للقدر حكاية ل سهام صادق

موقع أيام نيوز

ده احنا راجعين من فرح واتبسطنا
ألقي رأسه على الوساده زافرا أنفاسه بقوه.. فبماذا سيخبرها ان الفتاه التي احبها يوما قد ترملت وصارت حره.. اليوم رأها في الفندق الذي قام فيه حفل زفاف مراد... كانت من منظمين الحفل..صدمها ملابسها السوداء ووجهها الذي زبل... قدماه أخذته إليها وليته لم يذهب... حلمه أصبح حرا طليقا 
مش فاهم نفسي ياندي
رمقها بطرف عيناه ولم تفهم هي شئ من عبارته
مالك ياشهاب.. احكيلي فيك ايه 
واعتدلت في رقدتها ومالت نحوه تمسح على خصلات شعره الذي تعشق نعومته وغزارته 
اغمض عيناه وهو ينساق مع حركة يداها الناعمه... قارن بين حلمه الضائع وذلك الحب الذي يحصل عليه معها.. مهما أخبرته بتمردها وأنها تحررت من

حبه الا انه لا يرى منها الا الحب 
مكرهتنيش ياندي 
ابتسمت بآلم وهو يطالع ملامحه 
القلب مبيكرهش الا لو سکينه الغدر والخيانه طعنته ياشهاب... انت اه مبتحبنيش بس على الاقل من يوم ما وعدتني انك هتكون وفي ليا يتنفذ وعدك 
شعرت بذراعيه تأسرها وأصبح يعلوها 
كنت ياندي 
فأتسعت حدقتيها بلمعان 
تقصد ايه 
همسه بدفئ وهو ينفخ أنفاسه الساخنه على صفحات وجهها 
افهميها لوحدك ياندي 
... 
رمق فرات زوج شقيقته الذي عاد للتو من سفرته وقد دعته فاديه لتناول العشاء في جلسه عائليه 
اخبار شغلك ايه ياعزيز... سمعت انك هتشارك واحد في مصنع للمنتجات الغذائيه
توتر عزيز من رصد شقيق زوجته لكل ما هو متعلق به... قربت فاديه الطبق المملوء باللحم أمام زوجها مجيبه وهي ترمق زوجها بفخر
عزيز طول عمره ناجح 
سلط فرات نظراته نحو شقيقته الهائمه بزوجها.. لا تسأله عن مصدر أمواله الذي يقسم ان أساسها بالحرام يعلم أن عزيز ابتعد قليلا عن تجارة المخډرات لتفتح الأعين عليهم ولكن لا يجد دليلا قاطعا نحوه ولو وجد لن يستطع تشويه سمعه زوج شقيقته وسمعته هو أيضا 
 انا بكلم جوزك يا فاديه.. هو ملهوش لسان يرد عليا بي
تلبك عزيز وهو يمضغ الطعام.. يخشى ان يكون قد علم الستار وراء تلك الشړاكه فماهي الا تجاره بالاطعمه الفاسده منتهية الصلاحيه 
شريكي انت عارفه يافرات... رجل أعمال ليه اسمه في السوق 
ابتسم فرات وهو ينظر لاطفال شقيقته الصغار
مش مهم الاسم ياعزيز المهم السمعه.. على العموم انا مش هقدم غير النصيحه وانت حر.. بلاش الشړاكه ديه 
ونهض بعدها وهو يلتقط عصاه التي وضعها جانبه كي يسير بثبات بها ويحمل عليها ثقله 
اتجهت أنظار فاديه نحوه تسأله 
هو فرات قصده ايه ياعزيز.. لو الراجل ده سمعته وحشه بلاش 
قطب عزيز حاجبيه وحدق بالمقعد الفارغ الذي كان جالس عليه شقيق زوجته 
اخوكي ده بيحب يكبر كل حاجه... باينه لسا فاكر نفسه رتبه في الجيش 
أسرعت فاديه تؤنبه على قوله 
عزيز اتكلم كويس عن اخويا
زفر عزيز بقوه ثم ألقى بمعلقته پعنف فوق طبقه... لتتعلق عين طفليه عليه خائفين من حدته 
.... 
وقفت أمام احد المطاعم في إحدى المناطق الراقيه... انتظرت زميلتها التي تقيم معها بسكن المغتربات... اخبرتها ان تنتظرها بالخارج الي ان تدلف وتقضي أمرا ما بالداخل 
طالت وقفتها بملل الي ان وقفت متثمره في مكانها وهي تسقط بعيناها على حمزه وعائلته يترجلون من السياره فقد أتوا من أجل تناول وجبة العشاء بعيدا عن المنزل 
رأتها ندي فأقتربت منها بغرابه 
ياقوت بتعملي ايه هنا 
توترت وهي تطالع نظرات شهاب وحمزة والصغيره مريم التي وقفت ترمقها ببعض 
مستنيه واحده صاحبتي
فأبتسمت إليها ندي بلطف وقبل ان تعزم عليها بأن تدلف معها سبقها شهاب..كان حمزة يقف كمتابع للمشهد صامت تحكي له مريم عن يومها بمدرستها 
تعالي استنيها جوه معانا... وفرصه نتعرف عليها
قالها شهاب غامزا لها حتى يرى غيرة زوجته.. فوكظته ندي بذراعها 
كده ياشهاب 
ضحكت ياقوت بخجل على أفعالهم اللطيفه
شكرا يابشمهندس مافيش داعي... انا هرن عليها تطلع أصلها اتأخرت
اعترض شهاب علي رفضها بأصرار وطالع شقيقه 
يابنتي انسى اني مديرك وده عشا على حساب حمزة تعالي خلينا نكلفه اكتر 
تحركت يدها تلقائيا علي فاها تداري اتساع ضحكتها علي مزاح شهاب المحبب
ما تقول حاجه ياحمزه 
أسرعت ياقوت رافضه عندما رأت أعين مريم ترفضها... هي لن تقبل عزيمه تجلس بها وسط عائله ستكون مثل المتطفله عليهم لم يتحدث حمزه بشئ فمازال يشعر بالضيق كلما لاحت صورتها مع شقيق هناء وكأنه يحاسبها على حياه لا دخل له فيها
سيبها براحتها ياحمزه
اطرقت ياقوت عيناها أرضا عندما استمعت لعبارته وقد احزنتها
دلفوا جميعهم للمطعم وشعرت بقدم تدهس على قدمها بقوه جعلتها تكتم صوت تآوها بصعوبه... نظرت لابتسامه مريم
فأغمضت عيناها بآلم وهي لا تعلم لما فعلت بها هذا
ابتعدت تخفي دموعها...من آلم فعلتها ونظراتها التي تعبر عن كرهها لك تجد سبب لكره الصغيره لها ولكن ما لا تعلمه ان اقتراح ناديه على الزواج ب ياقوت سمعته من تقي بعدما اخبرتها مريم بأستخفاف عن نظرات معلمتها ريما 
بغض لا تعلم سببه ولكن صاحبته كانت تعلم
تعلقت عين حمزة بها بعدما جلس على المقعد المواجه لساحة المطعم الخارجيه
نظراته كانت تلتقطها وهي تتحرك يمينا ويسارا ولكن سريعا ما جعلته مريم ينتبه لحديثها المشاغب مع شهاب
اندمجوا في النظر لقائمه الطعام والنادل يقف جانبهم.. لمعت عين ياقوت وهي تنظر نحوهم... ترى ابتسامه رب عملها وحنانه على ابنه زوجته وشهاب وندى التي تعلقت بذراع زوجها يضحكون
عضت شفتيها تمنع دموعها بالهطول تحتاج لمشاعر مثل تلك... تفتقر الدفئ والحنان... اشاحت عيناها خشيت ان تلتقطها عين احد
ونظرت نحو باب المطعم وكادت ان تخطو للداخل حتى ترى زميلتها التي حظرتها سماح منها كثيرا بشكوكها في سلوكها الذي تخفي تحت رداء الفتاه المكلوله ولكنها كانت لا ترى الا ان حالها مثلهم وأنها لطيفه و ودوده
خرجت عبير زميلتها وقد لاحظت ان هيئتها بها شئ قد تبدل لا تعلم ما ولكنها تشعر بذلك 
اتأخرتي ليه ياعبير 
زفرت عبير أنفاسها وهي تداعب خصلات شعرها 
ما انا

قولتلك واخده صاحبتي بتستغل جوه المطعم.. استنتها لحد ما خلصت 
واردفت وهي تنظر لياقوت 
انا ورايا مشهور مهم... روحي انتي يا ياقوت.. وشكرا ياحببتي انصرفت عبير دون أن تطالعها.. اغضبها الموقف 
طول عمرك ساذجه وغبيه يا ياقوت... سماح عندها حق 
لم تعلم أن حمزه التقط تلك الفتاه فأخذ يتذكر أين رأها من قبل لتتسع عيناه وهو يذكرها 
..
وقفت خلفه تنظر لهيئته كان يعطيها ظهره يطالع أمواج البحر من الشرفه ويحتسي قهوته... ثلاثه ايام مروا علي زواجهم وانتقالهم لمدينه الاسكندريه وهو يقضي يومه بالخارج
مراد
هتفت أسمه بخفوت وانتظرت لعله ينتبه إليها.. لم يلتف نحوها الا عندما أعادت هتافها بأسمه
في حاجه ياهناء
اجابها وهو يرتشف من فنجان قهوته... فأغمضت عيناها بقوه 
انت مش مبسوط اننا اتجوزنا 
تجمدت يداه على فنجان قهوته... بدأت أمواج البحر تعلو وصوت أنفاسه يتصاعد.. لم ينفذ ما أراد اذاقها له إنما قرر اتباع نمط التجاهل اتبع الطريق القاټل والچارح وفي قانون عقله
إن هذا الأفضل فلن يسئ معاملتها 
طال شردوه وتصلب جسده.. فهو يحاول قدر المستطاع الهروب من المنزل حتى لا يعطيها فرصه لاسئلتها التي يراها في عينيها 
مراد انت سامعني.. مراد ممكن نتكلم طيب
أستدار نحوها ببطئ ورمقها بنظره طويله.. ترتدي له كل يوم ملابس تجملها له وتظهر مفاتنها ولكنه كالاعمي لا يرى
لا يرى الا انها زيجة اجبر عليها
انا مش فاضي ياهناء
ونظر الي ساعه يده ثم وضع فنجان قهوته علي الطاوله
لما ارجع من الشركه نبقى نتكلم 
وانصرف دون أن ينظر إليها... لتسقط فوق الاريكه شاحبة الوجه تبكي على حالها وهي لا تفهم لما يتجاهلها 
........ 
تعجبت بالاتصال الذي اتاها من مدير مكتبه.. يريدها ان تذهب لشركة الحراسات بعد انتهاء دوامها..تعجبت من تلك المكالمه 
فماذا سيريدها... شعرت بالقلق الي وجدت شهاب يخرج من مكتبه يأمرها ببعض الأعمال ثم غادر 
....... 
نظرت سماح نحو بعض السياح وقد اخذت مكان مرشدهم السياحي الذي يعاني من آلم ما بمعدته.. نست مهمتها الاساسيه وقررت الاستمتاع بأجواء مدينه اسوان 
كانت تتحدث عن المعبد الذي يسيرون داخله بثقه الي ان وقفت على صوت أحدهما يخبرها 
 صححي معلوماتك انستي 
قالها أحدهم وقد كان يسير ربيتها من بدايه المهمه من نظراته الحانقه نحوه.. يخفى عيناه بنظاره من اشعه الشمس وعلى رأسه يرتدي قبعه رياضيه وملابس تشعرها وكأنه ذاهب لمباراه جولف.. احتدت عين سماح ورمقته بحنق 
معلوماتي صحيحه ياكابتن.. ماذا تعرف انت عن تاريخنا 
حدق بها الرجل الذي لا تعرف تحدد ملامحه له وضحك ساخرا
لا أعلم لما تقودنا سيده مثلك.. لو اعلم انكي من ستقودينا هذا اليوم لمكثت بالفندق 
اشتعلت نظرات سماح وبقي البعض يهمس على مشاحنتهم 
لا بقى انا كده ممكن اغلط وانسى انك ضيف في بلدي 
هتفت بها سماح بلغتها الأم حتى لا يفهم عليها 
ولكنه أجاب رافعا حاجبه لأعلى 
هوجاء
ألقى كلمته بالفرنسيه ثم انصرف لم تفهم معناها... فهى لا تتقن الا اللغه الانجليزيه
وقفت تحرك يدها على وجهها پغضب ترمقه وهو يرحل.. وألتف نحوها قبل أن يختفي عن مرء عينيها... ليزيل نظارته عن عيناه 
لتقف مصدومه متمتمه 
لا مش معقول.. ده هو
....... 
استمع الي صديقه عبر الهاتف وهو يخبره ان فتاه ورجل جاءوا لقسم الشرطه ليسألوا عنه وقد اخبرهم بعدم وجوده.. أراد أن لا تكون هي من أتت ولكن صديقه أعطاه الجواب دون أن يسأل عن هويتها او اسمها 
انا استغربت بصراحه انك تعرف حد كده... باين عليهم مش قاريب ليك مع ان الراجل اللي مريحنيش شكله قالي انهم قرايبك
واردف صديقه الذي يدعي مجدي 
انا قولتله انك اتنقلت بلد تانيه 
اغمض شريف عيناه وهو يعلم أن الرجل هو سالم فتسأل 
البنت كان شكلها ايه 
صمت مجدي للحظات وهو يتخيل شكلها الجميل وقد اشفق عليها 
البنت كفيفه! 
زفرة بقوه وقبل ان يسأله صديقه اذا كان يعرفها اما لا 
هكلمك بعدين يامجدي.. عندنا اجتماع 
أغلق الهاتف ثم ألقى فوق فراشه.. رغم ان هذا مااراده ان يبعدها عن طريقه الا انها يشعر بآلم لا يعرف سببه 
أوقف سالم سيارته الصغيره في مكان خالي.. ينظر لمها التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن علمت انه تم نقله لمكان اخر... كان سعيدا انه كسب نقطه بصلاحه وقد انتهى امر شريف تماما 
اه سمعتي الكلام بودنك... حضرت الضابط خلاص اختفى 
سقطت دموعها وهو تمسك العقد الذي أعطاه لها بقوه 
بس هو قالي انه ماصدق لقاني
ومسحت دموعها بأكمام بلوزتها 
هو شريف سابني عشان انا عاميه 
رمقها سالم بتمتع وهو يتأمل احمرار وجهها ثم اقترب منها 
يامها ما انتي عارفه اللي فيها مين هيتجوز واحده عاميه 
عادت دموعها تتساقط من أثر الكلمه 
انا كان نفسي اعيش زي البنات اللي في سني 
اتسعت عين سالم وقد وصل لهدفه 
سبيني وانا اعيشك يامها.. سبيلي نفسك 
فسرت مقصده بطريقه برئيه ولكن عندما
تم نسخ الرابط