انا لها شمس من الاربعون الي الاخير
المحتويات
بعد ما دوقت راحة البال والسلام النفسي جوه حضنك وأنا بقى عندي فوبيا إني أخسر الأمان اللي حسيته بينكم
توقفت لتأخذ نفسا مطولا قبل أن تتابع بنبرة أظهرت كم تأثرها ورعبها من الرجوع إلى الماضي وخسارة ما اكتسبته في كنف تلك العائلة التي احتوتها برعاية هي وصغيرها_
من أول يوم دخلت بيتك فيه وأنا بنام مطمنة شعور كنت نسيته من سنين
من يوم ما خرجت من بيت بابا وجيت بيوسف على القاهرةوأنا مفيش يوم عدى عليا من غير مشاكل عيشت سنين والخۏف ملازمني زي ظلي
تطلعت إليه لتتعمق بعينيه التي تتمعن بتفاصيلها بتأثر وألم لتتحول نظراتها من حزن إلى أعلى درجات الهيام وهي تقول_
لحد ما القدر ورحمة ربنا حطتك بطريقيومن يومها وأنا حياتي كلها إتغيرت
طب وإيه اللي اتغير يا إيثارما أنا هو نفسه فؤاد حبيبكيبقى ليه الخۏف اللي يوصلك لحالة الرهاب اللي كنتي عليها النهاردة!
هزت رأسها وأمسكت كفه بخاصتيها لتنطق متأثرة بعينين بهما غيمة تكونت بفضل شعورها بالذنب_
خفت يا فؤادخۏفت أهلك يحملوني ذنب خروج فريال من البيت وأفقد حبهم واحتوائهم ليا أنا وإبني
إنت أصلك مشوفتش معاملة بيت نصر ليا كانت عاملة إزايإجلال كانت بتحاسبني على دور البرد اللي بيصيب إبنها وتنصب لي المحاكمة
أفلت يداه من خاصتها ليحاوط بهما وجنتيها باحتواءجفف بإبهاميه دموعها التي سالت على الخدين لينطق سريعا قاطما حديثها_
هز وجهها بيداه وكأنه يجبرها على الخروج من تلك الحالة المړضية_
مفهوم يا إيثار
هبطت دموعها من جديد لتلقي بحالها داخل أحضانه وهي تقول_
أنا مش قوية زي ما الكل شايفني يا فؤادأنا أضعف مما تتخيلوا كلكم
على عجالة ابتعدت عنه لتتعمق بعينيه وهي تقول بنبرة توسلية_
إحتوى وجنتيها من جديد لينطق بقوة وثبات بث لها من خلالهما الإطمئنان والسكن والسکينة_
عاوزك تكوني متأكدة من حاجة مهمة قوي وتحطيها دايما قدام عيونكإن مهما حصل مستحيل أبعد عنك
واسترسل بعينين ممتنتين تفيض عشقا_
وهمس بغرام_
ده غير إن شفايفك بقت ترياق الحياة اللي بيحييني معقول أضيع عمري كده بسهولة
نطقها واقترب عليها ليأخذها بعالمه الساحر من خلال قبلته الرقيقة التي بث لها كم من المشاعر الهائلة
بعدما أطمأنت أن الصغير قد غفى بسلام هبت واقفة وباتت تجوب الغرفة إيابا وذهابا وقد تملك الړعب من قلبهاباتت تفكر في شړ عمرو الذي سيطال إيثار بالتأكيد بعدما علم بحملهافهو كائن بربري يسعى لتخريب حياة كل من حوله وافساد سلامهم النفسي وبالاخص تلك المسكينة التي أوقعها حظها السئ
ليعشقها ذاك المړيض بالتملك دون غيرها من فتيات البلدةتوقفت فجأة لتنطق وهي تشير بكفيها_
وأنا هوجع قلبي على إيه أنا هروح أحكي اللي حصل لصاحبة الأمر
وجوزها يتصرف
ثم وضعت كفها ليحتوي فكها وهي تفكر_
بس سيادة المستشار لو عرف ماهيصدق ويمسكها عليا ذلة
هزت رأسها على عجالة لتقول بلامبالاة_
يعمل اللي يعمله بقىقال هيسخطوك يا قرد
نطقت كلمتها واسرعت للخارج بعدما عقدت النية على الإعتراف بچريمة الصغير التي تمت تحت إشرافها الكاملعودة إلى فؤاد الذي ذاب لبعيد مع معشوقة الروح خليلة القلبفقد سحبها لعالمه وبات يتذوق بتلذذ واستمتاع لكلاهما حتى فصلتهما تلك الطرقات لتفزع هي مبتعدة مما جعل الأخر يستشيط غضباكور قبضة يده بقوة لينطق من بين أسنانه_
الخبطة دي أنا عارفها كويس قوي
ليشير لها صوب الباب_
هي مفيش غيرها
لوت فاهها لتنطق باستحياء_
عزة!
طبعا عزة...قالها لتنزل هي عن ساقيه فتحرك هو صوب عليقة الملابس ليلتقط مئزره ويرتديه ثم توجه لفتح الباب ليهز رأسه حين وجدها تقف أمامه بابتسامتها البلهاء والتي توقع من خلالها أنها فعلت کاړثة وما أكد حثه هي كلماتها التي نطقتها بهدوء_
عاوزة أبلغك إنت وإيثار بحاجة مهمة حصلت
أشار بكفه بطريقة مسرحية لتنطلق للداخل فور سماحه لها وتحركت حتى وصلت لحجرة النوم ليتبعها وهو يقول_
إتفضلي إشجيني وقولي لي على المصېبة اللي عملتيها
نظرت إليه لتنطق باذبهلال_
هو سعادتك عرفت منين!
أجابها ساخرا_
من ملامح وشك يا عزة هانم
سألتها إيثار التي اعتدلت على الفراش ليتحرك فؤاد ويضع لها إحدى الوسائد خلف ظهرها_
إيه اللي حصل يا عزة
تبادلت النظرات بينهما لتفرك كفيها ببعضيهما وقد بدا التوتر ظاهرا بقوة على ملامحها ليهز فؤاد رأسه وينطق باستسلام_
قولي قولي هببتي إيه
انطلقت الكلمات من فمها كما الرصاصات التي تخرج بقوة من المدفعية_
الواد يوسف كلم أبوه وقال له ماما هتجيب توأم
اتسعت عيني فؤاد وقبل أن ينطق حرفا وجد تلك الجالسة فوق الفراش تهتف والهلع ظهر بعينيها_
كلمه إزاي ومنين!
لتهب واقفة وهي تنطق وقد استولى الهلع عليها_
هاتي لي يوسف يا فؤاد هاته ينام في حضڼي
هرول إليها ليحتوي كفيها ويعيدها من جديد إلى الفراش وهو يقول_
ممكن تهدي وتقعدي علشان مايحصلش اللي حصل من شوية والولاد يتأذوا
نظرت إليه بعينين متسعتين لتنطق وهي تتمدد من جديد_
صحإنت صح يا حبيبيأنا لازم أهدى خالص وما اعرضش ولادي للأذى بس بردوا هات لي يوسف
دثر جسدها بالغطاء ليقول بنبرة تغلفت بالسکينة والهدوء_
إرتاحي خالص وانا هحل الموضوع بطريقتي وبالنسبة ليوسف مش هينفع يبات هنا
تطلعت عليه لينطق مفسرا كي لا تفسر حديثه خاطئا_
لو نام جنبك ممكن لاقدر الله يخبطك برجله ولا دراعه ويأذي الولاد من غير قصد طبعا
ثم تابع ليهدئ من روعها_
عايزك تطمني القصر متأمن من حديد لدرجة إن مفيش نملة ممكن تعدي يعني خۏفك ده كله في غير محله
نطقت عزة التي تشعر بالأسى_
بس اللي إسمه عمرو مش هيسكت يا باشاده معجون بماية شړ زي أمه بالظبط
هتف وهو يرمقها بحدة_
ولما أنت عارفة الكلام ده يا هانم خليتي يوسف اتصل بيه ليه!
الواد صعب عليا لما شوفته مشتاق لابوه وقعد يتحايل عليا كتير...نطقتها بتأثر وعينين كادت أن تدمع لتتحول سريعا وهي تتابع بلوم لحالها_
يقطعه قلبي الحنين اللي جايب لي الكافية ومخليني ملطشة للي يسوى واللي مايسواش
اتسعت عينين فؤاد وكاد أن يفتك بها لولا تدخل إيثار التي جذبت يده قبل أن يندفع نحوها ليلقي بها خارج الجناح_
علشان خاطري يا حبيبي تمسحها فيا
لوت فاهها لتنطق باستهجان_
هي إيه يختي دي اللي هيمسحها فيك!
ضغطت فوق أسنانها وهي تقول بغيظ_
عزةاتفضلي على أوضتك للولد يصحى مايلاقكيش جنبه
كادت أن تتحرك فاوقفها صوت فؤاد القوي_
أوضة الولد مش هتدخلها تاني يا إيثار
جحظت عيني عزة بفزع لتنطق إيثار بصوت متلبك_
مش هينفع إبني ينام لوحده وخصوصا في الظروف دي يا فؤاد
ڼصب عوده ليضع كفيه بداخل جيبي مئزره لينطق بحزم_
الولد كبر خلاص ولازم يتعود ينام في أوضة منفصلةدي التربية الصحيحة لطفل داخل على تمن سنين إنما النظام بتاعكم ده لا ينفع دينيا ولا حتى نفسيا
نكست عزة رأسها للأسفل وهي تقول_
شكلك عاوز تمشيني ومكسوف تقولها لي في وشي يا باشا
عزة...قالها بحدة وعينين تحذيرية تطلق شزرا ليتابع بنبرة أكثر صرامة_
أنا مبتكسفش يا ماماولو عاوز أمشيك هقولها لك في وشك ومش هتكسف منك
وتابع بحزم_
ما اتخلقش لسه اللي يخزيني
لوت فاهها وهمست بصوت خاڤت لن يصل سوى لأذنيها_
وإنت اللي زيك هيتكسف من إيهفلوس أبوك المتلتلة مقوية قلبك يا أخوياسيبوا الخزى والكسوف للغلابة اللي زينا
هتف بحدة وصرامة جعلت الرجفة تصيب جسدها_
أكتر حاجة بكرهها في حياتي كلها هي البرطمةيا تعلي صوتك وتتكلمي زي البني أدمين يا تسمعيني جمال سكاتك ومعاهم جمال خطوتك
شعرت بالإهانة من كلماته الحادة ونظراته الثاقبة لتنطق بخزى وهي تتأهب للخروج_
حاضر يا باشا
شعرت إيثار بنغزة بقلبها فور خروج عزة وهي مطأطأت الرأس لتنطق بنبرات يملؤها اللوم_
ليه كده يا فؤاد
إلتفت يتطلع عليها لينطق متعجبا_
بتسألي بجد!
أنا عارفة إنها غلطت بس...لم يدعها لتكمل حديثها ليهتف بحدة أظهرت كم استيائه_
ده مش غلطة يا إيثارده تعدى للحدود والخطوط الحمرا
ليسترسل بصرامة_
تبقى إيه عزة بالنسبة ليوسف علشان تقرر منها لنفسها كده وتخليه يكلم بباه بدون علمنامين إداها الحق ده!
تنفست قبل أن تنطق باعتراض ودفاع عن من اتخذتها كأم بديلة عوضا لها_
من فضلك يا فؤاد تتكلم كويس عن عزةعزة أكتر حد وقف معايا وهي اللي ساعدتني في تربية إبني
رفع حاجبه الأيسر باستنكار لينطق شارحا الوضع_
طب يا أستاذةأحب أقول لك إن البيه اللي عزة هانم إتصلت عليه وخلت إبنك يكلمه موجود حاليا في قسم الشرطة هو وأبوه وإخواته
فغرت فاهها لتسأله بلهفة_
إيه اللي حصل يا فؤاد
زفر بضيق ليخلع عنه المئزره ويقوم بتعليقه برتابة ثم تحرك لينضم إليها بالفراشأخذ نفسا عميقا لينطق بهدوء_
هحكي لك اللي حصل مع إني مكنتش حابب أوجع دماغك بحكايات متخصناش
بدأ يقص عليها كل مادار تحت علمه وإمداده بكل المستجدات من قبل رجاله المراقبون لنصر وأنجاله الثلاثوأيضا أخبرها بقصة الأثار وزواج نصر السري لتشهق پصدمة وهي تستمع لينطق هو بنظرات عاتبة_
عرفتي أنا ليه بكلم الهانم بالطريقة دي
واسترسل مفسرا_
لأن ممكن في لحظة اللي اسمه عمرو يتهور ويعمل حركة من حركاته الژبالة اللي زيهده واحد شايف إمبراطورية أبوه پتنهار فوق دماغهم كلهم واللي زي ده ممكن يهد المعبد على دماغ الكل لو لقى نفسه بيخسر كل حاجة
أغمضت عينيها لتنهمر دموعها كالشلالإقترب عليها ليسألها بنبرة جاهد بقوة لتظهر هادئة عكس ڼار الغيرة الكامنة بأحشائه_
دموعك دي على مين يا إيثار
نطقت من بين شهقاتها التي تنم عن مدى توجع روحها_
على إبني يا فؤادلو عيشت عمري كله أتأسف له على سوء إختياري لابوه مش هيكفي
لتهز رأسها وهي تنطق وشعور رهيب من الذنب يتخلل كامل جسدها_
أنا مچرمةظلمت إبني ووصمته بأب فاشل وعيلة الإجرام بيجري في دمهم
سحبها لأحضانه وبدأ يحرك كفه الحنون فوق ظهرها ليجعل روحها تطمئن وتستكينأخذ نفسا مطولا قبل أن يقول بصوت مطمئن_
إوعي تحملي نفسك فوق طاقتها وتحبسيها جوة دايرة الذنبالموضوع كله مرتبط بالقدر وبعيد كل البعد عن الحسابات البشرية محدش بيختار قدره ويحدده ربنا هو اللي بيحدد لنا مصائرنا من
قبل حتى ما نتولد
علت شهقاتها لتنطق بتأثر_
صعبان عليا يوسف قوي
ابتعد قليلا ليحتوى وجهها وهو ينظر لها بعينين بغرامها هائمتين_
يوسف هيتربى أحسن تربية وسط عيلته اللي بتحبهووعد مني عمري
ما هفرق بينه وبين ولادي
لينطق وهو يحثها على السكون_
إهدي بقى علشان خاطر ولادنا
أومأت له لينطق غامزا وهو يحاول إخراجها من تلك المشاعر السلبية التي تملكت منها_
ما تيجي نكمل اللي كنا بنقوله قبل ما البومة اللي إسمها عزة ټقتحم علينا خلوتنا
لم يفشل منذ زواجهما بمحاولة إخراجها
متابعة القراءة