إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
ومهملها و كل اهتمامه مديه لفريدة ولبنته وبعدين مش إنتي اللي كنتي عايزاه يتجوز تاني عشان يخلف وفضلتي تزني عليه لغاية ما تعب من الزن ووافق
أجابتها وهي تعتدل في جلستها وتقول بنظرات مشټعلة
_ كنت هجوزه بنت سليم العايد نسب نتشرف بيه مش نشأت القذر ده لكن تقولي إيه بقى في عمته عارفة لو كانت عايشة لغاية دلوقتي أنا كنت اكلتها بسناني
_ده بدل ما تدعي للست بالرحمة وتقولي ربنا يرحمها
_ ماټت وسابتلي البلوة اللي اسمها جلنار دي بعد ما اقنعت عدنان أنه يتجوزها
ميرفت بنفاذ صبر
_ طيب اشربي العصير يا أسمهان وخلينا نتكلم في حاجة تاني
دخلت إلى غرفة قديمة بالقصر لا يدخلها أحد إلا نادرا ثم وقفت على عتبة الباب وأخرجت رأسها وجعلت تتلفت يمينا ويسارا لتتأكد من عدم وجود أحد ثم أغلقت الباب جيدا ودخلت لتجيب على الهاتف وهي تهتف باستياء
أتاها صوت الآخر وهو يهتف بهيام
_ ماهو في حاجة ضروري وهي إنك وحشتيني ياديدي
ارتفعت الابتسامة المحبة على شفتيها وقالت بدلال
_ هو إنت لحقت ما أنا كنت معاك امبارح اليوم كله
_ إنتي بتوحشيني كل دقيقة ياحبيبتي طمنيني عملتي إيه امبارح لما رجعتي
_ حصلت مشكلة كبيرة وعدنان كان على أخره ومن امبارح مش بيتكلم معايا
_ وبعدين مع عدنان أنا قولتلك اديني بس الإشارة وصدقيني هنرتاح منه خالص يافريدة
صاحت بصوت مرتفع نسبيا
_ أنت اټجننت نرتاح منه إيه أنا مقدرش اعمل حاجة زي كدا واحدة واحدة نخلص من جلنار دي الاول وبعدين هشوف هتصرف إزاي مع عدنان
سكتت لبرهة من الوقت وهي تستعيد في ذهنها كافة الأحداث منذ زواجه بجلنار وحتى الآن
كيف كانت فرحته وهي تراه يحمل ابنته بين ذراعيه لأول مرة ونظراته الدافئة لجلنار منذ ولادتها خوفه وجنونه عليها الآن وهي بعيدة عنه وغيرته المفرطة عليها لقد اشبعها من كلماته حول حبه الوحيد لها وأن جلنار لا تعنيه بشيء ولكن أفعاله أظهرت العكس تماما
_ اطمن عدنان أصلا مبقيش ليه أي مكان في قلبي أنا مستنية الوقت المناسب وبعدها صدقني هكون ليك لوحدك ومفيش حاجة هتقدر تفرقنا
ثم هتفت فورا باضطراب بسيط
_ أنا هقفل عشان ممكن حد يسمعني وانا مش ناقصة مصايب مش عايز ادي فرصة لعدنان أنه يشك فيا حتى
_ طيب ياحبيبتي خلي بالك من نفسك
_ وإنت كمان سلام
أنهت معه الاتصال ثم جلست على الفراش الذي خلفها وبقت تحملق أمامها بعينان تطلق شرارات الڠضب والغيظ
داخل مكتب عدنان في القصر
جالسا على الأريكة ويمسك بصورة صغيرة بين يديه ويحدق بها في أعين مشتاقة ومټألمة لم يعد يحتمل فراق صغيرته عنه أكثر من ذلك قلبه ېصرخ شوقا
لها وروحه تائهة في الفضاء تبحث عن مستقرها ولن تعود له إلا عند عودة فتاته إليه
جلنار اختارت العقاپ الأمثل له بدلا من أن تعذبه بأي شيء آخر اختارت الأكثر ألما بالنسبة له وهو إبعاد ابنته عنه والآن هو يتخبط بيأس باحثا عن أبرة في كومة من القش ولا يتمكن من إيجادهم من جهة ابنته وخوفه عليه واشتياقه لها ومن جهة أخرى تلك الماكرة التي تفعل كل ما بوسعها حتى تثير جنونه وغيرته لم يتمكن من إخراج صورتها من عقله مع ذلك الرجل منذ أمس وكلما تعصف
بذهنه يظهر الاحمرار في عيناه ويزداد وعيده لها أكثر وليت عقله اللعېن يتوقف عند هذا الحد فقط بل يستمر في طرح أسئلة وتخيلات تزيد من جنونه أكثر ماذا كان رد فعلها هل كانت سعيدة بلمسة ذلك الوغد لها أم أنها نفضت يده عنها من يكون ذلك الرجل هل الأمر تخطى مجرد لمسة يد ! ماذا تفعلين ياجلنار اقسم لك إنني حين أجدك ستنالين العقاپ الذي تستحقينه مني وسأجعلك تتوسلين
أن ارحمك ولن أشفق عليك
كانت جملة قاسېة وجافة يهمسها لنفسه تعبر عن مدى دماره الداخلي من كل شيء تفعله تلك المتمردة
عاد ينظر إلى الصورة التي بيده من جديد ويبتسم بصفاء ثم تقذف بذهنه فجأة ذكرى له مع صغيرته
فتح باب غرفتها ببطء شديد ثم ادخل رأسه أولا فوجدها تجلس على الأرض ومنشغلة باللعب بألعابها الخاصة وحين فتح الباب كاملا ودخل بجسده كله فالتفتت هي برأسها نحو الباب ووثبت واقفة بفرحة وركضت نحوه تتعلق بقدميه وهي تهتف بصوت طفولي
_ بابي
انحنى إليها هو يهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما
_ ياروح بابي جبتلك فمد يده
متابعة القراءة