الشيطان شاهين بقلم ياسمين الجزء الثاني كامل

موقع أيام نيوز

حعمل
كل اللي اقدر عليه عشان أخليه يحبني....
هما خلاص حيطلقوا و هو أكيد حيكون محتاج
حد يقف جنبه عشان يخرجه من إحساس
الوحدة و الخذلان و انا بقى حبقى الحد
داه.. حعمل كل اللي اقدر عليه عشان يكون
ليا... .
ديالا بتفكير بس داه مش حب يا ميمي
هو بالنسبة ليكي حاجة صعبة و إنت عاوزة
تحصلي عليها بأي ثمن...و لما تمتلكيها
حتزهقي و ترميها....
ميار پغضب إيه التخريف داه...بقلك
بحبه من و انا عندي سبعتاشر سنه... داه
حلم العمر و مش حستسلم غير لما أحققه...
هزت ديالا كتفيها باستسلام من عنادها
قبل أن تسألها طيب هما خلاص يعني
مفيش أمل.....
تبدلت ملامح ميار الغاضبة إلى أخرى
سعيدة لا النهاردة متفقين يروحوا
المحامي عشان يكملوا الإجراءات... انا
متابعة كل حاجة بنفسي و بستنى
بالدقيقة و الثانية إمتى يبقى حر
و ساعتها حيبقى ملكي....yes yes yes
انا حعمل party بالمناسبة الحلوة دي.. 
أنهت جملتها بضحكة طويلة تعبر عن مدى
سعادتها بانتصارها الرائع الذي حققته دون
معاناة... نصر لم تتعب كثيرا لتحقيقه فلم
يكن يتطلب منها سوى القليل من الصبر
و خطة ذكية حاكتها بذكاء و تمهل شديدين..
و كأن خنجرا حادا تسلل بخفة من بين
أضلعها ليصل نحو قلبها ليقسمه شطرين
دون رحمة او شفقة....لو لم تسمعها بنفسها
لما صدقت...ضحكت بداخلها و عيونها
تنهمر دموعا تعبيرا عن ضياعها و تخبطها
إبتعدت عن باب الغرفة بخطوات حذرة
حتى لا يتفطنا لها...
بعد أن إبتعدت مسافة جيدة ركضت بسرعة
نحو سيارتها متجاهلة نظرات باقي
الطلاب المتعجبة من حالتها...
ألقت مافي يديها في الكرسي الجانبي
للسيارة قبل أن تجلس مكانها لټضرب
رأسها عدة مرات بالمقود....
رفعت رأسها لتقابلها صورتها بالمرآة ليزداد
چنونها أكثر فأكثر صفعت وجنتيها بكفيها
مرات عديدة ثم جذبت خصلات شعرها
القصيرة حتى شعرت باقتلاع بعض منها
لكنها لم تهتم فالالم الذي كانت تشعر
به بداخلها أقوى بكثير من ألم جسدها....
أرخت رأسها على ظهر المقعد بعد أن
تعبت و هي تتمتم بصوت لاهث غبية....
غبية...انا أكثر واحدة غبية و حمارة
في الدنيا كلها....إزاي قدروا يوقعوني
إزاي...عقلي كان

فين و انا بسمع كلامهم
للدرجة دي انا كنت هبلة و عبيطة.. عندها
حق ماما و الله عندها حق...محمد ميستاهلش
واحدة غبية يستاهل واحدة قوية و خبيثة
زي ميار تقدر توصل للي هي عاوزاه بكل
سهولة طبعا ماهي لما تلاقي واحدة حمارة
زي نور أكيد حتوصل لاهدافها بسهولة....
أخرجها من هذيانها صوت رنين الهاتف...
لتمد يديها بعشوائية تبحث عنه داخل حقيبتها
لم تجد فاضطرت لرمي محتويات الحقيبة
دون إهتمام حتى وجدته....
شهقت بصوت عال و هي تغرس أصابعها
بخصلات شعرها المنكوش عندما رأت
إسمه يزين الشاشة داه محمد... أكيد
بيتصل عشان المحامي.
همهمت بغصة و دموعها لاتكف عن الأنهمار
لترد أخيرا رغم عدم قدرتها على الكلام
محمد... إنت فين
أغمضت عينيها سامحة لآخر قطرات دموعها
بالسقوط على وجنتيها المحمرتين بشدة
عندما آتاها صوته الدافئ الحنون رغم
تصنعه الصرامة إنت اللي فين يا نور مش
إتفقنا إننا نتقابل عند المحامي.... أنا كلمتك
الصبح بس إنت مرديتيش فاضطريت اروحله
و أجيب الأوراق عشان ناقصة إمضتك....
إرتجاف يديها جعل الهاتف يقع على الكرسي
لتلتقطه مرة أخرى بصعوبة و تحدثه بصعوبة أنا حجيلك
دلوقتي الستنر بتاعك....
سقط الهاتف مرة أخرى و تعالى صوت نحيبها
و هي تقود السيارة بعدم تركيز حتى وصلت
بعد نصف ساعة تقريبا إلى المكان....صفت
سيارتها بصعوبة ثم فتحت الباب لتنزل
و تسير بخطوات مرتعشة حتى كادت تقع على الأرض عدة مرات قبل أن تصل أخيرا
إلى أولى الدرجات الرخامية لباب المركز
الرياضي...
حدقت نور في صورتها التي إنعكست على بلور الباب پضياع...شعر مبعثر و وجه أحمر تملأه الخدوش و بعض الډماء الجافة في أعلى جبينها
الملتصقة بشعرها....حمدت الله في سرها أنها
لم تجد وقتا في الصباح لوضع مستحضرات
التجميل و إلا لكان وضعها أسوأ....
أنهى تأملاتها محمد الذي جذبها بقوة من
ذراعها دون قصد قائلا بلهفة و عيناه تتفرسان هيئتها المزريةنور إنت كويسة
حصلك إيه.... مين اللي عمل فيكي كده
إكتفت بالتحديق به و قد إرتسمت على
وجهها إبتسامة بلهاء و هي تؤكد لنفسها
للمرة الالف هذا اليوم أنها غبية...
فمن التي تضيع من يدها رجلا كمحمد...
في غاية الوسامة شعره الأسود الذي يطابق
لون عينيه و بشړة وجهه البيضاء المغطاة
بلحية خفيفة تعشقها.... أما جسده الرياضي
الضخم الذي تمنت في هذه اللحظة أن
يحتضنها داخله حتى تشعر بدفئه و حنانه
الذي اللي
عمل فيكي كده و إيه اللي حصل 
نور پبكاء لم تعد تحتمل طيبته و إهتمامه بها
حتى بعد مافعلته معه أنا... انا اللي عملت
في نفسي كده و لو كنت أقدر كنت عملت
أكثر....
محمد بذهول و عيناه تجوبان كامل
جسدها إنت ليه
إستندت نور عليه بعد أن فشلت في
تصنع القوة ليتلقفها محمد بحركة
خفيفة جعلتها في ثوان بين ذراعيه
لم ټقاومه نور او تعترض عندما
دلف بها إلى الداخل نحو مكتبه...
صعد الدرج بخفة و نور تخفي نفسها
داخل أحضانه حتى كادت تختفي كليا
و قد ساعدها في ذلك جسدها الضئيل
دلف إلى داخل مكتبه ليضغها على
اريكة جلدية سوداء اللون كسائر اثاث
المكتب...
تململت نور لترتاح في جلستها و قد
بدأت تشعر الان فقط

بآلام في وجهها
و ذراعيها.... عاد محمد و في يده علبة
صغيرة للاسعافات الأولية ليجلس بجانبها
ويضع العلبة على ساقيه....
أشاحت نور بوجهها بعيدا عن يده التي
إمتدت لتفحصها ليزفر محمد قائلا خليني
على الاقل اعقملك الچروح و الكدمات اللي
في وشك....
نور بحرج
تم نسخ الرابط