إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
الحمام وتدخل وقبل أن تغلق الباب همست في ابتسامة مثلجة
كانت رفيقتي مايا
ثم أغلقت الباب دون أن ترى ردة فعله لكنها استشعرت مدى الصدمة التي تهيمن عليه الآن بالتأكيد يقف متسمرا كالصنم يحدق في الباب وفي أثرها ببلاهة وعدم استيعاب للخديعة التي سقط فيها بكل سهولة وربما غاضب منها بشدة ويرغب في فض شحنة غيظه بها لكن كل هذا لا يهم طالما حصلت على ما تريده !
أوقفتها بإشارة من
يدها وسارت هي لتفتح وكانت تعرف أن الطارق هو ابنها
فتحت الباب واستقبلته بابتسامة امومية حانية ثم فردت ذراعيها له تعانقه وتهتف
ازيك ياحبيبي
ابتسم لها وملس على ظهرها بلطف مغمغما
أسمهان بإماءة بسيطة
باخده متقلقش كويس إنك جيت أهو تتغدا معانا ونتلم كلنا على السفرة
خليها مرة تاني ياست الكل وهقضي اليوم كامل
معاكي أنا جاي بس اخد كام حاجة من الأوضة كنت شايلها بخصوص الشغل وهمشي
ابتسمت متهكمة وردت باقتضاب تلقي بتلمحياتها المباشرة
أصدر زفيرا طويلا بخنق ثم ابتسم وقال متخطيا جملتها
آدم موجود
هزت رأسها بالنفي ولا زالت ملامحها مقتضبة فهز هو رأسها بيأس واندفع تجاه الدرج يصعد إلى غرفته بالأعلى فتح الباب ودخل ثم اتجه اول شيء إلى أدراج الطاولة الخشبية يفتحهم واحدا تلو الآخر يبحث عن الذي يريده ولم يتمكن من إيجاده ووجهته التالية كانت الخزانة فيسحب الباب الجرار الذي بالمنتصف لتقع عيناه على ملابس فريدة
خرجت صيحة عارمة منه
ماما
لحظات وكانت أسمهان تهرول إليه بالأعلى على أثر صيحته وحين دخولها الغرفة تصلبت بعدما رأت الأرض تمتلأ بملابس فريدة والتقطت نظراتها الخزانة التي أصبحت فارغة تماما ولم تلبث حتى سمعت صوته الممزوج بصيحة مزمجرة ولهجة آمرة
هدرت أسمهان بإمتثال ونبرة رزينة
حاضر ياحبيبي أنا بنفسي هحرق الهدوم دي وهخليهم ينضفوا الأوضة كويس متعصبش نفسك
لكم بحذائه كومة الملابس الملقية ثم عبر فوقها غير مباليا وانصرف بعد أن أخذ ما كان قد أتى لأجله بسبب العمل بينما أسمهان فبقت مكانها تقف وتتجول بنظرها بين أرجاء الغرفة تبتسم بتشفي وخبث ثم ترفع ذراعيها تعقدهم أمام صدرها وتقول
في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
خرجت من الحمام ممسكة بيدها منشفة صفراء صغيرة تجفف بها وجهها ويديها فتسقط نظراتها علي الفراش بتلقائية وتنتفض فزعا عندما تراه ممدا فوقه على ظهره يضع ذراعه فوق عينيه قبل أن تدخل الحمام منذ دقائق لم يكن موجودا متى جاء !
ردت عليه بقرف وعدم اكتراث
هنام مع هنا
ثم أمسكت بالمقبض وكانت على وشك أن تديره لولا أن قبضته الفولاذية نزعت يدها فجأة من فوق المقبض وادخل المفتاح في القفل يغلق الباب عليهم ثم يخرجه ويضعه بجيبه هاتفا في ڠضب مكتوم
مكانك جنبي هنا في الأوضة مش عند هنا
نقلت نظرها بين الباب المنغلق وبينه پصدمة ثم هتفت
إنت قفلت الباب ليه !!!
عدنان بهدوء مستفز
عشان متطلعيش
بسطت كفها أمامه تقول شبه آمرة باستياء
هات المفتاح من فضلك
هز رأسه بالرفض القاطع يرمقها بنظراته الثاقبة وعلى حين غرة يجذب الوسادة من بين ذراعيها ويلقيها على الأرض ثم يدنو منها ويهتف پغضب زوج يرغب ببقاء زوجته بجواره وهي تقابل كل شيء منه بالنفور
لو فاكرة إنك لما تروحي تنامي في أوضة تاني كدا بتعاقبيني تبقى غلطانة أنا سمحتلك مرة ومش هسمح تاني
جلنار بابتسامة هازئة
وإنت متخيل إنك لما تحبسني معاك في الأوضة أنا كدا هضطر وأنام جنبك ! يبقى بتحلم !!
ابتسم ببرود ثلجي واقترب بوجهه منها أكثر يهمس متسليا
بس أنا أحلامي حقيقة !
وباللحظة التالية كان صوت شهقتها المرتفعة هي وحدها المسموعة بالغرفة بعدما وجدته ينحنى ويحملها فوق ظهره ليصبح نصفها العلوى بالخلف والسفلي من الأمام يثتبها منه فوقه صاحت پغضب تلوح بقدميها في الهواء بشراسة
إنت اټجننت نزلني عدنان بقولك نزلني عدن
ابتلعت بقية اسمه حين شعرت بجسدها يهوي فوق الفراش فانطلقت منها شهقة أخرى وسرعان ما تداركت الوضع وكانت على وشك الوثوب واقفة إلا أن يديه أعاقتها وثبتتها مكانها فانحنى عليها بوجهه وهو واقفا وهمس
شوفتي إني مش بحلم
زئرت من بين شفتيها بشراسة تماما كالقطة تتلوى من قبضته وتهتف
ابعد
أظلمت عيناه بشكل مريب لم يكن مخيفا بقدر ما كانت تحمل في ثناياها المرارة وهو يجيبها ساخرا
أه نسيت
معلش إنك پتكرهي لمستي وبتكرهيني من كل
متابعة القراءة