انا لها شمس من الاربعون الي الاخير
المحتويات
بالرجالة يا عزيزأنا بعت واحد منهم يجيب غدا من المركز القريب من هنا وزمانه جاب لهم
قالت منيرة بنبرة عاتبة
ليه كده يا ابنيهو احنا قليلين في نظرك علشان تبعت تشتري لرجالتك أكل من برة!
نطق بهدوء مبررا
انا مقولتش كده حضرتكأنا بس محبتش أشغلكم بتجهيز الاكل وقولت تستغلوا الوقت في القعدة مع إيثار
ولما طلعت أكلم الباشا وأبلغه إننا هنباتخليت واحد منهم يروح يجيب غدا للباقي
انتهوا وحملوا الاواني للمطبخ واتجه الجميع لغسل أياديهم ثم توجهوا لغرفة الضيافة لتناول مشروب الشاي التي صنعته نوارة وأثناء تناولهم للشاي استمعوا لخبطات فوق الباب لتذهب نوارة ثم تعود بعد قليل وهي تقول بنبرة مرتبكة
ضيقت بين حاجبيها لتسألها باستغراب
واحدةعوزاني أنا!
سألتها منيرة تحت نظرات فؤاد المدققة
مين دي يا نوارة!
صمتت قليلا قبل أن تنطق بتلبك
مروة مرات حسين البنهاويومعاها بنت عمرو وسمية
لتسترسل بإبانة
الأمن حاجزينهم برة وواحد منهم هو اللي خبط وبلغني
ارتبكت بجلستها لينطق فؤاد بحدة بعدما استمع للقب البنهاوي
من فضلك بلغيها إن إيثار مش عاوزة تقابل حد
وقفت إيثار وتحدثت إلى زوجها برجاء
معلش يا فؤاد أنا هقابلهاده بعد إذنك طبعا
مروة شخصية طيبة مش زيهم وبعدين أنا معاكم ووسطكم
نطقت منيرة
متقلقش يا ابنيمروة من عيلة محترمة وبنت ناس
ثم وقفت وجاورت ابنتها لتتابع كي تطمأنه
وأنا هطلع معاها علشان تطمن
اطمئن قليلا بوجود الحرس وتأكد من أن رئيسهم لن يسمح لها بالدخول لولا تأكده من الأمانخرجت إيثار لتجد مروة تقف بجوار الطفلة المتشبثة بثوبها تختبئ خلفها وكأنها حصنها المنيعاقتربت عليها تحت نظرات مروة المتفحصة لحال إيثار الذي تبدل وكأنها ترى أميرةنعم طالما كانت جميلة وبرغم فقرها إلا أن ثيابها كانت جميلة وأنيقة وبعد زواجها من عمرو تغير حالها للأفضل ولكن ليس بتلك الحالة التي عليها الان فقد أصبحت طلتها كالأميرات ونجمات السينما نظرا للمستوى المادي التي انتقلت إليه بزواجها من أحد الأثرياء تحدثت إيثار وهي تقترب عليها
بسطت مروة يدها للمصافحة لتنطق بنبرة لإمرأة ظهرت بائسة حزينة لما أوت إليه
إزيك يا إيثار
أشارت لها منيرة لإحدى الغرف
تعالي يا بنتي جوة
معلش يا خالتيانا جاية أتكلم مع إيثار كلمتين وماشية على طول... قالتها پانكسار لتتابع وهي تنظر إلى تلك الصغيرة المنكمشة خلفها
وجبت زينة معايا علشان تشوف أخوها وتسلم عليه
يوسف مجاش معاياخفت يسأل عنكم ويطلب يزور
البيت
واسترسلت بتأثر ظهر بصوتها ونظرات عينيها الحزينة
إبني لسه صغير على إني اصدمه وأقول له حقيقة اللي حصل مع عيلته
تألم داخل مروة ثم تحدثت
أنا جايبة لك رسالة من حسين ومني أنا كمان
قطبت جبينها باستغراب لتتابع الأخرى بتوسل
حسين طالب منك تسامحيه وتسامحي أهلهبيقول إن اللي حصل لهم ده كله بسبب لعنتك لعڼة ظلمك اللي كلنا شهدنا عليه وسكتنا
أخذت الأخرى نفسا عميقا وتحدثت
ربنا اللي بيسامح يا مروةأنا ربنا عوضني أنا وابني براجل محترم ونسيت معاه كل اللي فات وصدقيني لو قولت لك إني زعلت على اللي حصل معاكم
واسترسلت بجدية
دول مهما كان أهل إبني واللي يضرهم يضره
سألتها باهتمام
يعني مش زعلانة مني ولا من حسين!
هزت رأسها بنفي لتسألها باهتمام
هو حسين معاكم هنا
تنهدت پألم حين تذكرت حال زوجها لتقول بصوت متأثر
حسين قاعد في مصر شغال هناك في شركةبيقبض مرتب ضعيف ولما ظروفه تتحسن هيبعت ياخدني أنا والولاد
ثم تطلعت لتلك المختبأة خلفها
وهاخد زينة معايا هي عايشة معايا عند بابا
هي أمها... قالتها إيثار وقبل أن تكمل قاطعتها مروة لتنطق
كانت عيانة عندها ورم في الرحم بعيد عن السامعينعملوا لها العملية وحكم الإعدام هيتنفذ فيها بعد بكرة
هزت إيثار رأسها بأسي لتتابع الأخرى بيقين
ربنا جزاها على كل الأڈى اللي عملته في حياتهاالله يسامحها بقى
هتفت منيرة بحدة وشراسة
الله لا يسامحها لا دنيا ولا أخرة وينتقم منها بحق العيال اللي يتمتهم وكسرتهم
نطقت مروة بكلمات حق
مهي نسرين التانية مكنتش بريئة يا خالتي
أشارت منيرة بكفها وتحدثت بأسى
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم هما الإتنينربنا يكحمهم في جهنم بحق ما خربوا بيت بنتي
هتفت نوارة باتساع عينيها المتعجبة
لسة بتقول خړاب بيت بنتها!هو أنت يا خالتي مش شايفة حالة بنتك ولا جوزها سيادة المستشار إيش جاب لجاب
نطقتها بملامة ثم نظرت إلى مروة لتنطق بصوت جاد
معلش يا مروة أنا لساني فالت ومبعرفش أسكت قدام الحق وبصراحة كده إيثار ربنا بيحبها إنه نجاها من العيلة الهم دي
قالت إيثار لإنهاء ذاك الحديث
خلاص يا نوارةكل شئ انتهى وراح لحاله والكلام مبقاش ليه لزوم
تحدثت مروة وهي تستعد للرحيل
يعني أطمن حسين يا إيثار
أومأت لها وتحدثت بنبرة صادقة
حسين طول عمره كان محترم معاياوعمره ما أذاني حتى بكلمهربنا يصلح حاله ويفك كربكم وتتجمعوا قريب
استمعت لصوت ذاك الحنون الذي خرج ليطمئن عليها بعدما فقد القدرة على الصبر أكثر من هذا لينطق
الوقفة دي غلط عليك يا حبيبي
ما اروعه حين يقول كلمة حبيبيينطقها أمام الجميع دون أن يخجل بالعكسيشعر دائما بالفخر بامتلاكه لتلك الرائعةاقترب عليها لتنطق مروة بعدما شعرت بالخجل
أنا همشي
قالت منيرة بنبرة هادئة
هتمشي يا بنتي من غير ما تشربي حاجة
تطلعت إلى فؤاد الذي يخترق ملامحها بنظراته ليستكشف نواياها بحكم ما تعود عليه من خلال عمله لتنطق هي بارتباك
مرة تانية يا خالتيمتشكرة يا إيثار
رفعت كتفيها لتنطق بنبرة صادقة
على إيه بس يا مروة
تطلعت إيثار على تلك الصغيرة لتشعر بالأسى تجاههافقد جنى عليها والداها بمجيئها للدنيا بتلك الطريقة المهينةرحلت المرأة لتتركها بصحبة عائلتهاقضت سهرتها بصحبة عائلتها لتغفى بالليل بصحبة زوجها بغرفة أيهموباليوم التالي خرجت من البلدة لتمر من ذاك الكوبري ولأول مرة مرفوعة الرأس بقلب سعيدتطلعت لذاك الجالس بجوارها لترتمي داخل أحضانه تتنعم بحنانه
لتنطق بسعادة وارتياح لم تشعر به منذ سنوات
أنا حبيبي يستاهل دلع الدنيا كلها
ابتسم بسعادة لشعوره بشدة حبور خليلة الروح ليشدد من إحتضانها ويضع كفه يتحسس موضع صغيراه ليسألها
حبايب قلبي أخبارهم إيه
زي الفل يا حبيبي...قالتها وهي تطمئنه على جنيناه ليتنهد براحة
بعد مرور أقل من ثلاثة شهور
كانت بصحبة زوجها وعائلتها
داخل منزل أميرةتلك الفتاة التي تعرف عليهاأيهم من خلال عمله بشركة الزينيفقد حضروا اليوم لزيارتهم لخطبة الفتاة ل أيهموقد حضرت معهم إيثار وفؤاد بعدما تحسنت علاقتهم وعادت كأي علاقة صحية لفتاة بعائلتها وأثناء الترحاب بهم وبعد الإتفاق على تفاصيل الزواجشعرت إيثار ببعض الألم في البداية كظمت ألمها كي لا تفسد فرحة شقيقها وعروسه الجميلة لكنها لم تستطع الصمود اكثر لتطلق صړخة مدوية وهي تتمسك بكف زوجها
فؤادإلحقني
إنتفض قلبه لينظر عليها بوجه شاحب كالأموات من شدة هلعه عليها ليسألها
مالك يا قلبي
حملقت عينيها باتساع وهي تقول بهلع
شكلي بولد أاااااااه
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الأخير
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
إخترقت صرخاتها المټألمة جدار قلبه قبل أذنيه ليأن ۏجعا وړعبا على شريكة الروحيقود سيارته پجنون فقد أوشك على فقدانه لعقله كلما استمع لأنينها وصوت صرخاتها المستنجدةتارة يتابع الطريق بعيناه الزائغة وتارة أخرى يتطلع بانعكاس المرآة على حبيبته القاطنة بالمقعد الخلفي تتلوى من شدة الألم تجاورها والدتها حيث تؤازرها وتحاول التخفيف عنها ببعض الكلمات كي تتحمل ألم المخاض الذي هاجمها بضراوة على حين غرة
إتحملي لحد ما نوصلوإجمدي كده هي يعني أول مرة ليك
ضغطت على يد والدتها المحتضنة كفها لتنطق قائلة
ما أنا مستحملة أهو يا ماما هعمل إيه أكتر من كده
ثم صړخت مستنجدة به بطريقة حادة
بسرعة يا فؤادهو إنت طالع رحلة
برغم ڠضبها وحدتها بالحديث إلا أنه أوجد لها العذر وتحدث بصوت أظهر كم الهلع الذي أصابه من ۏجعها
حاضرحاضر يا حبيبيحاولي تاخدي نفس وتهدي وإحنا خلاص قربنا من المستشفىأنا أتصلت بالدكتورة وهي في انتظارنا
يجلس بالمقعد المجاور له وجدي بينما أيهم وعزيز يتبعاه بسيارة أيهم وبصحبتهم أميرة التي أصرت على ألا تترك خطيبها وعائلته بهذا الظرف الطارق فأخذت الإذن من والدها حيث سمح لها على الفور بأن ترافقهم.
بكثيرا من التوتر أخرج هاتفه بيد مرتجفة لينطق وهو يبحث عن رقم والدته
أنا هكلم ماما تحصلنا على المستشفى هي والباشا
نطقت على عجالة وهي تصرخ
خليها التراشق بالكلمات الاذعة بالماضي جعلت كلا منهما تبغض رؤية الأخرى وتتجنب الإجتماع بها
أنا مش عارفة يا بنتي إنت مستحملة الست دي لحد الوقت إزايدي عليها لسان عاوز قطعه من لغلوغه
ماااااما...نطقتها بصړاخ معترض كي تجبرها على الصمت والتوقف عن الحديث فيما يثير ڠضبها بشأن تلك ال عزة لتنطق الاخرى وهي تضع كفها تسد به فمها
خلاصهخرص خالص ومش هجيب سيرة الست عزة هانم
لينطق وجدي وهو يحاول تهدأت شقيقته
إستحملي يا إيثارشوية ونوصل إن شاءالله
أغمضت عينيها تعتصرهما مع ضغطها بقوة على كف والدتها لتكظم ذاك الألم المپرح فاستمعت لصوت فؤاد وهو يتحدث مع والدته
بسرعة يا ماماومتنسيش تجيبي عزة معاك وبلغي فريال وهاتيها هي كمان
إقفل الزفت ده وزود السرعةإنت فاكر نفسك طالع رحلة وقاعد توزع الدعاوي
واسترسلت بصړاخ بعدما أصيبت بنوبة فزع
إنت السبب في اللي أنا فيه ده كله يا فؤااااااد
اتسعت عينيه بذهول ولولا ثباته وقوته الجسدية لاهتزت الطارة من بين يداه وواجهوا کاړثة كبرىصاح بها لتترك كتفيه
إهدي يا بنتي وسيبي هدوميهتودينا في داهية
اعتدل وجدي بجسده وحاول فك قبضة شقيقته المتشنجة من فوق تلابيب فؤاد وهو يهتف عاليا
إهدي يا إيثار مش كده سيبي الراجل لنعمل حاډثة
ساعدت منيرة نجلها بفكاك قبضتيها المتشبثة لتنطق وهي تعيد ظهر ابنتها للخلف
بسرعة يا ابني الله لا يسيئكالبت شكلها تعبان قوي ومش قادرة تتحمل
رد يجيبها
أنا سايق بأقصى سرعة مسموح بيها يا أميلو ذودت أكتر من كده هعرض حياتنا للخطړ وخصوصا مع زحمة الطريق
ثم استرسل بنبرة حنون وهو ينظر لحبيبته في المرآة
استحملي يا بابا علشان خاطري
تطلعت لانعكاس عينيه لتنزل دموعها وكأنها تشتكيه مر الألم لينشطر قلبه في الحال لشعوره بالعجز حيال ألامها الشرسة.
بعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة وصلا للمشفى
بسرعة
كان علام يتابع
متابعة القراءة