زين. بقلم سحر فرج
المحتويات
الكبير .
يوسف بدأ يحكى لكل الموجودين عن بدايه تصوير فيلمه الجديد اللى من إخراج المخرج الكبير زين الجبالى .
عاصى ابوا شاهى بصله باعجاب وقال .. ايه المفاجآت الحلوة دى يا استاذ يوسف .. هو انا آخر من يعلم ولا ايه !! على العموم الف مبروك عليك الفيلم الجديد يا حبيبى .. وحلو اوى انه من اخراج زين الجبالى .. انا اسمع انه مخرج كبير جدا وليه اعمال ناجحه وهادفه رغم صغر سنه .. وكويس انه وافق بسهوله على اخراج الفيلم بتاعك يا يوسف .. انا اعرف انه مش بسهوله انه يوافق على اى فيلم وخلاص .
واكبر
دليل على كده ان زين وافق على إخراجه بعد ما قرأ السيناريو كله .. بعد ما درسه كويس جدا مرة واتنين وتلاته واتاكد انه فيلم كويس وهايكسر الدنيا بأذن الله .
عاصى بابتسامه مد ايده و ۏلع السېجار بتاعه وبص لاخوه يوسف وقال .. يا حبيبى انا مش بقلل من الفيلم بتاعك بالعكس انا فرحان ليك جدا ويارب يكسر الدنيا زى ما انت متوقع .. انا بتمنالك النجاح دايما يا حبيبى .. انت اخويا الصغير وبعتبرك ابنى قبل ما تكون اخويا .. انت ناسى انى انا اللى مربيك ولا ايه من صغرك بعد ما ماما وبابا ما ماتوا واحنا صغيرين .
يوسف .. ربنا يخليك ليا يا حبيبى .. وانا عمرى ما هانكر وقفتك جنبى وتشجيعك ليا ابدا .
واحد من أصدقائهم رد وقال فعلا يا يوسف .. انا عمرى ما شوفت حد بيحب اخوه زى ما انت بتحب اخوك كده يا عاصى .. ربنا يخليكم لبعض يارب وتفرح بيه بقى وبجوازه .
وكلمت دى ليه وبتضحك لده ليه
الكل فضل يضحك على طريقه يوسف وهو بيتكلم لحد ما جت شاهى وهى مبتسمه وقربت من يوسف ولفت ايديها حاولين كتافه من ضهره وهو قاعد وقالت ... يا ترى عمو حبيبى بيضحك اوى كده ليه !!!
يوسف مد ايده على ايديها ولفها ناحيته وقال .. حبيبه عمو الشقيه .. اهلا يا شاهى .. انا سايبك من زمان براحتك مع اصحابك بترقصوا .. وكل ده وانا قاعد منتظر اشوفك انتى هاتيجى تسلمى عليا امتى يا بكاشه .. لحد ما سياتك حنيتى عليا وجيتى اخيرا اهوه .
يوسف ابتسم ورد وقال .. هاكون فين يعنى يا حبيبتى غير فى شغلى وفى الفيلم الجديد اللى بدات تصويره النهارده .
شاهى .. واااااااو تصوير الفيلم الجديد .. من ورايا .. يا سلام يا اخويا مش كنت واعدنى فى الفيلم ده انى هاحضر معاك اول يوم تصوير .. ليه الخيانه دى بقى يا استاذ .. انا زعلانه منك ومخصماك يا يوسف
شاهى بدلع ردت وقالت .. بقولك ايه يا سى بابا .. انا ويوسف احرار مع بعض وياريت سياتك ما تتدخلش بينا اوك يا سى بابا ولا رايك ايه يا يوسف
يوسف بيضحك وبص لاخوه وقال .. شاهى عندها حق يا عاصى .. انا وهى احرار مع بعض .. واعملى حسابك يا حبيبتى على اخر الاسبوع الجاى هاخدك معايا تحضرى تصوير الفيلم الجديد وتتعرفى على ابطاله وكمان على المخرج بتاعه .. ايه رايك يا قمر
يعيش يوسف .. يعيش يوسف الشريف
عمووو حبيبى .. وقربت منه وباسته فى خده وجريت على اصحابها علشان تبلغهم بكده وتغيظهم .. ومشيت قبل ما تعرف مين هو المخرج اللى مش مخليها على بعضها بقالها كام يوم
الليل كله عدى والشمس بدات تشرق وليل نايمه على سريرها فى المستشفى سهرانه طول الليل وبتفكر تعمل ايه او تروح لفين بعد ما تطلب من الدكتور حسام انها تخرج من هنا ولو خرجت معقول ترجع البلد بتاعتها تانى وهاتقدر تعيش مع سعاد مرات ابوها والحيوان اخوها اللى اسمه حسان ده بعد اللى كان عاوز يعمله معاها معقول تتخلى عن كل ذكرياتها فى بيتها مع باباها ومامتها وكمان اخواتها الصغيرين اللى مش عارفه هايكون مسيرهم ايه مع واحده زى سعاد دى .
ومش معقول كمان ترجع على بيت الاسطى حسن بعد الكلام اللى هى سمعته من بنته عبير مع امها .
حاجات كتير بتفكر فيها ومش قادرة تاخد قرار او تحدد بالضبط هى هاتعمل ايه .. مع مصير مجهول وشعور بالوحده والضعف واليتم مسيطر عليها .. وفضلت على الحال ده
لحد ما غمضت عيونها وراحت فى النوم وبعد فترة طويله بدات تفوق لما حست بدخول دكتور حسام والممرضه جايين يطمنوا عليها وكمان يدوها علاجها .
دكتور حسام بوش بشوش مبتسم بصلها وقال .. صباح الخير وصح النوووم يا كسلانه .. معقول كل ده نوم .. الساعه داخله على 8 صباحا وانتى لسه نايمه .
قومى قومى يا شيخه خلينا نطمن عليكى ونشوف اخبارك ايه .
ليل بابتسامه حزينه قامت عدلت نفسها وقالت .. صباح النور يا دكتور حسام .. انا مش كسلانه ولا حاجه انا لسه يا دوبك نايمه لما النهار طلع
.. مكنتش عارفه انام خالص من كتر التفكير والارق اللى كان عندى معرفتش انام خالص .
حسام باستغراب .. ليه كده معقول منمتيش طول الليل كنتى نبطشيه زيى ولا ايه يا ليل ولا اوعى تكونى تعبانه ولا حاجه !
ليل بخجل ردت وقالت .. الصراحه يا دكتور حسام انا زهقت جدا جدا و عاوزة اخرج بقى من المستشفى دى وكفايه اوى لحد كده انا من امبارح ونويت انى اطلب منك كدة .. لانى بدأت اتخنق من نومه السرير دى ومش متعوده على كده خالص .. فأرجوك يا دكتور حسام اكتبلى على خروج بقى علشان ارجع على بلدى وكتر خيركم اوى لحد كده .. انا الحمد لله بقيت كويسه وكله بفضل حضرتك ووقفتك معايا .
الدكتور حسام باستغراب رد وقال .. ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده يا ليل .. انتى لسه تعبانه وخارجه من حاډثه كبيرة وعمليه اصعب ولازم تستريحى فترة كافيه بعدها .. وقبل كده قولتلك ده شغلى ومش محتاج انك تشكرينى عليه كل شويه .
ليل بحزن وخجل ردت وقالت .. بس يا دكتور حسام انا زهقت واتخنقت جدا والصراحه انا حاسه انى حمل تقيل عليك وعلى استاذ زين وعمر كمان .. ومش عاوزة احرجكم معايا اكتر من كده والافضل انى ارجع
مكان ما جيت .. وانتم تعيشوا حياتكم زى ما كنتم قبل ما تشوفونى .
حسام رد وقال .. متقوليش كدة يا ليل .. انا مش بعمل اى شىء اكتر من شغلى اللى متعود عليه طول حياتى و اللى هو اهم حاجه عندى وبعشقه .. ومعاملتى واهتمامى مع كل المرضى بالشكل ده مش معاكى انتى بس .. وبالنسبه لزين ولعمر .. كل اللى بيعملوه معاكى ده شىء عادى خالص .
لو فيه اى شىء مزعلك او مدايقك ارجوكى تقوليلى وتحكيلى عليه وانسى انى الدكتور المعالج بتاعك واعتبرينى مجرد اخ او صديق .. فهمانى يا ليل .
ليل عيونها اتملت بالدموع ومدت ايديها اليمين وحطتها على عيونها وبدات ټعيط بحرقه وكأنه فتح الچرح اللى هى بتحاول تداويه بس للاسف فتحه الدكتور حسام بدون قصد .. وده اللى خلاه يستغرب من حالتها دى جدا وطلب من الممرضه انها تسيبهم لوحدهم شويه وفعلا خرجت الممرضه وقفلت الباب وراها وقرب دكتور حسام وشد كرسى من ركن الاوضه وقعد جنب سرير ليل وقال .. ممكن تبطلى عياط وتمسحى دموعك دى .. وممكن تقوليلى يا ليل انتى حكايتك ايه بالضبط وانتى منين بالتحديد وفين اهلك واخواتك
وليل ما صدقت ان حد يطلب منها كده ويحاول يسمعها فامسحت دموعها وبدأت تحكى وتقول .. انا هاقولك كل حاجه .
انا كنت بنت وحيده وعايشه مع امى وابويا و
عندى دلوقتى 23 سنه وكام شهر .
امى ماټت من سنين طويله كان عندى ساعتها حوالى 11 سنه كنت صغيرة ويا دوبك لسه فى المرحله الابتدائيه .
عرفت ساعتها انى اتحرمت من اكبر نعمه فى الحياه وهى الام .. زعلت كتير عليها ورغم كل اللى ابويا عمله ساعتها علشان يعوضنى فقدانها .. لكن للاسف مقدرش لان حب وحنيه وحنان الام محدش يقدر يعوض مكانها حد ابدا ولو كان الاب نفسه .
لحد ما بعدها بحوالى سنتين او تلاته بابا اتجوز واحده بدلها علشان تهتم بينا احنا الاتنين وتاخد بالها منى انا بذات وتكون بديله لامى .. لكن للاسف مكنتش بتحبى خالص وبتغير من حب وحنيه ابويا ليا .. وطول ما هو قاعد كانت تعمل نفسها انها كويسه معايا وتعاملنى حلو اوى اودامه ومن وراه كانت مطلعه عينى وتزعقلى وتضربنى جامد .. ومكنتش عوزانى اكمل تعليمى بحجه انى اساعدها فى شغل البيت واخلى بالى من اخويا الصغير وكمان اساعد ابويا فى الكشك بتاعه اللى كان على الطريق الزراعى .. بس ابويا رفض خالص انى اسيب مدرستى وطلب منى انى اكمل دراستى بس للاسف صحته كانت بدات تتبهدل وتدهور بسرعه وانا فى الثانويه العامه من كتر السهر والشغل فى الكشك ايامها وقررت ساعتها انى اخلص امتحاناتى لحد هنا ومكملش دراستى فى الجامعه زى ما كنت بحلم وبتمنى ساعتها انى ادخل كليه الاعلام .. علشان اقدر اساعد ابويا فى الشغل .
وعدت السنين وانا عايشه دايما فى شخط وزعيق ونكد وحزن من سعاد مرات ابويا لحد ما صحت ابويا كانت بتتبهدل يوم بعد يوم من كتر طلباتها وكان مش بيشتكى ولا يبين لينا ده ابدا وبالذات ليا لكن كنت بشوفه بعيونه واشوف تعبه وضعفه وهزلانه اللى كان واضح عليه جدا .. وكان بيحاول دايما انه يدارى وجعه والمه .. لحد ما فى يوم وانا راحه استلم بداله شغل الكشك لقيته مرمى على الارض وفاقد الوعى وبسرعه وديته المستشفى بس للاسف ماټ
متابعة القراءة