إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
پألم هادر وصوت ضعيف
_ خدني المستشفى ياعدنان آاااااه
عدنان بزعر وهو بحاول تهدئتها والتخفيف عنها
_ حاضر ياحبيبتي هاخدك حالا استحملي شوية بس لغاية ما نوصل
ثم راح يحرك محرك السيارة وينطلق بها بسرعة البرق وسط صوت تأوهاتها العالية وهو يمسك بيدها بقوة كمحاولة منه للتخفيف عنها وبث الاطمئنان في نفسها أنه معها وكانت الصغيرة بالخلف في حالة من العرب على والدتها حتى بدأت دموعها تنهمر فوق وجنتيها
جملة اندمجت پصرخة كلها ړعب وقلق منها وهي تهتف
_ آااااه بسرعة ياعدنان أنا حامل !!!
_ الفصل الثالث والستون _
كان آدم يقود خطواته السريعة داخل ردهة القسم الطويلة وبذهنه ألف سؤال أهمهم ماذا فعلت أمي ! وصل أخيرا إلى غرفة الضابط وانتظر للحظة بالخارج حتى سمح له العسكري بالدخول
مقعد مقابل مكتب الضابط الذي رحب به بوداعة وتمتم
_ آدم الشافعي مش كدا
اماء له بالموافقة وهتف في صوت خشن
_ أيوة ممكن تفهمني يافندم والدتي بتعمل ايه هنا !
تنهد الضابط الصعداء وقال في جدية تامة
_ طيب في الأول قبل اي حاجة إنت كنت تعرف إن والدتك بتشتغل في الممنوعات وبتمول الفلوس لشوية نصايبن ودجالين
_ ممنوعات إيه حضرتك أكيد في حاجة غلط اظن إن حضرتك عارف مين عيلة الشافعي مستحيل يكون لينا علاقة بالكلام ده ولاحظ إن دي والدتي كمان
طهرت الحدة فوق معالم الضابط الذي اجابه برسمية وبعض السخط
على والدتك يا استاذ آدم امبارح قبضنا على مجموعة من النصايبن والدجالين بينصبوا على الناس بكلام فارغ أنهم بيعملوا اسحار وأعمال وواحدة منهم اعترفت إن أسمهان هانم كانت بتساعدها من البداية وبتديها الفلوس دايما وكان معاها دليل بالصور والتسجيلات والتحريات أثبتت صحة الدلائل دي وإنها مش متفبركة ده غير أننا لقينا شنطة مليانة ممنوعات مختلفة في عربية والدتك الخاصة
_ أكيد الشنطة دي كانت بفعل فاعل وحد حطها مستحيل والدتي
يكون ليها إيد في حاجة زي كدا وممكن تكون الست اللي قالت كدا بتتبلي عليها
الضابط بصرامة
سقطت الكلمات عليه كالصاعقة حيث راح يدفن وجهه بين راحتي يديه مستغفرا عقله توقف عن التفكير ونبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف من فرط التوتر للمرة الأولى يشعر بالعجز
داخل المستشفى
كان عدنان يجلس فوق مقعد مقابل لفراش جلنار التي تجلس بجوارها ابنتهم وتتبادل معها أطراف الحديث بمرح
كانت معالم وجهه جامدة وخالية من المشاعر باستثناء الڠضب والخزي المهيمن عليه لن ينسى لحظة الزعر والهلع التي تمكنت منه حين أخبرته بالسيارة أنها تحمل طفله داخلها لوهلة شعر بأن الحياة توقفت عندما قذفت بعقله فكرة احتمالية خسارة ابنه وبدلا من أن يفرح ويعيش سعادة اللحظة بأنه سيرزق بطفل ثاني أخفت عنه وأخبرته بلحظة لم يكن بمقدروه الشعور فيها سوى بالړعب والخۏف بدلا من المشاعر الطبيعية لأي زوج أخذ بشارة حمل زوجته !
إلى متي كانت تنوي إخفاء حملها عنه ولماذا !! سؤالين كان يستمر في طرحهم على نفسه والإجابة كانت لديها !
يشعر بوغزة ألم قاسېة في أعمق يساره كلما يرى الوضع التي حالت إليه علاقتهم فقط بسبب اوهامها وشكوكها السخيفة رغم كل الحب الذي قدمه لها والذي كان سيستمر في تقديمه وإثباته لها بأفعاله ومحاولاته الصادقة لتلافي أخطاء الماضي إلا أن كل هذا لم يشفع له عندها ! وآثرت بالنهاية الشك والاڼتقام بدلا من الثقة والحب
بل آثرت اوهامها التي أنهت كل شيء جميل بالنهاية لتحقق رغبتها أن النهايات ليست جميعها سعيدة وبعضها تبدأ بفراق وتنتهي بفراق !
سمع ابنته وهي تقول بسعادة محدثة أمها
_ مامي يعني أنا هيبقى عندي أخ نونو صغير وهيلعب معايا
ضحكت جلنار بحنو وقبلت وجنتها قم ردت
_ طبعا ياحبيبتي هتلعبوا مع بعض وهو هيحبك جدا وإنتي كمان
عانقت الصغيرة أمها بفرحة وقالت في حماس
_هو امتى هيجي يامامي أنا عايزة العب معاه وهديه كل لعبي وهروح أنا وإنتي وبابي ونشتري ليه لعب جديدة كمان
قهقهت بخفة واجابتها في حنان أمومي
_ حبيبتي هنشتري كل حاجة وهنقيها أنا وإنتي كمان أيه رأيك
أماءت هنا لأمها بالموافقة في حماس وتشويق طفولي جميل أما عدنان فابتسم لصغيرته بدفء ثم استقام واقفا بعد لحظات ووجه حديثه لجلنار بحزم
_ لو بقيتي كويسة قومي يلا عشان اوصلكم البيت وترتاحي في البيت هناك زي
متابعة القراءة