إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


يعاند فهي
أشد عنادا منه استدارت وسارت للداخل وهي تهتف بعناد 
_ طالما مش عايز ترد عليا وأنا كمان مش هرد 
إن زاد النقاش بينهم أكثر من ذلك ستكون النتائج سيئة قرر هو تجاهل الأمر وكأنه لم يحدث ثم هتف بصوت رجولي غليظ 
_ أي كان سبب خروجك إيه اديني بقول تاني مفيش خروج من البيت ياجلنار إلا معايا واللي حصل برا ده ميتكررش واضح الكلام ولا أعيد تاني 

طفح الكيل وثارت من السخط حيث التفتت له وصاحت پغضب هادر 
_ يعني مش كفاية مستحملة كل حاجة منك وكمان عايز تحبسني من غير سبب 
اقترب منها وغمغم في نبرة عادتها لطبيعتها 
_ طالما قولتلك ممنوع تخرجي يبقى أنا أكيد ليا أسبابي بعدين
أنا مش حابسك لو عايزة تروحي مكان يبقى معايا أنا 
هدأت ثورتها قليلا واجابته بخفوت 
_ وهي إيه أسبابك بقى ! 
عدنان متأففا بنفاذ صبر من الحاحها 
_ لغاية دلوقتي معرفتش نادر فين ومش بعيد يحاول يأذيكي إنتي و هنا فلغاية ما اعرف مكان ده تسمعي الكلام ومن غير جدال 
لوت فمها بتهكم ولم تتفوه بحرف آخر فقط أصدرت تنهيدة حارة واستدارت على وشك الذهاب لغرفتها لكنها رأت هنا تنزل من الدرج وهي تفرك عيناها بنعاس وتهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة وحين وصلت لآخر الدرج رفعت رأسها ورأت أبيها فسارت نحوه في بطء وهي مستمرة في فرك عيناها انحنى عدنان عليها وحملها فوق ذراعيه لاثما شعرها بحنو هامسا 
_ صباح الفل والياسمين يا ملاكي 
القت برأسها فوق كتفه والدها مغمضة عيناها بتكاسل فداعب أنفها بسبابته في رفق متمتما 
_ يلا فوقي يابابا عشان نفطر مع بعض 
أماءت برأسها في إيجاب دون أن ترفع رأسها عن كتفه أو تفتح عيناها حتى فاتسعت ابتسامته وسار بها باتجاه الدرج يصعد للطابق العلوي ثم يسير نحو غرفتها ويدخل الحمام المحلق بها انزلها على الأرض وهتف بلهجة شبه آمره لكنها لينة وهو يبتسم 
_ يلا اغسلي وشك
لا تستطيع مقاومة شعور النوم الذي يهيمن عليها ترغب بالعودة مرة أخرى إلى فراشها وحين كانت تفكر في هذا فتح هو صنبور الماء وادخل يده تحت الماء يبللها ثم ينثر الماء بلطف على وجهها في مشاكسة فتهتف هي باستياء طفولي 
_يوووه يا بابي 
كانت جلنار قد دخلت الغرفة قرأته يقف عند باب الحمام يستند بكتفه عليه ويجيب على هنا بحزم مزيف 
_ بلاش دلع يلا ولا تحبي اتصل بمس صابرين واقولها متجيش 
فتحت عيناها بدهشة وبلحظة فر النعاس من عيناها لتجيب علي أبيها بفرحة غامرة 
_ هي مس صابيين صابرين جاية 
_ امممم جاية عشان تديكي الدرس في البيت 
وثبت فرحا وهي تصرخ هييييه 
بينما جلنار فضيقت عيناها بدهشة واقتربت منه تقف بجواره تهدر بتعجب 
_ إنت كلمتها وقولتلها تيجي ! 
الټفت برأسه نحوها وغمغم بإيجاب 
_ أيوة كلمتها هتديها دروسها هنا لغاية ما ترجع الحضانة 
طالت نظرتها إليها لثواني معدودة دون أن تجيب فقط توميء برأسها في صمت لكن نظراتها لم تكن راضية أبدا ورغم ذلك هو تجاهل نظراتها وكأنه لا يلاحظها 
تجلس مهرة على مقعد وتتنقل بعيناها تتفحص كل جزء حولها في تلك الشركة الضخمة والرائعة شعرت بالسعادة والحماس عندما تخيلت فكرة أن تقبل في هذا العمل وكل يوم تأتي لهنا ! بينما كانت تلك الأفكار تجول بذهنها قاطعها صوت السكرتيرة وهي تهتف برسمية وتشير بيدها إلى غرفة المدير التنفيذي عدنان 
_ آنسة مهرة اتفضلي 
أماءت برأسها في موافقة وهبت واقفة فورا ثم سارت باتجاه الغرفة طرقت طرقتين متتاليتين وانتظرت حتى سمعت صوته يقول ادخل أخذت نفسا عميقا وفتحت الباب ببطء وبعض التوتر ثم دخلت واغلقته خلفها والابتسامة تعلو وجهها باتساع وباللحظة التي وقع فيها نظرها عليه كأن دلو من الماء المثلج سكب فوق رأسها مرت ثلاث ثواني وهي تحدق به بدهشة وعندما رأته سيهم برفع رأسه عن الأوراق التي أمامه استدارت بجسدها مسرعة توليه ظهرها وتهمس لنفسها وهي تقوس
وجهها وحاجبيها وكأنها على وشك البكاء 
_ لا أنا أكيد بيتهأيلي مش معقول يكون هو يعني هعد لتلاتة وابص بسرعة وان شاء الله ميطلعش هو واكون اتصيت في نظري 1 2 3 
ثم التفتت برأسها بسرعة تلقي نظرة خاطفة عليه ولم تكن تتخيل فعادت بوجهها للأمام مرة أخرى وهي تهمهم پصدمة وارتباك 
_ تغيير في الخطة نعد لتلاتة ونجري
بينما آدم فبمجرد ما التفتت برأسها ولمح وجهها اعتلت وجهه معالم دهشة وهتف 
_ مهرة !!! 
هرولت هي باتجاه الباب وكانت على وشك أن تمسك بالمقبض وتفتحه لتفر لولا أنه استقام واقفا واسرع إليها يجذبها من ذراعها هاتفا 
_ خدي رايحة فين إنتي بتعملي إيه هنا ! 
اضطرت على النظر له وهي تبتسم ببلاهة وتقول 
_ لا مؤاخذة شكلي دخلت أوضة غلط 
وهمت بأن تفتح الباب وتغادر بينما هو فضغط على ذراعها يمنعها من التحرك هاتفا 
_ استني بقولك أوضة غلط إيه هو CV اللي في معايا ده ليكي بجد !!!! 
توترت وخجلت بشدة لا تعرف لماذا فوجدت نفسها تجيب عليه
 

تم نسخ الرابط