من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

المصحف بين يداه فهو لم يعتاد على قراءة ورد معين ثم فتح المصحف ثم وجد أمامه سورة يوسف وبتلقائية بدأ في القراءة بصوت هادئ جمييل ملائكي ثم تعمق في القراءة وبدأ صوته يعلوا ويتوه في جمال تلك السورة 
ومن خشوعه في القراءة بدأ يتدبر تلك القصة بتفهم فذلك النبي عليه السلام تعرض للأذى منذ أن كان طفلا لايفقه شئ من أخواته اللذان فعلا به فعلتهم الشنعاء كي يتخلصو منه ولكن ارادة الله أن يربى في منزل عزيز مصر ويحرم من أبيه وإخوته ثم تتناوبه نكبات الحياة وتطمع به النسوة ويسجن لقد ذاق المرارات من الحياة غدر به وهو طفل ولم يعترض حرم من العائلة وربي في بيت غريب ولم يعترض سجن ظلما وهو نبي ولم يعترض على حكم الله 
كان من اجمل خلق الله حسنا وأحسنهم أخلاقا وبالرغم من كل ذلك سامح أخواته مما فعلوه به وأصبح عزيز مصر ويملك خزائن الأرض بأكملها ورجعت إليه عائلته بعد سنوات العجاف والصبر 
كان آدم يقرأ تلك السورة بتمعن شديد وغاص في أعماق جمالها تلك آيات الله تلاها بخشوع أثلج صدره فصلته عن العالم بأكمله اراحت صدره أشعرته بالأمل والطمأنينة اشعرته بأن بعد الليل بزوغ فجر يحمل بين طياته اقدارا جميلة لا يعلمها إلا الله 
أما هي خرجت من الحمام بذاك المعطف الخاص بالحمام وصدمت عندما رأته ولكنه كان متعمقا في قراءة القرآن فجذبها صوته خط فها إليه دون أن تدري صوت عذب يريح القلب والأعصاب في القراءة خشوعه وتلاوته المتعمقة جعلتها اقتربت منه وجلست بجانبه دون أن تشعر وجلست أسفل قدماه تطرب أذناها بأعذب الكلمات 
أنهى قراءة السورة وشعر براحة غريبة اغتالت جسده لأول مرة يتدبر قراءة القران بذلك الخشوع كم كان عذبا وفيه راحة تكفي العالم أجمع 
اغلق المصحف ثم نظر بجانبه وجدها جالسة بهيئتها الخاطفة لأنفاسه تلك أما هي رددت لأول مرة منذ خصام لها منه منذ أكثر من عشرة أيام وهي تخاصمه 
صوتك جمييل قوووي وأنت بتقرأ صوتك خط ف قلبي .
نزل من على الكرسي وهبط لمستواها قائلا بوحشة وهو يتعمق النظر في عيناها
وانت كمان صوتك وحشني قووي متحرمنيش منه تاني .
أخفضت نظرها خجلا من نظراته الهائمة بها وتركيزه الذي خصصه كله لأجل عيناها وهي تتمتم بخفوت 
وانت كمان متحرمنيش من صوتك الجميل وأنت بتقرأ القرآن تاني .
ابتسم لخجلها ثم رفع وجهها إليه مجبرا إياها النظر في عينيه مرددا بشجن عاشق حرم من معشوقه
وحشتيني قووي قوووي قوووي هنت عليك يامكة تبعدي عني المدة دي كلها 
بنفس نبرة الشجن لامته بعينيها وكلامها 
واني هنت عليك تج رحني بالطريقة داي وتغصبني وتفاجئني بحاجة مكنتش متوقعاها دلوك وتخليني اكره اللحظة دي .
اعتذر لها بأسف حقيقي نابع من قلبه فهو لم يكن يوما شھواني كي يفعل ما فعله بها وأنه أغصبها على قربه مرددا بندم 
لا والله عمرك ماتهوني عليا أبدا ياحبيبتي حقك على قلبي اني مشيت ورا الشيطان في لحظة تهور مني ومحسبتش نتيجتها .
بعيناي تبتسم له أردفت وهي تقبل اعتذاره بصدر رحب 
واني قبلت اعتذارك وحابة نفتح صفحة جديدة مع بعض ونبدا من جديد نقطة ومن اول الصفر واللي بيربطنا ببعض في البداية الحب الكبير ايه رأيك.
احتضن يداها بين يداه وشعر بحررارتهما التي تولدت فورا من قربه منها هاتفا بموافقة
تصدقي دي أحلي حاجة قلتيها أنا مستعد جدا نبدأ من الاول وجديد بس اهم حاجة متبعديش عني .
لأول مرة تشدد على احتضان يداه بين يديها مما جعل قلبه يخفق داخله من غرامه بها في تلك اللحظة فقد شعر الآن بمدى احتياجها لوجوده بجانبها ثم أكدت على كلامه وقالت الكلمات التى أراحت صدره 
مش هبعد خلاص يا آدم بس محتاجة منك حبة تنازل شوية ممكن .
أغمض عيناه وهو يتنفس أنفاسا من هولها وصل زفيرها إليها ثم فتح عيناه وطلب منها راجيا 
طب ممكن منتكلمش في الموضوع ده دلوقتي واوعدك إني هفكر فيه وهشوف همشي إزاي بس دلوقتي عايز فترة نقاهة اعيشها معاكي بدون زعل بدون اختلاف بدون خناق .
لم تعانده تلك المرة كما أنها فكرت كثيرا أن تستغل حبه لها لصالحه قررت أن تسحبه لدنيا الصلاح والتقوى بالهدوء والسکينة وليس الإكراه فكرت في الأيام التي جلستها كثيرا وحدها حتى اهتدت لأن تسحبه لذاك العالم بحبها وليس بنفورها فهو لم يأتي بالعناد مهما كان ثم بادرت لأول مرة منذ أن عرفها بالاقتراب وهي تحتضن وجنته بين يديها مما جعل داخله ثائر غير مصدق عزفت على أوتار قربها منه دغدغت مشاعر الصبر في الاقتراب منها لديه من مجرد احتضانها لوجهه فقط وهي تهمس له 
موافقة يا آدم مفيش زعل ومفيش خناق ومفيش بعد كمان .
اتسعت مقلتيه بذهول من كلمتها الأخيرة ثم أمسك يدها وساعدها على القيام والوقوف أمامه وهو يتسائل بنبرة متعجبة 
انت قلت ايه دلوقتي !
وأكمل وهو يجيب على حاله أمامها
قلت مفيش بعد صح 
هزت رأسها بابتسامة خجلة فهي تحدثت مع سكون اختها وقصت عليها كل شئ والأخرى ڼهرتها بشدة من عدم اعطائها لزوجها حقوقه وكيف أنها متدينة تعرف الله وتتمنع عليه بتلك الدرجة 
وفهمتها أن قرب الزوج من زوجته حقا شرعيا له حتي لو اختلفا على نقاط في مسار طريقهما


ولكن حقه الشرعي ليس لها الحق في منعه إياه منه ونبهتها ان ذنب النظرة منه لامرأة غيرها سوف تصب على رأسها هي لأنها حرمته وهو يريدها 
رأى رغبتها به في عينيها لأول مرة لم يصدق حاله الآن مكة
راغبة به يالها من لحظة لاتنسي لحظة يريد أن يوثقها الآن بختم العاشقين ويحتفظ ببهاها بين ثنايا قلبه 
ثم سألها وهو ينزع تلك المنشفة من على رأسها حتى انسدلت خصلاته على ظهرها بهوجاء أعطتها شكلا جعله راغبا بها وهو يدفن يداه بين رقبتها ويتحسسها برغبة آذابتها 
يعني مستعدة نعيش مع بعض زي اي اتنين متجوزين طبيعي دلوقتي 
أغمضت عينيها من شدة خجلها وهي تهز رأسها للأمام دون أي كلام فهي متوترة في قربه الآن تشعر بأن قدميها لم تستطيع الوقوف أمامه ومشاعرها تتخبط داخلها وجسدها مفكك من اقترابه وهمساته ولمساته 
فهو الآن يملك سعادة العالم أجمع ثم أنزلها أرضا وهدأ من أنفاسه الثائرة داخله ثم همس بعيناي راجية
ب ح ب ك .
ظل ينظر إليها ولم يستطيع التحدث فقد ثار القلب وهدا في آن واحد وتضاربت المشاعر داخله 
ظل القابع بين أضلعه الآن ثائر ويطالب بالمزيد منها لم يتخيل أن لنطقها سحرا جذابا سيلقى به في أعماق هواها أكثر من ذي قبل 
ثم سألها بأنفاس متلهفة لأن ينالها الآن بكامل رضاها 
يعني مش خاېفة دلوقتي ومش هتلوميني تاني وتزعلي .
حركت رأسها برفض وتمتمت بخفوت
له مخيفاش انت جوزي وحقك علي الطاعة واني ممنعكش من حقوقك .
حزن لردها ثم نطق بملامة 
مكنتش عايز الرد كدة يامكة 
ثم داعب وجهها بأنامله وبحركته تلك جعلها تشعر بالإثارة والتلهف لقربه وهي تهمس
أمال إيه بقى .
أجابها وهو مازال يداعب وجهها بأنامله كي يجعلها متلهفة لقربه طالبة بالمزيد 
عايزك تردي تقولي آه محتاجة حضنك وقربك ياحبيبي .
لكزته بخفة في صدره قائلة 
انت طماع قووي على فكرة.
داعب أنفها بوجهه وهو يهمس لها بمشاغبة
وماله هو أنا بطمع في حد غريب أنا بطمع في حلالي وحبي وقلبي 
وأكمل وهو يغازلها 
بس بجد شكلك زي القمر وانت واخدة شاور وتجنني .
أكملت بمداعبة مماثلة
هو إنت ناقص جنان يادومي .
ضحك بشدة على مداعبتها ثم نطق بتكبير 
الله اكبر بدأت تندع أهي وأخيرا يابن المنسي جربت حبة دلع من اللي عنك اتمنع.
ضحكت هي الأخرى قائلة
الله ده انت واقع ودايب وكل حتة فيك قربت تول ع .
حرك رأسه للأمام ثم غمز لها بشقاوة
آه والله ده القلب والروح وكله كله خلاص جاب آخره منك يابنت قلبي.
قررت أن تشاغبه فابتعدت عنه قائلة 
طب أخرج بقي علشان عايزة اغير هدومي.
جذبها لأحضانه مرت أخرى وهو يهتف برفض قاطع
أخرج مين ياحلوة هو بعد بحبك دي فيها خروج من الأوضة دي إلا واحنا راجعين مصر .
شهقت باندهاش وتحدثت بنبرة ذهولية مصطنعة 
نعم مصر ايه ! هتقعدني في الاوضة اسبوعين بحالهم.
غمز لها بعيناه وهو يشدد من احتضانها 
حقي يابنت الجندي ولا مش حقى .
ابتسمت له ابتسامتها الساحرة مرددة بموافقة
حقك طبعا .
الآن استراح قلبه وسيبدأ معها رحلة عاشق محروم منذ أن أحبها لم ينعم بلحظة صافية معها الآن سيقترب منها وفي هواها سيتنعم وبرضاها سينالها وحتما ستذوب بين أضلعه من قربه الشديد الذي أهل ك قلبه 
ثم تحدث بشفاه تتلذذ لاقترابها 
مش عارف هتبقى عاملة ازاي وانت راضية حاسس إنك هتبهريني .
ضحكت بمشاغبة ثم هتفت 
متأملش قووي اني لا أفقه شئ في حديث المحبين .
رفع حاجبه ماكرا ثم ردد بنفس المشاغبة 
له متقلقيش ما أنا هخليك معلم واحنا منك نتعلم .
خجلت بشدة من تلميحاته ثم همست 
انت قليل الأدب على فكرة.
لااا هو احنا لسه عملنا حاجة لسه بنقول ياهادي .
طب امشي بقي علشان انت كسفتني خالص بطريقتك دي .
غمز لها قائلا بمداعبة تليق بذاك العاشق 
وماله الخجل مطلوب بردو بيعلى ليفل الجولة شوية .
شهقت بشدة من طريقته التي أخجلتهت ثم دفنت رأسها في عنقه فاستغل الفرصة في قربها مرددا بجانب أذنها وهو يلوي خصلات شعرها بين يديه 
ياهلا بالزين .
وابتدات معركة عشق الآدم لحبيبته التي سكنت ضلوعه برضاها لأول مرة سافر معها إلى رحلة العاشقين التي
حلم بها كثيرا وكثيرا وأخيرا نالها ذاك الآدم مع حبيبته التي قررت أن تستخدم معه أسلوب الرفق لا العند وهي واثقة كل الثقة أنه سيجبرها وينسحب من ذاك الطريق الذي يؤرق حياتها معه وقررت أن لاتعاند القدر في زواجه منها 
رحلا إلي عالمهم الذي قاده آدم بحنو جعلها ذائبة بين يداه ونسيبهم بقي ياجماعة مالكم بيهم 
الحياة لن تعطيك إلا إذا طلبت وألححت فأسعى وابحث عن الحب والحياة حتى تحقق كل ما تمنيت كن محبا للحياة ومتفائلا حتى تنعم بالسعادة ولا تضيع قدرا كبيرا من الزمن بحثا عن التعاسة لا تتحدث كثيرا وافعل كثيرا
تم نسخ الرابط