من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
بيبقي هاين عليكي تمسكي في خناقي بسببه اطمني ياقمر انتي وافرحي بكتب كتابك ياعروسة ومتسيبيش حاجة تنغص عليكي عشتك .
حاولت سكون أن تصدق الأسباب التي أدلت بها أختها وهدأت من حالها
أما مكة جذبتها من يداها تدعوها إلي صلاة ركعتين قبل أن تنام وتدعوا إلي الله أن يهدي قلبها ويقلل من روعها استجابت لها سكون فهي بحاجة إلي قربها من ربها ومناجاته كي يجعلها تنسي ذكرى مريرة كتلك
في نفس الليلة وبالتحديد في الساعة الحادية عشرة مساء كانت تلك الليلة شديدة البرودة حيث كانت الأمطار تتساقط والسماء تبرق لكن كان قلب ذاك العمران مولعا مما حدث ولم يشعر ببرودة الجو ولا بالأمطار الساقطة فوق رأسه حتي ابتل رأسه وهبط خصلات شعره الغزيرة على رأسه بفعل الأمطار وبيده دخان سيجارته ينفثه بشراهة واحدة تلو الأخرى
تحدث بذهول بشفاه مرتعشة
هو إنت ايه مبتحسش يا اخي ! كيف قاعد اكده منيك للمطر
والبرد ده من غير أي حاجة للدرجة دي حبها دفاك ودبلتها اللي مزينة يدك خلتك مدريانش
ياترى ايه الموضوع الهام والضروري اللي خلاك تصمم اني أجي لك في الليلة البرد داي
أشار إليه عمران أن يجلس بجانبه ولكنه صعق مرددا برفض قاطع
وه كانك اتجنيت ياعمران
بيه ! بقي عايزنا نقعدوا في الطل ده ونتحدتوا ولا ايه !
وعهد الله افوتك وأروح لأمي اللي عاملة لنا راكية تدفي العفريت وحاطة براد الشاي عليها وقومتني من الدفا جارها يا هادم اللذات انت ومفرق الجماعات
والله لو ماعملت راكية كيفها و سويت لنا عليها براد شاي لاهفوتك وأمشي منقصاش مرض هي وأقعد جارك اهنه وأني في عيانين في رقبتي .
التوى فم عمران پغضب وقام من مكانه ودخلا الإثنان الاستراحة وقام عمران بجذب المنقد ورص الأخشاب بجانب بعضها مع مراعاة التهوية وقام بسكب قطرات بسيطة من البنزين ثم أشعل لهيب الأخشاب وامتلأ الدفء في المكان وشعر صديقه براحة اغتالت جسده وبدأت عضلاته المتخشبة من شدة البرد تلين ثم قام بمساعدته ووضع الماء والشاي والسكر في ذاك البراد المخصص لذاك المنقد
مكفاكش اعقاب السجاير اللي مالية الجنينة برة داي وعمال تحر ق في صدرك وتضر نفسك ناسي انك عريس وداخل علي جواز اياك ولازم تحافظ على صحتك ولا ايه عاد !
ألقى سيجارته ودهسها تحت قدماه اندهش صديقه من تصرفه ومنظره ثم ربت على ظهره مرددا بحنو مغلف بالقلق
أخذ عمران نفسا عميقا ثم نطق بنبرة متعبة
قلت لك مهتوفقش والدنيا مش هتظبط وياي طمنتني وقلت لي كلها خرافات وجمد قلبك وأديني أهه جمدت قلبي وحوصل اللي حوصل.
اعتدل محمد بجلسته ووجه كامل أنظاره إليه وتساءل متعجبا
يعني ايه مش فاهم حاجة احكي لي بالظبط ياعمران ايه اللي جرى
قلب عمران عينيه بإرهاق من شدة التفكير وتحدث بما يجيش في صدره
من آلام
كنت وياها زي اي اتنين طبيعين مكتوب كتابهم وقربت منيها وكنت طاير في السما وفجأة حالي اتبدل واتغير لقتني حاسس بدوخة غريبة وجسمي من جوة بيتنفض وقبل ما أحس پالنار اللي قادت في جسمي زقتها بع نف لدرجة وجعتها
واسترسل وجعه وهو يدارى عيناه من صديقه خشية أن لايرى الضعف فيهما
هتقول عني ايه دلوك وأني اتعاملت معاها بمنتهى قلة الذوق والقسۏة !
داي من قبل ماأمشي وأفوتها فكرتني إني قرفان منيها وإنها فيها حاجة غريبة خلتني عميلت فيها اكده أنا حيران ومخڼوق من حالتي اللي مفهمش ليها سبب داي ولا حتي عند الأطبا اني سيبتها ودموعها مغرقة وشها ومقدرتش أطيب خاطرها .
انزعج صديقه من حكواه وحزن لأجله كثيرا ولا يعرف ماذا يقول له ولا يوجد عنده تفسير لأي شئ ولكنه حاول أن يجعله يهدأ وألقى على مسامعه عبارات الاطمئنان التى دوما يلقيها عليه ثم أكمل
إنت تكلمها دلوك وتحاول تبين لها إنك كنت تعبان وحسيت بالتعب ده فجأة وانك مشيت علشان متقلقهاش ودلوك حالا مينفعش تستني للصبح تفتكر إنها مش في دماغك ولا الحاجات اللي بتاجي في دماغ الحريم داي عاد .
استند بجزعيه علي ركبتيه وكور إحدى يداه وضمھا في الأخرى ثم تحدث بۏجع
طيب هقول لها المرة دي إني تعبان وهصالحها المرة الجاية لو اتكررت هيحصل ايه ! ده فاضل شهر واحد ونتجوز ياصاحبي وتبقي معاي علطول وأني زي ماني حاسس إني متربط ومتكتف ومقادرش والنهاردة اتوكدت مليون المية.
نظر إليه صديقه بحزن وأردف بصوت يملؤه التعجب
تكونش مسحور ياعمران وحد عميلك عمل خلاك بالشكل ده
رفع رأسه وأجابه باندهاش
وه كلام إيه اللي بتقوله ده ياداكتور !
عيب عليك تصدق في الخرافات داي كله كلام فاضي .
حرك محمد رأسه برفض وردد بتصميم
له مش خرافات عاد ياصاحبي السحر مذكور في القرآن ومش إنت أول واحد يجرى له إكده
وكاد أن يكمل إقناعه إلا أن عمران هدر به باستنكار
وه خلاص خليته جرى لي واتأكدت اني اتسحرت بحق وحقاني .
أشار محمد بيديه كعلامة لتأكيد كلامه
وليه لا إنت هتيجي أحسن من سيدنا النبي عليه السلام ماهو سحر هو كمان .
حرك عمران رأسه برفض مرددا
له داي أحاديث ضعيفة مهصدقهاش ومتحاولش تقنعني أني مبصدقش الحوارات داي هو على أخر الزمن أني عمران أروح لدجالين ومشعوذين علشان أشوف مالي !
هز محمد رأسه نافيا لكلامه وأردف بنصح
له مهنروحش لدجالين استغفر الله العظيم ولا هنعتب لهم عتبة الناس داي
أنا بقول أني والدتي تعرف شيخ زين قووي بيعالج بالقرآن واسميه صابر المداح راجل بيعرف ربنا والناس بتاجي له من كل مكان لجل ماربنا يشفيهم على يده وكماني ولا بياخد فلوس ولا أي شي بيعالج اكده لله .
قلب عمران الموضوع في رأسه ثم هتف بشرود
وأني مين اللي هيعمل إكده يامحمد أني مليش عدوات مع أي حد ولا حتي أمي ليها عدوات مع أي مخلوق انت عارف ست طيبة وملهاش في مكر الحريم ولا عمرها زعلت حد وجيران النجع كلياتهم بيحبوها يبقي مين بقي اللي له مصلحة يعمل فيا اكده .
له فيه ياعمران ... جملة واثقة نطقها محمد بتأكيد وأردف بإبانة
ليه متكونش اللي ماتتسمي مرت عمك اللي ناطة لك كل شوية ومنغصة عليك عيشتك مرة فاضية وحطاك في دماغها وهددتك كذا مرة .
اتسعت مقلتي عمران بذهول وردد بدهشة
وجد ! معقولة تكون البت داي ! والله لو هي لاهيبقي أخر يوم في عمرها
وتابع دهشته باستفسار
طيب هو صابر المداح ده هيقول لنا مين بالظبط لو طلعت فعلا مسحور
أجابه محمد نافيا
له مهيقولش بس هيدينا علامات منيها نعرفوا مين عمل إكده
إيه رايك أخد لك معاد عنديه وأروح وياك ولعله خير ياصاحبي.
استند عمران برأسه على الأريكة وهتف بدعاء وهو ينظر إلي السماء
يارب ياصاحبي وميطلعش وهم في الاخر واللي اني فيه ده هيعذبني طول عمري .
طمأنه صديقه وهو يربت على فخذيه
إن شاء الله ياصاحبي هتتحل وهتبقي عال العال إحنا جربنا كل حاجة إلا داي عمرنا مافكرنا فيها
واستطرد حديثه وهو يقوم من مكانه منتويا المغادرة
اني هروح دلوك وهسيبك تكلمها وهبقي أتصل بيك أبلغك بالمعاد .
فور أن غادر محمد هاتفها عمران واحس من نبرة صوتها أنها كانت تبكي كثيرا
ظل يعتذر لها كثيرا عما بدر منه وجلسا يحدثها اكثر من ساعة ويعترف لها أنه يحبها بل يعشقها كثيرا وأنها حبه الأول وبدونها حياته لا معنى لها حتى هدأت روحها واستكانت واتبعت طريقته المحببة إلى قلبها في الحديث وشعرت بمدى صدقه وأنه لم ېكذب عليها وقضيا تلك الليلة في سعادة كل منهم يعشق الآخر بطريقته
أتى الصباح وسطعت شمس النهار تعلن عن ميلاد يوم جديد وأصوات العصافير تزقزق في كل مكان ورائحة الأزهار تنشر عطرها وتعطينا أكسيدا وفيرا نتنفسه ويعبأ داخل صدورنا فيشعرنا بالأمل والتفاؤل
استيقظت رحمة من نومها
وأدت فرضها ثم هبطت إلى الأسفل وتناولت الفطور مع عائلتها المحببة إلى قلبها ثم انشغلت بأعمال المنزل التى لم تنتهي وبعد أن انتهت صنعت لنفسها كوبا من الشاي بالنعناع وذهبت بملف قضية الي الحديقة تراجعه كثيرا كي تستطيع حل اللغز فداخلها يسعد كثيرا وهي في حضرة ملف قضية وكأنه الأكسير المسؤل عن السعادة داخلها
وأثناء ارتشافها لمشروبها المفضل دلف إليهم ابن عمها يمشي بخطوات بطيئة كي لا تشعر به وخاصة أنها مندمجة بشدة مع ذاك الملف
اقترب منها ثم اختطف الإناء من على فمها فجأة كانت قد وصلت إلى منتصفة وهو يردد بدعابة على ذهولها من حركته
هشرب مكانك علشان أجرى وراكي ههه .
ضحكت بشدة على دعابته وهتفت وهي ترفع حاجبها باستنكار مصطنع
وه إنت ياحضرة المحامي اللي بقي ليك شنة ورنة تصدق الخرافات داي لااااا ده إنت باين انك هيست منك خالص ياخوي.
كان مندمجا معها ومستمعا إلى خفتها بابتسامة عريضة على وجهه وفور أن نعتته بأخيها انزعج داخله وحزن وقرر الآن الاعتراف لها وردد وهو يتحمحم
ياستي عادي أدينا بنهزر شوي
اممم بقول لك ايه أني عايز أعترف لك بسر النهاردة واتكلم وياكي في موضوع مهم عندك وقت تسمعيني ولا ايه
أشارت على حالها بابتسامة أظهرت أسنانها البيضاء وأردفت بإبانة
والله إنت ابن حلال ياواد عمى اني كمان عايزة اتحدت وياك في موضوع مهم بالنسبة لي اوووي وحابة آخد رأيك فيه .
ضم حاجبيه بعبس وردد
حاجة ايه دي المهمة أووي اكده احكي إنت الاول يللا واني سامعك .
هزت رأسها برفض
له احكي
متابعة القراءة