمق
أنا أصلا محتاجة حد اتكلم معاه واعتقد أن أكتر حد ممكن يفهمني هو انتي
اقتربت منها صوفيا وامسكت بكفها فى ود قائلة
وانا هسمعك يا ايتن
نظرت ايتن اليها مطولا قبل أن تهتف في شجاعة لا تعرف من أين اكتسبتها
انا بحبه يا صوفيا
ده اللى سمعته بس حسام
هزت ايتن رأسها وأجابتها فى حزن
حسام يبقى ابن عمى وبعزه بس هما فرضوه عليا ومش قادرة حتى اتقبله عمرى ما تخيلت انى ارتبط بيه مفيهوش اى حاجة من صورة فارس الاحلام اللى فى دماغى
هزت صوفيا كتفيها قائلة فى بساطة
ابتسمت ايتن فى سخرية وهي تنظر للفراغ أمامها
بابا مادام قرر يبقى لازم ننفذ حسام مبيقدرش يكسر لبابا كلمة حتى لو انا قلتلته انى انا مش عايزاه
تراجعت صوفيا وهي تستنكر منطقها فتركت يدها وقالت في وضوح
بس حسام مش بيتجوزك عشان باباكى حسام بيحبك فعلا انا لاحظت ده من نظراته وطريقة معاملته ليكى
يووووووه انتى هتتكلمى زيهم
بسطت صوفيا كفيها امامها قائلة
طب خلاص بالنسبة للتاني انتى متأكدة انه بيحبك فعلا
ردت ايتن في سرعة حاسمة
طبعا بيحبنى هوا قالى واعترفلى بده
ضحكت صوفيا للحظات قبل أن تقول
ومن امتى الحب بقا بالكلام يا ايتن
قطبت ايتن حاجبيها في حيرة وسألتها
قصدك ايه
مطت صوفيا شفتيها قائلة
قصدى انه مادام بيحبك فعلا ليه مجاش يتكلم مع باباكى ليه سابك تتخطبى لحسام
ردت ايتن وهى تلوح بيديها فى تلعثم
هوا ظروفه مش مناسبة دلوقتى
مررت صوفيا يدها في شعرها لتتجاوز حنقها من تلك الايتن البلهاء وقالت
وهتبقى مناسبة امتى لما تتجوزى حسام ايتن اللى بيحصل ده غلط فى حق حسام وحق نفسك قبله حسام بيحبك وميستاهلش منك الخېانة ابدا
تراجعت ايتن من هول الكلمة واحمرت عيناها ڠضبا وهتفت فى حنق واستنكار
خېانة صوفيا حاسبى على كلامك انا مخونتش حد هما اجبرونى وانا عمرى ما هكمل فى التمثيليه السخيفة دى ومش هتجوز واحد وانا قلبى مع غيره وانسحبت من امام صوفيا فى ڠضب وقبل ان تغادر التفتت لها لتضيف
ودى اخر مرة صوفيا تتدخلى فى حاجة متخصكيش انتى فى البيت ده مجرد ضيفة يا ريت متنسيش ده
احتقن وجه صوفيا فى حرج وندمت على انها تدخلت فى الأمر من الاساس ايتن فى النهاية ليست طفلة هى فى التاسعة عشر من العمر وتعرف جيدا كيف تتصرف ولكنها فى النهاية شقيقة زين رفض عقلها ان تراها فى دائرة الخظر دون ان تتدخل ولكن ماذا بيدها لتفعل اكثر مما فعلت فجأة رن جرس هاتفها فطالعته بابتسامة وهى تنظر تجاه بوابه الحديقة لتراه يضع هاتفه على اذنه وهو يتحدث مع حارس المنزل الذى يبدو انه يعارض دخوله اقتربت قليلا وهى تقول للحارس
سيبه يا عم عطية ده جاى عشانا
تركه الحارس يدلف
الى المكان فهتف فى سعادة وهو يقترب منها
صوفيا
ابتسمت وهى تنظر الى ذلك الشاب طويل القامة عريض المنكبين قائلة
حمدلله ع السلامة ريان
مش تعرفينا
اه معلش ده ريان
وأشارت اليه قائلة
وده زين
راقبته بابتسامة واسعة وهو يرحل بخطوته المتوترة الساخطة وأخيرا قد رأت الغيرة فى عينيه
انتبهت على صوت ريان يسألها في اهتمام
ها صوفيا فين ايلينا
تنهدت طويلا قبل أن تخبره في حذر
هتشوفها ريان بس بلاش مشاكل من فضلك أنت وعدتني هتتكلم معاها وبس
أفرغ غضبه فى كتبه المتراصة بنظام على مكتبه
تصبب عرقا وهو يتخيل ريان هذا الآن
كانت تحاول مقاومة ألمها في يأس حين دلفت صوفيا الى غرفتها واخبرتها بوجود ضيف يرغب فى مقابلتها نهضت فى تعب وارتدت حجابها لتخرج وتصعق بريان أمامها بدلت النظر بينه وبين صوفيا وهتفت فى ڠضب انت اللى ادتيلو العنوان صح
تنحنحت صوفيا وهى تعبث فى خصيلات شعرها كعادتها ان توترت لتتهرب من الاجابة فرد ريان نيابة عنها
البقية فى حياتك ايلينا
زمرت ايلينا شفتيها قائلة في ضيق واضح
ريان اتفضل من هنا دلوقتى انا مش عارفة اذا كانت صوفيا قالتلك ولا لا انى حاليا متجوزة
اقترب منها هامسا فى حزن
ايوة ايلينا ليه استعجلتى ومدتنيش فرصة انتى عارفة كويس قد ايه ب
قاطعته ايلينا فى شراسة
بلاش الكلام ده احنا انتهينا خلاص ومن زمان وميصحش وجودك هنا دلوقتى يا ريت تتفضل
تردد للحظات ولكن في النهاية طرح سؤاله
بتحبيه يا ايلينا
ردت وهى تمسك بجنبها الذى اصبح المه لايحتمل
حاجة متخصكش ولا ليك الحق انك تسأل عنها ااااااه
تأوهت هذه المرة فى ألم وهى تغمض عينيها تكاد تعتصرها
وتضغط على شفتيها بقوة تكاد تدميها
ومالت للأمام تكاد تسقط ارضا
اقتربت صوفيا بسرعة وركعت أرضا أمامها وهى تهتف فى هلع
ايلينا مالك
ردت وهى تحيط بطنها بكفيها في ألم واضح
مش قادرة صوفيا بطني ااااااه
هتفت صوفيا بريان الذى ركع أرضا بدوره
هو انت مش دكتور متعمل حاجة يا ريان
اقترب ليفحصها فابعدت يده عنها فى عڼف ليهتف مسرعا
لازم تروح المستشفى اكيد موضوع الحصوة رجعت تتكون تانى لازم نعملها سونار عارفة اقرب مستشفى هنا
هزت صوفيا رأسها قائلة
هخلى زين يودينا
لم تستطع ايلينا من الألم ان ټقاومه وهو يحملها بين ذراعيه فجأة و يهتف
بسرعة يا صوفيا اندهيه
خرجت صوفيا بسرعة وتبعها ريان الى الحديقة وقبل أن تخرج هاتفها لتتحدث الى زين تفاجئت بيوسف أمامهم يوسف البدرى يرى ايلينا ورجل غيره يحملها بين ذراعيه مارأته صوفيا فى عيني زين لم يكن شيئا مطلقا أمام الحمم البركانية والأعاصير وكل الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية فى عيني يوسف تراجعت وهى تشعر أن الأمر انقلب تماما ولن يقتصر على غيرة تعمدت تحريكها فى نفسه لن يعطها يوسف وجه الحب الذي أرادت بل أحيانا يكون القټل من وجوه الحب فمن الحب ماقتل
الفصل الثاني عشر
الفصل الثاني عشر
أخذ يقطع ممر المشفى جيئة وذهابا وهو يضرب كفه في قبضته بتوتر بالغ
تابعته صوفيا وهو على هذه الحال ولم يعد لديها أدنى شك أنه يعشق ايلينا وأن صديقتها بعنادها فى طريقها لخسارة حب عمرها ولاحقا ستندم فى وقت لن يكن للندم فيه أدنى فائدة
ابتسمت لنجاح خطتها التي استغلت فيها ريان حين استدعته وأخبرته بمكان ايلينا التي طالما ألح عليها لتخبره به استخدمته كوخزة بسيطة ولم تكن تعرف أنها كافية للغاية لجعل يوسف ېصرخ غيرة
غيرة كادت أن ټحرق القصر بمن فيه وهو يراها بين ذراعي ريان يحملها ولولا أنها أخبرته بالأمر بسرعة ولولا مرض ايلينا وتأوهها لارتكب چريمة
تذكرت كيف اختطفها من ذراعي ريان في عڼف وتقريبا طرده من المكان مع نظرة ڼارية محذرة من مجرد الاقتراب من جديد
تذكرت كيف تلاشى
كل هذا الڠضب فى لحظة وهو ينظر الى ايلينا التى تتلوى فى ألم ليحتل القلق كل ذرة من كيانه وهو يحملها وېصرخ بكل من فى المشفى باحثا عن طبيب
تذكرت كيف وضعها على سرير الفحص وهى غائبة بألمها عن الوعى تقريبا وكيف قبل أناملها فى رقة بالغة وهو يمسح على رأسها ليطبع على جبينها قبلة أكثر رقة ويهمس فى قلق
هتبقى كويسة يا حبيبتي ان شاء الله
نعم سمعته يناديها حبيبتي خرجت منه دون وعي أو ترتيب خرجت من رجل يرى حبيبته تتألم فلم يعد لحسابات العقل والمنطق أي وجود حينها
تأملت الجميع الذين أتو مهرولين خلفهم باحثة عن لقاء يجمعها بنظرات زين مجددا بعد لقاء قصير غاضب زهد بعده عن النظر اليها تماما
هي تعرف جيدا ما يفكر به وستشرح له كل شىء فى وقته
فقدت الأمل في التفاته لها فانتقلت بنظراتها الى ايتن التي كانت تعبث فى هاتفها كالعادة وكأنها تراسل شخصا ما بينما يتابعها حسام من بعيد كعادته لا يرى فى الوجود غيرها فى أي مكان تكون فيه أيا كانت الظروف مسكين هذا الشاب أي قدر تعس ألقى بحبه الى مصير مظلم كمصيره مع أيتن
نظرت مجددا الى يوسف لتبتسم وهي تنهض لتضع لمساتها الأخيرة الى خطتها
وقفت أمامه وتظاهرت بالاحباط قائلة
أنا قلقانة اوى يا يوسف كدة مش هنقدر نسافر
نظر لها في اهتمام وسألها في ترقب
تسافرو مين اللى هيسافر
انا وايليناوعلي هيا كانت هتقولك بس للأسف تعبت
أشاح بوجهه للحظات عاد بعدها يسألها مجددا في حذر
زيارة سريعة وراجعين يعنى
هزت رأسها نافية في قوة أرادت بها التلاعب بأعصابه
لا مسافرين على طول راجعين باريس تانى
رفع حاجبيه في دهشة واختطف نظرة سريعة الى حجرة الكشف حيث ترقد ايلينا قبل أن يتحرك حاجبيه لينعقدا في ڠضب
ازاي بقا ان شاء الله الهانم ناسية أنها متجوزة
تنحنحت صوفيا متظاهرة بالارتباك
قالتلي انكو هتنفصلو
مال اليها في دهشة وتمتم متسائلا في تلعثم
ننفصل
ازدرد لعابه بصعوبة وصدى الكلمة يتردد في داخله لم يكن يعلم أنها ستكون مفزعة الى هذا الحد انفصال!! فراق بلاعودة!!! كل المرادفات مرهقة پألم يتذوقه لأول مرة تمالك نفسه وأحكم على نبرته المتلعثمة بأقوى تماسك امتلكه ليخبرها في حزم
مفيش انفصال ولا سفر ولا كلام فارغ من ده كله
ابتسمت وهي تعقد ذراعيها وقد قررت أن تسلك معه الطريق المستقيم دون أي مرواغة فقد حصلت على ماتريد وأكثر قلقه وارتباكه اجابة أكثر من نموذجية لم تعد بعدها بحاجة الى أي تعبير ينفي أو يثبت
انت مش عايز تطلقها يا يوسف مش عايزها تسافر وأضافت وهي تميل اليه
بتحبها يا يوسف
اتسعت عيناه في دهشة من جرأتها أذهله أكثر قدرة فتاة في مثل عمرها الصغير على مواجهته ليقف أمامها كطفل نسي أداء واجبه الدراسي
متابعة القراءة