مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

موقع أيام نيوز

الهاتف بينما يفك رباط عنقه ويرتمى على فراشه وبعدها واصل 
انا عارف ان دى تانى مرة بس حفلة مهمة زى دى مراتى لازم تكون موجودة الاسبوع الجاى بالكتير يالا سلام 
اغلق المكالمة وهو يلقى بالهاتف فى عشوائية لينهض متجها الى خزانة الملابس يخرج بعضا من ملابس النوم تنهد وهو ينحرف بيده ليخرج احدى المنامات الخاصة بها ويقربها من انفه قائلا 
وحشتينى اوى 
تذكر مكالمتها الاخيرة له وهى تخبره ان اليومين قد امتدا لخمسة ايام لشعورها ببعض التعب وحين اخبرها انه سيترك كل شىء ليذهب اليها منعته تماما واقنعته انه مجرد ارهاق تنهد وهو يعيد منامتها الى مكانها حسنا لم يتبقى سوى اليوم لتعود صاحبة المنامة الى ذراعيه من جديد 
زفر فى حيرة على ما اصبح عليه فجأة اهل هذا المنزل سفر زين المفاجىء الى باريس 
حالة امه الغريبة وعلاقتها المتغيرة بابيه وهروب كل منهما من الامر حين يهم بسؤاله 
ايتن تلك الصغيرة التى كبرت فجأة واختارت ان تعمل لدى حسام دون أن يدرى حقا مالذى يدور برأسها ولكن ثقته اللا متناهية فى ابن عمه ازاحت عن كاهله الكثير من القلق 
لا يوجد شخص يحتفظ بهدوءه فى هذا القصر سوى علي 
هذا الملاك الصغير الذى يشبه اخته الا في عنادها فهو هادىء الطباع يقضى اغلب وقته بعد الدراسة اما فى القراءة او فى العزف على العود مغرقا القصر بألحانه العذبة 
بدل ثيابه وتمدد على فراشه فى ارهاق وهو ينظر الى الوسادة الى جواره حيث كانت ترقد 
ابتسم من نفسه حسنا لن يعيش فيلم الوسادة الخالية طويلا 
ستأتى معشوقته لتأخذ مكانها من جديد 
ستأتى حاملة طفله فى احشائها 
طفلا طالما تمناه منها هى وطالما اخفى رغبته تلك حرصا على مشاعرها 
طالما وقف بالمرصاد لكل من حاول طرح الامر ولو من بعيد امامها 
وقبل ان يسبل جفنيه لينام شعر بمن يفتح باب غرفته بهدوء 
وحشتينى وحشتينى وحشتينى حبيبتى 
رفع وجهها قليلا يقبل كل انش فيه قبل أن يعيدها الى أحضانه مجددا وهو يهتف 
ليه حبيبتى مقولتيش عشان استناكى فى المطار و 
توقف عن استرساله فى الحديث حين شعر بجمودها بين ذراعيه لا تبادله مشاعره كالعادة وكأنها افلتها ليمسك كفيها فى قلق 
مالك يا ايلي انتى تعبانة 
نظرت لكفيه للحظات قبل أن تنتزع كفيها منهما فى عڼف وبنظرة ثابته أفلتت كلمة واحدة كادت ان تفقده وعيه 
يوسف طلقني 
الفصل الثالث والعشرون 
تنبيه هام 
الفصل ممنوع لاصحاب القلوب الضعيفة 
الفصل متعب ومرهق أرهقني جدا جدا في كتابته فرجاء شخصي يا جماعة توصيف المشاعر مش بالسهولة اللي انتو متخيلينها عاوزة ردود فعلكو على الفصل ده تحسسني ان تعبي ده له لزمة بلييييز مستنية ريفيوهات مش بس تعليقات واسيبكو مع الفصل 
للوهلة الأولى ظنها مزحة سخيفة منها فلوى ثغره في امتعاض 
ايلينا هيا هرمونات الحمل اشتغلت ولا ايه انتى عارفة اني مش بحب الهزار السخيف ده 
تأملته بنظرات ثاقبة كأنها تراه للمرة الاولى اقتربت منه في بطء تعيد جملتها في ثبات اكبر 
طلقني يا يوسف 
ضيق عينيه يتمعن هذا التحدى القابع فى نظراتها حابسا خلفه شلالات من الدموع يرى لمعانها بوضوح ليدرك أنها ليست مزحة تماما 
انتى بتقولي ايه تطلقي !!! ليه 
عضت على شفتها السفلى حتى كادت تمزقها وأجابته في هدوء قاټل 
انت خمن وشوف انا عاوزة اطلق ليه تفتكر ليه يا يوسف ايه اللى يخلينى اطلبها منك ايه اللى يخلينى اقولك سيبنى وانت جزء من روحى ليه يا يوسف 
اغمض عينيه بقوة لايريد ان يضع احتمال علمها بكل شىء واردا ابدا 
ربما كانت نوبة من نوبات غيرتها التى لا تنتهي وسيسهل عليه احتوائها لاداعى لأن يورط نفسه ويعترف لها بحقيقة بعيدة تماما عن مرمى خيالها ولكن هى كانت فى باريس فربما 
قاطع افكاره صوتها وهى تهتف فى ڠضب بينما تخلع حجابها فى عڼف 
احكيلى امتى وفين قدرت تخونى 
كلمتها كانت كاڼهيار صخري سقط على رأسه فجأة دون ان يحسب له حساب انعقد لسانه يريد ان يحتفظ بالأمل لاخر لحظة 
اخونك!! ايه اللى بتقوليه ده 
قبضت على طرحتها بكلتا يديها 
هزت رأسها فى قهر 
أفلتت حروفها بصعوبة تلوذ بالتماسك لاخر لحظة 
فى نفس الليلة اللى سبتنى فيها بمۏت من الخۏف عليك رحتلها وخنتنى معاها 
ادار ظهره لها ليخفى علامات ذهوله 
اخبرته بالمكان والزمان فلم يعد هناك شك في علمها بالحقيقة 
لقد علمت بكل شىء 
حانت لحظة المواجهة التى لم يستعد لها مطلقا 
تحركت لتقف فى مواجهته 
لن تسمح له بالهرب 
عليه أن يواجه ويقر بذنبه 
رجعت للي شبهك رجعت لطبعك الحقيقى اللى ياما ضحكت عليا وقولت انك غيرته 
ازدرد ريقه وهو يرفع ناظريه ببطء اليها أمسك بكتفيها فى رجاء 
ارجوكى اسمعينى قبل ما تحكمى 
انزلت كفيه فى عڼف 
اذن هو بداية الاعتراف 
لقد خاڼها 
هذا ليس كابوسا بل حقيقة تعيش مرارتها 
وضعت كفيها على اذنيها وصاحت وهى تهز رأسها فى الم 
مش عاوزة اسمع حاجة مش عاوزة الخېانة ملهاش مبرر انت مش بس خنتنى 
صړخ فى تلك
الولد ده اللى خلانى اتجوزها 
هنا توقفت الارض عن الدوران 
توقفت كل حواسها عن العمل الا عن شىء واحد الألم 
اعتراف قاس 
لم تتحمل قسۏة كل هذا 
لم تتحمل تخيله معها وهو 
حيوان ساڤل خاېن طلقنى مش قادرة اشوفك قدامى 
امسك بقبضتيها يهتف في قلق 
اهدى يا ايلينا اهدى 
صړخت به وهي تنتزعهما من قبضته 
ماتلمسنيش ابعد عنى انا بكره جسمى لانك لمسته بكره قلبى لانه دقلك بكرهك يا يوسف بكرهك 
أغمض عينيه في الم وهو يتراجع للخلف 
هعملك اللى انتى عاوزاه بس الاول اسمعينى 
شهقت في عڼف تحاول ان تلتقط بعض الهواء لتقاوم هذا الضيق الذي الم بصدرها فجأة 
الخېانة متبررش انت مفيش فايدة فيك هتفضل طول عمرك حقېر ونجس وۏسخ 
واستمرت فى سبه ولعنه بأشنع الالفاظ التى تعرفها غير معطية له اى فرصة للنطق حتى اصبح على وشك فقدان اعصابه يريدها فقط ان تسمعه 
بقولك حاولى تسمعينى 
طالعته فى حقد وازدراء لا يليق حتى بفأر اجرب 
ولا يدرى حقا كيف حدث هذا 
هل اراد اسكاتها فقط لتسمعه 
هل تلويحها بالاڼتقام منه بهذه الطريقة أذهب بعقله 
لا لن يسامح نفسه ابدا 
نظرة الى يده واخرى اليها وهي تتحسس الم صڤعته التي فجرت دموعها فجأة كأنها ابرة اخترقت بالون منتفخ من المطاط 
بكت في حرارة وهي تنظر له في قهر وخيبة امل 
لم يحتمل أكثر 
اطلع برة مش قادرة أشوفك مش قادرة 
اما هى فاڼهارت ارضا 
تمنت ان ينكر كل شىء وان يظل على انكاره للنهاية ولكنه اعترف ببساطة 
اعترف بچريمة كانت هي ضحيتها فكيف ستصدق كلمة يطلقها عن الحب بعدها 
اخذ ما حدث يجوب بذاكرتها من جديد 
الحقيقة المرة التى ساقتها الاقدار اليها صدفة 
مجرد صدفة فبعد ان اطمئنت على صوفيا دلتها احدى صديقاتها على مشفى جيد لتطمئن فيه على وضع حملها ذهبت الى هناك وبالمصادفة التقت بريان الذى كان يعمل بالمشفى بدوره حاولت ان تكون على طبيعتها حين رأته وردت تحيته فى روتينيه شديدة وقبل ان ترحل اوقفها يسألها عن احوالها 
ايلينا مبسوطة مع جوزك 
تنهدت تخبره في بساطة 
مبسوطة جدا اتمنالك السعادة انت كمان مع حد يقدرك 
تنهد بدوره فى حزن 
كنت اتمنى السعادة دى معاكى انتى ايلينا 
زفرت فى ضيق وهي تمنعه أن يأخذ الحديث الى مسار اخر 
ريان الموضوع خلص بلاش الكلام ده انا اتجوزت وبحب جوزى جدا وهوا كمان بيحبنى 
عقد ساعديه على صدره فى تهكم 
متأكدة أنه بيحبك ولا خيالك بيصورلك 
ردت في ثقة وهي ترفع رأسها كأنها تفخر بحبه لها 
طبعا متأكدة 
ابتسم وهو يشيح بوجهه 
واللى بيحبك ده ينفع يتجوز عليكي 
لم تفهم ما يرمى اليه فى البداية 
يوسف يتجوز عليا انا لا طبعا 
رد في خبث وهو يتصنع البلاهة 
ايه ده هو انتى متعرفيش 
قطبت حاجبيها في نفاذ صبر 
معرفش ايه 
هز كتفيه وهو يواصل ادعاءه للبراءة 
افتكرتك عارفة 
هتفت فى حدة وغيظ من خبثه الواضح في الحديث 
عارفة ايه يا ريان قصدك ايه 
داعب ذقنه بسبابته للحظات قبل ان يلقي قنبلته الحاړقة بهدوء مقاتل رخيص يأتي عدوه من حيث لايدري 
عارفة انه متجوز عليكى 
اخترقت الكلمة اذنيها كطلقة رصاص مدوية 
تحسست بطنها تستشعر من جنينها حب ابيه لينفي تلك التهمة الحمقاء بسهولة 
ازدردت ريقها وهى تحاول ان تستجمع كل ذرة ثقة لديها بيوسف 
كل لحظة حب عاشتها معه لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر 
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته 
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة 
مد

ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب 
فيلم اللى انا بقوله ده حقيقى ولو حابة تتأكدى بنفسك انا هساعدك 
ابتسم في ظفر حين لمح نظراتها المتحدية تتبدل تدريجيا الى أخرى مترقبة لما سيقوله وتابع في هدوء فاكرة جينا جينا من حوالى تلات سنين كانت بتيجى المستشفى تتابع حملها مكنتش متجوزة والموضوع ده فى باريس عادى يعنى سألتها وقتها مين ابو الطفل ورفضت تقول بس ساعة ولادتها كانت بټموت ومكنش فيه حد جنبها غيرى عشان عيلتها كانت مسافرة وقتها قالتلى ان يوسف يبقا ابو الطفل ووصتنى انه لوجرالها حاجة اكلمه واعرفه بوجوده طبعا انا مستنتش لما يجرالها حاجة كلمت يوسف وهو فى البداية مصدقش بس بعدها بحوالى شهر جه هنا وعمل دى ان ايه واتأكد انه ابنه واتجوز جينا طبعا وبقاله اهو كام سنة رايح جاى عليها 
اغمضت عينيها فى قوة حثت نفسها على التماسك لا يوسف لا يمكنه ان يفعلها حتى قبل ان يتزوجا لم يقع فى تلك المعصية ابدا لم يصل الى هذا الحد من الانحطاط كيف يصل الى هذا بعد حبهما وزواجهما وعدها انه لن يخنها او ېجرحها ابدا 
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة 
انت كداب 
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له 
انا مقدر انفعالك طبعا بس انا مش كداب لو عايزة تتأكدي انا معنديش مانع 
زفرت فى ألم 
تتأكد من ماذا 
من خېانة يوسف 
لا بل من برائته وكذب ريان 
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا 
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار 
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها 
رفعت رأسها فى تحد 
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان 
هز كتفيه في بساطة وثقة 
وانا موافق 
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا 
ربما الوساوس هى من صورت لها هذا عليها ان تتماسك تحسست بطنها وكأنها تحاول ان تستمد من جنينها القوة 
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول 
ايلينا
تم نسخ الرابط