إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


زي كدا انتي قولتي واحدة ياهنا ! 
ردت بنظرة ماكرة وهي تكتم ضحكتها 
_ أيوة قولت 
صر على أسنانه بغيظ وهو يطالع ابنته بوعيد حقيقي يتوعد لها بنظراته وحركات أصابعه وفورا انتبه على أثر صوت جلنار المرتفع والغيرة الحاړقة بعيناها 
_ مين دي ياعدنان ! 
تنهد بعدم حيلة ورد بخفوت 

_ ياجلنار دي ليلى والله كنت بتكلم معاها على الشغل لأني مش رايح النهارده 
_ وتتكلم معاها وقت طويل ليه ! 
قال شبه منفعلا 
_ بقولك بنتكلم في الشغل في الشغل اغنهالك 
جلنار بغيظ وعصبية 
_ وهو مفيش غير ليلى تتكلم وتحكي معاها في الشغل في التلفون ما في مېت راجل في الشركة عندك آدم وعندك حاتم كل ده مش كفاية 
عدنان بعصبية مماثلة لها 
_ لا مش كفاية يا جلنار عشان أنا عايز اتكلم مع ليلى حلو كدا ارتحتي ! 
كادت أن تجيب جلنار وتكمل صياحها لولا هنا التي التصقت بأبيها وهمست بكل رقة ونظرة بريئة تضمر خلفها برودها وكأنها تعمدت افتعال مشكلة بين والديها 
_ بابي في بكرا حفلة في الحضانة هتيجي معايا مش كدا !
بصباح اليوم التالي داخل ساحة الحضانة حيث تقام الحفلة 
كانت جلنار تجلس بجوار عدنان يشاهدون ابنتهم وهي تلعب وتركض مع اصدقائها لكن خرج صوت عدنان المغتاظ حين رأى ذلك الطفل الذي يلازم ابنته منذ قدومها ويتحرك معها بكل مكان حتى أنه يقترب منها ويمسك بيدها يجرها معه حتى
يلعبون 
_ هو مين الواد الملزق ده وماله لازق للبنت كدا ليه ! 
رمقته جلنار باستغراب وهتفت 
_في إيه ياعدنان دول أطفال ! 
هتف پغضب وغيرة ملحوظة 
_ ولما هو طفل بيمسك إيد بنتي ليه مهو يبقى عيل مش متربي بقى
رمقته بطرف عيناها في حيرة من تصرفاته الجديدة والغريبة ثم عادت تتابع ابنتها من جديد
_ معلش ياحبيبتي اقعدي جمبنا شوية كفاية لغاية ما إيدك تخف 
ففعلت وجلست بجوار أبيها عابسة الوجه لأنها سقطت بينما هو فكانت عيناه ثابتة على الطفل الصغير الذي لا يحيد بنظره عن ابنته ويتابعها باهتمام ! انتبهت جلنار له فضحكت بقوة وقالت 
_ عدنان إنت اللي بتعمله ده بجد ! 
هتف پغضب حقيقي وانزعاج 
_ إنتي مش شايفة الولا بيبص لبنتي إزاي ! 
لم تتمكن من حجب ضحكتها التي انطلقت عالية رغما عنها ولم يلبثوا لدقيقة حتى رأوا ذلك الطفل يتقدم نحوهم وفور وقوفه أمام عدنان نظر له وتمتم بهدوء 
_ اونكل ممكن اطلب منك طلب 
ردت عليه جلنار بدلا من عدنان وهي تضحك 
_اتفضل ياحبيبي 
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان
يشعر بالخۏف منه قليلا لكنه تشجع وقال بعفوية وبراءة طفولية جميلة 
_ممكن تخليني اتجوز هنا بنتك !
_ الفصل الثالث والسبعون _
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان يشعر بالخۏف منه قليلا لكنه تشجع وقال بعفوية وبراءة طفولية جميلة 
_ممكن تخليني اتجوز هنا بنتك !
اتسعت عيني جلنار بدهشة من عبارته لكن سرعان ما داهمها شعور بالضحك فور تخيله لرد زوجها كيف سيكون فراحت تكتم على فمها
بيدها تمنع انطلاق صوت ضحكتها بينما عدنان فظلت نظراته الثاقبة مستقرة فوق ذلك الجسد الصغير الواقف أمامه والغيظ يتأجج في صدره فنقل نظره إلى ابنته التي تتابع بعيناها ما
يحدث بسكون وفي عيناها تظهر ابتسامة اشعلت نيران أبيها أكثر 
تطلع عدنان للطفل ورد عليه بامتعاض وغيظ مكتوم وهو يربت على كتفه في لطف 
_ بنت مين ! أنا معنديش بنات للجواز يلا ياحبيبي روح العب بعيد عند أبوك
تبددت حماسة الطفل وظهر العبوس على محياه بوضوع وهو يتجول بنظره بينهم جميعا بالأخص هنا التي زمت شفتيها بضيق بدورها ! 
لحظات وفور رحيل الطفل عقدت هنا ذراعيها أمام صدرها وهتفت محدثة أبيها معاتبة وهي حزينة لأنه ضايق صديقها وجعله يعود لوالده حزينا 
_ بابي !
ضيق عيناه بذهول من رد ابنته وفورا هتف بحدة وانزعاج ملحوظ 
_ بت اكتمي بلا بابي بلا قرف كمان لسا مطلعتيش من البيضة وجايبالي العرسان وراكي في ديلك 
داخل منزل هشام الرفاعي 
كانت زينة كامنة بغرفته الخاصة بالعمل تجلس فوق الأريكة وبيدها تمسك بكوب من القهوة الساخنة ترتشف منه بحذر حتى لا ېحترق فمها وعيناها عالقة على صورة زواجهم المعلقة على الحائط أمامها 
هو كان كقوس قزح زين سمائها الصافية بالصباح بعد أن كانت ملبدة بالغيوم طوال ليل حالك وعاصف بالأمطار والأعاصير 
لم تفق من شرودها به إلا على صوت خطواته بعدما دخل الغرفة واقترب ليجلس بجانبها على الأريكة ويهمس باسما في مغازلة 
_ عروستي الحلوة بتعمل إيه وحدها هنا ! 
تلونت وجنتيها بلون الحمرة وقالت في استحياء امتزج بتذمرها 
_ بطل بقى تقولي عروستي ياهشام ! 
ابتسم ورد عليها بخبث متعمدا ليشعل حيائها أكثر 
_ ليه بتتكسفي ! 
اشاحت بوجهها عنه وردت مغلوبة في امتعاض من مكره 
_ اه بتكسف خلاص ! 
تنهدت زينة بعدم حيلة ثم التفتت بوجهها له وابتعدت عنه ببطء لتترك مساحة فارغة بينهم هامسة 
_ تحب اروح احضرلك الفطار ياحبيبي إنت صاحي من النوم وأكيد جعان 
اختلس المسافة
 

تم نسخ الرابط