إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


ليمد أنامله لوجنتيها يمسح دموعها هامسا برجاء ودفء _ 
_ متعيطيش احنا الاتنين غلطنا في حق بعض ومحتاجين وقت لغاية ما نهدى كويس
هزت رأسها بالإيجاب ترد بخفوت _ 
_ معك حق 
ثم سحبت رسغها من قبضته وقالت بصوت يكاد لا يسمع وهي تلتفت لتتجه إلى خارج الغرفة _ 
_ تصبح على خير 

رد بعبوس ونظرات تائهة بعد رحيلها _
_ وإنتي من أهله
_ إنتي هبلة يابت !!! 
كانت جملة استنكارية وعڼيفة من سهيلة لمهرة التي تجلس بجوارها فوق الفراش بغرفتها وعابسة الوجه بعدما سردت لها كافة تفاصيل الأيام الأخيرة وبعد جملة صديقتها قالت بلوعة _ 
_ كنتي عايزاني أعمل إيه يعني يا سهيلة 
ردت الأخرى هازئة _ 
_ طيب أمه وطلعت ست ارشانة ولئيمة هو ذنبه إيه ! 
مهرة بجفاء مزيف وأعين متلألأة بالدموع _ 
_ ذنبه إنه ابنها تيتا كان عندها حق لما قالت إن مينفعش تحصل حاجة بينا 
سهيلة بحماس _ 
_ ليه هي حصلت حاجة !! 
رمقتها مهرة بقرف وقالت ساخرة _ 
_آه حصل والفرح الأسبوع الجاي في قاعة اللؤلؤة هو أنا ناقصاكي انتي كمان يعني ليا ساعتين بحكيلك عن مأساتي وإنتي تقوليلي حصل حاجة !! أنا اللي هيحصلي حاجة منك
رتبت سهيلة على كتفها ضاحكة بمرح _ 
_ إن شاء الله عدوينك ياحبيبتي ألا هي فين قاعة اللؤلؤة دي صحيح عشان لما اروح متوهش 
حدقتها مهرة بنظرة مشټعلة وهبت واقفة لتنقض عليها وسط
ضحكات الأخرى وهي تحاول الفرار منها وبالأخير هتفت بأنفاس متقطعة من كثرة الضحك _ 
_ خلاص هسكت ومش هفتح بقي تاني آه يابطني مش قادرة اخد نفسي من الضحك 
مهرة بغيظ _ 
_ يامستفزة 
_ الله بحاول افرفشك ياببلاوي في إيه !!
_ إنتي كدا بتفرفشيني ولا يتنقطيني !
رفعت السبابة والبنصر معا تشير بهم بمعنى الأثنين وهي تبتسم باتساع لتتأفف مهرة بنفاذ صبر ثم يعبس وجهها من جديد وتقول ببؤس _ 
_ تفتكري هو مصمم يرجعني الشغل ومش عايز يحل عني ليه
_ عشان الصنارة غمزت ! 
كان ردا سريعا وواثقا من سهيلة جعلها ترمقها بدهشة وعدم استيعاب لتكمل الأخرى مبتسمة _ 
_ إيه مالك اټصدمتي كدا ليه بعد اللي حكتهولي ده كله ملوش غير معنى واحد وإنه بدأ يعجب بيكي إن مكنش حبك أصلا
عم الصمت بينهم للحظات طويلة وعينان مهرة ثبتت على الفراغ أمامها تفكر بما قالته صديقتها للتو لكن سرعان ما نفرت الفكرة لسذاجتها وقالت بعدم اقتناع _ 
_ لا مستحيل إيه الهبل ده هو أكيد حاسس بالذنب بسبب عملة أمه وحابب يعتذر مني بطريقة جديدة شوية
سهيلة ضاحكة باستهزاء منها _ 
_ أنا برضوا اللي ابطل هبل !!! 
علقت نظرها على صديقتها لترى الثقة والخبث في نظراتها لتنفر برأسها سريعا رافضة تصديق فكرتها لكنها انهزمت بالأخير حين سمحت لعقلها بالتفكير في توقعها وإن كان بالفعل حقيقة فارتفعت الابتسامة الهائمة فوق ثغرها والتفتت برأسها إلى سهيلة
تقول بأمل وسعادة غامرة _ 
_ تفتكري !! 
سهيلة بثقة عمياء وغرور _ 
_ افتكر ونص كمان وبكرا تقولي سهيلة قالت ! 
شردت بعقلها لعالم آخر تتذكره فيه فقط وهي تبتسم ببلاهة وعاطفة تظهر بوضوح في عيناها المغرمة غير
عابئة 
بضحك صديقتها عليها والتي قالت بالأخير في مرح _ 
_ لا ده إنتي طلعتي حالتك صعبة بجد !
خرجت من الحمام بعدما انتهت من حمامها المسائي الدافيء وكانت ترتدي رداء الحمام وتلف شعرها بالمنشفة البيضاء الصغيرة ثم قادت خطواتها إلى المرآة ونزعت المنشفة عن شعرها والتقطت الفرشاة لتبدأ بتسريحه بعدما استخدمت الجهاز الكهربائي لتجفيف الشعر 
ترفع يدها لأعلى فروة شعرها وتنزل بالفرشاة للأسفل ونظراتها ثابتة على انعكاسها في المرآة بشرود رغما عنها لا تتمكن من إخراج كلمات تلك الشيطانة من عقلها وتستمر في التردد بتكرار حتى ملت وباتت تشعر أنها تصدقها عدنان مش بيحبك ولا هيحبك هو لسا بيحب فريدة إنتي مجرد ورقة حظ بس كسبها عشان ينسى حبه وخيانتها ليه ! يؤلمها قلبها بشدة كلما تتذكر تلك الكلمات لكنها تعود وتسكت صوت عقلها المزعج بأنه يحبها حقا وإلا لم يكن ليتحمل كل هذا الوقت حتى سامحته كان بإمكانه أن يتركها ويحررها من زواجهم لكنه تمسك بها وأثبت حبه ورغبته بها قد تكون فريدة بالفعل هي السبب في جمعهم معا من جديد هي الحلقة الفاصلة التي ساعدت على أحياء ما ردمته الرمال أسفل الأنقاض ليس بالضرورة أن تكون هي البداية والنهاية لكل شيء مرة أخرى !!! 
انتفضت جالسة على أثر لمسته لها فوق كتفها والتفتت برأسها إليه ترمقه مطولا في ملامح ونظرات غريبة جعلته يقطب حاجبيه ويسألها بتعجب باسما _ 
_ بتبصيلي كدا ليه ! 
_ رمان يارمانة ! 
تجمدت مكانها وعلقت انظارها على انعكاسه في المرآة تتطلعه بتدقيق كأنها تستكشف صدق أو كڈب كلمات جميلة ! 
طبع قبلة رقيقة فوق شعرها وتمتم _ 
_ مالك يا جلنار !! 
استقامت واقفة وقالت بجمود وثبات _
_ تعبانة وعايزة أنام تصبح على خير 
قبض على ذراعها يمنعها من التحرك هاتفا بجدية _ 
_ في إيه إنتي
 

تم نسخ الرابط