من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
انك هتبقي أيامه ولياليه وحدك ياسكون
أوعدك اني طول مانا عايش على وش الدنيا وفيا نفس إن قلبي مهيدقش لغيرك ياحبيبي
طمني قلبك وخلي عندك ثقة في عمران ان لو الدنيا انتهت والقيامة قامت وحتى لو بقينا شيب والشعر الابيض غير ملامحنا ان مفيش غيرك ياحبييي عشق العمران .
أنهى كلماته وجذب شفتاها برفق ونال من شهدهما نال عمران عذرية قبلتها الأولى لرجل ذابت بين يداه ودخلت عالم العمران الذي دائما حلمت دخوله
طيب ممكن انزل اركب عربيتي وأروح بقى علشان امي متقلقش علي .
داعب أرنبة أنفها وهو يجيبها
وداي تفوت عمران ولد الأصول اني اتصلت بيها وخدت الإذن منيها اني اخدك وأخرج نبص على عفشنا اكده علشان تختاري الأوضة بتاعتك اللي هتجمعنا كمان شهر بالتمام ياحبيبي.
تمام يالا بينا ياعريس علشان نلحق وقتنا ومنتأخرش.
قوس فمه بانزعاج مصطنع
وه لحقتي زهقتي من قعدتنا ويا بعض ومستعجلة أوي اكده على فوتة عمران
حركت رأسها برفض وعللت موقفها بقسمها
ابتسم بحنو ثم قاد سيارته وانطلقا إلى محلات الموبيليا المشهورة في قنا وهم يقضون وقتا سعيدا في حب وغرام
جوار بعضهم
يجلس سلطان ووجد في حديقة منزلها يتحدث معها بسعادة وكأنه رجع ابن الثلاثين عاما
أديني اهه وفيت بوعدي معاكي علشان متقوليش سلطان مش قد كلمته وبدأت توضيب الأوضة ها جهزتي حالك ياعروسة ولا لسه
منحرمش منيك يابو عمران متقلقش اني جاهزة وقت ماتقول يالا نتمموا
وتابعت كلماتها وهي تمتثل الحزن الشديد متسائلة
بس أني خاېفة من رد فعل ولادك وأنهم أكيد مش هيقبلوا الموضوع بالسهولة داي وأكيد دلوك هيول عوا مني ومش طايقين سيرتي ولا حتى شكلي
أشاح بيديه بإهمال وأجابها
انفرجت أساريرها ولكنها تمتمت بخفوت
طب والحاجة زينب مجبتش سيرتها خالص
أجابها بثقة
لاا زينب داي متشليش همها خالص كانك متوعيش لطيبة قلبها وسماحة وشها وعقلها اللي يوزن بلد
مطت شفتيها بسخرية وهي تدير وجهها للناحية الأخرى كي لا يراها ثم أعادت وجهها إليه وبدلت نظراتها الي أخرى خجلة لونتها في لمح البصر فهي حرباء لا تفرق عنها شيئا وأردفت
طيب هو انت مش هتبلغ أهل البلد وتعمل ليلة اكده ولا هتتجوزني سكيتي
أنهت كلماتها وامتثلت الحزن ولكنه رأى حزنها وطمأنها
إزاي يعني مبلغش ومعملش ! داي على رأي سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا نكاح لاسفاح هعلن طبعا وهعمل حاجة على الضيق اكده وتبقي من باب الخير لأهل الله .
أنهى طمأنته واستند على عصاه وقام من مكانه منتويا المغادرة وهو يسألها
معايزاش حاجة ابعتها لك ياعروسة
زينت الابتسامة المصطنعة وجهها و أجابته
معايزاش حاجة غير سلامتك ياسلطاني .
اتسعت مقلتي سلطان من نعتها له وأردف
وه سلطانك
قامت من مكانها ووقفت أمامه واجابته بدلال وهي قاصدة سحب عقله وقلبه من البداية وان يكون طوع أمرها
وه أمال إيه ده انت سلطاني وتاج راسي مش هتبقي جوزي !
اتكى على الصبر وانت هتشوف مني دلع
عمرك ماشفته قبل اكده ولا هتشوفه غير على ايد وجد .
عبث بذقنه وأعجبه دلالها وغزلها له وهتف
وه يا سلطان داي باين
امك دعت لك دعوة زينة في ليلة قدر
ثم تحرك من أمامها وهو يتحمحم
اممم اني ههملك دلوك وهمشي علشان مينفعش قعدتنا تطول ويا بعض واحنا لسه مكتبناش وجهزي حالك كتابنا بعد يومين .
أودعته السلامة بنفس دلالها
مجهزة من دلوك ياسلطاني .
ابتسم لها ابتسامة رجل مسن فرحا بدلاله منها
ومشي من أمامها
أما هي فور أن غادر تبدلت نظراتها المصطنعة وأردفت بين حالها والغل يقطر من نبرة صوتها
واديني اهه هتجوز بوك قبليك ياعمران وهلاعبك انت ومرتك لعب على أصوله وهوريك كيف يكون مكر الحريم اللي قلبها انك سر والأيام بيناتنا وقابل بقى .
وظلت تجهز عديدا من السيناريوهات داخل عقلها وخاصة بعد أن أبلغتها الساحرة أن عمران أصبح محصنا بشدة ولم تقدر على آذاه وامتنعت عن التقرب منه خوفا على عشيرتها مما زاد الحقد والغل داخل قلب تلك الشيطانة.
في مكتب ماهر البنان يتفحص الملف الذي بيده وانزعج بشدة ثم ضغط زر الهاتف قائلا بحزم
تعالي لي يا أنسة رحمة فورا .
دلفت إليه بخطى بطيئة وسألته بهدوء
نعم يافندم تؤمر بحاجة
أشار إليها بكف يداه أن تقترب واردف باستفسار
تعالي اقعدي اهنه اني عايز أعرف مالك بالظبط داي تالت ملف أطلبه منيكي النهاردة وتجيبي لي واحد غيره ممكن أعرف تركيزك النهاردة ماله تحت الصفر ليه
إنتي عارفة كله إلا الإهمال في الشغل بيزهقني .
أحست بمدى حماقتها أنها أتت اليوم الى المكتب وبالها مشغول على والدتها فعرس أبيها اليوم وندمت على تركها لها ولكنها حالتها كمثل والدتها ولو جلست بجانبها لأبكتها أكثر ولأشعرتها بالحزن أضعافا ولم تقوى على التخفيف عنها فغادرت المنزل وتركت معها حبيبة وعمران
ثم انسدلت دموعها اجبارا عنها حاولت كتمها لكنها فشلت رآها ماهر فعلى الفور تبدل شعوره من ماهر البنان المحامي الصارم إلى ماهر الإنسان وقام من مكانه وسألها مصطنعا بعضا من الجمود كي لا ترى لهفته عليها ودهشته لبكائها
ايه مالك
مسحت عبراتها المتساقطة على وجهها ورددت باختصار
لا مفيش هو ممكن استأذن من حضرتك اروح النهاردة
أثارت فضوله وصمم أن يعرف مابها فسألها مرة ثانية
ده مش الرد على سؤالي يارحمة في ايه بالظبط پتبكي ليه وحالتك مش مطمئنة بالمرة
رفعت جفونها المغشية بالدموع وتحدثت
مش عايزة أشغل وقت حضرتك بمشاكلي .
ضاق ذرعه منها فردد بصوت عال بعض الشئ
الله هو في ايه يارحمة ماتنطقي ومتزهقنيش !
انزعجت من صياحه بها وعلمت أنه يحادثها الآن كماهر الذي طلب يدها للزواج وجففت دموعها بحدة وهتفت من بينهن
الله هو انت بتزعق لي اكده ليه انى اللي فيا مكفيني منقصاشي !
ض رب بقبضة يداه على المكتب وردد بضيق
استغفر الله العظيم يارب على صنف الحريم ده !
مابدل ده كلياته ماتحكي علطول يابت الناس .
أثار العند داخلها وأردفت وهي تقوم من مكانها
داي مش طريقة حديت بعد اذنك اني همشي .
تحركت خطوتان فأرجعها امرا
استني عندك يارحمة ما أذنتلكيش انك تمشي واتفضلي ارجعي حالا اقعدي مكانك .
دارت بجسدها وربعت ساعديها أمام صدرها قائلة بتأفف
اااوف أني بجد مخڼوقة ومش هتحمل طريقتك الجامدة داي معايا
وأكملت وهي تشهق دموعا أثرت به بشدة وجعلت ساكنه يتحرك شفقة علي حالها
أني عندي هم يكفي العالم كله والله .
نف خ بضيق من شهقاتها التي أثرت به واقترب بضع خطوات وطلب منها أن تجلس على الأريكة الموجودة بالمكتب وتهدأ من حالها
استجابت لكلامه وجلست على الأريكة وجلس على الكرسي الموضوع بجانبها مع حفظ المسافة بينهم ثم هتف
ممكن بقي تهدي وتقولي لي مالك ولا هتقضيها بكى طول النهار.
هدأت من شهقاتها وأخذت منه المنديل الورقي الذي مد يداه به لها ومسحت دموعها وأجابته
فيه مشاكل في البيت بين ماما وبابا وماما حالتها صعبة جدا.
رأى أنها مشكلة عابرة فأردف
طيب ايه المشكلة ما ده حال كل البيوت ومش مستدعي منك القهر ده كله .
حركت رأسها نافية ورفضت كلامه
لاااا المشكلة بتاعتنا غير اي مشكلة وممكن أمي تروح فيها .
اتسعت عيناه بدهشة وردد
للدرجة داي طيب سبتيها وجيتي ليه مفضلتيش جارها ليه
تحدثت وهي تنظر أرضا
اني وهي عمالين نبكي جار بعضينا ومتحملتش وسبت البيت كله وقلت اجي اهنه يمكن انسى لكن مقدراش .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره
طيب اني مش هسألك عن المشكلة بس عايز اطلب منك متاخديش كل
حاجة على أعصابك إنتي لسه صغيرة والعمر قدامك هتشوفي لسه فيه كتييير لازم يبقي عندك قوة تحمل للأمور ومهما كانت المشكلة في نظرك كبيرة بعد شوي هتفضل تصغر تصغر لحد ماتتعودي عليها .
اندهشت من حكمه على الأمور وتسهيله لها في أبسط الأشياء حتى لو كانت معقدة ثم سألته بتعجب
هو إنت عنديك كل حاجة سهلة اكده الحزن زي الفرح والكره زي الحب والغدر زي الوفاء معندكش حتة جواك تفرح لو فيه حاجة تفرح وتبكي لو فيه حاجة تحزن وتعيش جميع الأحاسيس لجميع المواقف !
أجابها بكل أريحية وكأنها لم تقل شيئا
كان زمان لحد ما غيرت من نفسي وعلمتها الصلابة وأنها تستقبل كل حاجة بهدوء ودربتها على الثبات النفسي كويس أوووي .
ضمت حاجبيها بعدم استيعاب لما قاله ورددت بعدم فهم
من زمان ! من مېته اكده يامتر .
ذكرته بآلامه التي ډفنها منذ سنوات وكل ذكرى فيها علمت في شخصيته وبنت منه إنسانا جديدا وأجابها بلا مبالاة وكأنه شيئا عاديا
من يوم مامراتي وبنتي فارقوا الدنيا وسابوني .
شهقت شهقة عالية قائلة بذهول
هو انت كنت متجوز وعندك بنت !
أجابها بنفس اللامبالاة
سيبك مني ومن حياتي وركزي في مشكلتك واعرفي ان مهما كان همك في عنيكي كبييير هيقابلك مواقف مع غيرك هتعرفك إن همك ده ولا حاجة جمبيهم شفتي المثل المعروف اللي بيقول اللي يعيش ويشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته حطيه دايما قدامك علشان تنسي .
صممت على سؤالها
ليه هربت من سؤالي ومجاوبتنيش عليه
نظر بجانبه وأشاد
ملهوش لازمة النبش في ماضي مش هيفيدك ولا هيفيدني بحاجة غير أنه تقليب مواجع .
قررت التحدث معه بدون خوف
هو إنت إزاي عايزنا نتجوز وانت عندك غموض رهيييب وحياتك معرفش عنها حاجة واصل !
حياتي وماضيا
متابعة القراءة