انا لها شمس من الاربعون الي الاخير
المحتويات
بجوار فريال ليقابلها صغيرها بحماس وسعادة
ماميلارا كلمتني وجاية حالا
بالكاد أكمل جملته لتلج سيارة لارا بعدما سمح لها حارس البوابة وبعد قليل ترجلت من السيارة ممسكة بيديها بعض الحقائب المملؤة بالهدايا للصغير الذي هرول عليها لتحتضنه بقوة بعدما ناولت ما تحمل بيديها إلى عزةباتت تزيده من قبلاتها الشغوفة التي أثارت حنق الصغيرة التي تتطلع على صديقها وهو معلقا بين أحضان تلك الفتاة الشقراءنطقت وهي تتحسس شعر رأسه
كان يشدد من احتضانه لعنقها ليبتعد قليلا وهو يقول بطفولة
مامي هي اللي مش بترضى توديني عندك أنا قولت لها عاوز اروح عند لارا وجدو أيمن وهي اللي مش رضيت
نطقت وهي تتحرك به صوب التي انطلقت ضحكاتها على صغيرها الذي ألقى بالتهمة على عاتقها ليبرئ حاله
خلاص كده أخدت براءة ومامي هي اللي هتتعاقب
وحشتيني قوي يا لارا
لو وحشتك بجد كنت جبتي چو وجيتي زورتينا...قالتها بنبرة لائمة لتتابع مبررة
مش تستني لما العروسة تسيب تجهيزاتها للفرح وتيجي علشان تشوفك
نطقت بعينين معتذرتين
والله ڠصب عني يا لاراأنا حكيت ظروفي واللي حصل لي مؤخرا للباشمهندس في التليفونوبررت له خوف فؤاد عليا من الخروج
إزيك يا مدام فريال
اجابتها الاخرى بابتسامة مشرقة
إزيك إنت يا لارا نورتينا
التفتت الفتاة على صوت عزة المعترض وخفة ظلها
وأنا مفيش إزيك يا عزة ولا أنا كنت بايتة في حضنك وأنا ما أعرفش
والله وحشتني طولة لسانك يا زوزة
اتسعت عينيها لتشهق وهي تقول باعتراض مفتعل
طولة لسانيطب إبقي شوفي مين هيجيب لك الكريم كراميل اللي عملته مخصوص علشانك
نطق الصغير ملطفا الاجواء بطفولته
عزة عملت لك الكريم كراميل علشان إنت بتحبيه يا لارا
مالت لتضع قبلة حماسية على وجنة الصغير لتنطق بملاطفة وهي تداعب وجنتيه بأناملها
ضحك الجميع لتنسحب فريال إلى الداخل لتترك لهما بعض المساحة للتحدثجلسن إيثار ولارا وعزة بصحبة يوسف حيث أجلسته لارا فوق ساقيها لتضمه بأحضانها كي تشبع روحها من ذاك الذي صنع لحاله مكانا بقلبهانظر على تلك الصغيرة الجالسة بصحبة المربية تلهو بألعابها وعينيها مثبتتين بنظرات غاضبة على ذاك القابع بأحضان تلك الشقراء أفلت حاله من بين أحضان لارا ليذهب صوب التي ما أن رأته يقبل عليها حتى أزاحت ببصرها للجهة الأخرى جلس بجوارها لينطق بعفوية
ربعت ذراعيه فوق صدرها لتنطق پغضب طفولي
أه زعلانةومش هلعب معاك تاني يا چو ويلا روح عند صاحبتك اللي سبت
بيسو وروحت عندها
مط شفتيه وظهر الحزن بعينيه ليضع كفه على وجنتها يجبرها على استدارت وجهها والنظر إليه ثم نطق بنبرة أظهرت كم ندمه وحزنه
متزعليش يا بيسو أنا مش هعمل كده تاني وأزعلكبس لارا صاحبتي من زمان وبتحبني قوي
هتفت متذمرة بغيرة ظهرت بعينيها الغاضبة
أنا كمان صاحبتك يا چو
لوى فمه قليلا يتعمق بملامحها الغاضبة ثم تحدث لترضيتها
علشان خاطري مش تزعلي
ابتسمت لتقول له
طب تعالى إلعب معايا ومش تروح عندها تاني
ابتسم بسعادة بالغة ليشاركها اللهو ويندمجا متناسيين من حولهما
داخل شقة صديقه رأفت المتواجدة بالمركز التابع لهم كان يجلس بصحبة الرجل الوسيط بينه وبين المشترى لينطق بملامح وجه جادة
رجالتي هتروح الإسبوع الجاي علشان تبدأ حفر في سوهاجإحنا خلاص جهزنا كل حاجة وهنستغل إنشغال الكل في الإنتخابات ونبدأ من غير ما حد يحس بينا
واستطرد بما أثار تعجب الأخر
بس قبل ما نبدأ ليا طلب عند الخواجةوالطلب ده تنفيذه هيكون قصاد نسبتي
سأله الرجل متعجبا حديثه
يعني إيه مش هتاخد نسبتك من تمن الأثار اللي هتطلع من الحفر!
هز رأسه بإيجاب لينطق الرجل بتردد
إنت عارف نسبتك دي ممكن تتقدر بكام!
نطق دون تفكير
عارف ومتنازل
هتف رأفت صديقه بحدة في محاولة منه لإفاقة صديقه من غفوته
إعقل يا عمرو وبطل جنان اللي إنت طالبة ده مستحيل
واسترسل ناصحا
وبعدين إنسى بقي وفوق لنفسك واتعلم من اللي فات يا اخيخد الفلوس وعيش بيها ملك زمانكإتجوز عيلة بنت تمنتاشر تدلعك وتنسيك اللي فاتوخلف لك منها كام عيل قبل العمر ما يعدي بيك يا صاحبي
رمقه بنظرات كالسهام الڼارية ليقول بحدة
يا تقول كلمة عدلة يا تسمعني سكاتك يا عم رأفت.
ضيق الرجل بين عينيه ليسأله بفضول
هي إيه الحكاية يا عمروطلب إيه ده اللي خلى صاحبك اټجنن كده
نطق ببرود
عاوز رجالة الخواجة يخطفوا لي مراتي وإبني ويسفرهم لي فرنساوأنا هخلص له مصلحته واسلمها له بيضة مقشرة وبعدها أحصلهم
قطب الرجل جبينه ليسأله بعدم استيعاب
طب ولما هما مراتك وإبنك هتخطفهم ليه!
كاد أن يرد لولا صوت رأفت الذي صدح بحدة
علشان لا دي مراته ولا من حقه ياخد الواد
واسترسل بإبانة
البيه مطلقها والست في عصمة راجل تاني ومش أي راجل ده مستشار وأبوه التاني مستشار وعضو في المحكمة الدستوريةحتى الواد متنازل عن حضانته لأمه
اتسعت أعين الرجل وهتف بحدة وڠضب
إنت إتجننت يا عمروعاوزنا نلعب مع ناس في القضاء وإحنا شغلنا كله شمال!
أرجع ظهره للخلف لينطق بصرامة
والله ده شرطي الوحيد علشان أكمل لكم العملية بتاعتكمغير كده إعتبروني منسحب
تنهد الرجل ليقول بهدوء وعقلانية
إديني يومين أبلغ فيهم البوص واشوف رأيه إيه
على أقل من مهلك...قالها عمرو تحت استشاطة رأفت من تصرفات ذاك الأبله الذي لا يتعلم من اخطائه أبدا
بغرفة إجلال ولج نصر إليها لتهب واقفة وتحركت صوبه وهي تهتف بحدة وعينين تطلق شزرا
إطلع برة ورجلك لو خطت أوضتي تاني هكون قطعاها لك يا نصر
أشار لها بكفيه لتتوقف ثم نطق سريعا
إهدي يا إجلال وخلينا نتكلم بالعقل عيب اللي بتعمليه ده
هتفت پغضب عارم وهي تقول
العيب لو إتعمل مع أهل العيب ميبقاش عيب يا ابن البنهاوي
نطق بخنوع وتذلل كي يستدعي هدوئها
أنا جاي اراضيك واشوف كل طلباتك وانفذهالكلو على موضوع البت هطلقها وهغورها من حياتي خالصبس استهدي بالله وخلي ابن عمك يسحب ورق ترشيحه عيب يا بنت الناس لما تقفي مع واحد زي هارون قصاد جوزك أبو ولادك
لوت
فاهها ساخرة لتقول متهكمة
خلصت الكلمتين اللي جاي تبلفني بيهم ولا لسه لو خلصتهم خد الباب في إيدك وإنت طالع
كاد أن يتحدث قاطعته پعنف وشراسة
ولو على الرقاصة بتاعتك اللي خبيتها مني أنا هعرف أوصل لها ومبقاش إجلال إن ما خليت الدبان الازرق ما يعرف لها طريق
وصل لذروته من الڠضب ليصيح بحدة وسخط
ماشي يا إجلال أنا هخلصها بطريقتي بس خليك فاكرة إني جيت لك لحد عندك وإنت اللي اتمنعتي
قالها لينطلق غاضبا كالإعصار تحت اشتعال روحها وڠضبها العارم منه وهي تقول
إنت لسه شفت حاجة يا واطيإصبر عليا إن ما خليتك تلف حوالين نفسك زي المچنون ما أبقاش أنا ستهم
ليلا داخل بهو قصر علام زين الدين
كان علام وزوجته وفريال وماجد يجلسون يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهمأما فؤاد فكان يهبط الدرج محتوي كتف حبيبته برعايةوصلا للتجمع العائلي لينطق بنبرة هادئة
مساء الخير
رد الجميع التحية لتقول هي الاخرى بعدما ألقت التحية على الجميع
إزي حضرتك يا بابا
اجابها بابتسامة حنون
إزيك إنت يا حبيبتي وإزي حفيدي البطل
ابتسمت بسعادة لتجيبه بملاطفة
مغلبني معاه والله يا بابا
ساعدها فؤاد على الجلوس ثم جاورها لتبتسم عصمت قبل أن تقول بنبرة حماسية
إستحملي التعب لحد ما حبيب نانا يشرف وبعدها هشيل عنك كل التعب مش هخليك تشتكي منه أبدا
إن شاءالله يا ماما...قالتها بحبور ليسألها ذاك العاشق باهتمام زائد بعدما وضع إحدى الوسائد الصغيرة خلف ظهرها
مرتاحة يا بابا ولا أحط لك كمان مخدة ورا ظهرك
تحمحمت لتجيبه بهدوء
كده كويس يا حبيبي تسلم إيدك
أومأ لها ليعتدل بجلستهليسألها علام بنبرة أظهرت اشتياقه الجارف لمعرفة نوع جن س حفيده الغالي
هتعملي سونار للشقي ده إمتى يا إيثار
ليتابع بملاطفة
عايزين نتعرف عليه أكتر علشان نعمل له إستقبال بالشكل اللي يليق بيه
أجابته ببشاشة وجه وابتسامة سعيدة تأثرا بحنين ذاك الراقي للتعرف على حفيده
الدكتورة قالت لي الإسبوع الجاي إن شاء الله
نطق ذاك العاشق وهو يتطلع إليها بعينين أظهرت كم العشق الذي يكنه لها بقلبه
بنوتة وشبه أمها إن شاءالله
نطقت عصمت برضا بقضاء الله ظهر بصوتها وداخل عينيها
كل اللي ييجي من ربنا خيرأهم حاجة يوصل بالسلامة بصحة تامة ونفرح بنسلك يا حبيبي
أمن الجميع على حديثها ليتطلع ماجد إلى فريال بذات مغزى بادلته إياها بنظرات يملؤها الحزن وكأنها تدعوه للتراجع فتنهد قبل أن ينطق بنبرة جادة بعدما اتخذ قراره وحسم أمره
أنا وفريال أخدنا قرار وحابين نبلغكم بيه
تطلع الجميع إليهما ليجدوا علامات الحزن والأسى تملؤ ملامح فريال بينما سأله علام مستفهما
خير يا ماجد!
خير يا سيادة المستشار...قالها برزانة ليتابع موضحا
إحنا قررنا نشتري شقة نعيش فيها لوحدنا
أغمضت عصمت عينيها پألم وكأن كلماته نصل سکين حاد إخترق نصف قلبها لتندفع الډماء على إثره بشدة ولم يختلف الوضع عند فؤادنعم وجوده بدأ يسبب له المشاكل والحرج ولم يعد يتقبل تواجده الدائم بالمنزل ذاته مع زوجتهلكنه بالوقت ذاته يتألم بل يذرف قلبه دما من مجرد فكرة خروج شقيقته من المنزل التي عاشت بداخله منذ أن أتت إلى الدنيا ولم تخرج منه إلى الأن أما إيثار فشعورها كان مختلفافقد إقتحم داخلها شعورا هائلا بالذنب وحملت حالها نتيجة قرار ماجد بالإبتعاد والخروج فقد بات واضحا للضرير السبب الذي دفع ماجد لاتخاذ تلك الخطوة الصعبة بعد تغير معاملة فؤاد له
خرج صوت عصمت مټألما وهي تسأله بقلب يذرف دما
إيه اللي
خلاك تاخد الخطوة دي يا ماجد وإنت ليك سنين عايش معانا
كده أحسن للكل يا دكتورة...قالها ليسأله علام بهدوء
يا ابني إنت عايش معانا من سنين وخلاص بقيت واحد مننا إزاي عاوز تاخد بيسان وفؤاد من حضننا وتبعد
شعورا ضاري بالذنب اقتحم قلب فؤادلينطق ماجد مفسرا بطريقة تجنب بها شرط علام بداية زواجه بابنته منعا للحرج للجميع
يا باشا إحنا كنا عايشين معاكم علشان الولاد يكونوا ونس ليكم لكن ماشاء الله مدام إيثار حامل وبكرة ولاد سيادة المستشار يملوا القصر عليكموإحنا مسيرنا في يوم هنمشي علشان يكون لنا حياتنا الخاصة وولادنا يتربوا في بيت أبوهمفخليها الوقت أحسن من بعدين
أغمض فؤاد عينيه پألم ليخرج صوته أخيرا بنبرة يكسو عليها الحزن والالم
مفيش داعي تخرجوا من القصر يا ماجدأنا كنت بدور على مكان قريب من هنا وهنقل فيه أنا ومراتي
وقبل ان يكمل جملته صاحت عصمت بصوت أظهر مدى ذهولها وچنونها معا
إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده يا فؤادإنت عاوز تاخد مراتك وابنك اللي ليا سنين بحلم بإني أربيه على إيديا وتمشي!
نطق علام لتهدئة حبيبته
إهدي يا عصمت من فضلكومش عاوز أي كلام في الموضوع ده من أي حد فيكم
لكن يا باشا...كلمة نطقها ماجد ليقاطعه علام بحدة وصرامة
مش
متابعة القراءة