من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

رأسها بشموخ وهي تردد لهم 
ماهر ما يهموش حاجة واصل من الأكل والكلام الفاضي دي أهم حاجة أني بالنسبة له وكل شئ بعد اكده يتحل بسهولة والأكل مفيش اسهل من الحصول عليه دلوك 
مطت شفتيها بامتعاض ثم هتفت وهي تشعر بالغيظ من ردود ابنتها 
والله يابت إنتي عليكي كيد فقع مرارتي ابقي أكليه وكل جاهز خليه يكره اليوم اللي اتجوزك فيه من معدته اللي هتتقلب على يدك .
ضحكوا جميعا على كلمات زينب وحركات وجهها المغتاظة بالفعل ورحمة تأكل ولا تبالي بكلام والدتها وكأنها لم تقل شئ 
انتهى الجميع من تناول الطعام وقامت رحمة وسكون بتنظيف مكانهم وعمل القهوة والشاي ثم جلست زينب مع عمران تسأله بقلق 
في حاجه اكده عايزة اكلمك فيها يا ولدي بس مش عارفة ابدا من وين .
انتاب عمران شعورا بالقلق من بدء حديث والدته ثم ربت على ظهرها بحنو وهو يشجعها أن تتحدث فيما
تريد دون اي قلق 
مالك يا حاجة احكي كل حاجة وقولي اللي نفسك فيه وانا كلي أذان صاغية .
نظرت حولها يمينا ويسارا وهي تتأكد من عدم وجود سكون بجانبهم فهي لا تريدها أن تسمع ذاك الكلام الذي ستستفسر عنه من ولدها كي لا ټجرح شعورها فهي تعتبرها مثل بناتها ولا تريد أن تخلق بينهم شعورا بالقلق في المعاملة 
انت دلوك متجوز بقالك سنة وزيادة ولحد الآن مرتك محملتش !
ليه مبتطمنش على نفسك ولا عليها هو في حاجة يا ولدي وانت مخبيها علي وأني ما اعرفهاش 
دق قلب عمران الان پخوف من القادم فوالدته نبشت في ذاك الموضوع الذي يحاول أن ينساه هو وسكون طيلة فترة علاجها وېخاف عليها من سماع استفسار والدته فتلقائيا نظر هو الآخر يمينا ويسارا كي يتأكد أنها ليست بجانبهم مراعاة لخاطرها فهو يخشى عليها حتى من نسمة الهواء الطائر أن تلفحها ببردها ثم أجابها
اطمني يا امي اني وسكون كويسين وبخير مفيناش اي حاجة احنا عميلنا كل التحاليل والأشعة انت عارفة إن سكون دكتورة نسا والحاجات داي عارفاها كويس وكل حاجه بانت ان هو موضوع وقت وكله بإيد ربنا لكن اني وهي سالمين .
أحست زينب بوجود خطب ما من نظراته الزائغة وخوفه أن تسمع سكون ما يقوله 
ثم سألتهم بتأكيد وهي تشعر بأنهم ليسوا بخير ابدا فقلب الأم دلها على ذلك 
اني ليه حاسة انك بتكدب علي يا عمران محدش في الدنيا داي هيخاف عليك قد يا ولدي 
وبعدين هي لو بخير ما تاخد اي منشطات وهي مش هتغلب في الحاجات داي الا اذا كان في مشكلة ودي اللي أني واثقة منيه وخاېف تتكلم أو تقول لي هواني مش امك يا ولدي ومن حقي اطمن عليك ومن حقي اشوف عوضك قبل ما ام وت 
انقبض قلبه من ذكر الم وت ثم قبل يديها وهو يردد بضيق 
ليه يا امي اكده تجيبي السيرة داي !
ربنا يطول في عمرك يا حبيبتي مش عايزك تقلقي خالص احنا بخير وقت ما يأذن ربنا هيبعت لنا رزقه .
أومأت له وهي تربت على وجنته وهي مازالت تضغط عليه أن يحكي 
لساتك بتكابر ياعمران ياولدي العمر بيجري بيك وانت مدريانش دي أني كنت مخلفاك واني بت ١٦ سنة وبوك كان عدي العشرين بسنة وانت دلوك سنك قرب على الأربعين مش كفاية غلبتني لحد ما اتجوزت وضيعت سنين عمرك داي كلها 
كمان مش عايز تفرحني بيك واشوف عوضك واشيله على يدي .
وأثناء اندماجهم في الحديث كانت سكون دالفة اليهم بالقهوة والشاي اليهما فسمعت حديث زينب وارتدت الى الخلف وكتمت شهقاتها وما حسبته منذ أن علمت بمرضها ذاك سمعته الآن بأذنها ولم تكن تتخيل أن صداه عليها سيكون بذلك الألم 
ثم هدأت من حالها فما عليها الآن غير الصبر واحتساب أجرها عند الله وان تتحمل جميع ما تسمعه من ملامات في عيون الآخرين وفي كلامهم 
ثم تحممت كي تدلف إليهم فهي لن تعود وتسألها رحمة لما لم تعطيهم المشروبات وتفتح على نفسها أبواب من التساؤلات لن تستطيع سدها
استمعوا الى صوتها من الداخل فتلقائيا سكتوا عن الحديث في ذاك الموضوع اما هي دلفت اليهم بوجهها البشوش وابتسامتها التي رسمتها ببراعة على وجهها كي لا يلاحظ عمران شيئا وهي تعطي زينب الشاي وتعطي عمران القهوة المعتادة بعد تناول الغداء 
رأى عمران لمعة الدمع في عينيها فهو يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب وداخله بات يتألم لأجل استماعها لوالدته 
ثم ارتشفت زينب من الشاي وربتت على ظهرها بحنو وهي تشكرها على صينعها 
تسلم يدك يا بتي احلى كوباية شاي بشربها من ايديكي الحلوين دول ربنا يراضيكي ويرضيكي يارب .
ابتسمت سكون لتلك الحنونة وأمنت على دعائها بنبرة صادقة 
آمين يارب العالمين حبيبتي يا امي تسلميلي يارب .
ثم جلسوا يتناولون اطراف الحديث وسكون تحاول ان تتحدث معهم بأريحية كي لا يشك عمران في أمرها ومضى الوقت بينهم ثم صعدت سكون الى شقتها ويليها عمران وما إن دلفا كلتاهما واغلق عمران الباب وراءه حتى جذبها بعنوة حتى ارتطمت بعظام صدره الصلبة وردد بقلق وهو يخلع عنها حجابها 
مالك يا سكون شكلك متغير وفي حاجة مضايقاكي 
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وتركت لسانها يتفوه بنفي 
مفيش حاجه اني زينة الحمد لله .
ډفن يده بين رقبتها وهو يدلكها برفق قائلا 
هتخبي على عمران وجعك ياسكون أني بعرفك من النظرة بعرفك من النفس حافظك وعارفك اكتر ما انت ما عارفة نفسك .
لم تستطيع تخبئة مشاعر الحزن بداخلها أمامه فهو يكشفها دائما وتلقائيا هبطت دموع عينيها مما احزنه بشدة وجعله يرفع يده الى وجهها ويجفف عبراتها بأنامله بحنو بالغ 
اكيد سمعتي سؤال الحاجة زينب وكلامها وده اللي مخليكي


متضايقك ده وهتبكي 
واسترسل وهو يمرر يداه على وجنتها كي يشعرها بالأمان 
بس دي كلام عادي بتقوله كل ام لابنها وأني معرفتهاش حاجة عن اللي بيناتنا وقلت لها ان احنا الاتنين كويسين والموضوع وقت وهي داي الحقيقة يا سكون مكدبتش فيها 
ارجوكي بلاش بكا بقي .
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة مما تشعر به من حزن بالغ على حالهما وتصب سبب ذاك الحزن عليها وحدها ثم تفوهت بما تراه صحيحا من وجهة نظرها ولكن أغضبه 
كنت عارفة ان دي هيوحصل في يوم من الأيام وهو دي سبب للي عملته قبل سابق ولسه لما الأيام تمر وتوبقى سنين محدش هيتحمل أني دلوك بطلب منك تشوف مستقبلك بعيد عني علشان مينفعش تفضل راهن حياتك معاي وأني لساتي بتعالج ومستنية أمر الله .
ما أن أنهت كلماتها التي أنهكت قواها فالتقطت أنفاسها بصعوبة حتى ض ربها بقبضة يده بخفة على كتفها وهو يرمقها بغ ضب 
ايه الكلام اللي ملهش معنى اللي هتقوليه دي
! لا أني هنفع اكون مع غيرك ولا انت عمر راجل غيري هيلمح طيفك يا سكون 
واذا كان على الولاد قلت لك قبل سابق ان ما كانوش منك ما عايزهمش من غيرك واني صابر وملكيش دعوة بأمي واللي حوالينا أهم حاجه انت وبس 
واسترسل باعتراض صارم 
ومن اليوم ورايح ما عدتيش تنطقي الكلام دي من لسانك ابدا 
وتابع حديثه وهو يهدأ من نبرته الصارمة وبدلها بأخرى عاشقة ودودة 
أني عاشقك ياسكون والعشق دي مكبل في قلبي بقيود غرام عيونك مش عشق صورة ولا جسد له داي عشق الروح لروحها اللي متستغناش عنيها عشق الليل للقمر اللي لازمن وحتما الليل يحضن قمره كل ليلة عشق النهار لشمسه اللي لازمن تطلع تنور الكون وتزيده دفا 
وأكمل وهو يرفع وجهها إليه حتى تسكن عيناها عيناه 
سكوني .. هو ينفع الليل ياجي أعتم من غير قمره والنهار يطلع من غير شمسه اللي تنوره 
استطاع بقربه المهلك تخدير أعصابها وبكلامه البلسم تهدئة روحها الثائرة كانت ولا تزال بقربه تشعر بأنها بين يداي الأمان تشعر بأنها تمتلك راحة الكون بأكمله لااا بل تشعر باكتمالها في كل شئ وأنها لن ينقصها شئ أبدا 
كانت بين يداه أنثى مدللة تعتبره أبيها الذي تيمت من أبوته وهي صغيرة تشعر بأنه ابنها الذي حرمت من بنوته وهي تنتظر فرج الله عليها وأخيرا بأنه أعظم زوج رزقها الله به ويبدو أن دعوة كثيرين شملتها مع عناية الله 
ثم نطق فاهها المرتعش من قربه المهلك لحصونها 
والله ياعمران كان دعوة حلوة جازت لي علشان اكده ربنا رزقني بيك 
انت بالنسبة لي ابويا اللي اتحرمت منيه وأني لساتي عيلة صغيرة وابني اللي بعافر دلوك علشان يوبقى منك انت كل حاجة حلوة في حياة سكون ياعمران لااااا انت الحلو والحلا اللي في الدنيا بحالها معرفاش اعبر لك عن حبي ليك كيف ولا إزاي كلام الدنيا بحالها ميكفكش أبدا.
خفق قلبه بين ضلوعه من همسها الذي يأخذه لعالم الحالمية الذي يعشقه معها ثارت جوارحه عليه من نبرتها الرقيقة المتيمة به أصبح جسده مش تعلا يريد سحقها بين أحضانه فهي مازالت نبض قلبه العاشق فمنذ أن وقعت بين يديه لأول مرة تشبس بها وكأن كنوز الدنيا وما فيها أصبحت بين يديه الآن 
ظل ينظر لعينيها ويضغط على يديها بعمق بين يداه فقد دخل الآن دوامة عشق السكون والاحتياج لقربها وكأنها جرعة إدمان يريد أن يتجرعها الآن كي تهدأ ثورة ج سده المشت عل في قربها 
ماذا بك ياامرأة ! فأنت لعمران بملايين النساء كلهم !
لقد أسرت قلبه ومددت أسوار ح بس أنفاسه بين قبضتاي أبواب قلبك وأغلقت عليه بأقفال هواك 
فعمران يهواك وروحه فداك وبعمره لن ينساك ويشتاق دوما أن يراك 
خاطرة عمران المهدي
بقلمي فاطيما يوسف
من نبض الۏجع عشت غرامي 
طعم الحب والقرب معاك جميييل قووي ياعمراني .
غمز لها بشقاوته المعتادة عليها معه وهي بين يديه وهو يترك شفاها كي يجعلها تتنفس من اقترابه الهائم بها وهو يسند جبهته بجبهتها 
وبتتدلعي كمان على عمران دي انت ادعي ربك تطلعي سليمة من تحت يده ويوبقى جنت على حالها سكون .
ضحكت بإغراء أثاره من كلماته ثم سحبها من يدها إلى غرفتهم وهو يردد بنفس دعابته لها 
كمان ضحكة مايعة تعالى بقى يابطل استعنا على الشقى بالله .
فمن السهل أن تطرد جيشا استعمر وطنك ولكن من الصعب أن تطرد
تم نسخ الرابط