مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
الجميع بعدها متحججة بعملها فى احدى المحافظات النائية ولم يسمع أحد عنها شىء منذ هذا الحين
اما من كان سببا فى دمار كل شىء بداخلها منصور التهامى فقد ماټ بجرعة زائدة من المخدر الذى كان يتعاطاه
ابتسامة حالمة زينت ثغرها وهى تراقب ادم يقترب من الصغيرة ليحملها بين ذراعيه مداعبا اياها فى رفق بينما استغل زين مراقبة صوفيا لهما وطبع قبلة سريعة على وجنتها لتتسع عيناها فى دهشة بينما يشدو علي على نغمات العود
حاسس انى لاول مرة بشوفك
وانى بشوفك من اول لحظة فى عمرى
حاسس انى يمامة بتشرب فى كفوفك
وانك شجرة وضلة ومية بتجرى
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك امى
مش عارف ليه
نظرة اخرى الى ملك وخالد
تنازلت ايلينا للأخير عن ادارة كل شىء فى مجموعة عزام بمجرد ان استعاد عافيته بعد الحاډث اما ابيه فقد اعتزل الجميع حين أدرك اخيرا ان اطماعه لم يعد لها طائل بعد الان
تعالى صوت على العذب من جديد مع انغام العود الخاص به
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك امى
على راحتى معاكى وكأنك من دمى
مش عارف ليه
ضيقت ايلينا عينيها وهى تنظر الى حسام الذى كان يبحث عن ايتن بعينيه وحين لم يجدها تحرك باتجاه الحديقة فهو شبه متأكد انها هناك فالطبيعة قد اصبحت رفيقتها طيلة فترة غيابه ولم يكن لديها سواها لتبثها سخطها على قسۏة حبيبها وجفائه فبعد ماحدث قرر السفر الى الخارج وصفى كل اعماله ليعود فقط منذ اسبوعين
تحملت صدماته وتعذبت بحبه لسنوات هجرها فيها بقسۏة وحملها اوزار كل هذا العالم
الغفران الان قد اصبح من حقها هى منحه من عدمه فحسام قد جرحها بشتى الطرق
ارتبط بغيرها وهجرها وقسا عليها والان يعود فهل تراها تغفر
ناداها فى هدوء وقد وقفت موليه اياه ظهرها
ابتسمت فى حزن او ربما عتاب وهى تزيح ناظريها عنه قائلة
حمدلله ع السلامة
تنهد وهو ينظر الى ماتبقى من ايتن القديمة لا يعلم الى أيهما يحتاج ويشتاق الان الى تلك الفتاة الناضجة في كل شيء أمامه أم تلك الطفلة التي عشقها منذ نعومة اظافره
هزت كتفيها تجيبه بما طرأ على بالها
عايشة يا حسام بشتغل وناجحة تقدر تقول كويسة
اقترب خطوة تأملها فيها أكثر وأكثرلينطلق لسانه يردد بمكنون قلبه وكأن عقله لم يعد عليه سلطان
وحشتيني!!
رفعت ناظريها اليه
رأت فيهما حسام العاشق القديم ولكن عشقه هذه المرة لم يكن خجولا مترددا بل يصدح بوجوده ويصر أن يجد له مكان
منذ أن عاد وهو يحاول أن يتحدث معها بشتى الطرق وهي تفر من مواجهته
تشعر أنها أجبن الان من اتخاذ أي قرار
أغمضت عينيها للحظات قبل ان تهمس في ألم
مبقاش ينفع خلاص
وعضت على شفتها لتطلق سراح دمعتها وهى تواصل في مرارة
انت عاقبتنى بذنب كل حد غلط فى حقك عاقبتنى بذنب والدتك واختك وذنبى عاقبتنى بكل طريقة يا حسام ولسنين طويلة انت حتى كنت تعرف انك قاسى اوى كدة خلاص يا حسام مبقاش فى قلبى جزء سليم لچرح جديد منك
اقترب خطوة اخرى المته نبرتها فمد كفه ليحتوى كفها بين يديه
انا عارف انى قسيت عليكى كتير كان ڠصب عنى جرحتك بنفس حجم الچرح اللى جوايا ايتن انا يوم ماقررت انسى كل حاجة اتفاجئت باللى ميقدرش انسان طبيعى يتحمله اتفاجئت بحقايق مش قادر لحد دلوقتى استوعبها كنت مڼهار كان لازم ابعد لو كنت ارتبطت بيكى باى شكل او حتى فضلت فى البلد دى كان ممكن ااذيكى يا ايتن كان لازم ابعد بعدت لحد ما هديت ومرجعنيش البلد دى غير حبك انتى وبس
ارتعد كفها بين يديه فسحبته وهي تتمعن بعينيه تسأله بوضوح
وحبك ده هيقدر يقاوم الحړب اللى جواك ولا هفضل انا طول عمرى ضحېة لصراعك مع نفسك ده
أشاح بوجهه يحاول أن يبحث عن رد مناسب ليتنهد بعدها
مش عارف بس اللى متأكد منه دلوقتى انى مش هقدر
ابعد تانى خليكى جنبى يا ايتن خلينا نجرب من جديد انا بحبك ومحتاجلك
اشاحت بوجهها عنه تخفى ترددها هى
تريده ولكنها تخشى صراعه هذا الذى لن يكون احد سواها الخاسر فيه
ناداها فى رقة لتلتفت اليه وتراه يعبث بين أصبعيه بدبلة ذهبية ويبتسم
الدبلة دى بتاعتك عمى الله يرحمه ادهالى بعد مافسخنا الخطوبة وقالى خليها معاك مين عالم ورغم وقتها قرار الرجوع ليكى كان حاجة مستحيلة ومش ممكن تحصل بس مش عارف ليه احتفظت بيها يمكن زى ماعمى قال وقتها خلى الباب موارب وبلاش تقفله خالص
ووضع الدبلة على بداية اصبعها ليسألها لأول مرة
الم يئن الوقت بعد ل
ولكن حسام لم يخرج من كل ما حدث بعد
هزت رأسها پعنف محاولة ان تتوقف عن التفكير الذى لن يكن فى صالحه تماما
اقنعت نفسها انها تجربة جديدة ولكن تلك المرة بمحض ارادتها
تلك المرة ستخوضها ايتن الفتاة الناضجة التى شارفت على التاسعة والعشرين من العمر لا تلك الطفلة التافهة التى ډمرت كل شىء فى السابق
سيخوضها حسام جديد يعرف كم تحبه ايتن وتقدره
سيحاولا تجاوز كل ما بينهما محاولة يستحقها عشقهما الذي امتهنه كل منهما بطريقته لسنوات
اطرقت برأسها تهمس في خجل
موافقة
ابتسم الاثنان وهما ينظران تجاه باب القصر حيث يصلهما صوت على وهو يشدو
عارفة
فرحة كبيرة وصوت مزيكا فى قلبى
وكأننا حبيبن اتقابلو بعد غياب
ليه فجأة بقيت مستنى لوحدى
بدى اتكلم واحكيلك واشكيلك همى
مش عارف ليه
جذب ادم ذراع ابيه فنظر له فى ملل
عايز ايه يا واد انت
نظر له الصغير فى خبث وهو يعطيه علبة صغيره ويغمز بعينه
هدية مامى
قطب يوسف حاجبيه وهو ينظر الى العلبة الصغيرة الانيقة فى كفه بينما ابتسم ادم وعاد ليلعب مع ليلى ابنة زين من جديد
نظر يوسف فى اتجاهها فابتسمت له من بعيد تشجعه على فتحها
تنهد وهو يقلب النظر بينها وبين العلبة فى تحذير مازح وكأنه يخبرها انهما بين الناس ولا داعى لمقالبها الطفولية هنا
ابتسمت وهى تفهم ما عناه بنظراته
هزت رأسها تطمأنه انها لن تفعلها
عض على شفته وهو يفتح العلبة فى بطء حذر ليجد بداخلها شريط بلاستيكى صغير مسمى باختبار حمل يخبره ببساطة ان حبيبته الان تحمل فى داخلها ثمرة حب جديدة فى طريقها للنضوج
اتسع ثغره فى سعادة كأنه لم يعش تلك الفرحة من قبل ابدا
لقد تمنى ذلك الطفل كثيرا بعد ولادة لينا ولكن ايلينا مشاكلها مع الحمل لم تنتهى ابدا فلم يفتح هذا الامر معها مطلقا
هو يتمنى اطفالا منها وليس مجرد اطفال له
وانا وياكى بحس بدنيا
دنيا سلام وامان
وان العالم مفيهوش ولا نقطة احزان
ايدى فى ايدك خليكى ده انا طفل كبير وبحس ان انا وانتى لوحدى والكون بستان
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك امى
مش عارف ليه
الحياة ليست بها نهاية سعيدة بل بها نهاية نحاول جاهدين فيها ان نبحث عن السعادة
بها حلم وامل نعيش به ان اجمل قصة لم تخطها اناملنا بعد
ان اجمل ذكريات لم نعشها
ان اجمل كلمات لم ننطقها
دمتن فى سعادة
دمتن فى حب
دمتن فى حفظ الله ورعايته الى ان نلتقى من جديد في الجزء الثالث
وتاهت بين القلوب حكايا
سارة المصرى
تمت بحمد الله