رواية بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
اتوحشتك قوي يا سند ثم استطرد قائلا
شيد حيلك اموال ماعاوزش اشوف راقد تاني إكيده
مش باينلها جومه يا خوي المره دي اسمع كلامي زين
نظر له باهتمام والقلق ينهش بقلبه ليستمع لكلمات شقيقه المتقطعه
قدر يا فارس مالهاش حد غيري اني كل دنيتها عاوزك تدير بالك عليها ماتهملهاش واصل ياخوي بحملك امانتها من بعدي مالهاش غير اهلي اوعدني يا فارس تخلي بالك منيها وتزوجها من بعدي
هز راسه بالايجاب وهمس بصوت خاڤت اوعدك يا سند اوعدك هنفذ وصيتك
ابتسم له بهدوء ثم اغمض عيناه وظل يردد الشهادتين قبل ان تصعد روحه الي بارئها
باك ....
فاق من شروده ثم محي تلك الدمعه العالقه باهدابه وهو يردد داخله اطمن يا سند عمري ماهقصر في وصيتك يا حبيبي ....
فى احدي قرى الصعيد يتم عقد قرآنه من أرمله شقيقه الراحل فقد مر على ۏفاته اربعه أشهر وعشرة ايام وتم عقد القرآن مباشره من أجل العوده الى القاهره ومتابعه عمله ثم يعاود بعد شهرا من الان ليصطحبها الى مسكنه حيث القاهره فبعد ۏفاة شقيقه الاكبر أصر والديه على ان يتزوج من ارملة شقيقه فليس لديها عائله غيرهم كما أنها وصيه شقيقه الراحل قبل أن يغادر الدنيا اوصاه على زوجته التي لم تمتلك من الدنيا عائله سواه...
أنتهى الشيخ من عقد القرآن وهو ينظر لذلك الشاب القابع بجانبه
زواج مبارك يا ولدي
لاحت ابتسامه بسيطه جاهدا فى رسمها وهو ينظر لذلك لشيخ المسن الله يبارك فيك يا شيخنا
اقترب والده يربت على ظهره بشده مبارك فارس يا ولدي
اقترب شقيقه الاكبر رحيم يعانقه ويربت على ظهره بحنان مبارك يا خوي
تنهد بضيق وهو يهمس لشقيقه الله يبارك فيك يا رحيم
خلاص هتعاود مصر دلوقت
ايوه يا حاج عشان الطريقحضرتك عارف عندى شغل مهم وماينفعش اتاخر اكتر من كده
ومرتك هتفضل لحالها اهنيه
ابتلع ريقه بتوتر عندما وقعت الكلمه على مسامعه كالصاعقه التى يريد ان يهرب منها ولكن ليس بيده فعل شئ فقد وقعت الصاعقه بالفعل
ربت على كتفه بحنان طبعا يا ولدي احنا اهنيه اهلها وناسها والبنته نشلوها فوج راسنا دي مجطوعه من سجره ماتشيلش همها واصلادله انت خلص مصالحك وعاود تلجاها منتظراك يا غالي .
طبع اعلى راسه وتوجه الى غرفه والدته يخبرها بموعد سفره لتنساب دموعها التى لم تجف منذ رحيل ولدها البكري بعد صراعه لعدة سنوات من المړض اللعېن الذي إذا اصاب بجسد صاحبه اهلكه ولم يتركه الى ان تفارق الروح ذلك الجسد .
عانقها فارس بقوه وظل يحدثها بصوت هادئ بطلي بكى عاد يا ام سند اكديه بتزعلي سند منيكي يا ست الناس مااقدرش اهملك واسافر وانت اكديه الله يرضى عنيكي بطلي بكى مابتحملش اشوف دموعك
شددت على ظهره بحنو ونظرت له من بين دموعها خلاص يا ضنايا مش عاد فى بكىربنا يرضي عنيك يا ولدي ويريح بالك كيف ما ريحتني وريحت خوك فى نومته يا حبيبي
التقط كفيها ليطبع على كل منهما وينظر لها بهدوء عكس الصراع الذي يمذقه من الداخل
ايوه يا ست الناس مش محتاج منك غير دعواتك الحلوه دي عشان أسافر وقلبي مطمن عليكي
مش هتخش تشوف مرتك الاول
جف حلقه وحاول ابتلاع لعابه بصعوبه ليستطرد قائلا بعدين يا امي نشوفهاكده هتاخر
شهقت راجيه پصدمه وها كيف يا ولدي عاد مايصحوش يا ضنايا ادخل خبرها انك مسافر شغلك بلاش تكسر بجلبها يا جلبي دي مهما كان بنته ولساتها ازغيره راضيها بكلمتين
جحظت عيناه وتنهد بضيق ارضيها بكلمتين ده اللى هو ازاى يا امي حضرتك عارفه أنا قبلت الجوازه دي ليه فعشان خاطر فارس عندك بلاش تغصبي عليه اكتر من كده أنا اصلا لسه مش متقبل ان مرات اخويا بقت مراتي صعب اوي عليه اتقبل الفكره دي فبلاش تزودي الڼار جوايا
شعرت بحزنه فكيف لا تشعر به وهو قطعه من قلبها تعلم بمدا حزنه على شقيقه ولما تقبل
أمر تلك الزيجه بعد اصرار من والده والحاح قوي منهاوافق بالاخير من اجلهم كما أنها رغبه شقيقه قبل رحيله.
متابعة القراءة