ترويض ملوك العشق بقلم لادو غنيم
المحتويات
أنه سيثور فور أن يراها لكن ما حدث كإنه العكس فظلت جالسة تفكر بأمره حتى مر الوقت. وخرج بملابس نومه المكونه من بنطال إسود وتيشرت نصف كم بذات اللون ثم تقدم إليها قائلا بجديه..
قومى عشان عاوز أنام..
نهضت تقف أمامه متسائله بقلقا..
إنت مش هتسألنى كنت بعمل ايه فى أوضة جاسم!
تجاهلها. ومدد جسده علي الأريكه. وأغمض عينيه فشعرت بالحزن يقبض قلبها فجلست بجوار صدره علي حافة الأريكه..ثم هتفت بصوتا مبحوح بحشرجت البكاء..
أنا دخلت أوضته عشان..
قاطعها بقوله الجاف..
مفيش داعي إنك تبرري أنا مسألتكيش ياله روحي نامى..
بس يا..جبران..لازم تعرف إنى..
..رؤيه..من فضلك روحى نامى أنا دماغى مصدعة. ومش عايز أسمع حاجة تاني النهارده..
رفضه لسماعها جعلها تبتعد عنه قليلا تفكر بحيلة لتجعله يستمع لها فراوضتها فكرة صغيره فنهضت من جواره. وجلست على فراشها ثم نظرت له. وأمسكت معدتها تتأوه پألما..
فتح عينيه بلهفة ممزوجة بالخۏف وفزع من فوق الأريكه. وأسرع بالجلوس بجوارها يحتضن بيده اليسار وجنتها...
مالك يا حبيبتي حسه بإيه..
الخۏف الذي تشاهده بعينيه
قلبى. وجعنى أوي..
رتب علي شعرها بعطف عاشق لها..
سلامة قلبك يا قلبى .خليكى فى حضنى هيدويكى..
إحتمت بصدره من غدر القدر قائله..
لكل مظلوم يوم بتختفى فيه سواد الليل. وتشرق شمس يوم جديد تنور حياته لباقي العمر.
شدته من عناقه بغراما..
..جبران..أقسملك بالله إنى من يوم ما تكتبت على إسمك. وأنا محافظة علي شرفك. وصاينه كرامتك. ومفكرتش حتى إنى أبص لراجل غيرك. والله العظيم أنا دخلت أوضة..جاسم..لأنى كنت متاكده إنه بره القصر..
خرجت من عناقه تسأله..
طب مش هتسألنى كنت بعمل ايه في أوضته..
لاء مش هسالك لإنى مش عاوز أعرف ياله نامى. وإرتاحى. وبكرا نبقي نتكلم تصبحى علي خير..
قبل رأسها. وذهب ليغفوا علي فراشه ف فقدت الأمل من إخراج الحديث منه. وقررت النوم مثله
وبداخل حجرة..نسرين..كانت تتحدث مع..جاسم..عبر الجوال تحاول تصحيح ما حدث..
هتف بزمجرة..إنت ه تستهبلى ماإنت عارفه إن ليا في القصر زي ما ليه بالظبط ومكنش هيقدر يعملنا حاجة..
عارضته بجدية..
لاء يا حبيبي..جبران..كبير العائلة بعد أونكل..رياض.. وكلمته بتمشي علي الكبير قبل الصغير. ومظنش أبدا إنك كنت هتقدر تقف قصاده بص يا..جاسم..عشان خطتنا تنجح لازم نجاريهم كلهم ونحسسهم إنهم أقوي مننا وقتها بس هنقدر نركب وندلدل رجلينا كمان..
أغلق الجوال بوجهها فقالت بضيقا...
غبي وهضيع كل اللي بنخططله لازم ..خالد..ياخد فكرة عن الهبل اللي ناوي عليه الزفت التاني..
أجرت إتصالا على..خالد..الذي أجاب أثناء جلوسه بجوار فتاة لليل فوق الفراش..
خير يا حبي..
مش خير خالص الزفت..جاسم..ناوي يبخرب كل حاجة بنخطط لها بسبب عصبيته..
عمل ايه الزفت دا..
الأستاذ ناوي يعارض أي كلام يقوله..جبران..عاوز يعمل رأسه براسه ناويله علي الشړ. وبكده هيبوظ كل مخططتنا
متقلقيش أوي كده أنا هعرف إزاي أظبطه وأخليه يمشي زي ماحنا عايزين..
ماشي يا..خالد..سلام..
أغلقت الجوال. وجلست علي الفراش تفكر بأمره
مر الليل وأشرقت شمس يوما جديد كإنه هذا اليوم خاص جدا بالقصر فاليوم سيأتى السيد..بوراك وإبنته..سيليهان...ليتناولا الغداء برفقة عائلة المغازي بأمرا من السيد..رياض...أصبح الخبر يملئ القصر. وبداخل حجرة نوم ..هلال..كانت تقف بجوار..عمران..الذي يستعد ويرتدي ملابسه..
..عمران..إيه وضع البنت سليهان..
عمران مستفهم..
مش فاهم..
أنا عرفت بالمساچ اللي عملته..لجبران.. وبصراحه كدا مرتحتلهاش خالص..
ياقلب عمران ماتشغليش بالك بيها. وركزي فى الحمل شويه أمى قالتلى إنك مبتكليش كويس..
ضيقت عيناها بزمجرة..
واضح أوي إنك بتغير الموضوع. وإنت عارفنى كويس مبحبش الإسلوب دا نهائي يا..عمران..
إرتدي سترته الرماديه قائلا بجديه..
مش بغير الموضوع ولا حاجه أنا بس مش عاوزك تشغلي بالك علي الفاضي مفيش حاجة تستاهل الإنشغال دا..
..عمران..إنت مفكرنى طفله صغيره هتضحك عليها بكلمتين بقولك عرفت بحوار المساچ إيه عايزنى أشغل بالي لما الهانم تعملك إنت كمان..
تنهد بإمتصاص للملل...
أنا مبحبش المساچ نهائي فمتقلقيش مش هتقدر تعملي حتى لو إتشقلبت فى المكتب خلاص إرتاحتى هنزل بقي عشان أشوف الدنيا تحت بقت تمام والا ايه..
ذهب من أمامها فضيقت عيناها بتوعد..
ماشي يا..عمران..المح بس نظرة بينكم النهارده. وأنا هخليها ليلة سودا..
جلست علي مقعدها بزمجره محاوله التغاضي عن حنقها..
بعد مرور عدت ساعات اتى السيد..بوراك.. وإبنته..سليهان..الى القصر وإستقبله السيد..رياض.. وباقي الأفراد بإحترام. وجلسوا جميعا يتناولون الغداء بحديقة القصر كما أمره السيد..رياض..
نورت مصر وقصر المغازيه يا..سيد بوراك..أنا سعدت جدا لما عرفت إنك بتتكلم مصري كويس. وذادت دهشتى لما شوفت قد ايه سنك مش باين عليك نهائي إن عندك خمسين سنه اللي يشوفك يقول شاب فى نهاية التلاتينات..
تبسم الآخر الذي لم يتعدي الخمسون عاما..
دا شرف ليا رايي شخصية عظيمة زيك فى أنسان زيه اما بالنسبه للسن يا باشا فداه حصاد الرياضه والأكل الصحى معا إن واضح إن كل الأصناف المتواجده حاليا قدامنه مش صحية نهائي..
تدخلت..فريحة..الجالسه علي الناحية الأخري بفظاظه..
إحنا هنا بنحب الأكل المتغذي الواحد مش ناقص يجيله هبوط من الأكل الصحى دأنا لما كنت عامله رچيم كنت بهمد زي البطة العطشانه بسبب الأكل بتاعكم..
تبسم لها بقولا..
الرچيم مش حلو لكل الناس يعنى إنت مثلا لايق عليكي الكيرفي...
تبسمت بإمتنان..
ميرسي أوي والله الوحيد اللي قالى كلمة حلوة توحد ربنا من يوم ما بطلت رچيم..
هتف بإعجاب..
إنت تستهلى وعلي فكرة الكلام دا مش مجمله دا حقيقتك فعلا..
داعبت شعرها لوراء أذنها بذات الضحكه الهادئه..
ربنا يخليك دا من ذوقك..
تبسمت..سليهان..لوالدها..
جراإيه يا بابا البنت اتحرجت مش كدا..
نظر بتلك اللحظة...عامري..لفريحة. بخشونه فضيقت عيناها ببسمه خاطفه. وقالت بصوتا غير مسموع..
واضح إن الغيره بدأت تشعلل في قلبه أيوة بقي كدا يا فروحه طلع بيحس دا مش بعيد لو ذودت الجرعة يطلب إيدي كمان..
لم يروق لأحدا من الرجال النقاش الذي دار بين الثنائي مما جعلا..جبران..يراقب بعينيه نظرات..بوراك..قلقا من أن يختش حبيبته بنظره مغازله وظله هكذا حتى أنتهوا من الطعام. وظلوا يتبادلوا الحديث بالعمل والحياة...و من بينهم ..فريحة..التى كانت تحاول بكل جهدها أن تثير غيرت..عامري..إتجاهها فكانت تتدخل بالحديث وتتبادل الضحكات معا هذا الغريب..
اما..جبران..فكان يجلس بجوار..رؤيه..الجالسه بثوبها الأبيض الرقيق. وحجابها الأوف وايت فكانت كالملاك بعينيه المغمغمه بالغزل كلما نظرت اليه مما يجعلها تخفضهما بخجلا لكى لا يلاحظ أحد الحاضرين نظراته إليها..
وأثتاء غزل العيون قالت..سليهان..ببسمه..
..جبران..من فضلك تيجى معايا على إنفراد عشان عاوزه أنقشك فى حاجة هامه جدا دا لو مش هيضايقك..
أسرعت عينيه بالنظر لزوجته التى إعتلت الغيره وجهها فقال برسميه..
خلي كلام الشغل في الشركة أفضل..
الموضوع مش هياخد أكتر من عشر دقايق. وأستاذ..عمران..كمان ياريت يتفضل معانا لإن حضراتكم المسئولين عن المشروع معايا..
لم تعطيهم فرصه للنقاش. ونهضت تتحرك بعيدا عن الجميع ف نهضوا يذهبن خلفها ليناقشه معاها العمل أما زوجتهما فتجحظت عيونهما بالغيرة القاټلة..
اما..عامري..فنظر إلى..نسرين..التى تخبئ شئ خلف ظهرها فور أن رئت هذا التجمع
وتحركت مسرعة بالذهاب للحديقه الخلفيه فنهضا..عامري..خلفها ليرا ما كانت تخبئ..
وبتلك الحظة نهضا السيد..بوراك..قائلا ببسمه..
ممكن..فريحة..هانم تورينى مكان التواليت..
نهضت ببسمه..
اه أكيد إتفضل..
ذهبت برفقته للداخل أثناء الحديث معه..
واضح إن حضرتك بتقدر الضحك أوي..
طبعا بقدر الضحك. وبقدر أكتر اللي بيسببه الضحك..
مش بقولك حضرتك ظريف بس قولى حضرتك مش صغير علي إن يبقالك بنت شحطه زي..سليهان..أسفه قصدي زي الأنسه..سليهان..
تبسم بغرورا..
دا نتيجة اللي يتجوز وهو صغير بيفضل شباب..
تبسمت بمراوغه..
حضرتك كدا هتخلينى أفكر في الموضوع
فكري التفكير فيه
لطيف اوي..
وقفت أمام الحمام قائلة..
والله محد لطيف غيرك إتفضل الحمام أهو
فتح الباب. ثم نظرلها بمكرا..
ممكن تدخلى تشغليلي المياه السخنه عشان مبقدرش أستخدم المياه العاديه..
قالت بعفوية..
اه أكيد ثوانى..
دخلت وشغلت الماء الساخنه. وستدارت لتتحرك فوجدته يقف أمام الباب بعدما قفله عليهما بالمفتاح فدب الخۏف بقلبها وحاولت الهدؤ وقالت..
ممكن تفتح الباب عشان اخرج مينفعش أقف مع حضرتك فى مكان زي دا
أقتربا منها حتى اصبح أمامها بلاش كسوف أنا ملاحظ نظراتك ليا. وكلامك معايا طول ما إحنا قعدين. واضح أوي إنك معجبه بيا وبصراحه عجبتينى. وعلى فكرة أنا مكنتش عاوز ادخل الحمام أنا قولت كدا عشان نبقي لوحدينا ونقرب من بعض شويه..
أرتجفت مبتعده للوراء پخوفا ملئ كيانها. وباحت بصوتا مهزوز..
أنت أكيد مچنون مين دي اللي معجبه بيك أفتح الزفت دا بدل ما هصرخ. والم عليك القصر كله..
أقترب منها أكثر بثقة أعلي..
متقدريش تعملي كده عارفه ليه عشان الكل كان ملاحظ طريقتك معايا. ولو انكرتى محدش هيصدق إنك دخلتى الحد هنا غصبن عنك بلاش تنشيف
كرر سؤله لتلك الشاردة بخيالها تتخيل ما يمكن أن يحدث إذا تمادت معه بالحديث .. والذهاب معه إلي الحمام.
تدخلت السيدة .. كريمان .. بالحديث عندما وجدتها شاردة ويبدو علي وجهها الزعر.
إتفضل يا سيد .. بوراك .. معايا هوري حضرتك الحمام
نهضا برفقتها اما الأخري فأمسكت بكأس الماء تتناوله بهلع من خۏفها من هذا التخيل الذي راوضها ثم نهضت لتتعافي روحها بعيدا عن الجالسين ..
اما .. رؤيه .. وهلال فكانه يبدو عليهما الضيق بسبب غياب زوجهما مما جعلهم ينظران لبعضهما وقالتا بنفس الوقت.
لاء مش قادرة أستحمل أنا ئايمة.
نهضتا وذهبت إلي حيث يتوجدان بالجانب الأخر من الحديقة فوجداتا .. سليهان .. تقف .. وعلى يمينها .. جبران .. وعلى يسارها .. عمران .. يتبادلون الحديث بأمور العمل.
فقتربت ثم وقفت كل واحده بجوار زوجها اللذانى نظرا إليهما بغرابه .. وقالت .. سليهان..
خير إيه اللي جاب حضراتكم.
هتفت .. هلال .. برسميه بحته..
حضرتك ضيفه على الغداء مش عن الكلام فالعمل ياريت تتفضلى عشان نكمل العزوم.
التحمت بالإحراج الجاف .. وعدلت من وضع شعرها على كتفيها .. وذهبت برفقة .. هلال .. التى تلقى نظرات حنق إلى زوجها الذي لم يمر ثوانى ولحق بها اما .. جبران .. فنظرا .. لرؤيه .. التى ترمقه بضيق أثناء قولها ..
ياتري الشغل عجبك..
أدرك مقصدها فقطب جبهته بفظاظة..
الشغل التركى فاخر مفهوش كلام بس أنا بفضل شغل بلدي ..
تعرف إنك مستفز .. ومعندكش إحساس.
لو علي الإحساس موجود بس فى واحده هنا مش ناوية تدوق الإحساس وراكبه دماغها ..
.. جبران .. مضايقنيش أنا حامل .. ومش طايقة نفسي ..
بس أنا طايق نفسك يا نفسي ..
إحتوت الكلمات الضئيله قلبها الذي نبض بهواه الشوق لهذا المتيم بعشقها فبتعدت خطوة للوراء تفر من عينيه فأمسك بها يسجنها في ركن يوجد بين الأشجار يختبئان عن الأنظار.
.. جبران .. سبنى من فضلك.
همست برجفه .. وهى تراه يقترب منها.
..
متابعة القراءة