من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
في يده وتقترب منه كما فعلت غيرها من الصحفيات كمحاولة منهن للاقتراب منه ولكن بائت تخيلاته فشلا ككل مرة فنظر إليها بشرود محدثا حاله
غريبة نعم أنتى عجيبة لم أقابل مثلك يوما من الأيام
متمردة شرسة أبية لم أرى فى عالمك الخفى مثيل أثرتى حفيظتى وجننتينى وصار بالى بك مشغول في لحظات
لااا لم أعهد مثلك ولن تفلتى من قبضتى وسأعدك أنى سأخترق خفائك وسأراكى أنثي كاملة لي فالبطبع ستكونى مختلفة عن كل النساء.
ابتدينا من
أولها محڼ زيادة عن اللزوم شكله مفكرنى من إياهم المعتوه ده .
أنهت حديثها الداخلي وتحدثت وهى توجه الكاميرا الخاصة به وتظبطها على الرينج لايت وتمسك دفترها وقبل أن تضغط زر البدأ أردفت
ها تمام كدة نبدأ ولا ايه
أشار إليها أن تبدأ وأنه مستعد فضغطت على زر التشغيل والكاميرا موجهة كليا إليه مرددة وانطلقت في حوارها الصحفي ببراعة نالت إعجابه
أممن الممكن ان تسحبه لعالمها أو يسحبها هو لعالمه ويغير أيا منهما مسار حياة الأخر
انتهى الحوار وتنفست الصعداء بعد مغادرته وأصبح عقلها يراجع ماحدث اليوم ألاف المرات فحقا كان أمامها هادئا واحترم تدينها ولم يزعجها بنظرة خبيثة ولا
كلمة جريئة مما جعل عقلها يراجع المشهد بينهما مرارا وتكرارا
أما هو صعد إلى سيارته وفور انطلاقه تحدث إلى مدير أعماله أمرا إياه
أطاعه راشد مرددا
حاضر يا فنان متقلقش النهاردة بالليل هتكون عندك أخبارها كلها من يوم ماتولدت لحد دلوقتي.
نظر إلي الأمام بشرود وهو يتذكر يومه وبالتحديد لقاء تلك المتمردة التى لم يعهد مثلها قط .
مجيتش المرة اللى فاتت ليه كنت مستنيك
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابه
تعبت من كتر ما باجي ومفيش فايدة ولا تقدم أنا تعبت من كتر مابدور على سبب ومش لاقي .
قام محمد من مكانه وجلس أمامه مرددا بأمل
متفقدش الثقة في ربنا وهو قادر على كل شيء بس انت قول يارب .
بقالي سنين بعافر وبقول يارب إنت مش متخيل صعيب كيف على راجل صعيدي يحس إحساسي انا بدمر كل يوم عن اليوم اللي قبليه ياصاحبي.
ربت محمد على فخذيه وهتف باستجواد
أهه الشيطان بيضحك عليك وبدا يوسوس لك في دماغك انك تفقد الامل اصبر التجربه الأخيرة اللي احنا بنعملها هتجيب نتيجة باذن الله بس انت ادي لنفسك داعم وامل ومتقلقش .
مط عمران شفتيه وقام من مكانه وسار ناحية النافذة وهو يردد
اديني اهه بقالى شهرين وزيادة بمني نفسي عاد إنه خير
ثم وقف أمام النافذة وعيناه تجول المكان حتي استقرت على تلك السكون التى حقا حركت ساكنه وسأل محمد
بقول لك ايه تعالى إكده .
سار محمد إلي مكانه ونظر حيث تنظر عيناه فسأله باندهاش
فيه إيه بتبص عليه إكده وشاغل انتباهك
أجابه عمران وهو على نفس نظرته
شايف البنتين اللى قاعدين هناك دول .
حك محمد رأسه وعيناه تمشط المكان وردد
جرى لك إيه عاد ! الجنينة مليانة ستات مين تقصدهم
أشار بيديه عليهم قائلا
بص عاد ناحية الشمال عند البوابة اللى لابسين البالطو الأبيض وواحدة فيهم بتطيب چرح التانية .
رآهم محمد وهتف
باستيعاب
أه إنت تقصد الدكتورة فريدة والدكتورة سكون .
آه هي سكون دي ..... كلمات خرجت من فمه باستمتاع لذكر اسمها وأكمل متسائلا
تعرف حاجة عنيها سكون دي
سحب محمد وجه عمران وجعله ينظر إليه ويحيد بصره عنهم كي لايلفتوا انتباههم
أه أعرفهم زمايل عمل وفي بيناتنا كل ود واحترام
واسترسل بتعجب من استفساره
ليه بتسأل عليهم معتقدش أنهم ضايقوك في حاجة دول في حالهم على الأخر وملهمش علاقة بحد .
تحدث عمران بإبانة
لع هما معملوش حاجة واصل اني بسأل عادي أصلها صدت في الشجرة بدون ماتاخد بالها وجريت عليها لما سمعت أهاتها ولسه هقرب منيها أقومها منعتني قبل ما تغيب عن الوعي وقالت لي متلمسنيش غريبة أوي لسه في بنات إكدة بيخافوا ربنا .
ابتسم محمد وهو يعيد نظره إليهم
ياه في كتيير الدنيا فيها الحلو وفيها العفش وزي ماده موجود زي مادول موجودين بس الدكتورة سكون وكمان فريدة محترمين قووي ومتدينين وعمر العيبة ماتطلع منيهم واصل .
ظل محمد يراقب رد فعله وهو ينظر إليهم وبالتحديد نظرات عيناه كانت مثبتة على سكون الى ان جال في باله فكرة عرضها عليه سريعا
تعرف ياعمران إن مشكلتك ممكن تتحل بالحب يعنى لما تحب وتتحب وتجرب تشتاق هتلاقي كل حاجة جواك اتغيرت وتبقى عايز حبيبتك جمبك وتلاقيك بتتغير وياها وبيها ماتجرب كدة تدي فرصة لنفسك وأنا متأكد إن ده حل هيجيب نتيجة بإذن الله.
ضم عمران حاجبه باندهاش وهتف برفض
أحب كيف وأعلق إنسانة بيا وأربطها معاي وأظلمها يا محمد وغير إكده مهقدرش .
تنهد صديقه من تيبس عقله ورفضه لأي حل يجعله يخرج من قوقعة المجهول وهتف منزعجا
كل حاجه لع ومهقدرش ورافض أي نصيحة أو استشارة بدلك عليها عاد !
وتابع كي يلفت انتباهه وهو يرى نفس نظرته المثبتة على سكون
لعلمك بقى انت وقعت وطبيت خلاص وانت بنفسك اللى هتطلب مساعدتي ووقتها هتمنع عليك وهرفض أساعدك هه .
الټفت إليه عمران متعجبا وهو يردد
معناته إيه كلامك ده عاد
أمسكه محمد من كتفيه وأداره ناحية النافذة مرة أخرى وهو يفهمه معنى كلامه
معناته إنك من ساعة مادخلت اهنه النهاردة بالتحديد عن كل يوم سابق وانت عنيك هتتطلع على الدكتورة وبتلمع بنظرة أول مرة اشوفك بيها .
وه ! وأنا ايه اللى هيخليني أبص على الدكتورة سكون دي عاد ! .... كلمات خرجت من فمه تلقائية دون أن يدري أن ذاك المحمد منتبه معه بشدة وأكمل دفاعه
سيبك من التخاريف والخربطة بتاعتك دي واصل.
بحاجبين مرفوعين وابتسامة شامتة أردف بمشاغبة
وانت ايش دراك إني أقصد سكون مش فريدة ماهم الاتنين دكاترة وقاعدين جار بعضهم
وتابع بإرشاد
فكر بس ياصاحبي في اللى بقول لك عليه يوضع سره في أضعف خلقه وخلي عندك ثقة في ربك أنه مهيضمكش أبدا .
شرد بعقله وهو يفكر في كلام صديقه ويعيده مرارا وتكرارا وهو على نفس نظراته ثم حمل مفاتيحه وهتف
حاضر هفكر أنا ماشي معايزش حاجة .
ربت على ظهره واجابه بابتسامة
لع في رعاية الله يازينة شباب قنا كلياتها .
توجع من كلمته بالرغم من إطرائه إلا أنه تأن ۏجعا القى سلامه وخرج من الغرفة ونزل الأدراج وعقله يجوب بالفكر وما إن اقترب من باب الخروج المؤدي إلى حديقة المشفى حتى وجد نفسه يقف على أعتابه ينظر إليها من بعيد يراقب حركات وجهها المريح لقلبه
نعم فقد شعر براحة كبيرة اجتاحت أوصاله ما إن تقع عيناه عليها ووجد قدماه تسوقه تجاهها بلا إرادة رأته صديقتها فريدة يقصدهم بقدومه فتحدثت إليها وهي تقوم على عجالة لعله يبادر معها بأولى لحظاتهم وبدايته لعشقه لها كما تعشقه صديقتها
بصى متتلفتيش عمران جاي وراكى وشكله قاصد ياجي يطمن عليكي أنا هسيب لك الفرصة دي وهرجع لك تاني خليكي طبيعية.
ونظرت في اتجاه معاكس وأشارت بيدها كأن أحدهم يناديها فتركتها بلباقة دون أن يشعر ذاك العمران
انطلقت مسرعة وجلست سكون تحاول أن تستدعي هدوئها ولكن كيف وحبيب الروح يأتى إليها يا الله كم صعب ذاك الشعور فهو مؤلم ورائع في نفس الوقت المعنى ومضاده في كل شئ تشعر به الآن استنشقت رائحته التى حفظتها عن ظهر قلب فعلمت باقترابه
اعتلى صدرها صعودا وهبوطا بدقات مفرطة حاولت أن تبدو طبيعية ولكن لم تقدر وكان ذاك الشعور والإحساس رغما عنها فالمحبين بصدق وخاصة المحرومين كسكون فعشقها له من طرف واحد لن يستطيعوا التحكم في دقات قلبهم عند رؤيتهم لمحبيهم وهى كانت كذلك ومن العجب أنه أحس بشعورها ورأى عدم انتظام أنفاسها
وعلامات الخجل تجول على وجهها وهو قادم إليها فاندهش من تعابير وجهها وتوترها الشديد فوصل أمامها فرفعت أنظارها إليه وتلاقت أعينهم للمرة الثانية وأحس بنفس الرجفة في جسده كما قبل
وتفوه يطمئن عليها بنبرة صوت حنونة
كيفك ياداكتورة دلوك اتحسنتي من الوقعة وفقتي وبقيتي زينة
رعشة اجتاحت جسدها بأكمله وصار حدسها لايصدق وتسائل داخلها
أحقا ساقته قدماه إلي كي يطمئن على حالي !
لااا ياربي لم أستطيع أن أتحمل فقلبي يرجف وعيناي ستبوح وتكشف أسراري
أحقا هو بذاته يقف أمامي وأستنشق رائحته وأسمع صوته ويحدثني لذاتي !
اهدأ قلبي فأنت في حضرة ذاك العمران تنقبض وتنبسط في نفس الوقت ولا تبالي
فأجابته بعد حيرتها سريعا
بخير الحمدلله شكرا لذوقك ولكرم أخلاقك على انك افتكرتنى وجيت تطمن علي .
انطلق لسانه مرددا دون أن يدري هو الآخر
ومين يشوف السكون پيتألم وميرقش قلبه ليه وياجي يطمن عليه .
ذهلت من كلامه فحقا كان بارعا فى جعل مشاعرها تثور داخلها بسبب كلماته وأردفت بخجل وهى تلقي مرمى أنظارها بعيدا عنه من شدة خجلها
كلك ذوق متشكرة جدا لشهامتك .
ابتسم لها ودار بجسده ناحية عيناها الخجولتين منه مرددا
هو أنا مضايقك علشان إكده بتداري عيونك عني أو بتطفل عليكي.
ألقى كلماته كنوع من المشاغبة كي يفتح معها حوار ويكشف منها ما يريده والذي وصل إليه من أول نظرة من عيناها ولكنها هتفت باستنكار
لاااا مين قال إكده ! بس أنا طبيعتي الخجل شوي لكن انت معميلتش معاي حاجة تستدعي إني أنفر منيك ياولد الأصول بس كل الحكاية اني متفاجئة بس فتلاقيني متوترة .
تابع مشاغبته
وايه اللي مخليكي متوترة إكده للدرجة اللي واصلة لي دي وحاسسها
لااا كفى حديثك ذاك فعدت لا
متابعة القراءة