للقدر حكاية ل سهام صادق

موقع أيام نيوز

كانت سياره الإسعاف تغادر المزرعه بفرات والخدم يقفون يضربون كفوفهم ببعضها متمتمين 
من ساعه ما البيه اتجوز وكل المصاېب محاوطاه 
ديه جوازه شؤم 
كان حديثهم ينصب فوق مسامع صفا التي لم يلاحظ وقوفها احد وسؤال واحد يدور داخلها لو رحل فرات ماذا ستفعل هي 
وكأن اليوم أدركت ان حياتها أصبحت مرتبطه بذلك الرجل 
جلس شريف يستمع من حمزه كل أطراف القضيه التي لم تحل بعد ومازالت زوجته في حيز الاتهام مع حارس البنايه فرك جبهته بقوه وهو يرفع عيناه نحو حمزه الجالس امامه
يعنى بعد ما ماټ برضوه مش عارف اخلص منه 
تنهد حمزه ومد كفه يربت فوق فخذه
ديه غلطتك من الاول ياشريف لو كنت اتعاملت مع مها انها انسانه ناضجه وفاهمه مكنتوش وصلتوا لكده 
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض هاتفا پقهر
عايزني اقولها ايه اقولها على العڈاب اللي كانت بتشوفه منهم علي رميها فوق السطوح على تحررش جوز اختها بيها واستغلال اختها عايزني اقولها ايه ياحمزه انا ماصدقت الماضي خلص من حياتنا ومبقاش ليه أثر 
واردف وهو يلتقط أنفاسه ببطئ ويعود لموضع جلوسه 
واه ادي النتيجه الماضي رجع من تاني ومراتى بقت مشوها اكتر من الاول 
شريف مها مش مشوها نفسيا مها بتدور على الأمان مراتك عامله زي الأطفال حبهم للناس بيكون نابع من ثقتهم فيهم 
تنهد وهو يعقل حديث حمزه داخل عقله فهو صادق بالفعل يعلم أن مها لا تفهم خبث البشر ومكائدهم عيناها مازالت تتفتح على الحياه واوجه البشر 
سؤال واحد كان هو الفيصل في دوامه مشاعره المتخبطه سؤال لم يستطع شريف ان يسأل حاله به ولكن حمزه أراد أن يحصل منه علي الاجابه 
شريف انت بقيت شايف مها زوجه ناقصه مش هتقدر تكملك ولا تناسب حياتك مش كده 
تجمدت ملامح وجهه كحال عقله لتتعلق عيناه بأعين حمزه المرتكزه عليه 
يمكن انا مش فاهم نفسي ياحمزه 
انسابت دموع مها المتوارية بجسدها بجانب احد الأركان عند علمها بقدومه ركضت اليه بالأسفل كطفله صغيره تنتظر والدها 
انسحبت بتخاذل من مكان وقوفها تكتم صوت بكائها حتى لا يسمعها احدا ولكن قدميها توقفت وهي تستمع تصريحه الذي جعل بكائها يزداد 
انا بحب مها ياحمزه انا اللي لازم اتغير عشانها لازم اتغير عشان اعرف احتوي اختي ومراتى 
ابتسم حمزه وهو يلتقط بعينيه تلك التي اقتربت منهما بخطوات متعثره فألتف شريف نحو نظرات حمزه ليجدها واقفه غارقه بدموعها 
لتركض إليه تلقي بجسدها بين ذراعيه 
ياقوت وياسمين قالولي كل حاجه كنت بتعملها عشاني انا مش عايزه افتكر حاجه ياشريف متسبناش 
ضمھا اليه بكل بقوته ليشعر بقبضتها الضعيفه المتشبثه بقميصه 
ينهر عقله على كل لحظه أصبح يصور له بأن زوجته لا تصلح 
فعلي اي مقارنه يضعها بها بين النساء وهي التي عاشت سنوات طويله لا يرحمها احد حتى شقيقتها التي تخلت عنها فور ان وقعت بحب رجلا 
ليعود له مشهد لقائهم عندما نهرها وهي تعبر الطريق مخاطب لها بأنها عمياء 
تآوهت بخفوت من قسوه احتضانه ليبتعد عنها ينظر إليها بحب وقد غادر حمزه غرفة مكتبه ليتركهم 
هو هيعيش حياه احسن مني مش كده ياشريف 
تقطيبه خفيفه ارتسمت فوق جبهته ليتسأل
هو مين ده يامها 
وعند وضعها ليدها فوق بطنها كانت الصوره تتضح 
وقف يترقبها بأعين عاشقه وهي منحنيه بجزعها تبدل لاحد صغارهم ثيابه وتخاطب الاخر اقترب منها ببطئ هاتفا اسمها بحنان
ياقوت 
الټفت اليه بأنهاك تسأله 
خلصت كلام مع شريف 
اماء لها برأسه فعادت تكمل

مهمتها مع صغارها 
انا عارف ان وجود شريف بيزعجك وبيفكرك بس صدقيني هو ندمان 
هنسي مع الزمن ياحمزه ارجوك متضغطش عليا 
سامحي في الوقت اللي انتي شايفه نفسك ان عندك قدره تسامحي 
دفئه وحنانه كانوا يغمروها لتنظر نحو صغارها الهادئين
حمزه لبس انت عبدالله لأحسن انا تعبت
وابتعدت عنه تنظر إلى ملامحه لينظر لها مشيرا نحو حاله 
اغير متوقعش اني هعرف ياياقوت بكره اجبلك ليهم داده 
لم تترك له مجال للاعتراض فحملت الصغير واعطاته له مع متعلقاته 
هنزل اعمل ليهم الرضعه لحد ما تخلص 
هتفت عبارتها مع قبلة لتنصرف على الفور مغادره الغرفه لتتعلق عيناه بطفله وحفاضته فكشر بملامحه بعبوث
وانا اغيرلك ازاي ياعبدالله باشا هي امك بدبسني صح
وهتف بأسمها 
ياقوت خدي هنا تعالي 
وعندما بدء الصغير يتلوي بين ذراعيه والآخر يبكي تعالا صوته بأسمها ثانيه 
يااقوت
عادت برضعة صغارها لتقف على اعتاب الحجره دون أن ينتبه لقدومها تنظر له وهو يحملهم بين ذراعيه يضمهم لحضنه يشتم رائحتهم كانت تلك هي الصوره التي تمنتها صوره تمنت ان تحيا هي بها وعندما لم تجد املا بهذا تمنتها لاولادها 
أتسعت اعين ياسمين وهي ترى هاشم أمام الشركه يقف بجانب سيارته عندما رأها تقدم منها يهتف بأسمها لتنظر زميلتها التي تسير جوارها له متمتمه بأنبهار 
أنتي تعرفي رجاله حلوه من ورانا ياياسمين 
توترت ياسمين ونظرت لها 
ده استاذ هاشم 
ضحكت زميلتها لتوكظها بخفه 
يابخت من كان ليه قرايب مهمين 
كانت ياسمين تعلم بمقصدها ورغم انها لا تتحدث عن صلتها بحمزه الا انه دائما ينظرون إليها انها من الطبقه العليا انصرفت زميلتها غامزة لها 
اكمل خطواته نحوها ليبتسم إليها 
عامله ايه ياياسمين 
اطرقت عيناها خجلا متمتمه 
الحمدلله حضرتك عامل ايه 
كانت تتسأل داخلها لما ظهر بحياتها بعد تلك المده المتباعده لقد قررت نسيانه وطرد أحلامها به معلله لقلبها انها خائڼه ونسيت وفاه خطيبها 
شعر هاشم بتوتر الوضع وهم واقفين هكذا فهتف قبل أن يفقد شجاعته فرغم انه يجيد التعامل مع النساء الا انه لا يفهم لما حالته تصبح هكذا عند رؤياها 
ممكن ياياسمين نقعد في اي مطعم نتكلم شويه 
ارتبكت ياسمين وهي تستمع لطلبه لتتعلق عيناه بها وبخلجات وجهها 
حمزه علي علم ياياسمين فمتقلقيش 
هو حمزه عارف انك هنا 
ابتسم وهو يجلس أمامها على احد المقاعد متنهدا
كل ده عشان تيجي معايا المطعم 
ثم اردف مازحا وهو يراها تفرك يداها بتوتر 
مخطفتكيش ياستي 
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تخفضهم خجلا تتذكر اصرارها على أن تسمع موافقه حمزه بنفسه 
مش خوف بس ميصحش اخرج مع راجل غريب 
شاكسها حتى يزيل الحرج بينهما 
بقى انا راجل غريب ياياسمين لا انا كده زعلت 
توترها في حضوره الطاغي كان يجعلها لا تعرف كيف تتحدث 
مش قصدي انا قصدي انه ميصحش 
وكمان ميصحش لا انا زعلت اكتر 
كان سعيد بمشاكستها وتوترها وعندما أدرك انه زاد الأمر عليها وقد تخضبت وجنتاها بحمره الخجل 
ياسمين انا بحبك وانا راجل دوغري تقبلي تتجوزيني 
لم ترحم عبارته الأولى قلبها ليكمل بالأخرى التي جعلتها تنهض من فوق المقعد تلتقط حقيبتها تخرج من باب المطعم 
ليقف مذهولا من فعلتها
وقفت تستمع عن اخباره من ثرثرة الخدم تضم قبضتي يداها پخوف لا تصدق انها أصبحت تخاف من عدم وجوده بحياتها 
بيقولوا البيه لسا في المستشفى وحالته صعبه 
مصمصت الأخرى شفتيها تنظر إلى ما تقشره بالسکين ثم نهضت متجها نحو الموقد 
مين يصدق فرات بيه يقع الواقعه ديه 
واردفت تتسأل 
صحيح يامنصوره هي ست فاديه جايه امتى
محدش يعرف عنها حاجه وياحبة عيني الولاد هرين نفسهم عياط عشان امهم
استمعت إليهم صفا بذهن شارد وأخذتها بعدها قدميها لغرفة اولاد فاديه رغما عنها كرهتهم بعد أن علمت ان من اختطف ابنها وحرمها منه هو عزيز 
تعلقت عين الصغيران بها ينظران اليها بأعين دامعه كلما كانت الايام الماضيه تسمع صوت بكائهم تصم اذنيها بيديها وټدفن رأسها أسفل وسادتها 
طنط صفا هي فين ماما 
ثم تسأل الآخر وهو يهزها من عبائتها 
فين خالو هو اللي هيجبلنا ماما 
صمتها جعل الصغيران يدركان انهم لن يجدوا الاجابه منها تراجعوا للخلف يمسحان دموعهم بكفوفهم لتغلب عاطفتها على كرهها
مدت لهم ذراعيها وهي تبكي ليركضوا نحوها ملقيان بأجسدهم بين احضانها وهي تتمتم لهم
لما خالكم يرجع هيبجلكم ماما
اطرقت الباب المفتوح وهي تبتسم لرؤياها لسماح تعود إلى طبيعتها قويه ابيه ولكنها كانت عكس ما يروها
ممكن ناخد من حضرت الصحفيه ذو الاسم العريق خمس دقايق
نهضت سماح على الفور متجها الي ياقوت ټحتضنها
وكمان جيبالي ورد
ناولتها ياقوت الورد مبتسمه
قولت اجي اباركلك ياسوسو
شكرا ياياقوت على وقوفك جانبي انتي وحمزه 
واردفت وهي تنظر لمكتبها الجديد 
وحمزه ليه عندي اسف كبير على كل شتيمه شټمتها عليه
ضحكت ياقوت وهي تتذكر بعض سباب سماح عليه
ياا انتي لسا فاكره
جوزك راجل حقيقي ياياقوت رغم عيوبه السلبيه الا انه راجل بجد وديه لوحدها كفايه
وشردت ب سهيل الذي تركها ټصارع حزنها بمفردها كانت تتمنى لو ارغمها على البقاء معه حتى لو قام بحپسها ولكنه بسهوله أعطاها حريتها
عندما شعرت ياقوت بتبدل ملامحها نهضت تسحب حقيبتها وتسحبها 
ايه رأيك اعزمك على فنجان قهوه 
تعثرت سماح في خطواتها وهي تضحك على هيئتها المسحوبه خلف ياقوت 
هو انتي كده بتاخدي رأي
دمعت عين مريم بعدما غادرت هديل هديل تلك الصديقه التي لم تعرف معدنها الطيب الا بعد ماحدث لها كل زميلاتها الآخريات قد نسوها الا هي 
اقتربت منها ياسمين وقد عادت للتو من الخارج سعيده تحمل باقه الورد التي جلبها إليها هاشم بعد أن علم بموافقتها وأنهم بعد أيام سيسافروا لقريتها لتتم خطبتها في بيت والدها
مالك يامريم 
اطرقت مريم عيناها تخفي دموعها ف بماذا ستخبرها هل ستخبرها انها تبكي على حالها هل ستخبرها انها غارت من هديل رغما عنها هديل أصبحت في كليه الفنون الجميله واصبحت متدربه في شركة هاشم بعد أن كانت مجرد عامله بسيطه أصبحت فتاه مليئه بالطاقه والحياه 
انا وحشه اوي ياياسمين بدل ما اتمنى لصاحبتي السعاده بغير منها 
فهمت ياسمين مقصدها لتقترب منها تضمها بحنان 
انا فهماكي يامريم ديما لما عينك تروح علي نعم غيرك احمدي ربنا على اللي معاكي هترتاحي صدقيني 
وضحكت لتمازحها
ما احنا كمان بنحسدك ده انتي المدلله بتاعت البيت وكفايه ان الكبير وكان مقصدها حمزه معندهوش غير مريم وطلبات مريم وراحه مريم
ابتسمت مريم ومسحت دموعها من مزاح ياسمين تقاربهم في العمر قد زاد القرب بينهم 
حلو اوي الورد ده 
تسألت مريم وهي تنظر للورد الذي وضعته ياسمين جانبا فلمعت عين ياسمين ب هيام 
ده من هاشم جبهولي لما عرف موافقتي من حمزه 
وكأن اليوم هو يوم خسارتها هاشم الذي استصغر عمرها احب ياسمين التي تقاربها بالعمر 
انتبهت لحالها وتمتمت قبل أن تحرك مقعدها لتتجه نحو غرفتها تنعزل داخلها
ربنا يسعدك ياياسمين 
نظر الي اسمها في صحيفة الجريده التي تعمل بها يقرء مقالها والحنين يأخذه اليها
اشتقت اليكي سماح 
الشوق أخذه ليفتح هاتفه يتأمل الصور التي جمعتهما يحرك يده فوق شاشه هاتفه ليرفع هاتف مكتبه داعيا سكرتيرته 
افندم مستر سهيل 
كاد ان يخبرها ان تحجز له تذكره ل مصر ولكن الحديث وقف علي طرف شفتيه وهو يتذكر ان وجوده في حياتها ماهو الا اضافه حزن جديد إليها 
اربعة أشهر مروا ولم تعد تراه الا يوما واحدا كل أسبوع يأتي ليطمئن على أوضاع المزرعه ثم يرحل
فرات حقق لها ما ارادت ابتعد عنها رغم ان زواجهم مازال مستمرا 
اختفاء فاديه لم يصرح به لاحد وقد اخذ اولاد شقيقته معه للعاصمه
تعلقت عيناها ب حوريه التي وقفت وسط العاملات تشرف عليهم تتذكر
تم نسخ الرابط