إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


تخليكي تقتلي ابنك بنفسك دي آخر حاجة كنت أتوقعها منك ياجلنار 
وثبت هي الأخرى واقفة بعد أن اثارت كلماته چنونها وجعلتها تصرخ به بهيستريا وڠصب هادر 
مقتلتهوش 
سمعته ېصرخ مزمجرا كالأسد المجروح 
لما منزلتهوش امال حصل إيه !!!
سكتت لبرهة تستعيد رباطة جأشها وتجيبه بقوة مزيفة وعينان دامعة 

كنت هنزله وفي واحدة صحبتي كانت دكتورة نسا وكانت هتعملي العملية بعد ما أصريت عليها بس قبل ما ادخل العملية وعلى آخر لحظة تراجعت ومقدرتش اقتله مقدرتش اعمل كدا فيه بس بعدها باسبوع بظبط حسيت پألم شديد في بطني وتعبت جامد ولغاية ما وصلت المستشفى
والدكتورة كشفت عليا قالتلي إني الجنين نزل 
هدأت
ثورة ملامحه قليلا وأجابها بعدم استيعاب لما يسمعه 
حصل من إمتى الكلام ده وأنا كنت فين !!!! 
جلنار بصوت مبحوح 
من سنة لما كنت مسافر في
لندن لشغل واخدت تلات أسابيع هناك 
عاد لسخطه وجموحه من جديد حيث هتف بشبه صيحة مټألمة 
وحاجة زي كدا تخبيها عني إزاي ومتقوليش ياجلنار
استاءت بشدة من عصبيته والقائه اللوم عليها وحدها فصاحت به في عصبية وعدم وعي لما تتفوه به 
إنت السبب واللي خلتني اعمل كدا واخبي عنك وبدل ما إنت بتتعصب عليا وبتلومتي وبتتهمني إني قټلته وبتحاسبني كمان إني خبيت عنك روح حاسب مامتك أسمهان هانم اللي حاولت تقتلني واتفقت هي وفريدة لما كنت حامل في هنا وحاولوا اكتر من مرة يسقطوني ده غير أفعالها معايا اللي متتعدش وأنا كل ده وكنت ساكتة بس خلاص كفاية مش هسكت اكتر من كدا
رأت الڠضب وطوفانه العاتي يتلاشي من فوق معالمه ليحل محله الصدمة وعدم الاستيعاب لما تتفوه به ها هو يطعن من جديد بخداع أقسى ومؤلم ومن والدته ! 
خرج صوته خاڤتا وبه بحة غريبة 
إنتي مدركة اللي بتقوليه ده !! 
جلنار بتأكيد وپغضب 
أيوة مدركة حاولت تتخلص مني ومكفهاش وحاولت ټقتل بنتك من وهي لسا في بطني من كتر كرهها وغلها ناحيتي مهتمتش إن اللي في بطني دي حفيدتها وبنتك اللي بتتمناها ومستنيها 
ظل متسمرا مكانه يحدق بها بسكون مريب لا يبشر بخير وكأن عقله ما زال يحاول استيعاب ما تسمعه اذناه الآن وإذا بها فجأة وجدته ينحنى ويلتقط ما تطوله يداه أمامه ويلقيه على الأرض يفرغ بالأشياء غضبه وألمه التي استطاعت رؤيته بوضوح فوق قسمات وجهه تراجعت للخلف بزعر من أن يطولها شيء وكانت على وشك أن تتقدم نحوه مشفقة عليه لتحاول تهدئته لكنه توقف بلحظة فجأة كما بدأ واندفع لخارج المنزل بأكمله وماهي إلا لحظات قصيرة وسمعت صوت صرير عجلات سيارته بالخارج تحتك بالأرض في عڼف تدل على السرعة المرتفعة التي تحرك بها ! 
وقفت مكانها لدقيقتين صامتة حتى ألقت بجسدها تجلس فوق الأريكة وترفع يديها لشعرها تعود بخصلاته المتمردة للخلف وتصدر من بين شفتيها تأففا مخټنقا ليتها لما تخبره فقد اختارت الوقت الأنسب لتخبره به عن بعض من أفعال أمه !!! كان يجب عليها أن تتريث لبعض الوقت حتى يهدأ من غضبه بسبب إخفائها أمر طفلهم الذي فقدوه مبكرا ومن ثم تخبره بوالدته ! 
بمكان آخر داخل منزل حاتم الرفاعي 
تعالت الزغاريد من فاطمة بفرحة وسعادة غامرة فور انتهاء المأذون من مراسم الزواج الشرعي وألقى بجملته الشهيرة بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير كان كتاب الكتاب بحفلة صغيرة في المنزل بوجود العائلة فقط و بعض المعارف وأصدقائه وبعدما
انتهوا من المراسم أخذ يتلقى التهنئات والمباركات من الجميع وكذلك هي كانت السعادة بادية على ملامحه بوضوح وتظهر في عيناه اللامعة فآخيرا أصبحت زوجته وله فقط أما هي فكانت فرحتها تطغى عليها لتلوح فوق معالمها بالخجل مازالت حتى الآن لا تستوعب أنه أصبح زوجها بعدما عانت لسنوات من حبها الخفي له أخيرا كتب لذلك العشق أن يخرج للنور ويكتمل باجتماعهم ! 
جلسوا لدقائق طويلة مع الجميع ووسط ضحكهم ومرحهم كانت تلاحظ نظراته المتلهفة لها يختلسها كل لحظة والأخرى فتتورد وجنتيها بحمرة الخجل وتشيح بوجهها بعيدا عنه مسرعة تشغل نفسها بالتحدث مع فاطمة 
مسح حاتم على وجهه متأففا بنفاذ صبر لم يعد يتحمل الصبر أكثر من ذلك سيهب واقفا ويأخذها ليخلو بها وحدهم بعيدا عن أنظار الجميع وبالفعل استقام واقفا واقترب منها وينحنى بجانب أذنها هامسا بمكر 
تعالي معايا يلا 
أمسك بكفها وسط الجميع غير مباليا بنظراتهم وابتسامتهم فوق شفتيهم أما نادين فتلفتت حولها بخجل شديد ووقفت معه لكن فاطمة قبضت على ذراع ابن اختها واوقفته هامسة في حزم 
واخدها ورايح فين ! 
ضيق عيناه وهتف بجدية 
في إيه يافطوم دي مراتي هاخدها ونقعد مع بعض شوية لوحدنا 
مالت فاطمة عليه أكثر وهدرت بتحذير وحزم 
طيب بس متاخدش على كدا نادين دلوقتي زي بنتي ومش
عشان خالها مش موجود ولسا مرجعش تفتكر إني هسيبلكم الدنيا سبهللة كدا 
ضحك حاتم ورد خالته وهمس بدهشة 
ايه ياخالتو انا ابن اختك حتى قلبتي عليا كدا ليه هو أنا هعمل فيها إيه ماهي دايما كانت معايا 
ردت فاطمة بخبث 
كانت معاك بس مكنتش
 

تم نسخ الرابط