صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت الجزء الثالث
المحتويات
شيماء تقف ف الشرفة بمنزل والدها ... عقدت حاجبيها بتعجب وقالت
هو أي الي رجعه بدري ! وماله بيجري كده ليه !!
أخرجت هاتفها من جيب ثوبها لتجري الإتصال عليه فأوقفها صرخات وعويل صباح خالة سماح
يالهوووووووووووي ... قټلت البت يا ابن ال......
صړخت بها صباح التي عندما ولجت إلي المنزل وكان الباب مفتوحا .... لتجد طه يجثو ع الأرض أمام چثة سماح وأسفل رأسها بركة من الډماء
مقتلتهاش ... والله ما اقتلتها .. قالها وهو يبتعد ويديه ملطخة بدماءها وكاد يغادر المنزل فوجد تجمع من أهالي الحارة قد جاءو ع آثر صرخات صباح التي تحتضن چثة إبنة شقيقتها وينظرون إلي طه بنظرات إتهام .
وبعد أيام ...
في إيطاليا ...
أستيقظت كارين من النوم تتأمل ف وجه ذلك النائم ... فتناولت وردة حمراء من المزهرية ووضعتها ع وجنته ثم عنقه تدغدغه بها ...
صباح الورد ع حبييتي الي مبتبطلش شقاوه ع الصبح
حاوطت عنقه بزراعيها وقالت
أعمل أي بتوحشني حتي وأنت نايم فببقي عايزه أصحيك
حاوطها من خصرها وجذبها لتلتصق به وقال
بوحشك إزاي بقي
رمقته بخجل وقالت
يونس ..بس بقي
يونس أبس ليه هو أنا لسه عملت حاجه ! ...قالها وأبتسم بمكر
لاء أصحي وفوء بقي عشان ورانا كذا مشوار النهارده
يونس مشوار أي
كارين نسيت الريفيو الي أنا وأنت هنعمله ف الجاليرس الي قدمنا فيهم
يونس تصدقي أنا ناسي خالص ... كويس إنك فاكره
رمقته بمزاح وقالت
مين واخد عقلك يا سي يونس !
جذبها من زراعها وقال
هو ف حد واخد عقلي وقلبي وروحي غيرك ... ده أنا بنسي نفسي معاكي خالص
يونس لقمة عيشنا !! هو أنتي متأكده إنك كارين العزازي !!
ضحكت وقالت
لاء أنا بقيت كارين مدام البحيري
أبتسم وقال
أنتي أميرة عيلة البحيري كلها ...
لكزته ف صدره وقالت
أوم بقي وبطل دلع الوقت بيجري
يونس مش هقوم غير لما تديني دافع الأول
كارين طيييب ماشي خليك نايم
قالتها ثم نهضت ويدها تقترب من كوب المياه حيث تريد بالنثر منه ف وجهه لكن ألحق بها يونس ليلقي بها ع الفراش وأعتلاها وقال
عايزه ترشي عليا ميه !!! ... أنا بقي هاوريكي ...
وبعد مرور الوقت خرجت من المرحاض ترتدي منشفة قطنيه ...فقالت
يلا أدخل خدلك شاور ع السريع وأنا هلبس وأنزل أحضر كام ساندوتش كده ناكلهم ف الطريق
ذهبت لترتدي ثوب قصير وبحمالات رفيعه وحذاء رياضي ... بينما هو خرج من المرحاض ملتفا حول خصره منشفه قطنية ... تفحصها من أسفل لأعلي فقال بنبرة شبه غاضبه
أنتي ناويه تخرجي كده !!!
نظرت إلي مظهرها بالمرآه وقالت
ماله يا حبيبي ده دريس عادي وكمان مريح ف الحركه
يونس أنتي يا بتهزري يا إما بتستهبلي
تأففت بحنق وقالت يونس الدريس عادي مفهوش أي حاجه وبعدين أنتي عرفتيني وأنا بلبس كده
زفر بضيق فقال
قبل الجواز مكنش ليا حق أقولك تلبسي أي لكن دلوقت إنتي مراتي وأنا مستحملش حد يبصلك بطرف عينه
كارين بدأنا بقي تحكمات وغيره
صاح پغضب
هو أنا عشان بحبك وبغير عليكي يبقي بتحكم فيكي !!
كارين أنت بتزعئ ومكبر الموضوع أوي كده ليه ... إحنا مش ف مصر هنا البلد كل واحد ف حاله ولو ماشيه حتي ببكيني محدش هيبص عليا أو يضايقني
يونس
ليه ياختي عايشه ف وسط ملايكه !! .. بقولك أي يا كارين أدخلي غيري قميص النوم الي لبساه ده وإلبسي حاجه محترمه لإما مش هتشوفي الشارع
صاحت بعناد وتحدي
وأنا مش هغير وهاخرج كده لأن مرتاحه فيه وبتخنق من الجينز وأي حاجه طويله
رمقها بنظرات حاده وقال
براحتك يا كارين أعملي الي تعمليه .. بس متزعليش مني بعد كده
قالها وقام بإرتداء ثيابه وتركها بمفردها وهبط لأسفل ....
ظلت بالغرفه تتحدث مع نفسها وقالت
أنا غبيه كده ليه أهو زمانه زعل مني دلوقت ... نظرت إلي ثوبها مرة أخري بالمرآه فتأففت وقالت
فعلا عنده حق الدريس سبور خالص ... أبدلت ثوبها بقميص قطني وبنطال من الجينز الواسع ذو الخصر المرتفع .. وأخذت حقيبه صغيرة ... لتنتبه إلي أصوات تحطيم أشياء بالأسفل ... فذهبت ع الفور لتري مايحدث ... فأتسعت حدقتيها وشهقت بفزع .
تسمرت مكانها عندما رأت شقيقها يقف أمامها وبرفقته أربعة رجال أثنين منهم يقيدون يونس من زراعيه
أقتربت بحذر منه وقالت برجاء
قصي أرجوك سيبو أنا الي سافرت معاه ع هنا و.....
قاطعها بصفعه قويه لتقع أسفل قدميه ... صاح يونس پغضب وقال
متمدش إيدك عليها يا حيواااان
فتلقي بعد كلماته لكمة قويه ف وجهه من الحارس ويليها أخري ف معدته ليتأوه بشده
نهضت لتركض نحوه لكن منعها قصي جاذبا إياها من خصلاتها وقال
هربتي من المستشفي وعديتها بمزاجي
وكنت متأكد إنك عند مدام فايزه وسبتك براحتك ... لكن تستغفليني وتسافري وتروحي تتجوزي إبن عزيز البحيري فده الي مينفعش أعديه خالص ... قالها ليلقنها صڤعة أخري فصړخت ف وجهه
أنتي أي مبترحمش !! عملك أي يونس !! المفروض تفرحلي إن إتجوزت الي بحبه وبيحبني
صاح بصوت مرعب
بس أنا بكرهه وبكره أبوه وجده وعيلته كلها
قال يونس بنبرة واهنه من الألم
إحنا ملناش ذنب ف حسابات مابينك ومابين بابا ..أنا بحب كارين وعمر ما هيبعدني عنها غير المۏت
قهقه قصي بسخريه وقال وهو يحك لحيته المشذبة
من عينيا يا فنان ... مش برضو بيقوله لك يا فنان ... بس قبل ما أخلص عليك هتطلقها
أختطفت سلاحھ من جيبه وصاحت
مش هتلحق ياقصي
قالتها وهي تصوب السلاح نحوه
رمقها پصدمه وقال
هتقتلي أخوكي يا كارين !!!
صاحت پبكاء
زي ما أنت عايز ټقتل جوزي وتحرمني من الإنسان الوحيد الي حبني وحبيته
كاد يتقدم نحوها الحراس فأوقفهم قصي بإشاره من يده فقال لها
أضربي... مستنية أي !!
أمسك فوهة السلاح وهو بيدها ليغرزها بجبهته وصاح بها پغضب
قولتلك أضربيييييييي
أجهشت بالبكاء وهي تجثو ع الأرض وتخفض السلاح لأسفل ...
أبتلع غصته وقال بنبرة جديه صارمه
من اللحظة دي إنسي إن ليكي أخ ... وإنسي ترجعي مصر إنتي وإبن البحيري تاني ... لأن وقسما بالله لو عرفت إنكو ناويين ترجعو لهكون مخلص عليه بنفسي ...وحقك ف القصر والفلوس هاحوله ليكي لأن
مش عايز حاجه تربطني بيكي بعد كده
قالها وأشار إلي رجاله بالمغادره ... ليتركو يونس ع الأرض يلتقط أنفاسه بصعوبه من أثر ضړبة معدته
أنحني نحو شقيقته وأمسك بسلاحھ وهو يرمقها بنظرات قاتله مظلمه ثم وقف وقال
من النهارده أنتي بالنسبة ليا من عيلة البحيري ...
قالها وغادر ... ركضت نحو زوجها لتعانقه وقالت
أنا آسفه يا يونس ... آسفه يا حبيبي ... أنا السبب
ضمھا بين زراعيه وقال متعيطيش ياروحي أنا كويس
تعالت شهقاتها وهي بدأت تدرك كلمات قصي لها ...
يونس مالك بټعيطي ليه تاني !!
كارين قصي بقي بيكرهني يا يونس
يونس أهدي يا حبيبتي أخوكي بيحبك وميقدرش يكرهك ولا يستغني عنك هو بالتأكيد عشان مصډوم لما رفعتي عليه المسډس وهددتيه پالقتل
كارين أنا عمري ما كنت هاعملها ... أنا كنت خاېفه عليك ليعمل فيك حاجه
ربت ع ظهرها وقال
خلاص حصل إلي حصل وإن شاء الله مع الأيام الأمور هتهدي وهو هينسي الي حصل
كارين أنت متعرفش قصي ... عمره مابينسي حاجه أنا مليش غيره من بعد بابا الله يرحمه
عانقها بقوة وقال
أنا كل حاجه ليكي ياقلبي وهاعوضك عن كل حاجه .
الأخيرة
بعد مرور ثلاثة أشهر ....
في منزل آدم ....
أستيقظت خديجة من جوار آدم الذي يغط ف النوم ... نظرت إلي شاشة الهاتف لتجدها الثامنة صباحا ...
آدم .. حبيبي .. إصحي ... الساعه 8 وطيارة ماما هتوصل ع 9 أوم يلا عشان نلحق نروحلها المطار .. قالتها خديجة
تقلب بتأفف وقال بصوت ناعس
طيب سبيني 5 دقايق كمان
خديجة
أوم يا كسلان مش كفايه ضيعت علينا صلاة الفجر
فتح عينيه وإبتسم بمكر وقال
ده أنا برضو الي ضيعتها ولا أنتي الي خلتينا نسهر طول الليل و.....
شهقت بخجل ووضعت يدها ع فمه وقالت
بس خلاص ياريتني ماصحيتك
نهض بجذعه ولمس وجنتها بأنامله بحنان وقال
حبيبي لسه بيتكسف
إبتسمت وهي تخفض بصرها بخجل وقالت
اه بتكسف ... وأوم يلا عشان منتأخرش ع ماما
أمسك يدها وقبل كفها وقال
ممكن حبيبة آدم تحضرله هدوم ع زوءها عقبال ما ياخد شاور
خديجة
من عيوني ياروح وقلب وعقل حبيبة آدم
آدم خديجة
خديجة نعم
آدم بحبك
خديجة وأنا بعشقك
عانقها بحنان وقال
ربنا مايحرمني منك ياحبيبتي ويخليكي ليا ديما
لم تجيب لكن شعر بعبراتها التي تساقطت ع ظهره العاړي .. فأبتعد برأسه ليجدها تبكي
آدم مالك يا حبيبتي بټعيطي ليه
خديجة طه واحشني أوي ونفسي يطلع براءه لأن أنا واثقة عمره ما ېقتل حتي لو طير
مسح عبراتها بلمسات حانيه وقال
أطمني ياقلبي المحامي كلمني إمبارح وجابلنا تصريح لزيارته ع أخر الأسبوع وقالي الطعن أتقبل والمحكمة هتحدد جلسه خلال أسبوعين وبإذن الله هيطلع براءه
نظرت إليه وقالت
شكرا يا حبيبي ع وقفتك ومساعدتك لأخويا
آدم متقوليش كده يا روحي ده إبن عمي وأخويا وأخو روح قلبي وبإذن الله خال عيالي الي ربنا هيرزقنا بيهم إن شاء الله
خديجة يارب
آدم يلا عقبال ما أخلص تكوني حضرتيلي الهدوم وفطار من
إيديكي الحلويين دول ... لأن حبيبك جعان أوي
ولجت إلي المطبخ لتقوم بتحضير الفطور وعندما إنتهت من عمله وضعته فوق المائدة بالردهة .. وذهبت إلي غرفة النوم لتجلب له ثيابه ووضعتها فوق التخت ... خرج من المرحاض وأرتدي تلك الثياب وذهبت لتتوضأ وتلحق بها ليؤدي كليهما فرضهما حيث يصلي بها إماما ... داعية ربها ف السجود بأن ينجو شقيقها من كربه و يرزقها بالذرية الصالحة ويديم بينها وبين زوجها بالمودة والمحبة .
تترجل من سيارة الأجرة بثقل بسبب بطنها المنتفخة ... عادت من عملها وتصعد إلي منزلها ... فمنذ ذلك الحاډث ولم تعرف عنه شيئا تاركا قلبها ممزق جريح عندما علمت من صديقه بخيانته لها ...
إلي إن ف ذلك اليوم ... كانت تتناول طعامها التي لم تعرف مذاقه من كثرة الشرود والتفكير ... ليقاطعها
صوت رنين
متابعة القراءة