عشق كفيفة

موقع أيام نيوز


بحبك ودا اللى واجعنى انك عارف بمشاعرى ومع ذلك متجاهلنى .. كذبت عليك وقولتلك ان بحب غيرك بس والله العظيم انا لا بحب غيرك ولا اعرف غيرك ولا عاوزة غيرك من الاساس .. انا عارفة انك مش بتحبنى ولا شايفنى من اصله .. قوم يا مروان وانا اوعدك انى هبعد قوم عشان مامتك وبابك والبنت ال.. اللى بتحبها
يعنى مفيش حد اسمه اشرف

لتصدر هى شهقة مفاجأة وهى تراه يفتح عينيه بصعوبة متحدثا ببطئ وكانه لا يستطيع النطق لتنتفض هى بمكانها مقتربه منه قائلة بلهفة
مروان انت كويس استنى انادي على دكتور
ليردف بخفوت قائلا 
استنى بس وردى عليا .. ليه كذبتى وقولتى انك بتحبى غيرى
لتجيبه بحزن قائلة بدموع 
مش وقته يا مروان
ليردف بتعب قائلا بالم
طب ايه اللى حصل انا جسنى كله بيوجعنى ومش قادر اتحرك
اصلك دخلت فى ترله .. استنى هجيب الدكتور
ليقاطععا هو قائلا بتعب وهو يمسك معصمها بيده السليمة 
تتجوزنى يا حبيبة
___
الحلقة الواحدة والاربعون
بعد مرور أسبوعين..
كان قد سافر كلا من مالك واخته ملك وصديقيه وابنة خالته وشقيقها الصغير الى المانيا تاركين كل شئ من خلفهم بينما تولين منذ ان علمت بذلك الخبر وهى حبيسة لغرفتها لا تخرج منها الا لضرورة القسۏة اما امير فقد اصبح وكأنه شخص آخر ففى صباح كل يوم يذهب إلي قبر زوجته يتحدث معها طويلا من ثم يتجه إلي شركته التى اصبحت أكثر تقدما من ذى قبل وايضا هو لقد أصبح أقل حدة وعصبية فى التعامل مع الموظفين لديه وهذا ما كان يثير الإعلام عنه لكنه لم يعطى أى اهتمام لأحد من شركات الاعلام..
اما عدى فقد كان خلال الاسبوعين المنصرمين كثير المحادثه مع ملك سواء كانت من خلال تطبيق الواتساب او يحدثها مكالمة هاتفية .. كانا يتحدثان بكل شئ واى شئ هو يخبرها عن يومه وماذا فعل
وهى نفس الشئ وقد فاجأته بانها صاحبة بيدچ على الفيسبوك باسم عاشقة الليل فهو من متابعين تلك الصفحة لكنه ابدا لم يتخيل ان تكون هى صاحبتها..
ومروان كان قد خرج من المشفى لكن مازالت يده وقدمه متجبرتان الجبس كان قد قضى اسبوع فى المشفى والاسبوع الاخر فى منزل والديه فقد كان يشعر بالحزن والاسف على نفسه لا يعلم ما به حتى لا يجتمع مع من يحب او مع من يحبه فقد كان يعتقد انه يحب ملك لكنه اكتشف انها لم تكن غير اعجاب فقط حيث انها عندما اخبرته بانها ستافر لم يحزن كثيرا فقط تأثر بنفس اللحظة التى اخبرته بها لكن الان ما يحزنه هو رفض حبيبة له للمرة الثانية هو متأكد من مشاعرها تجاهه فلم ترفضه المرة الثانيه
ومصطفى كما هو مازال يعيش داخل عالمه الخاص الذى انشأه لنفسه ملاحظا افعال سما التى تفعلها لجذب انتباهه لكنه يتجاهلها متعمدا رافضا ان يفتح قلبه مرة اخرى.
أريد ولو لمرة واحدة أن أنول الأشياء التي أريدها لا تعويضها .. 
انا.. انا دلوقتي.. حامل.. يعنى ابنى.. انا ومالك.. كمان 8 شهور ونص هيكون.. موجود
لتتذكر جملته فى اخر لقاء بينهما عندما قال لجدها بكل جدية المحامى هيجى ويخلص كل اجراءات الطلاق لتحدث نفسها قائلة بقوة وكانها تشجع نفسها 
لا مش هخليه يطلقنى اكيد ربنا رزقنا البيبى دا عشان تكون اشارة ان احنا نكمل مع بعض انا لازم اكلم مالك واقوله.. ايوة لازم يعرف..
لتفتح هاتفها وما ان جاءت لتتصل به تذكرت ان هذا رقم هاتفه المصرى شريحة الخط وهو الان بقارة اخرى فمن المؤكد انه غير رقم هاتفه يناسب البلاد التى بها لتهتف پغضب من نفسها
ايه الغباء اللى انا فيه دا اكيد غير رقمه اول ما سافر.. يارب طب انا هوصله ازاى.. انا لازم اكلمه
لتظل تعبث فى هاتفها الى تذكرت انها يمكنها محادثتها عن طريق تطبيق الماسنجر لتفتح الشات الخاص بهما
وتبدأ فى كتابة اول رساله والتى كان مضمونها
مالك ازيك.. بقولك انا حامل
لتتنفس بعمق محاولة ان تأتى بهدوئها لتكتب بعد ان استعادت بعضا من هدوئها
مالك .. اخبارك ايه وحشتيني
اوى 
انا عارفه انك زعلان منى من اللى حصل اخر مرة شوفنا بعض فيها فى القصر 
مالك ينفع تنزل مصر محتجالك .. ارجوك 
انا عارفة انه طلب غريب .. بس ارجوك محتجالك اعتبر ان دا اول واخر طلب اطلبه منك 
هستناك يا مالك
لتتنهد بتعب وهى تلقى الهاتف بضجر فوق الفراش وتستند برأسها فوق ظهر الفراش قائلة بنبرة قوية وكانها تبث القوة داخلها وهى تضع كفها فوق بطنها تحدث ابنها
ان شاء الله يا حبيبى بابى هيجى وهنروح معاه فى اى مكان يكون فيه مش هنسيبو تانى
بس انت يا حبيبة مكنش ينفع ترفدى مروان كدا من غير سبب.. انت بتحيبه ودى تانى مرة ترفضيه هو فى ايه بالظبط ولا هو نفسى فيه واقول يفتح الله!
لتجلس على احد المقاعد وتحرك راسها بالنفى وهى تعبس بملامحها الرقيقة كالاطفال قائلة 
لا يا شهد مش كدا الموضوع مش بسهولة دى مش معنى ان بحب مروان يعنى اوافق اول ما يطلب ايدى مروان المرة الاولى اللى طلب يجوزنى كدبت عليه عشان ابعد عنه وزى ما بيقوله اكدب الكدبة واصدقها وفعلا فضلت الكدبة مستمرة ل سنين .. بس لما فضفضت معاه فى الكلام كنت فكرة انه مش فى واعيه بس للاسف سمع كل حاجه وعرف ان اشرف دا مجرد كدبة......
لتقاطعها صديقتها قائلة بسرعه 
طب ما هو عرف ان اشرف دا كدبة وطلبك للجواز ليه بقى ترفضى
لتصيح بها حبيبة قائلة بنفاذ صبر فلا احد يقدر ما تشعر به هى لا تريد ان تكون بعلاقة حب من طرف واحد بل تريد ان تعيش قصة حب كلا منها هى وبطلها يتبادلون الحب لا ان تكون هى فقط الطرف المضحى او العكس فقط تريد حياة بسيطة
يا بنتى الموضوع مش زى مانت شايفه مش معنى انه قالى تتجوزنى اجرى اخده الموضوع موضوع مشاعر واحساسيس مروان لما قالى تتجوزنى كان بيقولها كانه بيكلم اى حد مفهاش احساس او تمنى مش معنى انى بحبه يبقى اقبل بقى حاجه الموضوع مش دبلة وخاتم وفستان وليلة حلوة وشهر عسل والكلام دا الموضوع اكبر من كده........
ليقاطعها رنين هاتفها الذى صدح بالمكان لتنظر اليه تجدها امه لتستقبل المكالمة مجيبه اياها وبعد لحظات انهت المكالمه لتردف وهى تنهض من مكانها 
ماما بتستعجلنى انا همشى.. سلام عليكم
لتومأ لها شهد وهى تراها تغادر
المكان وكلمات حبيبة تدور بعقلها فهى لم تفكر بتلك الطريقة التى تفكر بها حبيب
جلس مالك يجاور صديقه تيم امام احدى الشاشات العملاقة يلعبون احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد لبعض من الوقت كانت تتعالى فيه صرخات حماسهم فقط حتى انتهت اللعبة بفوز مالك ليهتف تيم باحباط 
الحوار مترجم 
انا مش عارف انا ايه يخلنى العب معاك وانا عارف اخرتها كل مرة
ضحك مالك بصخب هاتفا بمرح 
علشان كل مرة بتفكر انك هتقدر عليا ومش قادر تقتنع ان استحالة حد يغلب مالك الصياد
زفر تيم بخنق قائلا پغضب زائف 
مااشى ياعم الخطېر اتعلمنا الدرس
ليكمل بجدية هو يتراجع فى كرسيه براحة
ما قلتليش عملت ليه كده
فى كل اللى فى الادارة كل ما اسألك تغير الموضوع
ابتسم مالك ببطء قائلا ببرود
مش مهم عملت كده ليه المهم انى خلصت
منهم واللى غلط لازم يتعاقب دا غير انهم تبع مراد
زفر تيم بحنق قائلا بقلة صبر 
مانا عارف انهم اكيد غلطوا انا بقى عاوز اعرف هما غلطوا فى ايه ومتقوليش مش مهم تعرف ها عملوا ايه ووزاى عرفت انهم تبع مراد
قص عليه مالك ماحدث صباحا فى الشركة التى اصبحت ملكه هو واخوته بعد ان عاد له حقه من نصيب والده المتوفى ليردف بلا اهتمام ساردا ما حدث من هؤلاء العاملين فى الادارة فاتضح له انهم أصدقاء مراد ويقومون باختلاس الاموال بجانب ان سمعتهم سيئة وما ان انتهى حتى هتف تيم بقوة 
بس يا مالك مش من اول يوم ترفض كل الادارة مفكرتش الخساير اللى ممكن تحصل او ان المناصب دى حساسية وبتاخد وقت لحد ما تلاقى حد تثق فيه
اغمض مالك عينيه قائلا براحة
وتعتقد برضه انى هتصرف كده قبل ما اعمل تحقيق واعرف ان كان الكلام مظبوط ولا لا بس الحمدلله طلعوا اژبل من ما كنت اتوقع
اقترب منه تيم ينكز كتفه بكتف مالك قائلا بعدم تصديق 
مالك انا مش مصدقك مبقاش تيم لو الموضوع دا مفهوش ان 
ابتسم مالك بسخرية وتهكم وهو مازال مغمض العينين ليراه تيم ليهمس مرة اخرى لنفسه وهو يهز راسه
بتأكيد
عيب زاى ما قلت الموضوع فيه إن وإن كبيرة كمان.....
ليقاطعه هو دخول الياس الذى القى بجسده بجانب مالك بقوة مما صدم مالك بكتفه بقوة ليصيح مالك پغضب مصطنع وهو يرى تهجم وجه الاخر
ايييه حم ار بيقعد مش تفتح
ليجيبه الياس بنفاذ صبر 
مش وقتك يا مالك
ليميل تيم على مالك مستندا بمرفقيه فوق فخذى الاخير قائلا بخبث وهو يوجه لمالك
تقريبا سابته وراحت تقابل واحد غيره
لينظر له الياس بطرف عينيه پغضب ولم يجيبها بينما اكمل مالك قائلا بخبث 
وانا سمعتها امبارح بتقول لملك انها نفسها فى واحد يكون اسمرانى وعيونه سود...
ولم يكد ان ينهى جملته حتى راى الياس وهو ينتفض من مكانه پغضب وانفعال قائلا بعصبية وهو يتحرك ناحية الباب 
دا انا اللى هخلى حياتها سودا .. قال عيونه سود
لكن قبل ان يغادر كان كلا من مالك وتيم يمسكانه من مرفقيه ساحبين اياه للداخل مرة اخرى وهما الاثنين
يضحكون بصخب بينما الياس ينظر لهما پغضب ليردف له مالك قائلا من وسط ضحكه على شكل الياس وهو يتذكره عندما انتفض من مكانه ووجه محمرا من شدة الانفعال
لا مكنتش اعرف انك بتغير اوى كدا
لينظر اليه الياس ببرود وهو يجلس مكانه مرة اخرى ليصيح به فجأة
دا من امتى دا
ليربت تيم على كتفه بتعاطف وهو يرسم ملامح الجديه فوق ملامحه لكنه اردف قائلا بسخرية
لا يا ايسو انت لازم يكون عندك ثقة فى نفسك مش كدا دا انت شعر اصفر وعيون زرقة
ليضربه الياس فوق كتفه قائلا بحنق
هيهئ خفيف..
ليقاطعهما مالك وهو يقول بنبرة جادة
بسس انتم اللى اتنين .. فى ايه يا الياس ايه اللى حصل انت كنت خارج كويس
ليجيبه الياس بتهكم 
لا كتر خيركم انك سألت
ليهمس له تيم فى اذنه بنبرة خبيثه وهو يحاول كتم ضحكته
الناس مقامات يا ابو الصحاب
ليردف الياس بنبرة ڠضب مصطنع وهو يمسكه من ياقته قائلا پحده
هو انا لو قتلتك حد هيزعل عليك
ليبتلع تيم لعابه بصعوبه قائلا وهو يحول بصره الى مالك الذى بدأ باللعب مرة اخرى همس باسمه عدة مرات لكن مالك لم يعيره اهتماما بل كان يصب كامل تركيزه الى الشاشة
 

تم نسخ الرابط