صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز

عينيه وقلبها يتراقص من الفرح والسعاده    
_ أزيك يا خديجة     قالها آدم بصوت رجولي عذب
أجابت بتوتر _ اا الحمد لله
آدم _ هفضل واقف ع الباب كده كتير     قالها مبتسما
خديجة بخجل قالت _ أنا آسفة يا آدم مش هينفع أدخلك بابا ف الجامع ومعرفش هيرجع أمتي وطه نزل من بدري  
جز ع أسنانه وبادلها بإبتسامة صفراء وقال _ طيب أتفضلي الحاجات دي
خديجة _ أي ده
آدم _ دي كتب باعتهالك ماما     ودي حاجه بسيطة     قالها وهو يعطيها علبة الشيكولاته
خديجة _ طيب خليك ثواني هحاول أتصل ع بابا يمكن يرد
آدم _ مفيش داعي أنا أصلا ورايا مشوار ومش هلحق     قالها ببرود
تجهم وجهها وقالت _ حاضر أتفضل
ولم يتفوه بكلمة ثم غادر وهو يهبط الدرج ويزيل ذلك الغبار الذي تعلق بكتف سترته السوداء      وف تلك اللحظة هبط طه الدرج     ذاهب
لكي يشتري دلو طلاء أخر     خرج من الفناء حتي قطب حاجبيه عندما وجد آدم يدلف إلي داخل سيارته     أقترب منه وقال بسخرية_ أزيك يا آدم بيه نورت الحاره     مش كنت تقول أنك جاي كنا فرشنالك الحارة ورد وعملنا معاك الواجب
ألتمس آدم السخرية والاستهزاء ف حديث طه فأبتسم له بتصنع وقال _ متشكر خديجة قامت بالواجب     قالها يقصد إنها أحرجته والأخر قد تفهمها ع محمل أخر من ظنونه السيئة  
غادر آدم بسيارته الحارة     كاد يولج طه إلي الفناء حتي أوقفه صوت زغاريد تعالت ف كل أرجاء الحارة     ليتسمر ف مكانه وهو يري عديلة تمسك بيد رحمة التي ترتدي ثياب أنيقه وتضع مساحيق أظهرت جمالها
_ يالا يا أم رحمة نلحق عم جورج الجواهرجي قبل مايقفل خلينا نفرح     قالتها عديلة ثم أطلقت زغروده جليه     فأردفت وقالت _ واد يا عدوله أمسك أيد خطيبتك وتعالي ورانا
أقترب عادل ذو الجسد الضخم من رحمة وأثني ساعده وقال بإبتسامة _ حطي إيدك ياعروسة عشان أئنجشك      وضعت يدها ع ساعده لتلتقي عينيها بعينين طه الذي ينظر لها من أسفل لأعلي بأمتعاض     وهي تبادله بنظرات تحدي وكأنها تقول له الحياة لاتقف عليك يامن أسميتك ف يوما حبيب 
___
دلف إلي البناء والڠضب يتملك منه ليشعر بالنيران التي تأكل داخله     عقد العزم ع صب كم غضبه ع شقيقته التي توعد لها عندما علم بوجود آدم    
فتح الباب بمفتاحه الخاص به ودلف إلي الداخل ليجدها تجلس خلف المنضدة وأمامها كتب متراصة وتمسك بإحداهم    
_ ماترمي السلام أنت داخل ع كفار ولا
أي     قالتها خديجة بمزاح ولاتعلم نواياه
أقترب منها وألتقط كتابا تفحصه بنظرات إستهزاء وقرأ بصوت مرتفع _
علمني الحب     سوزان ستيفنز      قالها ليطلق ضحكة سخرية وأردف _ مش أولي قبل ماتتعلمي الحب تتعلمي الأدب أحسن
_ أصدك أي ياطه 
_ مش دي كتب مدام جي جي أم المحروس الي كان نازل من عندك ياصايعه      قالها وهو يمسك الكتاب ويمزقه
_ أنت بتعمل أي يامجنون دي أمانه وهرجعها تاني     وأي الي أنت بتقولو ده      صاحت بها خديجة
خديجة _ آه     قول بقي أنك متغاظ عشان رحمة أتقره فتحتها     أنا عارفة وكلمتني الصبح     وفرحانه ليها أن ربنا نجدها منك
طه _ شمتانه فيه     قالها وهو يخلع حزام بنطاله
ركضت نحو غرفتها وصاحت _ والله يا طه لو قربت مني لهقول لبابا ع كل البلاوي بتاعتك
أستشاط ڠضبا ليركض خلفها     أوصدت الباب ليقوم بدفعه بجسده فلم تستطع مقاومته     أبتعدت وهي تحتمي بزراعيها وتصرخ ولم يبالي لصرخاتها وينهال عليها بحزامه الجلدي ع جسدها
_ عامله نفسك ست الشيخة وتدخلي البيه ابن الأكابر البيت وإحنا مش موجودين     طبعا من حقه أبوه بيرملنا شوية ملاليم وابنه بياجي ياخد المقابل من ست الحسن     صاح بها طه
خديجة وهي تبكي وتصرخ _ أنت إنسان قذر ودماغك شمال      أقسم بالله ما حصل حاجة ولا دخل الشقة أداني الحاجة ونزل ع طول
طه _ بتسطعبتي عليا يابت ده أنا فاهم دماغكو كويس ياصنف و       كلكو زي بعض      قالها ومازال ينهال عليها بسوط حزامه لتتعالي صرخاتها  
___
_ في منزل عائلة شيماء    
أرتدت عباءتها وحجابها ثم راقبت زوجة أبيها التي غطت ف ثبات عميق      أخرجت المفتاح التي خبأته ف سلسلة ترتديها حول رقبتها وتخبأه ف طيات ثيابها بالداخل     ألقت نظره أخيره من الشرفة حتي تتأكد من وجوده بالمنزل الذي يقوم بأعداده للزواج     
فتحت الباب وغادرت بدون إصدار صوت وركضت مسرعه قبل أن يراها أحد     
وصلت أخيرا وهي تلتقط أنفاسها أمام باب المنزل الذي كان مفتوحا     يصدر من الداخل صوت المذياع الصادر منه أغنية أنتهينا خلاص لشيرين عبدالوهاب     
وبدون أن تطرق الباب دلفت لتراه يوليها ظهره مرتديا فانلة وبنطال قصير ملطخين بالطلاء     يدندن مع الأغنية
عبدالله
تم نسخ الرابط