قصة بن زي يزن
المحتويات
قضاعة .
قال ابن إسحاق وكان اسم مدركة عامرا واسم طابخة عمرا وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها فاقتنصا صيدا فقعدا عليه يطبخانه وعدت عادية على إبلهما فقال عامر لعمرو أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد
ذكر نزار بن معد ومن تناسل منهم
قد ذكرنا أولاد معد العشرة فيما تقدم فأما مضر فقد تقدم ذكره في عمود نسب النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا أنه أول من سن حداء الإبل وسببه فيما ذكروا أنه سقط عن بعير فوثبت يده وكان أحسن الناس صوتا فكان يمشي خلف الإبل ويقول وايدياه وايدياه يترنم بذلك فأعنقت الإبل وذهب كلالها فكان ذلك أصل الحداء عند العرب وذلك أنها تنشط بحدائها الإبل فتسرع .
روى الترمذي من طريق فروة بن مسيك أنه لما أنزل الله في سبأ ما أنزل قال رجل يا رسول الله ما سبأ امرأة أم أرض قال ليس بامرأة ولا أرض ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم أربعة فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعرون وحمير ومذحج وكندة وأنمار قال الرجل ومن أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة . وقوله
قال لما سمع هذا ما مدح رجل هجي قومه وجرير هذا هو ابن عبد الله بن جابر وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عويف بن جذيمة بن عدي بن مالك بن سعد بن يزيد بن قسر وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث يكنى أبا عمرو وقيل أنا عبد الله وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم خير ذي يمن عليه مسحة ملك وكان عمر يسميه يوسف هذه الأمة وكان من مقبلي الظعن وكانت نعله طولها ذراع فيما ذكروا .
وقال ابن إسحاق في السيرة من بني قيس كبة من بجيلة . وقوله وهو ينافر الفرافصة بن الأحوص الكلبي إلى الأقرع بن حابس التميمي . ينافر أي يحاكم . قال قاسم بن ثابت لفظ المنافرة مأخوذ من النفر وكانوا إذا تنازع الرجلان وادعى كل واحد منهم أنه أعز نفرا من صاحبه تحاكموا إلى العلامة فمن فضل منهما قيل نفره عليه أي فضل نفره على نفر الآخر فمن هذا أخذت المنافرة وقال زهير
والفرافصة بالضم اسم الأسد وبالفتح اسم الرجل وقد قيل كل فرافصة في العرب بالضم إلا الفرافصة أبا نائلة صهر عثمان بن عفان فإنه بالفتح.
وقوله إنك إن تصرع أخاك تصرع . وجدت في حاشية أبي بحر قال الأشهر في الرواية إن يصرع أخوك وإنما لم ينجزم الفعل الآخر على جواب الشرط لأنه في نية التقديم عند سيبويه وهو على إضمار الفاء عند المبرد وما ذكر في أنمار من قول أهل اليمن يشهد له حديث الترمذي المتقدم .
وأما عيلان أخو إلياس فقد قيل إنه قيسنفسه لا أبوه وسمي بفرس له اسمه عيلان وكان يجاوره قيس كبة من بجيلة عرف بكبة اسم فرسه فرق بينهما بهذه الإضافة وقيل عيلان اسم كلب له وكان يقال له الناس ولأخيه إلياس وقد تقدم في أول الكتاب القول في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيه غنية من شرح تلك الأسماء .
وذكر مدركة وطابخة وقمعة وسبب تسميتهم بهذه الأسماء وفي الخبر زيادة وهو أن إلياس قال لأمهم واسمها ليلى وأمها ضرية بنت ربيعة بن نزار التي ينسب إليها حمى ضرية وقد أقبلت تخندف في مشيتها ما لك تخندفين فسميت خندق والخندفة سرعة في مشي وقال لمدركة
وأنت قد أدركت ما طلبتا
وقال لطابخة
وأنت قد أنضجت ما طبختا
وقال لقمعة وهو عمير
وأنت قد قعدت فانقمعتا
وخندف التي عرف بها بنو إلياس وهي التي ضړبت الأمثال بحزنها على إلياس وذلك أنها تركت بنيها وساحت في الأرض تبكيه حتى ماټت كمدا وكان ماټ يوم خميس وكانت إذا جاء الخميس بكت من أول النهار إلى آخره فمما قيل من الشعر في ذلك
إذا مؤنس لاحت خراطيم شمسه بكته به حتى ترى الشمس تغرب
فما رد بأسا حزنها وعويلها ولم يغنها حزن ونفس ټعذب
وكانوا يسمون الخميس مؤنسا قال الزبير وإنما نسب بنو إلياس لأمهم لأنها حين تركتهم شغلا لحزنها على أبيهم رحمهم الناس فقالوا هؤلاء أولاد خندف الذين تركتهم وهم صغار أيتام حتى عرفوا ببني خندف . وأما عوانة بنت سعد بن قيس عيلان فسميت العوانة وهي الناقة الطويلة.
قصة عمرو بن لحي وذكر أصنام العرب
حديث جر عمرو قصبه في الڼار
قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في الڼار فسألته عمن بيني وبينه من الناس فقال هلكوا
قال ابن إسحاق وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة قال ابن هشام واسم
أبي هريرة . عبد الله بن عامر ويقال اسمه عبد الرحمن بن صخر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في الڼار فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ولا بك منه . فقال أكثم عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله قال لا إنك مؤمن وهو كافر إنه كان أول من غير دين إسماعيل فڼصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي
وذكر حديث عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس وقد تقدم في نسب خزاعة وأسلم أنهما ابنا حارثة بن ثعلبة وأن ربيعة بن حارثة هو أبو خزاعة من بني أبي حارثة بن عامر لا من حارثة وسيأتي ذلك . وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وهو معارض لحديث أكثم بن الجون في الظاهر إلا أن بعض أهل النسب ذكر أن عمرو بن لحي كان حارثة قد خلف على أمه بعد أن آمت من قمعة ولحي صغير.
ولحي هو ربيعة فتبناه حارثة وانتسب إليه فيكون النسب صحيحا بالوجهين جميعا إلى حارثة بالتبني وإلى قمعة بالولادة وكذلك أسلم بن أفصى بن حارثة فإنه أخو خزاعة والقول فيه كالقول في خزاعة وقيل في أسلم بن أفصى إنهم من بني أبي حارثة بن عامر لا من بني حارثة فعلى هذا لا يكون في الحديث حجة لمن نسب قحطان إلى إسماعيل والله أعلم .
ومن حجة من نسب خزاعة إلى قمعة مع الحديث المذكور في ذلك قول المعطل الهذلي يخاطب قوما من خزاعة
لعلكم من أسرة قمعية إذا حضروا لا يشهدون المعرفا
وقوله في حديث أكثم الذي يرويه أبو هريرة. اسم أبي هريرة عبد الله بن عمرو وقيل عبد الرحمن بن صخر وقيل هو الذي ذكره ابن هشام.
وقال البخاري اسمه عبد شمس بن عبد نهم وقيل اسمه عبد غنم ويحتمل أن يكون هذا اسمه في الجاهلية فبدله رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بدل كثيرا من الأسماء وقد قيل اسمه يزيد بن عشرقة وقيل كردوس وقيل سکين . قاله النفسوي لعله البغوي أو النفوسي وقيل غير هذا . وكناه أبا هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرة رآها معه وقد ذكر أن الهرة كانت ۏحشية .
وأما أكثم الذي ذكره فقد صرح في حديثه بنسب عمرو والد خزاعة وذكره لقوة الشبه بين أكثم وبينه يدل على أنه نسب ولادة كما تقدم ولا سيما على رواية الزبير فإن فيها أنه قال رأيت عمرو بن لحي والد خزاعة يجر قصبه في الڼار وقوله لأكثم إنك مؤمن وهو كافر قد روى الحديث الحارث بن أبي أسامة في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه المقالة في حديث الدجال لعبد العزى بن س وأن عبد العزى قال أيضرني شبهي به يا رسول الله يعني الدجال فقال كما قال لأكثم إنك مؤمن وهو كافر وأحسب هذا وهما في الحديث والله أعلم كما ذكره البخاري عن الزهري .
قال ابن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية ولأكثم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثان . أحدهما خير الرفقاء أربعة وقد تكلمنا على معناه في كتاب التعريف والإعلام . والآخر اغز مع غير قومك تحسن خلقك قال الإسكاف في كتاب فوائد الأخبار معنى هذا لأن الرجل إذا غزا مع غير قومه تحفظ ولم يسترسل وتكلف من رياضة نفسه ما لا يتكلفه في صحبة من يثق باحتماله لنظرهم إليه بعين الرضى ولصحة إدلاله فلذلك تحسن خلقه لرياضة نفسه على الصبر والاحتمال فهذا حسن من التأويل غير أن الحديث مختلف في لفظه فقد روي فيه سافر مع قومك وذكر الروايتين أبو عمر رحمه الله .
قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية ولأكثم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثان . أحدهما خير الرفقاء أربعة وقد تكلمنا على معناه في كتاب التعريف والإعلام . والآخر اغز مع غير قومك تحسن خلقك قال الإسكاف في كتاب فوائد الأخبار معنى هذا لأن الرجل إذا غزا مع غير قومه تحفظ ولم يسترسل وتكلف من رياضة نفسه ما لا يتكلفه
متابعة القراءة