إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


أخرى فنفرت صورته عن عقله وقررت عدم التركيز عليه ونسيان الأمر تماما حتى أنها لن تسأله ماذا كان سيقول عندما يعود حتى لا ترى نظراته لها مرة أخرى ! 
في تمام الساعة العاشرة مساءا 
وقف بشرفة الغرفة بعدما بحث عنها ولم يجدها بالمنزل كله فوجدها تقف بالحديقة أمام حوض السباحة وتلف فوق كتفيها وذراعيها شالا طويلا وتنظر للماء بسكون فدخل للداخل وغادر الغرفة منها للدرج ثم لباب المنزل لكي يذهب لها 

تحرك خلفها بخطوات هادئة لكنها سمعت صوته فأغمضت عيناها تأخذ نفسا عميقا ببؤس حتى اتاها صوته الرجولي من خلفها يهتف 
_ جلنار ! 
التفتت بجسدها له وهي تحتضن الشال بذراعيها وترمقه مطولا في صمت فتابع هو باهتمام حقيقي 
_ ادخلي جوا بدل ما تبردي 
حين التقت عيناه بخاصتها ورأى دموعها المتجمعة بهم فتقدم منها خطوة بسرعة في قلق وقال بلطف 
_ بټعيطي ليه ! 
لم ترغب باقترابه منها في هذه اللحظة تحديدا وقد نست أنها تقف على حافة الحوض فتهقهرت للخلف بتلقائية ولم تشعر بنفسها سوى عندما انزلقت قدميها وسقطت بالمياه رآها ستسقط وحاول التقاطها قبل أن تقع لكنه تأخر واختل توازنه 
_ وقعتي عشان مش عايزاني اقرب منك ودلوقتي إنتي اللي متشعلقة فيا 
_ اڠرق يعني !!! 
اقترب بوجهه منها وهمس بصوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ لا يمكن يحصل وأنا موجود 
تقابلت نظراتهم في حديث غرامي وحزين بين العيون فقط 
_ اعملك إيه ياجلنار
عشان
تصدقيني ! 
أجفلت نظرها عنه وامتلأت عيناها بالدموع من جديد تقول بصوت مبحوح 
_ الماضي هيفضل نقطة سودة بتلاحقنا ومش هيسمحلنا نكمل بسلام 
عدنان بأمل وحب 
_ والنقطة السودة دي احنا نقدر نمحيها 
سالت دموعها وقالت بحړقة 
_ في حجات مينفعش تتمحي ياعدنان النهاية محتومة من البداية 
_ قصدك إيه !!! 
حدقته بعينها الممتلئة وأردفت في ثبات مزيف 
_ طلعني أنا بردت 
طالت نظراته
الثاقبة إليها ثم رفع أنامله لوجنتيها يمسح دموعها برقة 
بعد ثواني معدودة وصل إلى الغرفة فانزلها واتجه إلى الخزانة يخرج لها ثوب طويل بحمالات عريضة ويقترب منها حتى يساعدها على تغيير ملابسها المبتلة وهي تنتفض من البرد وفور انتهائها من ارتداء الملابس الجديدة تسطحت فوق الفراش وتدثرت جيدا بالغطاء بينما هو فنزع عنه ملابسه أيضا وارتدى أخرى جديدة ثم اقترب من الفراش ودخل إليه معها يشاركها نفس الغطاء ومد يده يملس على ذراعها برقة كنوع من بث الدفء لجسدها يسألها بحنو 
_ لسا بردانة 
جلنار بإيجاب 
_ أيوة شوية 
اقترب منها وفرد ذراعه لها يقول بغرام وحنان يدعوها للانضمام 
_ تعالي 
تطلعت لذراعه وله بتردد تقبل أم ترفض دعوته بعد وقت قصير حسمت قرارها وقررت القبول والسماع للصوت الغريب الذي بثناياها ويلح عليها أن تقبل وتعيش الليلة بين ذراعيه فربما لا يكون هناك غدا !!! 
اقتربت 
توقفت السيارة وبعدها بلحظات أحست بباب مقعدها ينفتح ويمسك هو بيدها يحسها على النزول فنزلت وتشبثت بذراعه جيدا تقول في قلق وحنق 
_ حاتم فيني اشيل هاد اللي على عيوني وافتحهم بقى ! 
وصلها صوته الرخيم برفض وهو يبتسم 
_ لا لسا أنا هشيله عن عينك لما نوصل امشي معايا إنتي بس 
نادين بنفاذ صبر 
_ ما نحنا وصلنا لوين بدنا نوصل بعد !! 
حاتم ضاحكا 
_ لا موصلناش لسا إنتي مالك قلقانة كدا ليه هو أنا هخطفك !
_ أي بتعملها ما بستبعد !
قهقه بصوت عالي جعلها تبتسم بتلقائية دون أن تراه واجابها بعبث ومشاكسة 
_ الصراحة هو أنا اعملها فعلا بس اطمني مش هخطفك دلوقتي آمان يعني 
سألت بفضول شديد وملل 
_ لوين واخدني لكان ! 
_ اصبري وهتعرفي 
تأففت بنفاذ صبر وسارت على خطاه وهي ممسكة بيده حتى توقفا بعد خطوات كثيرة وسمعت صوت مفتاح يدخل بقفل باب وبعدها ينفتح الباب فعاد هو يمسك بذراعها يحسها على التحرك والدخول لكنها تصلبت بأرضها بقلق منه وخجل عندما فهمت أنها ستدخل بيت مجهول فقالت بطريقة جعلته ينفجر من الضحك 
_ هاد بيت مين بدك تخطفني وتتحرش فيني ما هيك مشان الخالة ما بتسمحلك تقرب مني ولا أنا كمان بدك تستغل الفرصة لا ما راح ادخل وراح شيل هاد الشيء عن عيوني كمان
أجابها من بين ضحكه يمنعها من إزال الشال عن عينيها 
_ لا متشلهوش هتبوظي المفاجأة ياغبية 
ضړبته على كتفه بغيظ بعد كلمته الأخيرة ثم ابتسمت بعدها بسعادة وحماس لتقول في رقة 
_ في مفاجأة عن جد ياحاتم ! 
_ يعني بذكاءك كدا هكون مغمضلك عيونك ليه غير إنها مفاجأة لكن إنتي كل تفكيرك إني هتحرش بيكي بس مش فاهم ليه دايما ظانة فيا السوء كدا لو إنتي عايزاني اتحرش بيكي أوي كدا قوليلي وأنا مش هرفض صدقيني
عادت تضربه من جديد لكن هذه المرة بإبتسامة خجلة وهدرت 
_ وقح ! 
أمسك بكفها ودخلت معه للداخل ثم اغلق هو الباب وبعدها ترك يدهل ووقف خلفها ليرفع يديه ويزيح الغطاء عن عينيها فتفتح عيناها وتتلفت حولها تتفحص المنزل الكبير بعينها في ذهول وسعادة غامرة تظهر في عيناها وعلى شفتيها من خلال ابتسامتها الحوائط من نفس الألوان
 

تم نسخ الرابط